إلسا زغيب: قدّمت أدوار البطولة ثم رضيت بالأدوار الثانية بعد الإنجاب

حوار - هنادي عيسى 30 يونيو 2020

جسّدت الممثلة اللبنانية إلسا زغيب الكثير من الأدوار التي لاقت استحسان المشاهدين الذين تابعوها من خلال مسلسل "ما فيي 2" بدور العمّة "صباح". في هذا الحوار، تتحدّث إلسا عن شخصيتها في هذا العمل، وتكشف عن الاختلاف بين الجزءين الأول والثاني، كما تتكلم عن الدراما اللبنانية وأولوياتها في الحياة.


- كيف تصفين حالتك بالحجر المنزلي الذي فرضه فيروس كورونا المستجدّ في كل العالم؟

كان لازماً فرض الحجر المنزلي على كل الناس من أجل الحدّ من انتشار فيروس كورونا، وأنا بدوري التزمت هذا الحجر حرصاً على حياتي وحياة أولادي وزوجي وأهلي. علماً أن عدم ذهاب الأولاد إلى المدرسة أمر صعب، إذ علينا أن نؤمّن لهم وسائل التسلية طوال النهار كي لا يخرجوا من المنزل، لكنها في النهاية مرحلة وستمر إن شاء الله.

- لنتحدث عن مسلسل "ما فيي" الذي شاهدناك في جزئه الأول امرأة قروية، لتصبحي في الجزء الثاني سيدة عصرية... كيف تفسّرين هذا التحوّل في الشخصية؟

بكل بساطة، "صباح" كانت تصنع المؤونة لتتمكن من العيش بعد أن انعزلت في منزلها بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها، لكن بعدما حصلت على نصيبها من ميراث والدها، أحبّت أن تعود إلى الحياة، فأكملت دراستها وتعلّمت العزف الموسيقي، وحققت كل ما كانت تتمناه... وكل هذا التغيير في الجزء الثاني جعلها امرأة عصرية، لكن كلاسيكية لناحية المظهر الخارجي.

- في أي جزء من "ما فيي" شعرت أن الناس تفاعلوا معك أكثر؟

بالتأكيد في الجزء الأول، تفاعل الناس مع شخصية "صباح" إذ كان لها عالمها الخاص، وهذا ما لم يتوافر في الجزء الثاني.

- في خضمّ الأحداث التي حصلت في لبنان وبعدها فيروس كورونا، كيف تتلقين ردود فعل المشاهدين على "ما فيي 2"؟

تدابير الحجر المنزلي جعلت الناس يتابعون المسلسل، فمشاهدة التلفزيون كانت خير وسيلة للتسلية، وهذا الأمر أفاد المسلسل إذ سجّل نِسب مشاهدة عالية.

- لماذا غاب الممثل السوري محمد قنوع عن الجزء الثاني من "ما فيي" والذي شكّلت معه ثنائياً في الجزء الأول؟

في نهاية الجزء الأول، سافر محمد قنوع إلى روسيا لرؤية بناته هناك، أما لماذا غاب عن أحداث الجزء الثاني فلا أعرف الأسباب، فلكل ممثل ظروفه، وربما أراد القيّمون على العمل مدّ خطوط درامية جديدة.

- ولماذا غابت روزيتا لاذقاني التي لعبت دور شقيقة معتصم النهار في المسلسل؟

أيضاً لا أعرف، وأتمنى ألاّ أُسأل عن أسباب غياب زملائي في أي عمل أشارك فيه إذ لكل ممثل خصوصياته.

- غبت عن الشاشة الصغيرة، ما الأسباب؟

ابتعدت عن الشاشة الصغيرة بسبب الأمومة، فقد أنجبت طفلي الثاني الذي احتاج إلى رعاية مع شقيقته التي أصبحت في الرابعة من عمرها.

- كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

أتحكّم فيها ولا أدعها تتحكّم بي، فهذه التقنية استُحدثت لكسر الحواجز وتقريب المسافات، لكنها تحوّلت في معظمها إلى منابر للتعليقات والانتقادات السلبية، وهذا أمر مؤسف. أنا لست من الأشخاص الذين يواظبون على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أستفيد منها لأُعلن عن أعمالي الفنية القليلة، ويمكن أن أشارك الناس على موقع "إنستغرام" صورة جميلة أو لحظة مميزة، المهم أن تبقى الأمور تحت السيطرة.

- نعلم أنك لا تحبّذين الأعمال المؤلفة من أجزاء، فكيف قدّمت "بلحظة" و"ما فيي" بجزءين؟

أرى أن القصص المطوّلة تُفقد الموضوع رونقه، وبما أن الأعمال الدرامية التلفزيونية باتت تأخذ هذا المنحى، يبقى رأيي شخصياً، ومع ذلك أجد إيجابية في هذا الأمر، إذ يظل المشاهدون متعلّقين بالقصة ويتابعون مجريات الأحداث لمعرفة ما ستؤول إليه النهاية، وهذا الأسلوب دخل على مسلسلاتنا في ظل موجة الأعمال الدرامية التركية المطوّلة.


- كيف تنظرين إلى الدراما اللبنانية حالياً؟

الدراما اللبنانية تتحسّن والإنتاج يتقدّم رغم كل الظروف، خصوصاً أن هناك عوامل باتت تساعد أكثر على نجاح الدراما في لبنان من خلال تعاون حلقة متصلة بين شركات الإنتاج والممثلين والمخرجين والكتّاب، وهذا يجعلنا نفتخر بما يحصل.

- هل الخلافات بين الممثلين على مَن هو النجم الأول تُضرّ بالدراما اللبنانية؟

الغرور عند الممثل يظهر على الشاشة، وهذا يؤثر في أدائه، وقد سبق أن قدّمت ثلاث بطولات مهمة في الدراما، وبعد ذلك أنجبت طفلي، ثم عدت لأؤدي أدوار البطولة الثانية، ولم يكن لدي عقدة بضرورة أن أقوم بدور البطولة دائماً.

- ما الدور الذي تتمنّين تقديمه ولم تجسّديه من قبل؟

أتمنّى أن أُقدّم دوراً كوميدياً رغم أنه أصعب من التراجيديا، وأشعر أنني أمتلك القدرة على تجسيد دور كوميدي.

- ماذا عن السينما؟

لم يدقّ أحد بابي بعدُ للمشاركة في عمل سينمائي، وأتمنى أن أحظى بهذه الفرصة.

- من تختارين من الممثلين ليشاركك دور البطولة في فيلم سينمائي؟

تشاركت مع يوسف الخال ويورغو شلهوب وعمّار شلق في أعمال درامية، وأتمنى أن نتشارك أيضاً ببطولة سينمائية، وهم نجوم لامعون في سماء الفن، ولكل منهم أسلوبه الخاص في التمثيل، وأنا تعلّمت منهم.

- ألا تفكرين في العودة إلى تقديم البرامج؟

لقد قدّمت برنامج "ستديو الفن"، وكان من أهم وأضخم البرامج في لبنان، وأتمنّى أن أقدّم برنامجاً ذا محتوى يفيد المُشاهد ويكون منوّعاً واجتماعياً.

- هل تحبّذين أن يوقّع الممثل عقد احتكار مع شركة إنتاج واحدة؟

هناك سلبيات وإيجابيات لتوقيع عقود الاحتكار مع شركات الإنتاج، فمن جهة يضمن الممثل أنه مستمر في العمل لسنوات عدة، ومن جهة ثانية ربما تُعرض عليه أدوار من هذه الشركة لا تناسبه ويضطر لقبولها بسبب عقد الاحتكار، وهذا يؤثر سلباً في مسيرته الفنية.

- كيف تصفين شخصيتك؟

أنا جادّة في أوقات الجدّ، وأمزح في جلسات المُزاح، فروحي مرحة ولست خجولة لكنني لست وقحة.

- لنعد إلى البداية، من هي إلسا زغيب؟

درست المسرح في الجامعة اللبنانية، وتخرّجت عام 2002، وشاركت في عدد من المسرحيات، منها "كما على الأرض كذلك في السماء" و"بيّاع الأحلام".

- ماذا عن مشاركتك الأولى في الدراما التلفزيونية؟

أول عمل درامي تلفزيوني شاركت فيه كان "أحلى بيوت راس بيروت"، وبعد ذلك درّست مادة المسرح في عدد من المدارس، وفي العام 2007 انتقلت إلى تصوير الإعلانات التجارية في لبنان والعالم العربي، إلى أن جاءتني فرصة تقديم برنامج "ستديو الفن"، وبعده عدت إلى التمثيل.

- تملكين شركة لها علاقة بتنظيم حفلات الزفاف، ما هدفك من هذه الشركة؟

علّمني والدي أن يكون لي دخل آخر بعيداً من الفن، لأنه يعرف أن المدخول من هذا المجال ليس ثابتاً، لذلك أنشأت شركة تُعنى بتنظيم حفلات الزفاف وما شابه... والحمد لله مردودها المادي جيد رغم تأثرها بالأوضاع الراهنة.

- ما رأيك بالجدل المُثار حول الدراما المشتركة لناحية أن البطل سوري والبطلة لبنانية؟

الدراما المشتركة سيف ذو حدين، فهي من ناحية تساهم في انتشار الدراما، ومن ناحية أخرى تؤذي الممثلين اللبنانيين، لأنها تجعل أدوارهم محدودة إذ تمنح البطولة للنجم السوري.

- هل تعتقدين أن الممثل اللبناني سينتشر عربياً خلال الفترة المقبلة لأن اللهجة اللبنانية صارت معروفة عربياً؟

اللهجة اللبنانية مفهومة عربياً منذ فترة بعيدة، والأعمال المشتركة تساهم في انتشار جميع الممثلين.