المصمّم إلياس ريغا: أسلوبي في التصميم جريء وغير خجول

حوار: تاتيانا كوستانتين 02 أبريل 2020
من الهندسة المعمارية قاده عشقه للتصميم إلى عالم الأزياء، حيث ملأت زوايا دفاتره تصاميم أزياء نسجها من مخيّلته، مما دفعه الى الاستقالة من منصبه كمهندس معماري والالتحاق ببرنامج الماجيستير المختص بتصميم الأزياء في ميلانو، ليحوّل تلك الرسومات إلى تصاميم حقيقية تجسّد الخيال. فسار في خط ثابت واعتمد أسلوباً بات يعرّف عنه. في حوار ممتع جمعنا مع المصمّم إلياس ريغا، حدّثنا عن مجموعته التي تحمل في طيّاتها لمسات عصرية، وتعزّزها تقنيات في الحياكة الراقية والتلاعب الاحترافي بالأقمشة والقصّات.


- حدّثنا أولاً عن سبب توجّهك إلى عالم الموضة والخياطة الراقية؟

لطالما راودني حلم الموضة والخياطة الراقية، ورافقني في فترة دراستي لهندسة العمارة، ولكنني لم أجرؤ على اتخاذ قرار تغيير اختصاصي، إلى أن اندلعت الحرب في سوريا فشعرت أن عليّ الاستقالة من منصبي كمهندس معماري في إحدى شركات الديكور والهندسة في دبي، والالتحاق ببرنامج الماجيستير المختص بتصميم الأزياء في ميلانو للتعبير عن شغفي العميق بمجال تصميم الأزياء. فحين يغدو الموت قريباً منك، يصبح للحياة معنى آخر، عندها فقط أدركت أنني لا أريد الموت سوى كمصمّم أزياء.

- مَن هي المرأة التي يتوجّه إليها إلياس ريغا؟

في تصاميمي أبحث دوماً عن المرأة الجريئة والمتميزة، الذكية والواثقة بأنوثتها الرقيقة في الوقت نفسه، والتي توازن بين شاعرية الأحاسيس وعملية الحياة، وحتماً المرأة لا تخشى أن تكون مركز الاهتمام والأضواء، بل على العكس تجذبها إليها.


- ما هو مصدر الإلهام وراء مجموعة ربيع وصيف 2020؟

أولاً، هذه المجموعة ليست بمجموعة ربيع وصيف it’s a season_less collection، وقد استلهمت هذه المجموعة من فترة الثمانينيات وحركة الـ"ممفيس"، التي كانت تحمل رسائل مشابهة لما أودّ تقديمه في عالم الموضة. وإحدى أهم هذه الرسائل، الابتعاد عن البساطة الكسولة، علماً أنني لست ضد فكرة البساطة ككل، بل أرفض البساطة في فكرة التصميم، التنفيذ، اختيار الألوان، وفي التفاصيل التي قد تؤدي إلى حالة من الملل، وهذا ما أردت تسليط الضوء عليه من خلال هذه المجموعة.

- كيف تصف أسلوبكَ في تصميم الأزياء؟

أسلوبي في التصميم جريء وغير خجول، يبحث في التفاصيل والأفكار التي قد تكون مستفزة في بعض الأحيان، إلا أنها تخلق مزيجاً غنيّاً بتصاميم تحمل قصّات تكشف عن الدقّة المعاصِرة والابتكار.

- ما هو القماش المفضّل لديكَ والموادّ التي تحبّ استخدامها؟

ليس هناك من قماش محدّد ولكنني أهوى التلاعب بالأقمشة، مما يضيف إليها بعداً آخر. أما بالنسبة الى المواد المستخدمة فأبحث دائماً عن كل ما هو جديد وغير مألوف.

- كم من الوقت يستغرق صنع الفستان الواحد؟

تصعُب الإجابة عن هذا السؤال، وهذا يتوقف على الفستان، فبعض التصاميم فيها الكثير من التفاصيل وتتطلّب عملاً يدوياً دقيقاً وساعات طويلة من التركيز. لكن بشكل عام، فساتين الكوتور تتطلب الفترة الزمنية اللازمة لتحويلها من تصاميم على ورق إلى حقيقة ملموسة، أي ما لا يقل عن ٣ إلى ٤ أسابيع، أما فساتين الـ ready to wear فتحتاج إلى ما بين ٥-٧ أيام.

- ما هو طموحك المستقبلي؟

أطمح إلى أن أوصل فكري ورؤيتي الفنية إلى الفئة التي أستهدفها من محبّي الموضة، وأن أتمكّن من التواصل معهم والتقرّب إليهم بشكل دائم من خلال تصاميمي، وبالطبع أن تحمل تصاميمي بصمتي الخاصة وهويتي التي تميّزني عن غيري وتقدّمني كاسم متفرّد في عالم الأزياء. أخيراً وليس آخراً، تغيير الفكرة السائدة عن مستوى الذوق السوري بشكل إيجابي، خاصةً في هذا المجال.

- ما أفضل نصيحة تلقّيتها في مشوارك المهني؟

الحرص الدائم على التوازن الدقيق بين التشبّث بالهوية الخاصة للعلامة ومجاراة الأحداث العالمية وصيحات الموضة. فالموضة يصنعها كلّ مصمم في مجموعته.

- وما النصيحة التي تقدّمها للمرأة العربية في مجال الموضة؟

أنصحها بعدم الاعتماد على ما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي في بناء أسلوبها الخاص في الموضة، بل أن تعتمد على النمط الذي يعكس شخصيتها ويلائم الصورة التي تودّ مواجهة العالم بها، وهذا بالتأكيد سوف يُبرز نقاط جمالها ويعزّز ثقتها بنفسها وبالتصاميم التي تختارها. فجميعنا نتأثر بإطلالات المشاهير والشخصيات التي لها حضورٌ قوي على منصّات الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، لكن علينا أن نختار ما يليق بنا، وما يُشعرنا أولاً وأخيراً بالراحة، الثقة والجمال.


- كمصمّم سوري، ما التحدّي الأكبر الذي تواجهه اليوم؟

التحدّي الأكبر هو نفسه الفرصة الكبرى بالنسبة إليّ، ويكمن في تسليط الضوء على المواهب السورية والطاقات التي نمتلكها في مجال الإبداع وتصميم الأزياء، من تقنيات التنفيذ المبتكرة والحِرفية اليدوية التي قلّ نظيرها. فلدينا الكثير من الطاقات الكامنة والمواهب الواعدة، والتي أطمح أن أكون نموذجاً لها ومثالاً للجيل الموهوب الذي يتمتع بالموهبة والحِرفية اللتين تمكّنانه من الوصول إلى عواصم الموضة العالمية.