فيروز شعاع الأمل المتبقّي في ظلمة لبنان

فاديا فهد 21 سبتمبر 2020

لبنان في مئويته الأولى، جسد بلا روح. سرقوا منه كلّ شيء، كلّ شيء… إلا الإبداع. فيروز رمز لبنان المبدع. كرّمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، فمنحها وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، فأهدته لوحة فنّية لم يتمّ الكشف عنها.


في عتمة لبنان الحالكة، تطلّ فيروز جميلة، أصيلة، واثقة، متواضعة، مبتسمة، كما كانت أبداً، رمزاً للبنان الحلو الذي زرعه صوتها في وجداننا الوطني. وتطلّ أنيقة بفستان يشبهها باللون الأسود المطرّز بخيوط من ذهب، من توقيع المصمّم العالمي إيلي صعب. لا بهرجة، ولا طبول تُقرع، ولا تصفيق، ولا جمهور في تكريمها. اللقاء بين ماكرون و«سفيرتنا الى النجوم» كان جميلاً، يلفّه شيء من الصمت والغموض والخصوصية. وقد قال ماكرون: «لقد شعرت بالرهبة لمقابلة ديفا عملاقة ورؤية جمالها وتواضعها وسحرها ووعيها السياسي الكبير… أعتقد أنها تحمل بطريقة أسطورية أو حقيقية جزءاً من لبنان الذي يحلم به اللبنانيون». وأضاف: «تحدّثنا وأحياناً صمتنا… لن أتحدّث أكثر ولا أتحدّث نيابة عنها، لأنني أعتقد أن جزءاً من الغموض الذي أحاطت نفسها به، هو أيضاً جزء من تلك القوّة التي تملكها، وأنا أحترم غموضها». تكريم فيروز هو تكريم للبنان النظيف، لبنان المبدع والمتألّق أبداً، بعيداً عن الفساد السياسي والاقتصادي الذي يشدّ الوطن بلا رحمة الى قعر القعر. فيروز هي لبنان الذي نحبّ ونناضل من أجله. لبنان الذي يحلّق في مخيلتنا ويراودنا في أيامنا القاحلة.