داليدا خليل: مسلسل "سر" وضعني في صف الأوائل

حـوار: هنـادي عيـسى 26 مارس 2020

دخلت داليدا خليل مجال الفن منذ 15 سنة، واستطاعت أن تصعد السلّم درجة درجة، إلى أن أصبحت بطلة المسلسل العربي المشترك "سر" الذي يُعرض على شاشة MBC4 ويحقق نجاحاً ملحوظاً. في حوارها مع "لها"، تتحدّث داليدا عن تفاصيل شخصية "تالين" وكيف انضمت إلى هذا المسلسل، كما تتكلم عن أعمالها الجديدة في الأشهر المقبلة، وعن الحب وعلاقتها بالموضة.


- ما هي الانطباعات التي تسمعينها من الناس عن دورك في مسلسل "سر"؟

مسلسل "سر" محطة مهمة جداً في حياتي المهنية، وهو يتصدّر كل الأعمال التي قدّمتها سابقاً رغم التنوّع الذي ميّز أعمالي السابقة إذ شعرت بأن "سر" عمل متكامل لجهة الإنتاج السخي والإخراج والنص والممثلين المميزين، والأهم أنه يُعرض على محطة عربية مهمة وهي MBC4. ومن خلال هذا العمل مسؤوليتي كبُرت، والحمد لله الآراء جيدة جداً وألمسها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

- هل تعتبرينه نقلة نوعية في مسيرتك الفنية؟

نعم، هو نقلة نوعية كبيرة في مسيرتي الفنية، لأنه أول مسلسل عربي مشترك أظهر فيه بدور بطولي. ولا شك في أن مشاركتي في مسلسل "أسود" العام الماضي كانت مميزة جداً، وأنا فخورة بهذا العمل رغم كل الثغرات التي تحدّث عنها الناس، فجاء مسلسل "سر" لينسيني كل الأخذ والرد عن "أسود"، وأنا سعيدة بأن منتجاً مصرياً هو سامح مجدي وزوجته نهلة زيدان قدّما لي فرصة العمر بعد 15 سنة من دخولي عالم الفن.

- كيف عُرض عليك مسلسل "سر" إذ هناك معلومات تفيد بأن الدور كانت ستلعبه الممثلة السورية دانا مارديني، ما حقيقة هذا الكلام؟

هذا الكلام صحيح، فشخصية "تالين" كانت ستلعبها دانا مارديني، لكنها اعتذرت بسبب المرض، وأتمنى لها الصحة الدائمة، إنما المنتج أخبرني أن اسمي كان في رأس قائمة الأسماء المرشّحة للمشاركة في "سر"، وذلك بسبب الثنائية التي قدّمتُها مع باسم مغنية في "أسود". وفي النهاية أصبح العمل من نصيبي، وقرأت النص وحضّرت الشخصية بكل تفاصيلها، وتفرّغت لتصوير المسلسل مدة 4 أشهر حيث أنجزنا 60 حلقة.

- لماذا وضعت "باروكة" على رأسك ولم تقصّي شعرك؟

هذه "الباروكة" القصيرة استعملتها في كليبي وفي برنامج "الرقص مع النجوم"، وعندما عرضت الصور على المنتج أعجبته، بعدها اتفق مع المخرج مروان بركات على أن هذه "الباروكة" تناسب شخصيتي في المشاهد بعد الزواج، أما في مرحلة الدراسة الجامعية فكان شعري طويلاً.

- كيف تصفين وقوفك إلى جانب الفنان القدير بسام كوسا؟

وقفت طوال السنوات الماضية أمام الكثير من الممثلين، لكن المرة الأولى التي شعرت فيها بالخوف كانت عندما وقفت أمام القدير بسام كوسا، لأنه فنان مخضرم ومدرسة كبيرة في عالم التمثيل، وأذكر أن بعد أول مشهد قدّمناه معاً، هنّأني وأعطاني شُحنة إيجابية تملّكتني كل أيام التصوير. هذا فضلاً عن إشادة المخرج مروان بركات بأدائي، ما جعلني أقدّم دوري بثقة كبيرة وأمان وارتياح. كما أن ردود الفعل من الجمهور العربي أفرحتني كثيراً، لأنني أصبحت محط أنظار الكثيرين في العالم العربي.


- ما هي تحولات شخصيتك في المسلسل؟

في المرحلة الأولى، تابع المشاهدون البنت البريئة طالبة الجامعة، وبعدها ظهرت السيدة القوية التي خطّطت لقتل زوجها مع ابن أخيه، كما بانت شخصية المرأة اللعوب، ويبقى الجزء الرومانسي في "تالين"...

- أثار الممثل وسام حنا بلبلة حول ترتيب اسمه في شارة المسلسل، هل أزعجتك تراتبية اسمك في التتر؟

أرى أن الممثل يفرض نفسه من خلال الشخصية التي يؤدّيها، وكنت أتمنى على وسام حنا ألاّ يثير المسألة في الإعلام ويُبقي العتاب في العتمة، وأنا على يقين بأن وسام حنا بطل في الدور الذي يقدّمه (مهند بدران)، وأعتقد أن أقدمية المخضرم بسام كوسا والنجم باسم مغنية اللذين سبقانا في التمثيل تحتّم على شركة الإنتاج وضع اسميهما في بداية الشارة. وأنا أقدّر المنتج سامح مجدي الذي أعطاني فرصة مهمة، ولا يهمّني أين وُضع اسمي، في البداية أو في النهاية.

- شاركت كضيفة شرف في مسلسل "هوجان" مع محمد عادل إمام، هل فتح لك ذلك أبواباً في مصر؟

بصراحة، بعد ظهوري في مسلسل "هوجان" السنة الماضية، بقيت علاقتي مميزة مع النجم محمد عادل إمام، لكنها لم تفتح أمامي أي آفاق، خاصة أن المشاكل كثيرة في الدراما المصرية بسبب الظروف الإنتاجية السائدة في "هوليوود الشرق".

- مسلسل "أسود"، هل تعتبرينه نقطة مضيئة في مسيرتك أم "دعسة ناقصة"؟

لا أعتبر أي خطوة خطوتها في حياتي المهنية ناقصة، ومسلسل "أسود" حقق نجاحاً رغم كل القيل والقال، والأخطاء التي وقعنا فيها نتعلّم منها، وهذا ما دفعني للتركيز في كل تفاصيل شخصيتي في مسلسل "سر" من الأداء الداخلي إلى المظهر الخارجي.

- هل أصبحت بعد مسلسل "سر" منافِسةً لعدد من النجمات مثل نادين نسيب نجيم وسيرين عبدالنور؟

ولمَ لا؟! آن الأوان كي يوضع اسمي إلى جانب النجمات العربيات اللواتي يحققن انتشاراً عربياً مثل نادين نسيب نجيم وسيرين عبدالنور. والمخرج مروان بركات في مسلسل "سر" عزّز ثقتي بنفسي وبقدراتي التمثيلية، ولذلك لا ينقصني شيء حتى أتميّز ويصبح اسمي بين الأوائل.

- هل تلقيت عروضاً للمشاركة في مسلسلات عربية مشتركة في المستقبل القريب؟

بالتأكيد، هناك تواصل وعروض مطروحة للمستقبل، لكن حالياً كل الشركات مشغولة بإنتاجات رمضان.

- أشعل عدد من الممثلين اللبنانيين الشباب ثورة قبل أسابيع على مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم غير مقدّرين وكرامتهم مهدورة، فما رأيك؟

أُقدّر وأفهم شعورهم، وأقول لهم إن أوانهم آتٍ لا محالة. ففي السابق كان الممثل المصري مسيطراً على الدراما، وحالياً الممثل السوري يحتل مكانة متقدّمة، وإن شاء الله سيأتي يوم يصبح فيه اللبناني الأول في الدراما.

- هل المنتج العربي لا يؤمن بقدرات الممثل اللبناني الشاب؟

أعتقد أن القنوات العربية تلعب دوراً في اختيار الأبطال في المسلسلات المشتركة، والممثلة اللبنانية لها حصة الأسد في هذه المسلسلات، لأنها مختلفة في الشكل وتتمتع بجاذبية كبيرة، مع احترامي لكل الممثلات في العالم العربي، ولا بد من يأتي يوم يحقق فيه الممثل اللبناني الشاب حضوراً قوياً ويأخذ فرصته كاملةً.

- هل من مشكلة مع باميلا الكيك التي ما إن ذُكر اسمك أمامها حتى رفضت الإجابة في أحد لقاءاتها التلفزيونية؟

ليس لدي مشكلة مع باميلا الكيك، فهي ممثلة شاطرة، لكن كان من حقها في افتتاح فيلمها مع زياد برجي "يوم إيه يوم لاء" ألاّ تسأل عن ثنائية أخرى، علماً أن ثنائيتي مع زياد راسخة في أذهان الناس.

- ماذا تقولين عن فيلم "بعد الخميس" الذي بدأ عرضه منذ أيام؟

أنا سعيدة بهذه التجربة، وآمل أن ينال هذا الفيلم النجاح المنتظر، وهذا العمل كان آخر مشروع فنّي للممثل الكوميدي الراحل طلعت زكريا الذي تشرّفت بالتعاون معه.


- هل تعيشين قصة حب؟

لا أحب التحدّث عن حياتي الخاصة، وعندما تصبح أي علاقة لي جادّة فسأعلن عنها.

- هل أنت مهووسة بالموضة؟

لستُ مهووسة بالموضة، ولا ألهث وراء الماركات العالمية، لأنني أهتم بالمضمون أكثر من الشكل الخارجي.

- من هو الممثل الذي لم تسنح لك فرصة المشاركة معه وتودّين أن تقدّمي عملاً إلى جانبه؟

أحب أن يجمعني دور بطولة مع يوسف الخال، وبديع أبو شقرا من الأشخاص المميزين بالنسبة إليّ، كذلك يورغو شلهوب وكثر غيرهم، فلكل منهم الهالة الخاصة به، وهو بالتأكيد يضيف الى الدراما، كما أعتبر نيكولا معوض من الممثلين المميزين من جيل الشباب.

- قلت ذات يوم إنك تتمنين تجسيد شخصية الليدي ديانا، هل من شخصية أخرى تحبّين تقديمها؟

بالإضافة إلى الليدي ديانا، أحب أن ألعب دور فنانة أجنبية تغنّي وترقص، مثل داليدا.

- المخرج الراحل سيمون أسمر كان أول من شجّعك على تقديم الاستعراض، أين أصبح مشروع تعاونك مع كازينو لبنان؟

يُسعدني أنني من الفنانات اللواتي حظين بدعم المخرج الراحل سيمون أسمر، وبعد وفاته غاب الحديث عن مشروعي مع كازينو لبنان من تقديم استعراض كبير، ولا أعرف الأسباب.

- إلى أي مدى تهتّمين بالسوشيال ميديا، وهل توثر فيك؟

نعيش في عصر السوشيال ميديا، والجميع يتابع "تويتر" ويهتم بـ"إنستغرام" و"فايسبوك" إلخ... الناس يتفاعلون بنشاط على السوشيال ميديا، رغم الآراء المختلفة والانتقادات الإيجابية أو السلبية التي يوجّهها البعض، وكفنانة أتقبّل كل ما يُقال على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو بالطبع يؤثر فيّ، فأنا أحب أن أتابع آراء الناس، وأحياناً تستفزّني تغريدات معينة تتعرّض لي بطريقة خاصة ومباشرة، لكن تقابلها قصص جميلة ترفع من معنوياتي. للسوشيال ميديا أهمية كبيرة في هذا العصر.

- البعض يتذمّر من الدخلاء على مهنة التمثيل في حين أن تجربة هؤلاء أوصلتهم إلى النجومية، فما رأيك؟

بالنسبة إلى النجمات اللواتي لم يدرسن التمثيل، أقول لهن "برافو" بحيث استطعن الوصول الى مراتب مهمة في المجتمع العربي. وفي رأيي أن الإنسان الموهوب ليس بالضرورة أن يدرس، بل عليه أن يطوّر نفسه ويحصل على فرص يستفيد منها ويثبت نفسه من خلالها.

- ما رأيكِ بالفنان الذي يُعلن انتماءه السياسي؟ وهل يخسر جزءاً من الجمهور؟

شخصياً، لا أحب التحدّث في السياسة، لكن لكل فرد في المجتمع رأيه الخاص والحرّية في التعبير شرط ألاّ يجرح أحداً. أعتقد أن لكل فنان رسالة إنسانية واجتماعية عليه أن يؤدّيها، ويجدر به أن ينأى بنفسه عن السياسة، وألاّ ينحاز الى طرف سياسي معين، لأن الفنان ملك كل الناس، وعليه أن يحتفظ لنفسه بميوله وآرائه الشخصية.

- ما هي القضية الاجتماعية التي من الممكن أن تتبنّيها؟

مشاركتي في "ديو المشاهير" لأربعة أشهر، أثّرت فيّ إيجاباً. ربما قبل ذلك كانت تلفتني قصص كثيرة، وأحتار أي جمعية أخدم، أو عن أي قضية أدافع. لكن بعد هذه التجربة، استولى "أطفال التوحّد" على الجانب الأكبر من اهتمامي، فدعمت "جمعية أطفال التوحّد" في شمال لبنان.

- من ينافسك حالياً؟

كل عمل أقدّمه في مجال الغناء أو التمثيل أعتبر أنني أنافس نفسي به، وأحرص على ينال إعجاب الجمهور.

- هل ستكون تجربتك الغنائية وحيدة؟

لا، فأنا في صدد التحضير لتصوير أغنية جديدة سأكشف عن تفاصيلها قريباً.

- كثر اعتبروا أنك من الفنانات المحسوبات على شركة "مروى غروب" لصاحبها مروان حداد، فهل هم محقّون بذلك؟

قدّمت مجموعة من الأعمال الناجحة مع المنتج مروان حداد الذي دعمني بقوة، لأنه وجد فيّ موهبة تستحق أن تبرز.

- هل ترين أن من مصلحة الفنان خصوصاً في مرحلة البدايات أن يوقّع عقداً مع شركة للإنتاج كي يُثبت نفسه ويضمن الاستمرارية؟

كل فنان ناجح يجب أن تقف إلى جانبه شركة إنتاج تدعمه كي يقدم أفضل ما عنده، لأنه بمفرده لا يستطيع الوصول الى أي مكان.

- من خلال حرصك على التنويع في أدوارك، إلامَ تطمحين؟

كل فنان لديه رسالة معينة، ورسالتي أن يصل اسمي إلى كل الجمهور في العالم العربي.

- في العودة الى الوراء، من هي داليدا خليل؟

أنا داليدا خليل، بدايتي الفنية كانت في العام 2007، قدّمت العديد من الأعمال التي لاقت صدى وأبرزها "حلوة وكذابة" عام 2013، ومسلسل "دوائر حب" عام 2015. قدّمت خلال مسيرتي الفنية أكثر من 19 مسلسلاً لبنانياً وعربياً، وأول ظهور لي كان في مسلسل "فيفتي فيفتي" العام 2007، وقد حصدت عدداً من الجوائز، منها "الموركس دور" كأفضل ممثلة صاعدة عام 2012، كما شاركت في مسلسل "العرّاب" عام 2015، ومسلسل "أمير الليل" مع "البوب ستار" رامي عياش عام 2017.

- ماذا تتذكّرين عن مرحلة انتخابك ملكة جمال الشمال؟

كنت على أبواب دخول الجامعة عندما تم تتويجي بلقب ملكة جمال الشمال، وأنا من قرية صغيرة في قضاء زغرتا الزاوية من مزرعة النهر. الحفل كان في "قصر النجوم" في إهدن وبإشراف وزارة السياحة، واللجنة كانت تضمّ الإعلاميات ماغي فرح وفيرا يمّين وريما نجيم والممثلة ألسي فرنيني والصحافي أنطوان فرنسيس، ومقدّم الحفل روبير فرنجية الذي أعلن بفرح داليدا خليل ملكة جمال الشمال عام 2003، لكن هذه المرحلة تبقى في الذاكرة ولا أثر لها في حياتي المهنية.

- ماذا تتمنين في هذه السنة؟

أتمنى لبلدي وشعبه في هذه الظروف الصعبة النجاة من هذا الفساد الذي نعيشه وأن يحمل المستقبل التغيير، وأقول إن الشعب اللبناني الثائر هو العيد، وكل ثائر في الشارع ناطق باسم كل مواطن لبناني.