المطرب السعودي إبراهيم الحكمي: الانفتاح الحاصل في السعودية نقلة للوطن العربي

القاهرة - محمود الرفاعي 14 مارس 2020
يرى الفنان السعودي إبراهيم الحكمي أن ألبومه الغنائي الأخير "تحياتي" من أهم الأعمال الفنية والغنائية التي قدّمها طوال مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من 15 عاماً، والذي تضمن ثماني أغنيات كلها باللهجة المصرية، باستثناء أغنية باللهجة اللبنانية. في حواره مع "لها"، يؤكد الحكمي أنه لا يبالغ في طرح الأعمال الغنائية لإثبات وجوده على الساحة الفنية، بل يفضّل الغياب عن جمهوره على أن يُطلق أعمالاً فنية رديئة المستوى. كما يكشف الحكمي عن أسباب غيابه، وكواليس ألبومه، ويتحدث عن الانفتاح الفني والثقافي الذي تعيشه السعودية حالياً.


- كيف تقيّم ألبومك الغنائي الأخير "تحياتي"؟

الألبوم كان أكثر من رائع، ووضعت فيه كل خبرتي وما تعلّمته في عالم الفن، خصوصاً أنني كنت قد ابتعدت كثيراً عن جمهوري قبل طرح هذا العمل، والفضل في ذلك يعود إلى شركة "أربيكا ميوزيك"، لأننا في البداية لم نكن نهدف الى صنع ألبوم غنائي كامل، بل قرّرنا طرح "ميني ألبوم" يضمّ ست أغنيات، لكن وبينما كنت مستمراً في العمل على الألبوم، تلقيت عدداً من الأغنيات التي لم أكن قادراً على تأجيلها، إلى أن وصل عدد الأغنيات المقرّر طرحها في الألبوم إلى ثمانٍ، وربما كان العدد سيزيد عن هذا الرقم، لكنني اكتفيت بالأغنيات الثماني وطرحت الباقية "سينغل".

- هل أرهقتك التحضيرات للألبوم؟

التحضيرات الجادّة للألبوم كانت بعد زاوجي، أي عملت ما يقرب من عامين على الألبوم وتسجيل أغنياته، إذ كنت أبحث بصعوبة عن كلمات جيدة وجديدة ومختلفة عن تلك المتوافرة في السوق، وقد أكرمني الله بأغنيتين، فضممتهما إلى الأغاني الست وطرحت ألبوماً كاملاً.

- كيف تم اختيار تلك الأغنيتين؟

كنت ذات يوم في الاستوديو أسجّل أغنية من كلمات محمد عاطف وألحان جمال ياسين وتوزيع طارق عبد الجابر، وخلال تسجيل هذه الأغنية حدث خلاف عليها بين الشركة المنتجة والملحن، وبينما كنّا نعمل على حلّها وُلدت فكرة أغنية "سمعوه"، فقررنا ضمّها الى الألبوم، بالإضافة إلى الأغنية المصرية "جماله سانده".

- لماذا أنت مقلّ في طرح الألبومات والأغنيات المنفردة؟

بصراحة، أنا من المطربين الذين يخشون على اسمهم ومسيرتهم الفنية، ولذلك لا أطرح أعمالاً غنائية فقط من أجل الحفاظ على استمراري في الساحة الفنية، وبالتالي أرفض أن يُقال إن إبراهيم الحكمي طرح أغنية من أجل التواجد، كما أحزن إذا قرأت تعليقاً سيئاً من جمهوري على إحدى أغنياتي.


- طرحت ألبومك الأخير بعد غيابك لأربع سنوات عن الساحة الغنائية، لماذا طال غيابك؟

لم أتقصّد الغياب عن جمهوري العزيز، فأنا أحب التواصل معه دائماً، ولكنني غبتُ لظروف اجتماعية ولبعض الصعوبات الفنية، ومنها أنني تزوجت وكنت في حاجة إلى التركيز في تلك النقطة الفاصلة في حياتي، كما تأثرت بوفاة محمد عبدالله الفيصل صاحب شركة "التكامل" للإنتاج، التي كنت قد تعاقدت معها، مما اضطرني لإعادة جدولة أعمالي، الى أن وفّقني الله بهذا الألبوم.

- ألم تخشَ من تقديم ألبوم كامل باللهجة المصرية؟

لا بل كنت مرتعباً من الفكرة، ولكنني أحب المجازفة وخوض تجارب متنوعة، وبما أن لي جمهوراً كبيراً في مصر ودول الخليج العربي، كان لا بد من أن أقدّم بين فترة وأخرى أعمالاً كثيرة تنال إعجابهم. وحتى إن لم يتمكن الألبوم من تحقيق النجاح المرجو، فكان من الضروري أن أقوم بهذه الخطوة، وأنا مسرور لأن الجمهور المصري لم يخيّب ظنّي وساعدني على النجاح.

- هل تعلم أنك أول مطرب خليجي يقدّم ألبوماً مصرياً كاملاً؟

منذ مجيئي إلى مصر، وقبل احتراف الغناء عام 2000، وأنا أعشق مصر وجمهور مصر والأغاني المصرية، وكنت دائماً أتدرّب على الغناء باللهجة المصرية، وهي من السهل تعلّمها، ولطالما حلمت باليوم الذي أُغنّي فيه بتلك اللهجة، وها قد تحقق حلمي وقدّمت ألبوماً غنائياً مصرياً كاملاً.

- ما الصعوبات التي واجهتك أثناء الغناء باللهجة المصرية؟

الصعوبات التي واجهتني عادية، وكنا نتفاداها سريعاً، وهذا بعكس المشكلة التي عانيتها خلال تسجيل تتر مسلسل "نسر الصعيد"، فكان من الصعب عليّ الغناء باللهجة الصعيدية، ولكنني تخطّيت هذه المشكلة بفضل الشاعر أحمد علي موسى وطاقم العمل، الذين قدّموا لي المساعدة، وعلّموني كيف أنطق الكلمات بشكل صحيح في أثناء تسجيل الأغنية.

- أنت المطرب السعودي الوحيد الذي لا يتعاون مع شركة "روتانا" في أعماله، فما السبب؟

"روتانا" شركة إنتاج ضخمة، وما حصل أنني قبل طرح ألبوم "تحياتي"، تلقيت عرضاً من شركة "أربيكا" والمهندس محمد ياسين، ففضلت العرض وطرحت معهم الألبوم. "روتانا" لم تقدّم لي عرضاً، ولكنها تسكن في قلبي، وهي دائماً تتولى إنتاج أغنياتي وكليباتي المصورة، وهذا إن دلّ على شيء فعلى المحبّة وحُسن التعاون بيننا، وربما نتعاون في السنوات المقبلة، وأتمنى لهم النجاح والتوفيق مع كل المطربين السعوديين والعرب.

- الموسيقار ناصر الصالح قال في تصريحات سابقة إن ليس هناك مطرب شاب يقدر على منافسة المطربين السعوديين الخمسة الكبار: محمد عبده ورابح صقر وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد... فما تعليقك؟

أعتقد أن الموسيقار ناصر الصالح يقصد بكلامه أنه لا يوجد فنان سعودي يملك خبرة تُعادل خبرة هؤلاء الكبار، المتراكمة عبر السنين والتي اكتسبوها من الأجيال الموسيقية التي عاصروها، ولكن النجاح هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، فربما ينجح فنان بين ليلة وضحاها، فالنجاح سهل، لكن الحفاظ عليه أمر في غاية الصعوبة.

- ما سر العلاقة القوية التي تجمعك بالفنان المصري محمد رمضان وحرصك الدائم على تهنئته؟

منذ أن تعاونَّا معاً في مسلسل "نسر الصعيد"، ونحن مقرّبان جداً من بعضنا البعض، فمنذ لقائي الأول به، شعرت أنني أعرفه من سنوات طويلة، وهو إنسان متواضع وأخلاقه عالية.

- بعد اتجاه رمضان الى الغناء... هل يمكن أن نراكما في عمل غنائي؟

محمد رمضان أصبح فناناً شاملاً، وأرحّب بالتعاون معه في عمل غنائي، وأنا أحبّذ اتّجاهه الى الغناء، والأرقام التي سجّلتها أغنياته الأخيرة دليل قوي على نجاحه غنائياً، وإذا ألقينا نظرة سريعة على عالم الفن، نجد أن غالبية الفنانين الذين يمثّلون في المسلسلات الدرامية يقدّمون أيضاً أعمالاً غنائية، وهو ما فعله بالضبط محمد رمضان.

- ما تقييمك للانفتاح الذي تشهده المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن؟

الحمد لله، الانفتاح يسير بشكل منتظم، وأدعو الله أن يُبعد عنه المشاكل والأزمات، وهو سيكون نقلة نوعية لكل أهل السعودية والوطن العربي أجمع.

- بما أنك تخرّجت في أحد برامج المواهب الغنائية... ما رأيك في البرامج المعروضة اليوم؟

برامج المواهب الغنائية تلعب دوراً مهماً إذ تختصر سنوات من عمر المشوار الذي سيقطعه الفنان الشاب، فهذه النوعية من البرامج تساهم في تعريف الناس على المواهب الصاعدة، ولذلك أتمنى على شركات الإنتاج أن تستمر في التواصل مع هؤلاء بعد تخرّجهم في البرنامج، وتدعمهم وتُنتج أعمالهم. وفي رأيي، برنامج "ذا فويس" من أفضل وأهم برامج المواهب، لأنه يضمّ مواهب مميزة ومطربين كباراً لعل أبرزهم "القيصر" كاظم الساهر، وهذا البرنامج في تطور مستمر.

- هل فكّرت في التمثيل؟

لقد عُرضت عليَّ المشاركة في مسلسل لبناني عام 2007، لأنني في تلك الفترة كنت على علاقة مع عدد من الكوميديين المشهورين هناك، مثل عادل كرم، فاقترحوا عليَّ أن أشاركهم في عمل، لكنني رفضت لأنني لا أفكر في التمثيل أبداً.

- البعض يشبّهك بحسين الجسمي ونبيل شعيل... فما رأيك؟

يُسعدني أن يقترن اسمي باسمَي هذين النجمين، فهما كبيران ولهما جمهورهما، ولذلك أفتخر بتشبيهي بهما.

- مَن هم المطربون الذين تتمنّى أن تقدّم معهم ديو غنائياً؟

هناك مطربون كثر أتمنى الغناء معهم، منهم شيرين وأنغام وآمال ماهر و"الهضبة" عمرو دياب وتامر حسني، ولكن صوتي في الحقيقة أقرب إلى الطبقة النسائية، فلذلك أرجّح الغناء مع أنغام وآمال ماهر، أما من الأصوات الرجالية فيناسبني راشد الماجد ومحمد عبده.

- زاد وزنك مرة أخرى بعد أن خسرت الكثير من الكيلوغرامات الزائدة إثر جراحة تخسيس، فما السبب؟

كنت قد خضعت لجراحة تخسيس وحافظت على ثبات وزني بعدها، ولكن بعد الزواج زاد وزني من جديد، لأنني أحب الحلويات بكل أنواعها وأكثرتُ من تناولها، ولكنني سأحاول التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة والعودة الى الوزن الذي كنت قد وصلت إليه إثر عملية التخسيس.

- ما هو طبقك المفضّل؟

بما أنني سعودي فمن الطبيعي أن أعشق "الكبسة" بكل أنواعها، لكنني أمتنع عن تناولها تجنّباً لزيادة الوزن.

- هل تمتلك مهارة الطبخ؟

أنا أستاذ في الطبخ، فإلى موهبة الصوت، أنعم الله عليَّ بمهارة الطبخ، ويمكنني تحضير كل أنواع الطعام، بما فيها المحاشي والأكلات الدسمة.


CREDITS

تصوير : تصوير – محمود رؤوف