أناقة عصرية شبابية دافئة

بيروت- روزي الخوري 20 أكتوبر 2019

في واحة من الرقيّ ومساحة من الجمال، خطّ المهندس حبيب وهبة هذا المسكن بكثير من الشغف والإبداع الهندسي. وقد نجح في جمع العصرية وروح الشباب والدفء في آنٍ واحد، انسجاماً مع متطلّبات المالكين. فالمساحة بقيت واحة غنّاء بأجزاء مختلفة تربط بينها العناصر الموحّدة وانسجام الألوان والمواد المستخدمة.


ليس صعباً على من يدخل هذا المسكن أن يعلَم أنّ وهبة هو من تولّى الهندسة، فبصماته وثوابته الفنّية حاضرة في كلّ أعماله. رقيّ في الهندسة، خيوط واضحة وأنيقة وألوان زاهية بطراز نيو كلاسيكي. إنها باختصار الميزات التي بات يُعرف بها المهندس وهبة.

هذه الشقّة في قلب بيروت النابض فسيحة ومتلألئة بحلّة بيضاء أنيقة. أينما وقع نظرنا نرى الأجزاء المتماسكة من حيث المواد المستخدمة والأشكال الهندسية وطراز الأثاث العصري. وعادةً ما يعمد المهندس وهبة الى استخدام الأثاث كلّه من شركة واحدة عالمية معروفة بصناعة المفروشات، وبذلك يحافظ على النمط الهندسي الموحّد: طراز عصري بقماش فاخر وألوان ونقوش متناسقة، وكذلك الأكسسوار والطاولات ذات التصاميم المبتكرة بمواد ممزوجة بفنّ، اختارها مع المالكين من مدينة ميلانو الإيطالية. ونزولاً عند رغبتهم، أبقى المساحة واحدة لا تفصل بينها الحواجز، مع المحافظة على هويّة كلّ ركن.

واللافت هو اللون الأبيض والشفافية التي ميّزت المنزل. رخام أبيض افترش الأرض قابلته الجدران البيض والسقف الذي ازدان بالجفصين البسيط التصميم والستائر البيض الشفافة على امتداد الواجهات الزجاج الكبيرة والكثيرة.

قاعة الاستقبال ركن فسيح يمكن رؤية كلّ أجزاء المنزل منها. عن يمينها كونسول مستطيل على شكل طاولة غير مرتفعة تعلوها لوحة زيتية بألوان قويّة، وهي القطعة الوحيدة في المنزل التي تضج ألوانها بالحياة. ومعظم اللمسة الفنيّة انتقاها المالكون من مجموعة "بوب آرت" لجورج مورتون وكلارك 7 وجوني تشيتوود.

البداية من الصالون العصري، المؤلّف من مقعد واحد كبير متّصل الأجزاء بشكل شبه مستدير من اللون البيج، يظهر من الخلف وسرعان ما تنكشف تفاصيله عند الدخول إلى وسط الصالون، حيث يمكن رؤيته من الجهة الأمامية. سجّادة الصالون باللونين البيج والبني موشّاة برسوم أضفت حركة على الجلسة التي انسدلت أمام واجهاتها الستائر البيض الشفّافة، والتي ما إن تفتح حتى تطلّ الجلسة على لوحة خارجية فيها من سحر العاصمة بيروت.

جدار المدفأة في وسط الجلسات تحفة هندسية قائمة بذاتها، جزؤها الأعلى من الخشب الأبيض اللمّاع عبارة عن خزائن من الاتجاهات كافة، والأسفل من الحجر الرخام البني، وفي الوسط النار المشتعلة ترسل دفئها إلى كلّ الأجزاء الأخرى. وقد اتّسمت مقاعد هذه الجلسة أيضاً بلونها البيج الزاهي من الطراز العصري.

أمّا غرفة الطعام، فقبعت في ركن هادئ من المنزل، مقاعدها كبيرة من المخمل بلون هو مزيج من البنفسجي والرمادي، والطاولة من الرخام الموشّى بألوان الرمادي الزاهي والداكن. الجدار تحوّل إلى خزائن ارتدت حلّة بألوان مقاعد غرفة الطعام، ووضعت السجادة من القماش المخملي الرمادي. وفي المقابل تحت النافذة، دروسوار من الخشب اللمّاع الداكن.

اللونان الأبيض والرمادي انتقلا إلى المطبخ، الذي اتّسم بدوره بنفحة من الرقي. الخزائن من الخشب الأبيض اللمّاع تداخل معها الستينلس، والأرض من البلاط المقطّع إلى مرّبعات رمادية.

هذا السحر الفاخر الأبيض انتقل إلى حمّام الضيوف الذي ازدان بدوره بالحجر الرخام البيج الزاهي والأكسسوار الأبيض.

ممرّ طويل أرضه من الباركيه الزاهي، وجدرانه عبارة عن خزائن بيض من الخشب اللمّاع تقابلها الأبواب البيض من الخشب نفسه، تكمل اللوحة الفنية وتقودنا إلى غرف النوم التي طُبعت باللونين الرمادي والأبيض، إلى جانب الحمّام ذي الجدران الرخام الرمادية، وقد زادتها المرآة التي تمتد على طول الجدار الذي يعلو مغسلتين، إشعاعاً وشفافية.

يمكن اختصار هذا المسكن بكلمتين: رقيّ ونضارة متجانستان، بدءاً من المدخل وامتداداً إلى سائر الأجزاء.