منزل للمهندس روجيه لبكي لوحة إبداع مشرقة - بنتهاوس يعبق بالعصرية الفاخرة

بيروت - روزي الخوري 11 أبريل 2020

واحة من جمال وفنّ وذوق وإبداع. نحن في بنتهاوس يختصر حقبة زمنية في عالم الهندسة، حقبة عصرية بمفهوم هندسي جديد لمسكن معاصر ملؤه الرفاهية. هنا، خطّ المهندس روجيه لبكي لوحة إبداع مشرقة. الطبقتان الأخيرتان لمبنى عصري على إحدى الروابي في جبل لبنان، تحوّلتا إلى بنتهاوس مساحته الداخلية 900 متر مربّع والتيراس الخارجية 300 متر مربّع. هنا تنبسط أمام الزائر فسحة مترامية تضمّ كلّ مستلزمات الترفيه والراحة والعملية.


اللافت في تصميمه أنّ الطبقة الأولى المخصّصة للإستقبال، مرتفعة السقف بعلوّ يصل إلى حدّ الطبقة الثانية حيث توزّعت الغرف الماستير وتوابعها.

المواد المستخدمة فاخرة ومتداخلة بعضها مع بعض بخطوط هادئة بسيطة وواضحة. باب المدخل الرئيسي من خشب الجوز اتّسم بكبر حجمه، فالباب العملاق يفتح على مساحة شاسعة للاستقبال. هنا رحابة المكان بكلّ المقاييس، بالطول والعرض، تبعث على الانشراح. والواجهات الزجاج العملاقة تطلّ على حديقة غنّاء منسقّة بالشتول والازهار من تصميم المهندس لبكي الذي أولى هذه المساحة أهمّية كبيرة نظراً الى انعكاسها على الداخل وإرخاء جوّ الفرح والانشراح المطلوب. الخارج لا يقلّ جمالاً عن التفاصيل الداخلية، استخدمت في هندسته المواد الفاخرة مثل الجدار العملاق من الحجر الذي توسّطه ال"باربكيو" بأسلوب عملي وتجميلي معاً، وأنارته إنارة مباشرة انبعثت من فوقه وإنارة من مصباحين في الوسط يميناً ويساراً أظهرت جمال الحجر وعكست على الجلسات جواً مفعماً بالرومانسية، إلى جانب الجاكوزي الخارجية لإمضاء أوقات من الإسترخاء والاستجمام. هذا الجوّ الخارجي تنقله الواجهات الزجاج العملاقة إلى الداخل، حيث يضاف إلى الجمال الخارجي فخامة ودّقة هندسية رفيعة. الصالون الأوّل الذي اتّسم بهدوء ألوانه من البنفسجي الزاهي والبيج ذي الطراز النيو كلاسيكي، زيّنته ستائر تنسدل من الواجهات في الطبقة العلوية منقوشة بورود طغى عليها اللون الرمادي. أمّا الصالون الثاني، فمخصّص للمدفأة التي انزرعت في جدار من الحجر تُرك على لونه الطبيعي. وإلى جانبيه، يميناً ويساراً واجهات الزجاج التي انسدلت أمامها الستائر البيض الشفّافة. صالون المدفأة مؤلّف من مقعدين متقابلين من اللون البني بالحجم نفسه، وفي الوسط طاولتان متشابهتان من الزجاج الأسود.


الجدار الخلفي في مساحة الاستقبال من خشب الجوز الزاهي، وقد شكّل جدار غرفة الطعام التي تألّقت ببساطة تصميمها العصري، وعلّقت على هذا الجدار رفوف عُرضت عليها مجموعة من أواني الزينة.

الجلسة العلوية تطلّ على طبقة الاستقبال، ويفصل بين الطبقتين إطار من الزجاج، ما يعزّز الشفافية المنشودة بين الأرجاء، وبالتالي تنفتح الطبقتان الواحدة على الأخرى. كذلك الدرج الرخام البيج الذي يقود إلى الطبقة العلوية، إطاره من الزجاج. ويرافقنا على طول الجدار الذي يقود إلى الطبقة العلوية الخشب الزاهي الذي يرافقنا منذ الجدار الداخلي للباب الرئيسي. وبهذا تكون لوحة المواد المستعملة في الهندسة المنسجمة والمتناسقة في ما بينها قد اكتملت، من الحجر والخشب والزجاج والرخام على أنواعه.

غرفة الجلوس العلوية عصرية التصميم ومريحة. المواد المستخدمة فيها هي نفسها للصالونات. الأرض من الرخام البيج، وجدار التلفزيون من الخشب الذي ارتدته معظم الجدران، علّق عليه جهاز التلفزيون، وحمل مستطيلات من الخشب الأبيض لعبت دور مكتبة ضمّت مجموعة من الكتب والأكسسوار. وازدان هذا الجدار أيضا برفّ من الخشب البنيّ الداكن وُضع عليه مباشرة التلفزيون، وتحته خزانة بيضاء مستطيلة. مقعدان من القماش متقابلان باللون البيج الداكن شكّلا الأثاث. أماّ الجفصين فهو بتصميم مبتكر وعصري انبعثت منه الإنارة في الوسط وعكس جماله الهندسي وإنارته على الطبقة السفلى في قاعات الاستقبال.


إلى جانب غرفة الجلوس في الطبقة العلوية خمس غرف نوم ماستر اتّسمت بكبر مساحتها، وبينها غرفة جلوس. الحمّامان فيهما مزيج من الرخام والخشب امتزجا بفنّ وذوق.

هندسة راقية بكلّ عناصرها، مواد فاخرة ممزوجة بفنّ وذوق أضفت عليها الشفافية وكبر المساحة والواجهات العملاقة تأّلقاً وجمالاً. وهنا أيضاً يسجّل المهندس روجيه لبكي نقطة مضيئة إضافية في عالم الهندسة.