الفنانة دنيا: المجاملات منحت أنصاف المواهب البطولة

دنيا سمير غانم, هند صبري, فيلم قصير, هاني سلامة, تامر حسني, حسين فهمي, محمد صبحي, منى زكي, إخراج, شريف عرفة, عادل إمام, نبيلة عبيد, فوازير, جمال عبد الحميد , فاروق الفيشاوي, عبير صبري, نيللي كريم, نادين سابا, فولكلور, فوازير رمضان, التمثيل, نجلاء فتح

15 أبريل 2009

عرفت الطريق إلى التمثيل منذ طفولتها، وكما تقول عن نفسها «تحملت المسؤولية مبكراً»، ورغم أنها وضعت قدميها على سكة النجومية قررت بكامل إرادتها التوقف عن التمثيل ودراسة الإخراج. وعندما عادت إلى التمثيل من جديد كان هناك من سبقنها. إنها الفنانة الشابة دنيا التي تكلّمت على أدوارها الصعبة وعملها مع الكبار والفيلم الذي رفضته بناء على رأي والدتها وعلاقتها بفاروق الفيشاوي والنجم الشاب الذي تتمنى العمل معه في السينما، واعترافات أخرى جريئة في حوارنا معها.

بدأت مشوارك الفني في سن العاشرة، ألم يحرمك هذا أن تعيشي طفولة طبيعية؟
تحمّلت المسؤولية مبكراً وأمي كانت تعوضني لأني كنت ملتزمة جداً، والحقيقة أن تلك المسؤولية صنعت وكونت شخصيتي، فأذكر أن كثيراً من صديقات أمي كن يزرننا فكنت أترك بناتهن اللواتي في سني وأجلس معهن. وكل صديقاتي كن أكبر مني سناً. تحمل المسؤولية حملني كثيراً من الهموم.

ما بين البداية في فيلم «صراع الزوجات» وحتى الآن ما الذي تغير في دنيا؟
أي فنان بالممارسة ومرور سنوات يكتسب خبرة واختياراته تتغير وبالتأكيد ينضج، وشيء طبيعي أن الانسان في الحياة يومياً يتعلم.

 في بدايتك قدمت أدواراً صعبة ومركبة مثل الفتاة الكفيفة وأخرى صمّاء بكماء. ألم يكن من الصعب عليك تجسيد تلك النوعية من الأدوار؟
صعوبتها كانت في شيئين، أولاً لصعوبة الدور نفسه لفتاة من الصم والبكم، وللمرة الأولى أقف أمام محمد صبحي، والحال نفسه في «أمير الظلام» أن أقدم دور كفيفة وأقف أمام عادل إمام، فكنت حاملة هموم كيفية تقديم الدور وفي الوقت نفسه أن أكون على قدر المسؤولية التي كلفني بها نجمان كبيران. ففي مسلسل «يوميات ونيس» أتى لي الأستاذ صبحي بمدرب من معهد الصم والبكم لكي أتعلم طريقة الاشارات الخاصة بهم، فكان الدور صعباً لأنه من الضروري تقديم الاشارات بطريقة صحيحة على اعتبار أن الصم والبكم يشاهدون المسلسل، وكان هذا بالنسبة إليّ قلقاًً ما بعده قلق، لكني خرجت من هذا المسلسل ولديَّ شعور بإشباع رغبتي كممثلة لأنه دور دسم جداً، إضافة الى الاستفادة من العمل مع محمد صبحي، الذي علمني كيف أكون طبيعية. وكنت  عندما أضع الماكياج يوبخني ويقول لي: «شكلك أفضل بدون ماكياج». وهذا أفادني جداً في بداياتي الفنية، حتى أن عادل امام اختارني لأداء دور «ندى» الفتاة الكفيفة في فيلم «أمير الظلام» بعدما شاهدني في «يوميات ونيس» فوجد أنني أجيد تأدية الأدوار المركبة، وجمعتني به جلسات عمل لأنه أراد الشخصية مثل الملاك.

 عملت أيضاً مع محمود مرسي ونجلاء فتحي ونبيلة عبيد وحسين فهمي. ما الذي أخذته من تعاملك مع هؤلاء العمالقة؟
إذا تحدثت عنهم سأجمعهم في بعض لأن كل فنان منهم موسوعة بمفرده. علموني أشياء كثيرة أثّرت في حياتي وليس فقط في عملي كفنانة، لقد أصبحت قلقة جداً وملتزمة جداً فإذا كان لديّ ميعاد التاسعة صباحاً أستيقظ بمفردي حتى ولو كنت قد خلدت إلى النوم ساعة واحدة فقط. لقد أصبح لديَّ نوع من المسؤولية الكبيرة. والأهم أني اكتسبت ثقة بنفسي ليس لها حدود، لأن اختيار النجوم الكبار لي يعني أنني شخصية جيدة.

 هل تعتبرين نفسك محظوظة؟
محظوظة لأنني عملت مع نجوم كبار ولا أعرف هل سأعمل مرة أخرى معهم أم لا وإن كنت أتمنى هذا.

 هل هناك أسماء أخرى تودين العمل معها؟
أكثر شخص أتمنى العمل معه هو أحمد حلمي لأنني أحبه بشدة. هذا في السينما، أما في التلفزيون فأود العمل مجدداً مع الأستاذ يحيى الفخراني الذي سبق أن عملت معه في «ألف ليلة وليلة». وأيضاً أتمنى العمل في التلفزيون مع المخرج اسماعيل عبد الحافظ وأكرّر التجربة مع المخرجين مجدي أبو عميرة وجمال عبد الحميد، وفي السينما أتمنى العمل مع شريف عرفة وساندرا نشأت.

أي الشخصيات التي قدّمتها كانت أقرب إليك كإنسانة؟
الشخصية التي أدّيتها في مسلسل «بنات أفكاري» لأن فيها تركيبات مختلفة من تمرّد وحزن وسعادة وفكر، والأجمل تمرّدها على كل شيء حولها وتمرّدها على شخصيتها. كل تلك الصفات كانت قريبة مني.

 البعض أخذ عليك تقديمك شخصيات أكبر من سنك الحقيقية وظهر هذا في مسلسلات مثل «ساعة عصاري» و«أيامنا الحلوة». ما رأيك؟
هناك فرق بين أن أقدم دور شخصية كبيرة في السن وبين أن أقدم دوراً على مراحل، وهذا وارد. المهم أن الناس تتقبل هذا منك، والحقيقة أن هناك أشخاصاً كثيرين قالوا لي: لم نصدقك وأنت كبيرة. لكني أحاول قدر الإمكان أن أؤدي الدور بشكل مقنع.

 أنت خرّيجة معهد السينما قسم إخراج ومع ذلك لم تخوضي تجربة الإخراج. ألا تفكرين في ذلك؟
في الوقت الحالي لا، فعندما فكرت في الابتعاد عن التمثيل كان هذا بإرادتي لأني أودّ دراسة الإخراج فالتحقت بالمعهد وتفرّغت للدراسة أربع سنوات رغبة مني في تعلّم التمثيل من خلال دراستي للإخراج. فلم يكن الموضوع بالنسبة إليّ مجرد الحصول على تقدير لكني كنت أحب تعلّم الإخراج. فلم أكن اغيب يوماً عن المعهد. وعندما عدت بعد حصولي عام 2001 على تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف كنت متحمسة لموضوع الإخراج، لكن عندما وقفت من جديد أمام الكاميرا شعرت بأن دنيا الممثلة «وحشتني» فقرّرت العودة للعمل من جديد.

 قلت في أحد تصريحاتك: أود أن أكون مثل المخرج الراحل عاطف الطيب. لماذا؟
أولاً مشروع التخرج الخاص بي كان عنه فقد جلست تقريبا مع كل المحيطين به خاصة زوجته قبل رحيلها وعرفت أن هذا الإنسان كان حساساً وينقل أشياء من الواقع ويقدمها بشكل مختلف على اعتبار أننا دوماً في السينما نقدم الأشياء بشكل واقعي ولكن نجمّلها الى حد ما، لذا أعتبره طبيعياً جداً وأفلامه فيها شيء من الشفافية وتعبر عنه. وهو كانسان طيب القلب لذا أحبه جداً واتمنى أن أكون جزءاً ولو بسيطاً منه في يوم من الأيام.

 

 تفرغك لدراسة الإخراج لمدة أربع سنوات ألم يكن تأخيراً بالنسبة إلى صعودك كممثلة في حين جاءت ممثلات من بعدك وتتصدر أسماؤهن الأفيشات؟
فترة الأربع أو الخمس سنوات كان لها آثارها. عندما عدت إلى العمل وجدت أن نوعية الأفلام لم تعد كما كانت في السابق فمن بين عشرة أفلام ينال إعجابي فيلم. ثم أنا أمثّل لكي أكون مستمتعة بما أقدمه وليس من أجل الأفيش والصراع عليه لأن ما يشغل ذهني كيفية تقديم دور جيد فأعمل وأنا سعيدة بذلك، وبالتالي يكون الناس سعداء بما أقدمه وهذا هو الهدف بالنسبة إليّ.

 ألا تشعرين بقلق من كون نجمات آخريات يسبقنك؟
هناك مجاملات من المنتجين والكتّاب والمخرجين والممثلين وبعض من يحصلن على الفرصة لا يكنّ موهوبات وفي النهاية يظهرن وينكشف أمرهن. فمن الممكن أن يأخذن فرصة وبطولة وعندما يشاهدهن الناس يخرجون مستائين منهن. ولكن هذا لا يمنع أن هناك موهوبات أخذن فرصاً يستحققنها. وأنا أشعر أن لديَّ الكثير الذي لم أقدمه بعد.

ما هي الأشياء التي في داخلك وتودين تقديمها؟
هي ليست شخصية معيّنة، ولو أني أتمنى تقديم دور مركّب وليس بالضرورة أن يكون به عاهة، أضف لذلك أتمنى تقديم استعراض فإنني دارسة للباليه والفلكلور والتانغو والرقص الشرقي التي أخذت فيها هذا دورات تدريبية منذ صغري. لكن المشكلة أنه لم يعد لدينا استعراض، فالفوازير فسدت من بعد شيريهان ونيللي ومن يفكر في تقديم الفوازير من بعدهما فهو بذلك يحرق نفسه. حتى الأفلام الاستعراضية لم تعد موجودة، فآخر تلك الأفلام التي شاهدتها كان «أجازة نصف السنة». لذا أتمنى وجود عمل استعراضي مكتوب بشكل جيد ومعالج إنتاجياً بشكل مناسب.

 ألا تفكرين في تكرار تجربة ظهورك كضيف شرف كما حدث في «عجميستا» و«كابتن هيما»؟
اكتفيت بهذين الفيلمين، ولقد جاء لي أكثر من فيلم لكني اعتذرت بعد شعوري بأن الدورين في كلا الفيلمين كانا مهمّين جداً وكان لهما تأثير في الأحداث.

 إذا عرض عليك تقديم دور إغراء هل ستوافقين؟
قدمت الإغراء في فيلم «حالة حب» مع تامر حسني وهاني سلامة ولكن لم يكن فيه أي نوع من الابتذال أو نوع من التجرد من الملابس أو مليئاً بالقبلات. واحترمت في المخرج سعد هنداوي أنه وصل إلى المشهد من دون أي ابتذال لكنه إيحاء بأن الولد يريد الفتاة القادمة من أميركا. ولو عرض عليَّ مثل تلك النوعية أقدمها لكن الإثارة لا أقدمها لأن لها نجمات معينات.

 لكني سمعت أن هناك فيلماً من هذه النوعية عرض عليك مؤخراً؟
هذا صحيح واعتذرت عنه فالفيلم كله إغراء من أول مشاهده وحتى النهاية. وعندما قرأته أمي لم ينل إعجابها نهائياً والحقيقة أنا أثق بآرائها لأنها حسّاسة جداً.

 إذن دورها مهم في حياتك؟
ليس دوراً إنما هي حياتي.

 أصدقاؤك المقرّبون من داخل الوسط الفني أم من خارجه؟
كل الوسط الفني أصدقائي، لكن أغلب المقرّبين مني من خارج الوسط، أما في الوسط فأقرب الناس إليّ منى زكي وهند صبري ونادين سابا وعبير صبري. ومنذ عام تعرّفت إلى حنان مطاوع وتصادقنا.

تقولين إن منى زكي من أقرب أصدقائك في الوسط فلماذا لم يجمعكما عمل؟
جمعنا منذ سنوات طويلة مسلسل لكن في الوقت الحالي لم أجد الفرصة لأنه لم يعرض عليّ شيء معها.

 ما ردّك على ما يقال عن وجود علاقة عاطفية تربطك والفنان فاروق الفيشاوي؟
لا أرد على ما يتردد لكن ربما لوجودي في المهرجانات والأفراح يقومون بتصويري مع أحد رجال الأعمال وكنت أجلس إلى مائدة عليها مهندس بترول وزوجته وهما من أصدقائي في الوقت نفسه كان فاروق الفيشاوي يجلس إلى مائدة أخرى فقمت لكي أصافحه والتقط لنا المصوّرون صوراً... قيل الكثير وهذا لا يهمني لأنهم يشيعون هذا لدرجة أني أعتقد أنني لو وقفت مع البواب لمجرّد مصافحته سيقولون إن هناك علاقة بيني وبينه. فالناس تعرف أني إنسانة واضحة ولو حدث أن هناك علاقة ما في حياتي، فهذا ليس من العيب وسأعلن عن ذلك للدنيا كلها.

 ألم يدقّ القلب بعد؟
لم يدقّ بعد وعندما يكون هناك قصة حب كل الناس سيعرفون.

 وهل لديك مواصفات معيّنة في شريك حياتك؟
أن يكون إنساناً ويعرف أن يحتويني. فمن الممكن أن تتعدّد المواصفات، لكن عندما تقع في الحب تجد أن كل المواصفات التي تطلبها تلاشت.

عندما تعثرين على الشخص الذي تريدينه هل من الممكن أن تضحّي بالفن؟
إذا كان يحبني سيدفعني إلى النجاح أكثر في المجال الذي أحبه، إن كنت ممثلة أو دكتورة أو مدرسة طالما أنه يعلم ويثق بي.

 ما هو مبدأك في الحياة؟
الوضوح لأن كل الناس أصبحوا يضعون أقنعة، وهذا ليس معناه ان الدنيا قبيحة وبالتأكيد هناك أناس محترمون لكنك لا تجدهم بسهولة.

 ما الذي تتمنينه على المستويين الفني والشخصي؟
أتمنى تقديم أدوار جديدة أكون سعيدة بها وأقدم شيئاً مختلفاً ينال إعجاب الناس وأن أقترب منهم أكثر. كما أتمنى عرض فيلم «صياد اليمام» وأن يطيل الله عمر أمي واستطيع إسعادها.

 جديدك الفترة المقبلة سيكون في التلفزيون أم السينما أم المسرح؟
المهم أن يكون الدور مناسباً، لذلك لا أركّز على شيء معين من الثلاثة. فأحياناً تجدني في السينما ولا أقدم التلفزيون ومرة تجدني في التلفزيون ولا أقدم السينما. وأوقاتاً أخرى أترك الاثنين وأصبح في حالة تركيز على المسرح.

 مَنْ مِن الناشطات حالياً يعجبك أداؤها في التمثيل؟
هند صبري لأنها طبيعية وتؤدّي أدوارها دون أي افتعال وتصل إلى القلب بسرعة.