ياسر السقاف: تركت الهندسة من أجل الإعلام

حوار ــ هنادي عيسى 18 نوفمبر 2019
يخوض الإعلامي ياسر السقاف تجربة جديدة في حياته المهنية فهو يقدّم ثلاثة برامج دفعة واحدةعلى شاشة "إم بي سي" هي "ذا فويس"، و"ذا فويس كيدز" و"ذا فويس سينيورز". وعن هذه التجربة يتحدث السقاف لـ "لها"، كما يفشي بعض الأسرار عن لجان التحكيم فضلاً عن تفاصيل دخوله مهنة الإعلام مع أنه خريج هندسة.


- حدّثنا عن بدايات علاقتك العملية مع "مجموعة MBC"، ما هو أول برنامج عرض عليك وفي أي سنة؟

بدأت علاقتي مع MBC رسمياً في العام ٢٠١٩ وذلك من خلال تقديمي برنامج the Voice بموسمه الخامس، وهي بداية انطلاقة جديدة مع المجموعة التلفزيونية الأكبر في الشرق الأوسط، فيما يتعزّز الشعور لديّ بأنها ستكون من أفضل التجارب في حياتي المهنيّة، لأنني سأقدم الصيَغ الثلاث من the Voice، (ذا فويس-  ذا فويس كيدز - ذا فويس سينيورز).

- هل كان هناك تواصل مع "إم بي سي" قبل أن تنضم الى أسرتها؟

نعم تواصلنا في السنوات الماضية، وقد تبادلنا الأحاديث حول إمكانية تقديم برنامج ما... لكنّنا لم نتّفق إثرها على عملٍ معيّن، وهذا يجسد اليوم حقيقة القول "كل تأخيرة فيها خيرة".

- نعلم أن مجال دراستك بعيد عن الإعلام، فما الذي أخذك إلى تقديم البرامج الإذاعية ثمّ التلفزيونية؟

درست الهندسة الكهربائية وتخرجت بدرجة امتياز في جامعة " كولورادو"، وهي من أقوى الجامعات في هذا الاختصاص. وبعد التخرّج عملت ٩ سنوات في المجال الهندسي، وفي السنة السادسة رافق نشاطي الهندسي بعض الأعمال الإذاعية، ومنها دخولي إلى المسارح بحكم وجودي كمقدم في الإذاعة، وهنا كانت نقطة التحوّل، حيثُ تكثّفت الأعمال الإعلامية، ممّا اضطرني إلى ترك الهندسة والتركيز على الإعلام. وها أنا اليوم أقدّم أحد أكبر برامج مجموعة MBC على الشاشة. وقد تعلّمت من تجربتي الشخصية ما يمكن أن يستفيد منه غيري: درستُ الهندسة كاختصاصٍ ولم أكن مهتمّاً بالإعلام، ثمّ كان دخولي الإذاعة "صدفةً من غير ميعاد" كما يقال! فنصيحتي لكل إنسان: "الخوف من خوض تجارب جديدة ربما يحول دون الكشف عن مواهب دفينة لدى الإنسان، لذا على المرء ألّا يُحجم عن دخول أي مضمار خارج عن مجاله".

- أين لاقيتَ صعوبات أكثر، في عملك الإذاعي أم التلفزيوني؟

الصعوبات موجودةٌ في كل عمل نمتهنه، فالإذاعة عبارة عن صوت مسموع للمذيع، حيث يعبّر هذا عن كل حواسه بالصوت فقط، وبذلك يكون أمام إحدى نتيجتين لا ثالثة لهما، إما أن يصل صوته الى قلوب المستمعين أو لا يصل، لذا فالإذاعي البارع هو الذي يجذبك باستمرار للإنصات إلى ما يقول. اما التلفاز فصعوبته تكمن في الجمع بين الحضورين الذهني والجسدي معاً، وإذا غاب أحدهما يفقد المقدّم حضوره. وتتفرّع عن الحضورين أمور عدّة منها: متانة الأسلوب، حسن الأداء والظهور، حضور الذهن وسرعة البديهة.

- ماذا عن كيفية اختيارك لتقديم برامج "ذا فويس" بنسخه الثلاث "كيدز" و"سينيور" و"الشباب"؟

كان من الأجدى توجيه السؤال إلى القيّمين على MBC، لكن لعلّهم وجدوا لديّ ما يجب أن يتوافر في المقدّم، وأزعم أنّ لديّ خبرة في المجال الفني عموماً، وفي التقديم خصوصاً، تفوق العشر سنوات. أما الأكيد فهو أنّني سعيد لتواصلهم معي ومنحي هذه الثقة، وأرجو أن أكون أهلاً لهذا العمل إن شاء الله.

- ألا ترى أن ظهورك على الشاشة لفترة طويلة يمكن أن يُشعر الناس بالملل؟

بالنسبة إليّ، كلما كان المحتوى الذي أقدّمه متجدداً ومشوّقاً تضاءل احتمال ملل المشاهد، وأظن أن لديّ القدرة على تقديم الجديد المتجدّد.

- كيف لمست تجاوب المشاهدين مع عرض ذا فويس على الشاشة؟

لمست تفاعلاً كبيراً وإيجابيّاً كما توقعتُ ولله الحمد. ويهمني أن أؤكد هنا أن الانسان الطموح لا يبحث عن مجرد تجربة فقط، بل يسعى للحصول على تجربة مميّزة في مسيرته تكون نقطة استمرار إلى الأمام. وهذا ما حدث في ذا فويس.

- لم يسبق لك تقديم برنامج فني موسيقي، هل ترى نفسك هاوياً للفن والموسيقى أم أنك تحصر عملك فقط في تقديم البرنامج؟

لقد ترعرعتُ بين إخوان يُعدّون أساتذة في الموسيقى، وقد اكتسبت منهم معرفةّ وخبرةً في المسرح من أصواتٍ وطبقاتٍ ونوتات موسيقية، لكنّ مهمتي في البرنامج هي التقديم، أما الحُكم في النهاية فهو للمدربين الأربعة.

- هل تتعاطف مع المشتركين ومَن هم الذي ألهبوا مشاعرك: الشباب أم الأطفال؟

نحن العرب بطبيعتنا عاطفيون في كثير من الأمور، وتحديداً عندما يتعلق الموضوع بالربح والخسارة. في هذه البرامج كل مشترك يسعى إلى تحقيق حلمه، لكن منهم من يفشل ومنهم من ينجح وهذه طبيعة البرنامج، بل طبيعة الحياة، ونحن كمقدمين للبرنامج، نتعاطف مع جميع المشتركين، خصوصاً أن كلاَ منهم بذل الكثير من الوقت والمجهود وتكبّد عناء الحضور من مختلف البلدان.

بالنسبة إلى الأطفال، هي حكاية أخرى، حكاية عالَم جميل من البراءة... مشاعر طريّة ودموعٌ سخية وكثير من الحبّ والعفوية، ولا يمكن وصف تلك المشاعر تجاه الأطفال المشتركين بكلمات، الموسيقى والطفولة أجمل ثنائي يجتمعان في مكان واحد. وأجزم أنّ الأطفال ألهبوا مشاعر الجمهور والمدرّبين وخصوصاً المقدّمين، صدّقيني ذرفتُ الدمع ساخناً، بل كدت أجهش بالبكاء في بعض المقابلات والمواقف.

- كيف هي علاقتك بزميلتك ناردين؟

تجمعني بـ ناردين فرج علاقة صداقة جميلة وزمالة مستجدّة، وقد تمكّنا من إيجاد الكيمياء المطلوبة بيننا على المسرح في وقت قصير. نتشابه في كثير العناصر ومنها الشغف بالعمل واحترام المهنة والمُشاهد، من بين عوامل كثيرة تساهم في إنجاح التجربة، وستلمسون صحّة كلامي في العروض المباشرة.

- هل من علاقة مستجدّة بينك وبين النجوم أعضاء لجان التحكيم، ومَن هو الأقرب إلى قلبك؟

بالتأكيد تجمعنا روابط متينة، وراء الكواليس في موقع التصوير، وأنا أحبّهم جميعاً.

- هل تكشف لنا عن أسرار ما في طبائع كل من: نانسي، عاصي، حماقي، أحلام، راغب وسميرة؟

لا أسرار بمعنى أسرار، كلهم يعملون بجدية كبيرة وهذا مُلهم، وقد لمستُ لدى جميع المدربين المثابرة والرغبة في العطاء والتقديم والتفاني في مساعدة المشتركين.

نانسي: تركيزها عالٍ.

عاصي: قلبه كبير.

حماقي: ظهرت قصة الشبَه بيننا فجأة وقد كشفها أوّلاً بعض أعضاء فريق التصوير وبعض رواد مواقع التواصل، والحقيقة أننا ربما كنا نتشابه في الهيئة، ولكن بعد فترة من عملنا معاً، اكتشفنا ــ حماقي وأنا ــ أننا نتشابه كذلك في بعض الأمور الشخصية الأخرى، لذا أتوقع أن تجمعني بـ حماقي صداقة قوية بعد البرنامج.

راغب: رهيب، بشوش ومحترف. وفوق ذلك كله هو دائماً مستعدّ (Ready).

أحلام: حلاوة البرنامج، وحلاوة الكواليس، أحلام هي أحلام في كل مكان.

سميرة: هادئة ولطيفة، كانت صديقة المسرح وعلى أقرب كرسيّ لي في تقديم المشتركين خلال مرحلة المواجهة. وفي فترات توقُّف التصوير تراني أتّجه نحوها على الدوام، وغالباً ما تجمعني بها أحاديث جانبية ممتعة.