تخرّجت رحمة رياض في برنامج "ستار أكاديمي" العام 2010، وعلى مدى عشر سنوات استطاعت أن تبرز في الساحة الفنية العراقية والخليجية، وقد أصدرت خلال تلك الفترة مجموعة من الأغنيات، لكنّ العملين الأخيرين "وعد مني" و"ماكو مني" حققا انتشاراً واسعاً على موقع "يوتيوب"... "لها" التقت برحمة وحاورتها حول نشاطاتها الفنية كافة.

- نبدأ حوارنا بأغنية "ماكو مني" التي حققت أكثر من خمسين مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" في أسابيع قليلة، ماذا تقولين عن هذه الأغنية وما هو سر نجاحها؟

سر نجاح أغنية "ماكو مني" يكمن في الإحساس الحقيقي الذي يصل إلى الناس من دون استئذان. الشاعر رامي العبودي الذي كتب كلمات الأغنية وملحّنها علي صابر والموزّع الموسيقي عثمان عبود يقدّمون أغنيات فيها حالات حقيقية، فمثلاً أغنيتي السابقة "وعد مني" كانت تتحدث عن حالة إنسانية، و"ماكو مني" شبيهة بها، وهذا الأمر لا أعتبره تكراراً، بل هو خط فنّي يشبهني. صحيح أنني أعشق الأغاني التي قدّمتها سابقاً، إنما كلها كانت تجارب فنية، لكن في "ماكو مني" و"وعد مني" قدّمت ما أشعر به من أمور تمسّ كل الناس وليس الحبيبين فقط.

- الملايين التي تحققها أغانيك على "يوتيوب"، هل هي من محبّة الناس أم هناك إعلانات تساهم في هذه المشاهدات العالية؟

عندما يكون معي فريق عمل يعمل من قلبه، حتماً هذا الجهد لن يضيع هباءً. والحمد لله فريق عملي في شركة "ميوزيك إذ ماي لايف" مميز جداً، إذ نبدأ قبل شهرين من إصدار الأغنية التحضير لتسويقها وتحديد موعد طرحها، وكل المشاهدات التي تحققها أغنياتي على "يوتيوب" حقيقية.

- لماذا استخدمتِ كلمة "منّي" في الأغنيتين الأخيرتين "ماكو مني" و"وعد مني"؟ هل هذه أنانية منك؟

أنا من الأشخاص الذين يحبّون مخاطبة أنفسهم، حتى عندما يخطئ أحد معي، أعاتب نفسي وألومها، ولا ألوم الآخرين، لأنني أعي تماماً أنه لا يجوز أن أخطئ مع أحد أو أحد يخطئ معي. وفي خصوص أغنية "ماكو مني"، فهذا لم يكن اسمها، بل وضع لها الشاعر عنوان "أقهر بروحي"، فشعرت أن الكلمة ضعيفة، لكن عندما أسمعتها إلى الفنان الكبير حسين الجسمي عبر الهاتف، اقترح عليّ اسم "ماكو مني"، وكان له ما أراد.

- هل تربطك علاقة صداقة وطيدة مع حسين الجسمي؟

تربطني به صداقة فنية بحتة، وأنا أثق بذوقه وإحساسه وأحب فنّه وأحترمه ويهمّني رأيه. وهذه أول مرة أُسمعه أغنية لي لأنني كنت حائرة في خصوص العنوان، واقترح عليّ اسم "ماكو مني" بدلاً من "أقهر بروحي"، وهكذا حصل لأنني أحب أن أستمع إلى آراء الناس.

- بعد النجاح الكبير الذي نلته من أغنيتك الأخيرة، هل أصبح الاختيار المقبل صعباً؟

بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنية "وعد مني" التي أصدرتها قبل سنة، بات الاختيار صعباً جداً، لكن نجاح "ماكو مني" ضاعف المسؤولية تجاه استمراريتي، وهذا الأمر صعب لكنني سأسعى اليه بكل جهد.

- كم يبلغ عدد الأغنيات التي أصدرتها بعد تخرّجك في ستار أكاديمي عام 2010؟

قبل أن أشارك في "ستار أكاديمي"، كان لي عدد من الأغنيات في السوق، إنما في الإجمال أعمالي لا تتعدّى العشرة، إذ إن ظروفي كانت صعبة وعاكستني، وكنت أركض في مكاني، والكفاح وحدي كان صعباً، لكن بعدما تعاقدت مع شركة music is my life منذ 6 سنوات، أصبح العمل منظّماً.

إنما في العراق اسمي متداول وموجود بقوة، لأن الأسماء النسائية العراقية في الغناء نادرة، والآن تخطّيت حدود بلدي العراق واكتسبت الشهرة وحققت النجاح في العالم العربي بعدما وقّعت مع شركة "وتري" وأصدرت أغنية "بوسة"، لكن مع "بوعد مني" و"ماكو مني" أصبح النجاح مدوّياً.

- لماذا تعيشين خارج العراق؟ هل بسبب الظروف الأمنية والسياسية؟

خرجت عائلتي من العراق عندما كنت في العاشرة من عمري، أي منذ 22 سنة، واستقررنا في قطر، وعندما غادرنا العراق كانت الأوضاع طبيعية.

- أنت مطربة عراقية وبلدك يمر حالياً بظروف صعبة وكان عدد من الفنانين قد ألغوا ارتباطاتهم الفنية بسبب الظروف، ومنهم كاظم الساهر، إين أنت مما يجري في العراق؟

أتضامن مع المتظاهرين في بلدي وأنا معهم قلباً وقالباً، وقد أصدرت أغنية وطنية لاقت صدى كبيراً وحصدت نحو عشرة ملايين مشاهدة على "يوتيوب" وهي بعنوان "نازل أخذ حقي"، وهذه الأغنية صدرت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، أي في بداية الأحداث في العراق، وانتظرت أسابيع قبل أن أطرح جديدي، وعندما وجدت أن التظاهرات مداها طويل كان يجب أن تستمر الحياة، ومهنتي هي الفن ورزقي من هذا المجال، ولا أستطيع أن أتوقف عن العمل إذ لدي مسؤوليات عائلية وشخصية، ولذلك استمررت في العمل. إلا أن جائحة كورونا أجبرتني على التوقف في الوقت الراهن على أمل معاودة نشاطي الفتي في القريب العاجل.

- لماذا الأسماء النسائية العراقية في الفن قليلة؟

المجتمع العراقي محافِظ، ولا تزال النظرة إلى الفن سيئة، لذا كان من الصعب لأي فتاة عراقية أن تدخل مجال الفن، لكن حالياً هناك أسماء عدة، ومنها مَن لم تخرج مِن العراق بعد.

- هل لا تزال علاقتك مع شذى حسون متوترة؟

لا أحب التحدّث في هذا الموضوع، ولا يستأهل الأمر أن أحقد عليها، بل أتمنى لها كل التوفيق، وأعتقد أنها بدورها تتمنى لي الأمور الحسنة، وإذا التقيت بها يوماً فسأسلّم عليها بحرارة.

- ما أسباب الخلاف بينكما؟

لا عداوة بيننا، إنما سوء تفاهم لأننا من بلد واحد، وعندما حدثت المشكلة أجّجتها الصحافة مع احترامي للجميع، وقد عزّ علي أن ابنة بلدي لم تدعمني أو تمدحني، والأمر مجرد عتب لا عداوة.

- هل تربطك علاقة جيدة بالمطربة أصيل هميم؟

أصيل هميم فنانة مميزة وصوتها جميل، وهي صديقتي، والمنافسة بيننا شريفة، وكلٌ منا تستمع إلى أعمال الأخرى قبل أن تصدر، وعندما يخلو القلب من الحقد والغيرة، يوفّقنا الله.

- أين أنت من الحفلات التي تُقام في المملكة العربية السعودية؟

سعيدة بما يحصل في المملكة العربية السعودية، وأتمنى أن أشارك قريباً في الحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه في المملكة إذ إن لي جمهوراً كبيراً في السعودية وأنا متعطشة للقائه.

- حضرتِ الحدث الذي أقامته شركة "يوتيوب" في دبي، أخبرينا عن تفاصيله؟

كنت سعيدة جداً بهذه المشاركة، وأتمنى أن أتواصل مع شركة "يوتيوب"، وعندما دُعيت لبّيت الدعوة فوراً، وكان أمراً مميزاً أن أغنّي في حفل انطلاق منصة "يوتيوب الموسيقية"، وحضوري هذا الحدث أثمر عن تعاون فني مع فريق عمل "يوتيوب".

- ماذا بعد أغنية "ماكو مني"؟

بعد أن صدرت الأغنية، اتّصلت بالملحن علي صابر وسألته ما إذا كان يحضّر لي من جديد، لكنه طلب مني التريث الى حين الاستمتاع بنجاح الأغنية، وأنا أثق به كثيراً وأحب العمل معه، وفي جعبتي أكثر من أغنية، لكنني متريثة قبل إطلاقها، والآتي سيكون أجمل إن شاء الله.

- هل تحصرين نفسك في الأغنيات العراقية فقط؟

أنا في صدد التحضير لأغنية مصرية، وأعتبرها تحدّياً مع نفسي، وأتمنى أن تحقق النجاح.

- ماذا عن اللهجة اللبنانية؟

أنتظر أن تهدأ الأوضاع في لبنان كي أطرح أغنية باللهجة اللبنانية، وأتمنى ذلك لأنني أحب لبنان، وقد اجتمعت أكثر من مرة مع الشاعر علي المولى للاتفاق على عمل، وآمل أن يحدث ذلك قريباً ونقدّم أغنية لبنانية مميزة.

تصوير: نيروز