علي السبع معلقا على 'كلنا عيال قرية':

السينما السورية, المملكة العربية السعودية, عادل إمام, كوميديا, دراما تلفزيونية, دراما خليجية, دريد لحام, علي السبع, مسلسل, دراما سعودية

15 سبتمبر 2009

بفضل موهبته وأدائه الراقي وتمكنه من أدواته المتطورة والمتجددة، برع في تجسيد العديد من الأدوار والشخصيات الفنية المركبة. ومع ذلك يردد دائماً أنه لا يزال تلميذاً في مدرسة الفنان الكويتي القدير عبدالحسين عبدالرضا. وهذا إن دل على شيء فيدل على تواضعه وحبه للفنانين العمالقة الذين أثروا الساحة الفنية بعطائهم المتميز. آخر أعماله مسلسل «نقش الحنا» الذي عرض حديثاً على قناة «الراي» إلى جانب الفنانة أسمهان توفيق والفنانة مرام، إضافة إلى مسلسل «أسوار 1» ومسلسل «لا هوب» بجانب الفنان القدير أحمد الصالح والفنان غانم الصالح ومحمد المنصور... علي السبع فنان يرفض فكرة عقود الإحتكار ليكون حراً كطائر يحلّق في السماء. «لها» التقته فكان هذا الحوار. 

- ما هو انطباعك عن دورك في مسلسل «لا هوب» الذي عرض خلال شهر رمضان على تلفزيون الكويت؟
أنا سعيد جداً بهذه المشاركة الفعالة إلى جانب زملائي نجوم الفن الكويتي أحمد الصالح وغانم الصالح وأحمد جوهر ومحمد المنصور وغيرهم. العمل جيد من وجهة نظري، وقدمت فيه شخصية مركبة تمثلت في دور الرجل الشرير الذي يجسد شريحة معينة من شرائح المجتمع الخليجي وفي الوقت ذاته يملك قلباً طيباً، لكنه يتأثر كثيراً بمن حوله فيصبح رجلاً شريراً ومتسلطاً نوعاً ما. والمثل يقول لا تسأل المرء إنما أسأل عن قرينه وكل قرين بالمقارنة يقتدي. العمل من كتابة الفنان أحمد جوهر وإخراج البيلي أحمد وإنتاج التلفزيون الكويتي.

- حدثنا عن مشاركتك في مسلسل «العطر»؟
مسلسل «العطر» يتّصف بجرأة كبيرة ويناقش ويعالج مواضيع مختلفة من واقع البيئة الخليجية التي نعيشها. وأنا أجسد فيه دور الأب الجاحد للنعمة والساعي خلف جمع المزيد من المال  لصرفه على ملذاته دون التفكير في أسرته. هذه الأسرة مكوّنة من الزوجة التي تقوم بدورها الفنانة الرائعة فاطمة الحوسني والابن الذي يقوم بدوره الفنان الشاب ماجد مطرب فواز، والذي أتوقع له نجومية كبيرة في عالم الدراما المحلية والخليجية وذلك لما يملكه من موهبة وحضور جيد وأدوات فنية متكاملة. في النهاية يندم هذا الرجل على جميع تصرفاته الصبيانية ويتذكر أن خلفه أسرة وإلتزامات عائلية وأهلاً في حاجة ماسة إلى رعايته لهم. هو رجل ينطبق عليه المثل القائل من مشى مشية أتيه ونسى ما كان فيه سوف يأتيه زمانٌ يتمنى الموت فيه. العمل يضم كوكبة كبيرة من نجوم الدراما السعودية والخليجية ومن إنتاج شركة الصدف لصالح محطة  «إم.بي.سي» ومن إخراج هيثم زرزور.

- هل أنت مع الجرأة في المعالجة؟
بالتأكيد أنا معها وأؤيدها تماماً لأنها لسان حال المجتمع ومن خلالها نستطيع التعبير عن مشاكلنا وقضايانا دون خوفٍ أو تستر، وفي الوقت نفسه تصل إلى المسؤولين بطريقة سلسلة ومباشرة. بذلك نكون ساهمنا في طرح قضايا معينة وحاولنا إيجاد حلولٍ لها من قبل المختصين في الجهات المسؤولة. وأعتقد أن الفنان عموماً لم يصل إلى قلب المشاهد إلا من خلال الجرأة، وإلا لما وصل الفنان عبدالحسين عبدالرضا والفنان عادل إمام والفنان دريد لحام بهذه السهولة.     

- لماذا لم تتجه إلى الإنتاج الدرامي حتى الآن؟
باستطاعتي أن أنتج أعمالاً درامية بحكم الخبرة الفنية الطويلة التي اكتسبتها ولكن الإنتاج يحتاج إلى صبر ومتابعة متأنية ودقيقة. أنا لا أستطيع التوفيق ما بين مجال الإنتاج ومجال التمثيل، وصاحب بالين كذاب لذا فضلت أن أكون ممثلاً حراً دون الخوض في مجالات أخرى. وأحب أن ينصب كل تركيزي على أمر واحد فقط وهو التمثيل.

- ما هو الاختلاف بين جزءَيْ مسلسل «أسوار» من ناحية الأسلوب في الطرح ومناقشة القضايا الاجتماعية؟
 
نلاحظ اختلافاً كلياً ما بين الجزءين سواءً من ناحية طرح القضايا والمواضيع التي يناقشها العمل أو من ناحية الشخصيات التي يقوم بها الفنانون المشاركون في المسلسل. وهذا نهج وطرح فني جديد تنتهجه شركة الصدف الفنية يحسب لصالحها .

- هل أنت على خلاف مع بعض الفنانين الذين لم تعمل معهم حتى الآن؟
أنا لست على خلاف مع أحد من الفنانين سواءً الذين شاركت معهم أو الذين لم أشارك معهم حتى الآن، بل تربطني علاقات جيدة جداً بجميع الفنانين والإعلاميين دون تحديد أسماء معينة. وعلاقاتي مبنية على الاحترام والمحبة.

- هل أنت مرتبط بعقد احتكار؟
لست من هواة العقود أو الاحتكارات الفنية وأحب دائماً أن أظل فناناً حراً أنطلق حيثما أشاء دون قيود أو إلتزامات فنية، مع العلم أنه تربطني صداقات متينة مع العديد من المنتجين وقد أتتني منهم عدة عروض بطلب العمل والاحتكار والتوقيع معهم، وأنا أحترم رغباتهم وحبهم لي ولكن أفضل دائماً أن أكون ممثلاً حراً بعيداً عن أي التزامات معينة.

- ما سبب قلة إنتاج التلفزيون السعودي للأعمال الدرامية رغم امتلاكه العديد من الإمكانات؟
التلفزيون السعودي من التلفزيونات الرائدة في منطقة الخليج والعالم العربي، ولكن من وجهة نظرٍ شخصية أرى أن عصره الذهبي انتهى. ونحن الآن نتمنى كفنانين ومثقفين من معالي وزير الثقافة والإعلام أن يكثف جهوده ويسخرها للنظر في مسألة الإنتاج الدرامي المحلي، وهو رجلٌ معروف ومشهود له بالجد والاجتهاد في عمله وعلى يده تطوّر العديد من الأعمال الفنية والثقافية والأدبية والإعلامية، وأيضاً له وقفات جميلة مع الفنانين. فهو يقف بنفسه على أمور كثيرة تخص الأدباء والفنانين، ولكن نحن نأمل منه المزيد من الاهتمام بهدف إثراء الساحة الفنية السعودية في أنواع الفنون المختلفة.

- ما مدى رضاك عن دورك في مسلسل «نقش الحنا» الذي عرض على قناة «الراي»؟
أنا لم أقدم عملاً فنياً إلا وأنا راضٍ ومقتنع به تماماً. ودوري في مسلسل «نقش الحنا» من الأدوار الفنية الجميلة التي استمتعت بأدائها كثيراً إلى جانب نخبة من الزملاء الفنانين في منطقة الخليج منهم الفنانة الكبيرة أسمهان توفيق والفنانة مرام والفنانة طيف.

- كيف ترى حال المسرح السعودي؟
المسرح السعودي في السابق كان يجد الاهتمام اللازم الذي كنا نسعى إليه على أمل أن تصل الفنانة السعودية إليه وتصعد وتطلّ على خشبته الرائعة. لكن للأسف الشديد انتظرنا ذلك الحلم كثيراً ولم يتحقق حتى الآن مع العلم بأن المسرح لا يناقش قضايا الرجل وهمومه وحده بل على العكس تماماً هو وجد من أجل قضايا الجنسين لطرحها ومناقشتها معاً على خشبته الواسعة. بهذه الطريقة سوف يظل المسرح السعودي أعرج ما لم يتم تفعيل العنصر النسائي فيه.  

السينما السعودية وجدت بجهود الأمير الوليد بن طلال عن طريق إنتاجه لفيلم «كيف الحال» الذي يعتبر باكورة الأفلام السينمائية السعودية، وهي بادرة جميلة من هذا الرجل الكبير في دعمه وعطائه للفن السعودي. يجب أن تأخذ المرأة السعودية فرصتها الكاملة على خشبة المسرح وتؤدي رسالتها المناطة على عاتقها كما يجب وبالتالي نكون أوجدنا مسرحاً سعودياً متكاملاً من جميع جوانبه الفنية، بالإضافة إلى استثمار أموالنا التي تهدر في الخارج.

- كيف وافقت على تقديم دور الابن للفنان خالد سامي في فيلم «كيف الحال» رغم فارق السن الذي بينكما؟
أحياناً الأدوار الفنية لا تحكمها سن معين وهي من تفرض نفسها بحب على الممثل. أنا أدّيت دور الابن عن اقتناع تام. فمثلاً أنت تحب علي السبع في هذا الدور أو غيره من الأعمال ولكن غيرك لا يحبه فبالتالي هو غير مجبر على ذلك الحب. المسألة تقع في اقتناع الإنسان نفسه من الداخل وأنا مقتنع بما قدمت. وبهذه المناسبة أوجه شكري وتقديري إلى الأمير الوليد بن طلال لرعايته ودعمه المتواصل لهذه النوعية من المشاريع الفنية.        

- ما هي المسلسلات التي شدت نظرك خلال شهر رمضان المبارك؟
هناك عدة أعمال فنية متميزة منها مسلسل «الحوت» الذي أعجبني كثيراً من ناحية درامية متكاملة وبأداء نجومه الكبار أمثال الفنان بسام كوسا والفنان سلوم حداد والفنان خالد تاجا. أعجبني أيضا مسلسل «شرف فتح الباب» للنجم الكبير يحي الفخراني، وهو يُعدّ من الأعمال الفخمة التي نقف لها احترماً وتقديراً لما يحمله من معانٍ جميلة. وأيضاً أعجبني المسلسل الكوميدي «بيني وبينك 2» لأبطاله الكبار الشمراني والمالكي والعسيري وذلك لخفة ظلهم وأدائهم الفني الجميل، وهذا دليل على وجود أعمال كوميدية سعودية غير مسلسل «طاش».

- ما رأيك في مسلسل «كلنا عيال قرية» للسدحان والقصبي ومسلسل «حارتنا حلوة» للمخرج عبدالخالق الغانم ومسلسل «عسى ما شر» للمخرج عامر الحمود؟
مسلسل «كلنا عيال قرية» ينطبق عليه المثل من خرج من داره قلّ مقداره، مع تمنياتي لهما بالعودة إلى مسلسل «طاش». أما بالنسبة إلى «حارتنا حلوة» فهو من الأعمال الفنية الرائعة وتطرق إلى قضايا اجتماعية وتراثية والمخرج القدير عبدالخالق الغانم وفق كثيراً في إخراجه واختياره للممثلين. أما بالنسبة إلى مسلسل «عسى ما شر» فأقول له فعلاً عسى ما شر.

- كيف تصف مسلسل «التنديل» للنجم عبدالحسين عبدالرضا ؟
تريد من علي السبع أن يقوّم عملاً فنياً للنجم عبدالحسين عبدالرضا؟ هذا صعبٌ جداً لأن أبو عدنان مدرسة فنية لها أصولها وبصمتها على الأعمال الخليجية والعربية. هو جبلٌ لا نستطيع الوقوف أمامه وأنا أعتبر نفسي تلميذاً في مدرسته الشامخة التي لا نزال نتعلم منها. مسلسل «التنديل» من الأعمال القوية والرائعة التي شاهدناها خلال شهر رمضان المبارك ويجمع نخبةً كبيرة من نجوم الفن الخليجي، ودائماً أبو عدنان موفقٌ في أعماله وعطائه الفني الجميل. 

- ما رأيك في مسلسل «باب الحارة 3»؟
للأسف الشديد النكتة دائماً عندما نسمعها أكثر من مرة تفتقد بريقها ورونقها، ومسلسل «باب الحارة» فقد بريقه ولمعانه عندما ابتعد عنه الفنان الكبير عباس النوري.

- هل أنت من الداعمين للفنانين الشباب؟
بكل تأكيد نعم. لقد وقفت إلى جانب العديد من الفنانين الشباب، والآن توجد أسماء لامعة منهم على الساحة الفنية ولكن من العيب ذكر أسمائهم. وبالطبع لو لا توفيق الله ثم موهبتهم لما وصلوا إلى أهدافهم وطموحاتهم التي يتطلعون إليها.

- ما سبب تفوق الفنانات البحرينيات على زميلاتهن من فنانات الخليج؟
هو ليس تفوقاً بل تميّز في مواهبهن الكبيرة وحضورهن الجيد أمام الكاميرا، وهذا الكلام أيضاً ينطبق على العديد من فنانات الخليج البارعات.

- ما هي الصعاب التي تواجه الممثل؟
الصعاب كثيرة أهمها الابتعاد عن أجواء الأسرة. وأنا أذكر حادثتين وقعتا لي، الأولى مرض إبني ودخوله المستشفى والثانية وفاة والدتي وأنا بعيد عنها ولم أستطع حضور جنازتها ومراسم عزائها وذلك بسبب ارتباطي بأعمال فنية يجب الوفاء بها، إضافة إلى التنقلات المستمرة من مكان إلى آخر.   

- ما الجديد الذي تحضر له؟
لديّ مسلسل كويتي من تأليف ضيف الله زيد وهو عمل جميل يتحدث عن قضايا مختلفة لم يحدد موعد تنفيذه حتى الآن.