يؤكد أنه خاض مغامرة كبيرة في رمضان... هاني سلامة: مواقع التواصل عالم افتراضي لا أنتمي إليه

القاهرة – نورهان طلعت 29 يونيو 2019
نجح النجم هاني سلامة هذا العام، في جذب شريحة كبيرة من مُحبّي أعمال الإثارة والتشويق إلى مسلسله "قمر هادي"، الذي خاض به منافسات دراما رمضان. "لها" التقته فكشف عن كواليس هذا العمل وأسراره، وتحدّث عن كيفية استعداده لشخصية "هادي أبو المكارم"، وأبرز المشاهد الصعبة التي واجهته طوال التصوير، وموقفه من الترويج لأعماله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


- "قمر هادي" عمل مليء بالإثارة والتشويق، كيف جاءت فكرته؟

فكرة العمل تعود الى المؤلف إسلام حافظ، بحيث عرض النص علينا، أنا والمخرج رؤوف عبدالعزيز، وجذبتنا أحداث المسلسل كثيراً، رغم أن الحلقات لم تكن كتابتها قد اكتملت بعد، لكن مع اكتمالها والبدء بالتصوير، زاد تعلّقي بالشخصية، وكل التفاصيل الخاصة بها.

- "هادي أبو المكارم" شخصية صعبة وتتطلب تحضيرات كثيرة، كيف استعددت لها؟

منذ البدء بكتابة الحلقات الأولى من المسلسل، كُنت أرافق المؤلف والمخرج على الدوام، وأدرس كل مشهد جيداً، كما كنت أتصوّر الانفعالات والأحاسيس، ولذلك اندمجت مع الشخصية قبل انطلاق التصوير بفترة، لعلمي أنها تحتاج الى مجهود كبير، لذا أؤكد أنها تطلبت مني تحضيرات كثيرة حتى تمكنت من تأديتها بالشكل المطلوب.

- لا تتردّد في القول إن هذا العمل مثّل تحدياً كبيراً لك...

هذا صحيح، لأنني لم أُقدّم "السيكودراما" من قبل، والجمهور لم يرَني بعد في مثل هذه النوعية من الأعمال، لذا شعرت مُنذ اللحظة الأولى لموافقتي على المسلسل، أنني أمام تحدٍ كبير ومُختلف، فهو أشبه بالمغامرة نظراً لغناه بالأحداث، والتي تحتاج الى مزيدٍ من التركيز ومتابعةٍ للحلقات، كما أحببت فكرة أن يُفاجأ الجمهور بالدور، ويراني من منظور مختلف.

- لماذا شعر البعض بالاختلاف في أدائك في هذا العمل تحديداً؟

بالفعل، اختلف أدائي في هذا العمل، لأن الشخصية التي أقدّمها فيه هي مزيج من الانفعالات والمواقف المختلفة، ولا تسير بوتيرة واحدة، وهو لذلك نجح في إخراج طاقات كامنة لديَّ، تجسّدت في طريقة ظهوري وأدائي، وأعتقد أن هذا أضاف الى رصيدي الفني.

- هل انتابك القلق من حدوث أي خطأ في العمل، خاصةً مع كثرة الأحداث في الحلقة الواحدة؟

كنت فعلاً قلقاً من الوقوع في الخطأ، لأن العمل لا يحتمل ذلك، فإذا حدث خطأ في أي حلقة فلن يتابعنا المشاهد بعدها، ولن يرحمنا أحد. لذا كان هدفنا وأكثر ما يهمّنا هو جذب المُشاهد، وجعله يندمج مع الأحداث، وبالتالي راغباً في معرفة تطورات الأحداث والشخصيات، وما سيحدث لـ"هادي"، والسبب الأساس في ما وصل إليه، فأي خطأ سيؤثر في العمل ككل.

- لكن ألم تخف من أن تؤدي كثرة مشاهد "الفلاش باك" والربط بين الماضي والحاضر في العمل الى انصراف الجمهور عنه؟

الأعمال التي تنتمي الى الـ"سيكودراما"، تتطلب ذلك، وهي رؤية مؤلف ومُخرج، وطريقة عرض مُختلفة وغير تقليدية، فيها إيجابيات وسلبيات في وقت واحد، وكما قلت، العمل مليء بالأحداث المشوّقة، وإذا تخلّف المُشاهد عن متابعة أي حلقة، فلن يفهم ما حدث وما سيحدث، لذلك كل من تابع العمل، تعلّق بشخصياته وأحداثه.

- إلى أي مدى واجهت صعوبات بسبب انفعالات الشخصية وتغيراتها؟

لقد واجهت صعوبات كثيرة، فالمشهد الواحد كان يتضمن الكثير من النقلات والتغيرات، على صعيد الإحساس والمجهود الذهني، وأتوجه بالشكر الى جميع الممثلين المشاركين في هذا العمل، نظراً للجهد الكبير الذي بذلوه فيه، كما أن العمل كُتب بشكل أبهرني، والمخرج رؤوف عبدالعزيز كان متمكناً من أدواته، فقاد الممثلين بشكل جيد، وجعلهم يندمجون مع الشخصيات التي يجسّدونها، لذا كنت على يقين بأن المسلسل سينال إعجاب المشاهدين.

- لكن أي مشهد بالتحديد واجهتَ صعوبة بالغة في تقديمه؟

سؤالك صعب، لأن هذا العمل تحديداً، تضمن الكثير من المشاهد المعقدة، فلو سألتني عن المشهد الأصعب في أعمالي السابقة، لأجبتُ بسهولة، لكن في هذا العمل، الأمر مُختلف تماماً، ولا أستطيع تحديد مشهد بعينه، لكن أتذكّر مشهد دخول ابنتي وزوجتي عليَّ في غرفتي بالمستشفى في الحلقات الأولى، فقد كان صعباً للغاية، وكل المشاهد أعتبرها رئيسة ومؤثرة، وتطلبت مجهوداً ذهنياً وإحساساً مُختلفاً.

- دُهش البعض في البداية لتضمّن حلقات المسلسل آياتٍ من سورة "القمر"، فهل تعمّدتم ذلك؟

نعم، تعمّدنا ذلك، لأن هناك رابطاً بين أحداث العمل وآيات من سورة "القمر"، وفي الحلقات الأخيرة من المسلسل، يفهم الجمهور المغزى من هذا الربط.

- حدث ذلك أيضاً في مسلسلك "فوق السحاب" بحيث تمت الاستعانة بصوت الشيخ الطبلاوي، هل تحب ربط الآيات القرآنية والأناشيد الدينية بأعمالك؟

الآيات القرآنية والأناشيد الدينية، التي استُخدمت أيضاً في مسلسل "فوق السحاب"، كانت تعبّر عن مضمون العمل وأحداثه، وهذه الطريقة كانت جديدة يومذاك، ولجأ المُخرج إليها للتعبير عن أحداث العمل، إذ وجد أنها تناسبه وتحكي عن مضمونه.

- هو تعاونك الثالث مع رؤوف عبدالعزيز بعد "طاقة نور" و"فوق السحاب"، فهل تخشى المجازفة بالعمل مع مخرج أو مؤلف جديد؟

بالتأكيد لا، وأعترض على جملة "أخشى المجازفة مع مخرج أو مؤلف جديد"، لأنني تعاملت مع الكثير من المؤلفين والمخرجين في أعمالي السابقة، وكانت أعمالهم الأولى، وحققوا نجاحات كبيرة بعد ذلك، فإذا لم يعمل الشخص لأنه لم يخض أي تجربة سابقة، فبالتالي لن يعمل أحد، وأنا شخصياً كانت لي نقطة بداية انطلقت منها، وقبلها لم أكن معروفاً في الوسط الفني، إلا أنني اغتنمت الفرصة التي جاءتني في الوقت المناسب. أما عن مؤلف العمل فهي المرة الأولى التي نعمل فيها معاً، وسعدت بالتجربة كثيراً، وبأسلوبه في الكتابة والتفكير، وكذلك الأمر بالنسبة الى المخرج رؤوف عبدالعزيز، فثمة تناغم كبير بيننا، وتقارب في أسلوب كلٍ منا في التفكير، ولذلك أصبح التعامل في ما بيننا سهلاً، وخالياً من أي تعقيد.

- إلى أي مدى تأثرت بشخصية "هادي أبو المكارم"؟

نظراً لصعوبة هذه الشخصية وغرابتها، والمجهود الذي بذلته في تقديمها، فقد تأثرت بها طوال فترة التصوير، واندمجت معها، وهذا كان جيداً، حتى يشعر المشاهد بصدق الشخصية.

- لكن هل استطعت التخلّص منها بسهولة؟

في الحقيقة لا، لأن تصوير المسلسل استغرق أشهراً عدة، واستمر إلى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ولذلك رافقتني الشخصية لفترة، تمكنت بعدها من نسيانها والعودة الى طبيعتي وشخصيتي الحقيقية.

- نبرة صوتك توحي بأنك سعيد للغاية بهذا العمل تحديداً...

صحيح، لأن هذا العمل تحديداً بذلت فيه مجهوداً كبيراً، لا يمكن أحداً أن يتخيّله، وشعرت أنه سيقدّمني للجمهور بصورة مُختلفة، لم يعتادوا رؤيتي فيها، وكما قُلت؛ تفاصيل المشاهد وتركيبتها وكثرة "الفلاش باك"، تطلّبت مني ومن فريق العمل، تحضيرات كثيرة، لكن خروج العمل بصورة مبهرة، جعلني أشعر بأن مجهودي ومجهود زملائي لم يذهب سدىً.

- تشارك في الدراما الرمضانية للعام الثالث على التوالي، هل تخطّط للأمر أم يأتي صدفة؟

عندما يُعرض عليَّ سيناريو عمل جيد، لا يمكنني رفضه، بل أتحمّس له، لأن السيناريوهات الجيدة والأفكار المُختلفة من الصعب أن نجدها كل يوم، وأنا لا أخطّط للظهور في الدراما الرمضانية، لكنه توفيق من الله، فهو سبحانه وتعالى الذي يهيّئ لي الظروف المناسبة لذلك.

- ماذا عن ردود الفعل التي جاءتك حول العمل؟

الجمهور يتحدث معي عن شخصية "هادي أبو المكارم" التي قدّمتها في المسلسل، بأسلوب يبهرني، لكنهم حمّلوني مسؤولية كبيرة إذ طلبوا مني التركيز في أعمالي المُقبلة، والحرص على أن يكون مستواها بمستوى "قمر هادي". وللحقيقة، إشادات الجمهور لم تقتصر عليّ وحدي، بل شملت أيضاً بطلتَي العمل، يسرا اللوزي وداليا مصطفى، والفنان الكبير محسن محيي الدين، وحتى الطفلة التي شاركتنا في العمل، فهم قدّموا عملاً استثنائياً، وهذا أسعدني كثيراً.

- كل فنان يؤكد تصدُّر عمله نِسب المشاهدة عبر وسائل التواصل المُختلفة، لماذا لم تعتمد هذا الأسلوب للترويج لمسلسلك؟

لا أشغل نفسي بهذه الأمور، ولا أهتم للعالم الافتراضي، لأنني من الأشخاص الذين ينتمون الى العالم الحقيقي، وأحرص على معرفة الآراء بأعمالي من خلال الناس الذين ألتقيهم في الشارع، لأنهم صادقون ولا يحبّون المُجاملة، ويعبّرون ببساطة ووضوح عما يعجبهم أو لا يعجبهم، حتى أنهم أحياناً يناقشونني حول طبيعة أدواري، وأنا بدوري أحترم آراءهم وأعمل بها لأسير على الطريق الصحيح، فهؤلاء الناس لا يرغبون إلا برؤية فنانهم المُفضل في أبهى صورة.

- ما الأعمال الرمضانية التي تابعتها؟

للأسف الشديد، لم أستطع مشاهدة أي مسلسل رمضاني، لأنني لم أرتح بعدُ من عناء التصوير.

- لم نشاهدك في أي عمل سينمائي جديد مُنذ فترة، فهل تخطّط للتواجد في السينما؟

معروض عليّ أكثر من عمل سينمائي، لكنني لا أستطيع الكشف عنها حالياً، في انتظار أن تدخل هذه الأعمال حيز التنفيذ. واليوم، أستمتع بنجاح "قمر هادي"، وأسعد بردود الفعل عليه، وكما قلت، ما زلت أحتاج الى بعض الوقت كي ألتقط أنفاسي بعد الإرهاق الذي عانيته في تصوير هذا العمل، ومن ثم أُحدّد خطواتي المُقبلة، لأنني اعتدت على التحضير لأعمالي بشكل جيد، وعدم التسرّع في الموافقة على أي مشروع جديد، حتى لا أخذل جمهوري.