ديانا حداد: لست خائفة من زواج ابنتي... ومهما كبُرت أبقى صغيرة

حوار: هنادي عيسى 31 أغسطس 2019

تُعدّ النجمة ديانا حداد من أبرز مطربات التسعينيات، وفي أرشيفها الغنائي الكثير من الأغاني "الضاربة" التي لا تزال راسخة في أذهان الجمهور، بدءاً من "ساكن" وصولاً "إلى هنا" التي حققت ملايين المشاهدات على موقع "يوتيوب". "لها" التقت ديانا حداد وحاورتها حول جديدها الفني وتفاصيل حياتها العائلية.


- أين أمضيت إجازة الصيف؟

أحببتُ هذا العام أن أمضي إجازتي في الولايات المتحدة الأميركية مع ابنتيّ "صوفي" و"ميرا" وأخي وعائلته، وكانت إجازة ممتعة جداً، وأميركا من الدول المميزة للسياحة.

- ما هي البلدان التي تنعمين فيها بالراحة؟

أسعى دائماً لزيارة دول أحبّها، سواء عربية أو غربية، والإنسان يستطيع أن يُسعد نفسه ويبحث عمّا يريحه، وبالنسبة إليّ لم أتعرض لأي مضايقات في البلدان التي زرتها، بل على العكس، كان يغمرني الفرح عندما يقترب الناس مني ويلتقطون الصور معي، فمحبّة الناس لي نعمة من ربّ العالمين، وأنا أحرص على أن أكون مرتاحة في السفر.

- هل تخوضين المغامرات في أثناء السفر والإجازات؟

بطبعي أحب المغامرات، وفي كل إجازاتي أحرص على عيش المغامرات، وأسعى لاكتشاف كل جديد في البلدان التي أزورها.

- كيف كانت الإجازة هذا العام؟

كانت إجازة طلباً للراحة من ضغوط العمل، وسبقت قيامي بورشة عمل جديدة تتضمن تقديم أغنيات متنوعة، وحالياً أُحضّر لأغنية منفردة باللون البدوي، كما أستعد لإحياء عدد من الحفلات والمهرجانات.

- أليس لديك ألبوم غنائي جاهز؟

ألبومي الغنائي الجديد أوشك على الانتهاء، بحيث أضع اللمسات الأخيرة عليه، وهو من إنتاج شركة "روتانا".

- إذاً ما زلت تؤمنين بإصدار ألبوم غنائي في هذا العصر الذي تطغى عليه موضة طرح الأغنيات المنفردة...

لم ينته زمن الألبوم بعد، وقريباً سأُعلن عن تفاصيل ألبومي الجديد.

- سبق أن تحدّثت عن "ديو" عالمي، ماذا عن تطورات هذا العمل؟

هذا الدويتو استغرق العمل عليه وقتاً طويلاً، وإن شاء الله سيتم إنجازه قريباً.

- لماذا ابتعدت عن الأغنية اللبنانية؟

لم أبتعد عن الأغنية اللبنانية، لكنني قدّمت أعمالاً باللهجة الخليجية، وقبل فترة طرحت أغنيات باللهجة العراقية، وقد لاقت كلها رواجاً وحققت نجاحاً باهراً في الوطن العربي، وخاصة أغنية "إلى هنا" التي تخطت 84 مليون مشاهَدة على موقع "يوتيوب"، كما حصدت أغنية " أحبك وكذا" نجاحاً كبيراً.

- هل تراجعت الأغنية الخليجية على حساب الأغنية العراقية؟

الأغنية العراقية تصب في خانة الأعمال الخليجية التي ما زالت في أوجّها، والدليل على صحة كلامي، أن هناك فنانين كباراً حققوا نجاحات باهرة بأعمالهم الخليجية التي انتشرت في كل الدول العربية.

- أين أنتِ من الحفلات التي تقيمها شركة "روتانا" في المملكة العربية السعودية؟

أنا من الفنانين الذين وقّعوا عقوداً مع شركة "روتانا"، وإدارتها تحدثت معي عن إحياء حفلات، لكنني كنت وقتها مشغولة، وفي الفترة المقبلة سيكون لي أكثر من حفلة مع الشركة في السعودية وغيرها من الدول، وكلّي شوق لملاقاة جمهوري السعودي الحبيب الذي يتواصل معي عبر السوشيال ميديا، كما سأعلن عن أي حفلة من المقرر أن أُحييها قريباً.

- كيف تنظرين إلى التطور الحاصل في المملكة العربية السعودية؟

التطور الذي تشهده المملكة رائع ومدروس من كل النواحي، وأنا أُتابع جيداً هذا التطور البنّاء الذي يفيد كل شخص يعيش في السعودية، وأتمنى لها الازدهار الدائم.

- لماذا أنت بعيدة عن بلدك لبنان؟

لبنان متربّع في قلبي دائماً، وأنا موجودة فيه من خلال أعمالي الغنائية، وقد حللتُ ضيفة على أكثر من برنامج صوّر في لبنان، وبصراحة إطلالاتي التلفزيونية مدروسة، ولا أحب الظهور في أي برنامج، بل اختار الأفضل والمناسب لي.

- هل لا يزال لبرامج الهواة جمهورها؟

نعم، لهذه البرامج جمهورها الذي يطالب بها باستمرار.

- هل تحبّذين المشاركة فيها حالياً؟

كنت من أوائل الفنانين الذين شاركوا في مثل هذه البرامج، من خلال برنامج "نجم الخليج" الذي عُرض على شاشة تلفزيون دبي، كما تفاوضوا معي للمشاركة في أكثر من لجنة تحكيم، لكننا لم نتفق، وأنا أرحّب بالظهور في هذه البرامج، لكن شرط أن يكون البرنامج مميزاً ويُعرض على شاشة مهمة مثل "أم بي سي".

-  ما رأيك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

لا شك في أن هذه المواقع مفيدة، لأنها قرّبت بين الفنان وجمهوره، هذا من الناحية الإيجابية، أما المبالغة في الظهور على السوشيال ميديا فأعتبرها سلبية وتضرّ بالفنان... وكما يقال: "خير الأمور أوسطها".

- هل تتواصل ابنتاك مع والدهما المخرج سهيل العبدول وإخوتهما منه؟

بالتأكيد، فـ"صوفي" و"ميرا" على تواصل دائم مع والدهما وإخوتهما منه، وابنتاي تحبّان الأجواء العائلية، وأنا ربّيتهما على ذلك، فالترابط الأسري أمر مقدّس بالنسبة إلينا جميعاً.

- هل ستفرحين إذا تزوجت ابنتاك؟

طبعاً، سيغمرني الفرح إذا تزوّجتا، لأنني سأسعد بهما وبأولادهما، ومهما كبُرت أبقى صغيرة، بل يسرّني أن أكبر مع ابنتيّ، وهل أجمل من أن ترى الأم أولادها سعداء مع أسرهم؟

- لماذا غبت عن غناء شارات المسلسلات؟

لم أبتعد عن غناء شارات المسلسلات، وكانت لي مشاركة في مسلسل عُرض على شاشة التلفزيون الكويتي و"إم بي سي" من خلال أغنية بعنوان "عطيتك عيوني"، وهي من كلمات الشيخ دعيج خليفة الصباح، وألحان صلاح الكردي، وحالياً أتفاوض على تقديم تتر مسلسل جديد سيُعرض في رمضان 2020.

- ما هي الأعمال الدرامية التي تابعتها هذا العام؟

لم أتابع أي مسلسل في رمضان. وعادةً، في الشهر الفضيل أتفرّغ لممارسة الطقوس الرمضانية.

- متى ستخوضين تجربة التمثيل؟

سأخوض هذه التجربة عندما يُعرض عليّ نص سيناريو جيد ومناسب لي ويتضمن أفكاراً جديدة ومميزة تحاكي تطلعات الجيل الحالي، وتواكب التطور الذي نعيشه، ويُعرض على شاشة عربية مهمة. وكنت قد تلقيت أكثر من نص لكنني لم أجد نفسي فيها، وأنا مستعدة لخوض تجربة التمثيل فور أن أجد النص الذي يلبّي طموحاتي.

- من هم الممثلون المفضلون لديك؟

الفنانة القديرة منى واصف، والنجمة حياة الفهد، و"الزعيم" عادل إمام.

- على أي أُسس تربّين ابنتيك؟

أتّبع في تربيتهما سياسة الوسطية، وأؤمن بمقولة "أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أولاد الحياة"، ذلك أن أسلوب التربية يختلف باختلاف الأجيال، هذا طبعاً مع الحفاظ على المبادئ والقيم الثابتة.

- ما الذي تتحفّظين عن نشره عبر السوشيال ميديا؟

صور ابنتي الكبرى "صوفي"، وهو قرار اتّخذته بنفسها، فلها خصوصيتها رغم أنها تملك حسابات مغلقة private على كل التطبيقات.

- هل ما زالتْ تُشرف على إطلالاتك؟

ليس كثيراً، علماً أن رأيها يهمّني، والسبب أنها لا تجامل...

- هل ديانا حداد مهووسة بلعبة الأرقام على السوشيال ميديا؟

أكذب إذا قلت لا، فلو اطّلعتِ على حساباتي ترينها منطقية جداً مقارنةً بحسابات الآخرين. لا مبالغة في أرقامي، فأنا لا أشتري متابعين. كما أنني لست ضد هذا التطور، وأدعم كل من يبدأ من نقطة الصفر، لكنني أستغرب كيف حصل البعض على هذا الكم من المتابعين وهم يفتقرون الى الموهبة... فما محلّهم من الإعراب؟

- هل تمنيت لو أنكِ رُزقت بصبي؟

لا يعني لي الموضوع، ففي زمننا هذا تلعب المرأة دوراً أكثر قوةً وفاعلية من الرجل، والمرأة الناجحة أساس المجتمع، خصوصاً في هذا العصر، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة.

- هل تحرصين على دعم المرأة؟

أدعم المرأة سنوياً في شهر الوقاية من سرطان الثدي، وقد كانت لي مشاركة في حملة دعم مرضى السكري، وتأثّرت كثيراً لأن والدتي توفيت بالمرض نفسه. أتمنى أن يكون لي دور مؤثّر في هذه المحافل الإنسانية، وألعب دوراً إيجابياً فيها، فلدي نقطة ضعف، وقد ربّيت ابنتيّ على هذا المبدأ، وهو الاهتمام بالأطفال والعُجّز، فلا أستطيع أن أرى طفلاً يُضرب أو مُسنّاً يُهان.

- ماذا عن الشائعات في حياتك؟

أنا مقتنعة بأن النار تحرق من يلمسها، وطالما أنني أعيش بسلام وواضحة ومتصالحة مع نفسي، فلا أخشى شيئاً. أنا فنانة، ومن واجبي توجيه رسائل هادفة الى الناس من خلال فني، وأي نقطة سوداء أو سقطة تُسجّل عليّ، تلازمني الى الأبد.

- حدّثينا عن يومياتك؟

أستيقظ عند السابعة صباحاً، فأنا لست من هواة السهر، ثم أمارس الرياضة، وأطهو الطعام بنفسي، وأتردّد على المطاعم التي أرتاح فيها، كما لا أحب حياة البهرجة التي يعيشها الفنانون اليوم.

- غنّيت "غلطتي سوء اختياري"، هل بتّ تحسنين الاختيار اليوم؟

ما من إنسان يصيب دائماً، فالكمال لله وحده، وجلّ من لا يخطئ، وما المشكلة إذا اعترفت بخطئي!؟ أنا صريحة ومتصالحة مع نفسي ولا أراقب أخطاء الناس. وأحاسب نفسي أحياناً على اختيار أغنية أو على وقفة مسرح أو على كلمة جارحة قلتها في وجه أحدهم أو على هفوة في تربيتي لابنتيّ، فالخطأ هو ألا نؤنّب أنفسنا.

- ما أكبر غلطة في حياتك؟

الزواج المبكر، ولا أعتبر زواجي غلطة، فقد أثمر عن فتاتين رائعتين، لكنني اخطأت بالزواج في سنّ مبكرة، ولم أفكر حينذاك إلا بالرجل الذي أحببتُ وبالعائلة التي سأكوّنها وبالأطفال الذين سأنجبهم، لكنني مع التقدّم في العمر والخبرة والنضوج الفكري والتجربة، قلت لو عاد بيّ الزمن الى الوراء لتزوجت في سنّ الـ 25 كحد أدنى، فهو سنّ الوعي والنضج، وهذا كلام أقوله لابنتي الكبيرة "صوفي"، وهي تؤيّدني فلا تفكّر في الارتباط قبل الانتهاء من دراستها والتأسيس لمهنتها.

- ماذا علّمتك الحياة؟

كل يوم تعلّمني الحياة جديداً، وأحياناً أدوّن في دفتري ما تعلّمت، ومن شدّة اهتمامي بتطوير ذاتي، لجأت منذ سنوات قليلة الى مختصة في التطوير الذاتي والتنمية البشرية وعلم الطاقة، وقد غيّرت طريقة تفكيري وبدّلت نظرتي الى الحياة، ففي الظلمة أرى النور.

- فترة الصباح، أين تقضينها؟

أنا قروية، أحنّ الى طبيعة الجنوب اللبناني وأقصد الأماكن المفتوحة التي تشبهها.

- إلى أي مدى تذهبين في غضبك؟

أنا عصبية الطِّباع، ولكن لا يبدو عليّ ذلك، لأنني أمتص غضبي وأهدأ بسرعة.

- ما أكثر ما يضحكك؟

أفلام إسماعيل ياسين، ومن الجيل الجديد أحب أحمد حلمي.

- سرّ لا يعرفه أحد سواك؟

لا أحب الروتين، أَمَلُّ من القيام بالأمور نفسها، أكره التكرار وأعشق الابتكار.