ثورة المرأة من أجل البيئة

فاديا فهد 04 سبتمبر 2019
ثمّة رابط وثيق بين الظلم اللاحق بالنساء في مجتمعاتنا، وذاك اللاحق بالطبيعة والبيئة من حولنا، والمتمثّل بانتهاكٍ للغابات والجبال والوديان، وتلويثٍ للبحار والمحيطات، وقتلٍ للحيوانات البرّية... وتُلقي "النسوية البيئية" التي انطلقت في سبعينيات القرن الماضي، باللائمة على الرجل، وسوء استغلاله لمحيطه وتسلّطه غير العادل على المرأة والطبيعة، وتحرّض على ثورة انطلقت أولاً مع الفرنسية فرنسواز دوبون في كتابها "النسوية أو الموت" Le Féminisme ou La Mort لتتّسع أكثر وتتمدّد مع تعاظم الخطر البيئي يوماً بعد يوم. والواقع أن المرأة هي الوحيدة القادرة على قيادة ثورة مماثلة للحفاظ على البيئة، ووقف تدميرها على هذا النحو المخيف والقاتل. فهي القادرة على استبدال الممارسات غير العادلة بحقّ الطبيعة لدى أولادها وزوجها ثمّ عائلتها الكبرى، بأخرى عادلة تحمي الطبيعة وتحافظ عليها للأجيال القادمة. والمقصود بالممارسات العادلة، ترشيد استخدام المياه، وفرز النفايات، والتقليل من استخدام البلاستيك، والتوفير في استخدام الكهرباء، والتشجيع على زرع النباتات والأشجار وغيرها. فالحفاظ على البيئة يبدأ من عدم رمي النفايات من نافذة السيارة وفي الأحراج، وينتهي بتغيير السياسات البيئية العامّة في أوطاننا العربية. الطبيعة مسؤولية نسائية، بعدما فشل الرجل في الحفاظ عليها! إنها مسؤوليتنا، نأخذها على عاتقنا... كي يبقى غصن أخضر يتكئ إليه عصفور ويغرّد لأولادنا من بعدنا.


نسائم

طوق الياسمين: حبّ يلفّ عنقي بحنان.

حارات قديمة معلّقة في ذاكرتي

مثل حلم طفولي برائحة المردكوش

والصَعتر البرّي.

أركض خلفَه... أمدُّ يدي... أقبض عليه...

فيتسلّل، ويتوارى في ضباب الأيام.