رفض حذف صورهما في لقاءاتهما العاطفية فقتلته

القاهرة (لها) 24 يناير 2020

نبيل رجل مسن تعدى عمره الستين عاماً، يعمل سائق تاكسي؛ يقيم بمفرده منذ طلاق زوجته من سنوات طويلة مضت، لم يتزوج بعدها، وقرر أن لا تشاركه وحدته أي امرأة، استطاعت فتاة في مقتبل عمرها تقيم بصحبة أفراد أسرتها، في المنزل المقابل له، أن تشغل باله لتتحول علاقتهما إلى شبه عاطفية، تتردد عليه من آونة لأخرى، في غفلة من أسرتها، للحصول على مبلغ مالي صغير، مقابل بعض القبلات، حتى قرر "نبيل" تسجيل تلك اللحظات السريعة التي تجمعه بالفتاة الصغيرة، بتصويرها على هاتفه المحمول من باب الذكرى، واستمر الأمر بينهما على هذا النحو، حتى فاجأته بطلبها مسح الصور التي تجمعهما، بحجة رغبتها في إنهاء العلاقة بعد أن تقدم شاب لخطبتها.

رفض الرجل المسن إنهاء تلك العلاقة، لتجد الفتاة نفسها في مأزق، خشية تعرضها للفضيحة، وكشف أمر علاقتها معه، فقررت في لحظة تفكير شيطانية أن تتخلص منه لأنه أصبح مصدر تهديد لها، أخذت سكيناً من مطبخ والدتها، ثم توجهت إلى شقة "نبيل"، انتهزت هدوء الحركة بالمنزل، بسبب سفر بعض سكان العقار خارج القاهرة، طرقت الباب على "نبيل" ليقابلها معتقداً أنها زيارة خاصة اعتاد عليها، وفور دخولها، تكرر طلبها بمسح صورها التي تجمعه به، إلا أنه أكد رفضه، فسددت له عدة طعنات متفرقة بجسده في غفلة منه، ليسقط غارقاً في دمائه بصالة الشقة، عجز عن الاستغاثة حتى فارق الحياة، فتشت الفتاة في الشقة حتى عثرت على هاتفه المحمول، استولت عليه، وتأكدت من عدم تركها أي دليل يقود لهويتها، وغادرت المنزل مسرعة، لتتوجه إلى نهر النيل وتتخلص من سلاح الجريمة، وتعود إلى منزلها محاولة استجماع هدوئها وشتات نفسها.

صباح اليوم التالي للجريمة، واحدة من عائلة "نبيل" تقيم بذات العقار، قررت أن تطمئن عليه، كان دائماً ما يطلب من أقاربه الاطمئنان عليه إذا لاحظوا غيابه، خشية وفاته وحيداً، فوجئت عندما حاولت طرق باب شقته بالباب مفتوحاً على غير المعتاد، لم يستجب لندائها، اقتربت بخطوات بطيئة إلى الداخل، لتفاجأ بجسده غارقاً في الدماء بصالة الشقة، استغاثت بالجيران، الذين تجمعوا، فأبلغ أحدهم قسم شرطة الجيزة، وأغلقوا الشقة لحين وصول رجال المباحث، خشية تبدل معالم الجريمة.

بعد وصول رجال المباحث، وإجراء معاينة لمسرح الجريمة، ومناظرة لجثة الضحية من جانب أعضاء النيابة العامة، تم نقلها إلى المشرحة، وبدأ فريق البحث الجنائي في إجراء التحريات، وجمع المعلومات حول الحادث، والاستماع لأقارب القتيل وجيرانه، وفحص علاقاته وخلافاته والمترددين عليه، حتى عثر رجال المباحث على كاميرا مراقبة خاصة بمحل بقالة صغير بمدخل الشارع، حملت تلك الكاميرا حلاً للغز الجريمة، حيث رصدت الفتاة أثناء خروجها من العقار الخاص بالقتيل في وقت معاصر لارتكاب الجريمة، تم القبض عليها، وبمواجهتها انهارت واعترفت بارتكاب الجريمة، وأرشدت عن مكان الهاتف الخاص بالضحية، وتخلصها من سلاح الجريمة بنهر النيل.