أعدّي طفلك لملاقاة العام الدراسي بهذه الخطوات

هبة الشيخ 05 أكتوبر 2019

ها قد أوشك الصيف على نهايته ولاحت تباشير الموسم الدراسي السنوي. وبطبيعة الحال، ستشعر الأمهات بالراحة مع اقتراب أيام الدراسة، فالروتين اليومي سيعود إلى طبيعته، وستنتظم أوقات الأسرة والحياة اليومية، بعد صيف مليء بالنشاطات والمناسبات والرحلات التي تخرجه عن نطاق الروتين والالتزام اليومي.

لكن فرحة الأهل بعودة أيام الدراسة، سيقابلها ردُّ فعل سلبي لدى الأطفال، خصوصاً أن وقت اللعب قد انتهى وبدأت أيام الواجبات والاستعداد للامتحانات والروتين اليومي الخانق، لذا من الضروري الالتفات إلى مشاعر طفلك السلبية تجاه بداية أيام الدراسة ومساعدته على التعامل معها بإيجابية. وإليك بعض النصائح البسيطة التي تساعدك على تهيئة طفلك لعودة صحّية إلى العام الدراسي.


6 نصائح لمساعدة طفلك على ملاقاة أيام الدراسة

قبل البدء بالحديث عن النصائح، يجب أن تتذكري دائماً أن الطفل يرفض كل ما هو مجبر عليه، وبالتالي عليك الانتباه دائماً إلى الأسلوب الذي تتبعينه معه في ما يتعلق بمدرسته من أجل تجنب خلق حالة من الرفض بداخله تجاه المدرسة وكل ما يتعلق بها. لذا ركّزي على هذه النصائح وحاولي تطبيقها قدر المستطاع قبل بداية العام الدراسي:

● العودة الى الروتين اليومي المدرسي قبل أسبوعين من بدايته

من غير الممكن أن يبقى طفلك على إيقاع فوضى الصيف حتى بداية أيام الدراسة والالتزام، فهذا الأمر بطبيعة الحال سيعوقه عن الالتحاق بالروتين اليومي للمدرسة مع بدايتها، ولا يمكنك لومه، فهو طفل واعتاد على تناول الطعام في أوقات مختلفة والسهر لوقت متأخر والاستيقاظ في رابعة النهار، فكيف سيتمكن من النوم باكراً والاستيقاظ في الصباح للذهاب إلى المدرسة في الوقت المناسب؟

قد تكون هذه المشكلة الأكبر التي تعانين منها مع بداية العام الدراسي، إلاّ أن حلّها بسيط وفي متناول يدك، وهو إعادة الروتين اليومي المدرسي إلى المنزل قبل أسبوعين من بدايته، وبذلك تبدئين بتعويد الطفل شيئاً فشيئاً على أن روتينه اليومي سيتبدل، فبدلاً من إجباره فجأةً على الاستيقاظ المبكّر، ابدئي بإيقاظه عند الساعة التاسعة لمدة يومين أو ثلاثة، ثم الثامنة،ومن ثم السابعة، هكذا ليصبح قادراً على الاستيقاظ في الساعة السادسة في أول أيام المدرسة من دون الشعور بالتعب أو النعاس.

من أهم خطوات الروتين اليومي تذكير الطفل بأهمية وجبة الفطور التي كانت حتماً تُهمل في الصيف. لذا حضّري فطور طفلك عند استيقاظه ودعيه يتناوله ليعتاد على هذا الروتين مع بداية مدرسته.

● الاستعداد للدراسة ومطالعة المنهاج

ليس من الضروري أن يبدأ طفلك بالدراسة منذ اليوم الأول من افتتاح المدرسة أبوابها، ولكن من المهم أن تطّلعي أنت وطفلك على المناهج التي سيدرسها خلال هذا العام الدراسي، وشراء الأدوات المدرسية اللازمة والكتب، لأن من الأهمية بمكان معرفة طفلك لما ينتظره في العام الدراسي الجديد.

لذا أحضري الكتب قبل أسبوع من دخول طفلك المدرسة، وأطلعيه عليها لكن من دون أن تجبريه على ذلك، بل بالترغيب والتشويق والتعويد.

يمكنك أيضاً مشاهدة بعض الفيديوهات التعليمية مع طفلك عن بعض المواد التي سيتعرف عليها خلال العام. مثلاً، إذا عرفت أنه سيدرس فصلاً عن الفضاء والكواكب، استعرضي على الفيديو برنامجاً تعليمياً يتحدث عن الموضوع وناقشيه معه، وحاولي أن تكتشفي رأيه في هذا الموضوع أو غيره.

● التواصل مع المدرّسين

المدرّسون هم أهم عنصر في تجربة طفلك المدرسية، لذا من المهم بدء محاولة إيجاد جسر التواصل معهم مبكراً قبل انشغالهم خلال العام الدراسي وحتى انشغالك أنتِ بطفلك وبالمنزل وبمختلف الأمور.

وعلى اعتبار أن المدرسين يبدأون دوامهم قبل التلاميذ بأسبوع، سيفسح لك هذا الأمر فرصة الذهاب الى المدرسة والتعرف إلى الأساتذة بهدوء بعيداً من ضجة الدوام المدرسي، وبذلك تكونين قد كوّنت فكرة واضحة عن الأساتذة المسؤولين عن طفلك في هذا العام الدراسي.

كما ننصحك باصطحاب طفلك إلى المدرسة قبل بداية عامه الدراسي والمرور بصفّه لإلقاء التحية على المدرّسين وتعريفهم بنفسك وبطفلك. تعرُّف طفلك على معلميه قبل بدء الدراسة سيكسر حواجز الترقّب والقلق لديه وسيساعده على بدء عامه الدراسي بإجهاد أقل.

● مرافقة طفلك لشراء اللوازم المدرسية معاً

قد تبدو لك هذه الخطوة غير ضرورية أو متعِبة، لكون الأطفال لا يعلمون تماماً ما يريدون، وقد يجادلون ويتطلّبون ويُكثرون ويلحّون ويُتعبونك خلال التسوّق...

لكن نصيحتنا لك هي ألا تستهيني بهذه الخطوة أبداً، فعلى الرغم من أن طفلك سيتعبك في السوق، إلا أنه من خلال شرائه لحاجيات المدرسة سيشعر بالفرح وستتملّكه الرغبة بالذهاب إلى المدرسة من أجل تجربة كل الحاجيات التي ابتاعها.

لذا اختاري دائماً كل ما يرغب به وما يحبّه ولا تجبريه على اختيار أي شيء لا يحبّه لكي تتأكدي من أنه سعيد ومرتاح، وتجنّبي أن تفرضي عليه ما هو عملي للدراسة فقط، بل يجب أن يختار ما يلفته ويشجعه على القيام بواجباته كاملة.

● وضع جدول يومي للنشاطات الترفيهي:

أكثر ما يزعج الأطفال مع بدء العام الدراسي هو إجبارهم على الابتعاد عن الأنشطة الترفيهية التي يحبّونها مقابل تمضية الوقت في حل الواجبات المدرسية الطويلة والصعبة، لذا شجعي طفلك على استقبال أيام المدرسة بنشاط من خلال وضع جدول يومي للنشاطات الترفيهية التي يفضلها ودفعه إلى اختيار الأوقات التي يحبّها، مع تذكيره بأهمية إنجاز واجباته في اليوم المحدّد أيضاً.

هذه الخطوة على الرغم من بساطتها، تُشعر الطفل بقدرته على القيام بما يريد حتى خلال الدوام الدراسي، وبالتالي لن يتشكل لديه نفور من عودة أيام المدرسة أو الواجبات.

وعلى هذا الأساس، اخرجي أنت وطفلك معاً وابتاعا مستلزمات العام الدراسي وكل ما سيحتاج إليه خلال هذه المدة بالإضافة إلى بعض المستلزمات التي يحتاجها لممارسة هواياته أو أنشطته الترفيهية، وبالتالي سيشعر بأنه قادر على القيام بكلا الأمرين معاً: الواجبات المدرسية، والأنشطة الترفيهية.

● التقليل من النزهات والسفر تدريجاً

من غير المنطقي أن تنقلي الطفل فجأةً من أجواء السفر والإجازة إلى أجواء المدرسة والتزاماتها، فهذا الأمر سيؤثر حتماً في مدى تقبّله لبدء أيام المدرسة ورغبته في الالتحاق بها، وسيخلق لديه حالة الرفض التي لا ترغبين بأن يعيشها مع بداية العام الدراسي.

لذا فالتقليل من التنزّه والخروج من المنزل تدريجاً هو الحل الأفضل في هذه الحالة، وذلك لكي يتمكن الطفل من التأقلم مع أجواء الدراسة، والاعتياد على فكرة أن وقت العطلة والترفيه انتهى وآن أوان الجدّ والالتزام.

وهنا لا بدّ من التذكير أنه إذا كنتم في رحلة خارج البلاد مع الأطفال، فلا بد من العودة قبل بدء الدراسة بفترة كافية، لكي يتسنى للأطفال الاستعداد لمواكبة بداية العام الدراسي، كما أن ذلك يتيح للأم المساعدة في ملاقاة هذه الأيام بإيجابية ونشاط وأملٍ واعدٍ بمستقبل مشرق.