الفنانة السورية نور علي: "صقّار" علّمني الكثير و"طبق الأصل" سيفاجئ الجمهور

بيروت - "لها" 15 أكتوبر 2020

استطاعت نور علي أن تبرُز كموهبة فنية شابة في عالم التمثيل على الرغم من قصر مدة عملها في هذا المجال، بحيث حصلت على أكثر من بطولة خلال عامين فقط من تخرّجها في المعهد العالي للفنون المسرحية. والأهم، أن اللوثة التي تضرب الكثيرين من المشهد الأول أمام شيطان الكاميرا، لم تصبها، لأنها تسير بثبات في طريق الفن، وتنظر دائماً الى الأعلى، بعكس من يخسرون تماسهم مع الواقع في البداية، فيسقطون في النهاية. في هذا الحوار، تجيب الممثلة السورية على أسئلة عدة تطرحها "لها" حول أعمالها الجديدة.


- انتهيت أخيراً من تصوير مسلسل "طبق الأصل"، ما طبيعة دورك في العمل؟

أجسّد في عشارية "طبق الأصل" من تأليف سلام كسيري وإخراج علي محيي الدين علي وإنتاج شركتَي "غولدن لاين" و"آي سي ميديا"، شخصية "ديمة" في نص ممتع ومشوّق بأحداث كثيفة ووتيرة متسارعة وشخصيات حقيقية من لحم ودم، لدرجة جعلت الغوص فيها أمراً ممتعاً، الى حد تبرير أخطاء الشخصيات حتى عندما تؤذي الآخرين.

وربما تعكس "ديمة" انطباعاً أولياً بالحيادية، كامرأة ناجحة في عملها وحياتها بسبب زوجها، إلّا أن التعمّق في الشخصية يُظهر أنها أهم من ذلك بكثير، فهي من أصحاب القرار في هذا العالم، ممن يواجهون التحدّيات بلا كلل في سبيل الوصول الى ما يصبون اليه، فـ"ديمة" تتحمّل مسؤولية القرارات التي تتّخذها، ولكن على طريقتها الخاصة التي قد تثير الشكوك حولها. يمكنني التأكيد أن "طبق الأصل" في مجمله سيشدّ ويفاجئ الجمهور الذي سيجد نفسه أمام دراما مشوّقة.

- ماذا عن ثنائيتك في العمل مع الممثل القدير عبّاس النوري؟

أنا سعيدة بهذه الثنائية، فعبّاس النوري أستاذ بكل معنى الكلمة، ويمتلك طاقة إيجابية يعكسها على من حوله، وشغوف أيضاً بمساعدة العاملين في المسلسل، كما حرُص على إعطائي الكثير من خبرته خلال التحضير للحوار وبناء الشخصية، الأمر الذي أشكره عليه كثيراً.

- شاركت أيضاً في بطولة مسلسل "صقّار" الذي تأجّل عرضه بسبب فيروس كورونا، كيف تقوّمين العمل في الدراما البدوية مقابل تلك المعاصِرة؟

التجربة البدوية في "صقّار" هي الأهم بالنسبة إليّ حتى الآن، لأنها علّمتني أكثر من الدراما المعاصرة، وفرضت عليّ التفكير أكثر في نماذج لسنا على تماسٍ مستمر معها، كما دفعتني الى الخروج من طبيعتي الشخصية ومحاولة بناء شخصية أخرى، لا سيما أنها لا تشبهني أبداً وبعيدة عني بطباعها وصفاتها، كما أن تحدّث الشخصية باللهجة البدوية جعلني دائمة التركيز، وحرمني بالتالي من ترف الاسترخاء ولو للحظة واحدة أو استسهال أحد المشاهد في هذا المسلسل الذي يعيد الدراما البدوية الى خريطة الأعمال الفنية.

- وماذا عن دورك في مسلسل "صقّار"؟

العمل من تأليف دعد الكسان وإخراج شعلان الدبس وإنتاج شركتَي "غولدن لاين" و"آي سي ميديا"، وأجسّد فيه شخصية "شوق" المرأة القوية والقاسية بعض الشيء، التي تتميز بالإصرار على حساب العاطفة، حتى أن الظروف تجعلها أكثر قوّةً وتماسكاً مما هي عليه في الواقع، فكونها زوجة شيخ القبيلة وأم ابنه، تسعى بكل ما أوتيت من قوة للثأر بعد مقتله وحماية ابنها منه.

- يُقال إن من يسلك طريق الفن عليه أولاً "الانتشار ثم الاختيار"... ما رأيك بهذه المقولة؟

لا أرى أن هناك طريقاً مهنياً واضحاً أو مساراً ثابتاً يسلكه الخرّيجون والممثلون، وحتى جميع الناس، فطريق الفن ترتبط بعوامل كثيرة، منها الموهبة والجهد والصدفة والمساعدة والفرص التي قد يتلقاها السائر عليها. ولا قرار لنا في الكثير من هذه العناصر، كما لا يمكننا صنعها، لذا أنا مع التوازن بين الانتشار والاختيار، لا مع تفضيل خيار على آخر. شخصياً، لا أستطيع قبول عمل أو دور رديء، مثلما لا يمكنني وضع شروطي منذ الآن. حين أصل مستقبلاً الى مكانة متقدّمة في عالم التمثيل، عندها يكون الاختيار هو المرجّح.

- كخرّيجة معهد، ما رأيك بالجدل الدائر حول مصطلح أكاديمي...غير أكاديمي؟

لا علاقة للموهبة بالدراسة الأكاديمية، لذا نجد ممثلين عظماء غير أكاديميين، لكن بالنسبة إليّ، الدراسة الأكاديمية هي التي جعلتني ما أنا عليه اليوم، وهي التي ستؤهّلني لما سأكون عليه مستقبلاً. وهنا يجب الإشارة إلى أنني ما زلت أتعلّم حتى الآن، وربما يمكنني الخروج بالمعادلة التالية: الموهبة وحدها لا تكفي، والدراسة الأكاديمية وحدها لا تُغني.

- شاركت في كليب أغنية "منذ الأزل" مع الفنان شادي الصفدي أمام عدسة مدير الإضاءة والتصوير يزن شربتجي الذي أخرج العمل، أخبرينا عن هذه التجربة.

دعني أعتبرها مشاركةً أكثر مما هي تجربة، إذ تربطني بشادي الصفدي علاقة صداقة، كما أنني أحب فرقة "سفر" منذ أن أعادوا تقديم أغنية "يا بو ردين". ولكن السبب الأول لمشاركتي في الكليب هو حبّي لخوض التجربة أمام كاميرا يزن شربتجي كمخرج، لثقتي الكبيرة بأن العمل سيكون جميلاً جداً، والحمد لله الجمهور أحبّه.