الفرق الغنائية اللبنانية والسورية
ملحم بركات, فيروز, د. ملكة يوسف, شركة روتانا, الفرق الغنائية اللبنانية, الفرق الغنائية السورية, زيد حمدان, ياسمين حمدان, فريق سوب كيلز, فريق عكس السير, فريق قطاع بيروت, فريق لومي, ميالين الحاج, مارك قدسي, فريق نيرفانا, فريق كتيبة ٥, أسلوب, مولوتوف, ش
18 مارس 2010الفنانة رشا رزق: أن نقدم موسيقى الروك لا يعني أننا غربيون
تقول رشا رزق عن الفرقة السورية «إطار شمع»: «أسست الفرقة مع زوجي إبراهيم سليماني عام ١٩٩٨ وتوافد عليها موسيقيون كثر ثم غادروها. واستمررنا أنا وإبراهيم في كتابة الكلمات وتأليف الموسيقى إلى أن أصدرنا عملنا الأول في العام الماضي بعنوان «بيتنا». وقد واجهنا صعوبة تقنية أثناء التنفيذ لعدم وجود استديوهات تتوافر فيها الإمكانات اللازمة لتسجيل هذه الأنماط في سورية، إضافة إلى عدم وجود شركات إنتاج موسيقي، الأمر الذي أضطرنا لإجراء عمليات الميكساج على الألبوم في أميركا. نحن كفرق موسيقية شبابية نمثل النمط المعاصر وليس الغربي، لأن الموسيقى ليس لها بلد بل هي ابنة زمانها ومكانها، ونحن لا نستطيع عزل أنفسنا عن مسيرة الموسيقى الموجودة في العالم. هناك موسيقيون غربيون ينهلوا من الموسيقى الشرقية فهل أصبحوا عرباً؟
إياد ريحاوي: أحيينا حفلة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك
فرقة «كلناسوا» سورية، يقول عنها مؤسسها إياد ريحاوي: «عام ١٩٩٢ تجمعت مجموعة من الموسيقيين وبدأت بتأدية أنماط من الأغاني التي تعتمد على الغناء الهارموني منطلقين من أرضية ثقافية وحس بالالتزام تجاه قضايا الجيل. أهم التحديات كانت المادة التي نقدمها لهذا الجيل ومدى ارتباطها به، فقامت الفرقة بتأليف الكثير من الأغاني وتلحينها وتوزيعها وطرحت من خلالها بعض قضايا الشباب المهمة والمجتمع، كما أخذت بعض الأغاني التراثية وأعادت توزيعها وقدمتها لجيل الشباب كي يبقى على تواصل مع تراثه وماضيه. ومع تزايد الشعور بالجدية خيال ما تقدمه الفرقة والمسؤولية تجاه تقديم خيارات جديدة بدأ البحث عن أنماط تجريبية وذلك بالاشتراك مع بعض الفرق الأوروبية.
ومنذ بداية الفرقة نعمل على ترك بصمة خاصة تذكر لنا، من حيث الأداء الجديد وتحديث بعض الأغاني وتقديمها بالطريقة التي لا تفقدها أصالتها. كما أن خصوصية الفرقة تكمن في الارتباط الوثيق بين أفرادها واحترامنا للعمل ولعلاقتنا».
أما أعضاء الفرقة فهم:
بشار موسى، أيهم العاني، إياد ريحاوي، مروان نخلة، حازم العاني، رافل الحفار، سونيا بيطار.
شاركت فرقة «كلنا سوا» في الكثير من المهرجانات الغربية، وأهم جولاتها كانت عام ٢٠٠٤ حين قدمت عشرين حفلة في عشرين ولاية أميركية تحت عنوان «ثقافة من أجل السلام». وكانت إحدى الحفلات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث منحت جائزة للسلام من النادي العربي هناك. وتحضر الفرقة حالياً ألبومها الجديد الذي سوف يصدر قريباً، لينضم الى ألبومات «سفينة نوح»، «شيء جديد»، «موزاييك»، «إذاعة كلنا سوا» الذي صدر عام ٢٠٠٩.
وعن طموح الفرقة يقول ريحاوي: «كلنا سوا» مؤمنة بأن الموسيقى فن سامٍ يعلو بالإنسان ويفتح مداركه، ومكان لتقارب الشعوب وهدفنا أن نستمر بالاستمتاع بالموسيقى التي نقدمها وإيصال هذه المتعة الى الجمهور».
ملكة، مغنية راب ومقدمة برنامج «شبابي» على روتانا
لين فتوح (٢٣ عاماً)، إسمها الحقيقي وليس «ملكة»، توضّح: «هذا الإسم يعبّر عن شخصيتي القيادية بين أصدقائي وما فرضته عليّ الحياة». قصّتها مع الموسيقى الصاخبة بدأت حين تعرّفت إلى المنتج الموسيقي مروان قيسي «خلال التحضير لبرنامج ينتقي مواهب تغني الراب، وقد تم إختياري من لبنان وإتفقنا لاحقاً على تقديم برنامج «شبابي» على شاشة روتانا للتعريف بالموسيقى العربية الشبابية التي لم تبصر النور بعد وهي لا تزال تحت سطح الارض. وهي موسيقى مخفية تبحث عن المستمع وتمزج الشرقي والغربي ومطبوعة بموسيقى الراب والروك الإلكتروني والآر ند بي».
تقول ملكة أن برنامجها يسلط الضوء على ظواهر ينتمون إلى عالمها الموسيقي رغم فارق الدين والزي واللهجة والبلد فنحن مجتمعين لدعم فن جديد». تروي عن طفولتها «منذ الصغر كنت أحلم بالغناء وبدأت ميولي إلى غناء الراب تنضج في سن الثالثة عشرة، فأخي كان على الدوام يستمع إلى موسيقى الهيب-هوب. تعلّقت بموسيقى توباك وبيغي و Bone Thugs n Harmony. كنت أحفظ كلام الأغاني المليئة بالعبر والمواقف الحياتية.
وقد تعرّفت على فريق من الشبّان يغنون في مقهى لبناني تحمسوا لي كفتاة تغني الراب، فاحتضنوني لأنني كنت ظاهرة غريبة لكن عوائق كثيرة واجهتنا ولذلك أكملت طريقي بمفردي منذ العام ٢٠٠٠. عن الفن الذي تقدّمه اليوم تقول: «للأسف، لا تحكم البيئة العربية عامة على جماليات الموسيقى الصاخبة ولسوء الحظ أن الراب الأميركي عمّم هويته السلبية بالكلام البذيء لكنه في حقيقة الأمر رسالته إيجابية.
ثمة في لبنان فرق مماثلة لكنني لا أرحّب بها في برنامجي فهم ينسفون أحلام فنية تحاول أن تجد مكانها تحت الشمس». لم تدخنين؟ هل الموسيقى تدفعك إلى ذلك؟ تجيب: «الموسيقى هي تعبير عن المزاج والإحساس، أكتب الأغاني منذ سبع سنوات وقد صدر بعضها ضمن ألبومات فرق غنائية مثل «عكس السير» وBeirut bloma. لقد أخذت من الغرب جرأة غير موجودة في لبنان لا الفجور.
لقد عشت في سفر دائم، أمي جزائرية، أقمت في كندا وكنت أزور والدتي في فرنسا باستمرار. أنزع كفنانة إلى التحرر مع إحترام المستمع، أطرح القضايا التي تمسني وتمس جيلي. سيصدر لي عمل متكامل قريباً تحت عنوان «التتويج» يضم ١٢ أغنية بدعم معنوي من روتانا التي قدّمتني إلى الجمهور العربي. الجمهور الذي يريد اليوم موسيقى غنية تطرح الواقع لا تعيش في الاحلام، ففي فلسطين فرق غنائية ك Ramallah Underground و «دام» تقدم القضية الفلسطينية والحالة والبيئة والمحيط. الهوية العربية موجودة رغم التلاقح موسيقي بين الشرق والغرب».
تقول إن هدفها اليوم إيصال رسالتها الفنية إلى الجيل الصاعد الذي يعاني حالة ملل من الإصدارات العربية المتشابهة والذين «يشوهون صورة الفن العربي والذين لا يقدمون له أي إضافة. أنا أغني للمرأة العربية وأخطط لها وللإدراك ومن يريد أن يتذوّق الهيب-هوب سيلمس حب تغيير الواقع والطاقة والثقة بالنفس». كمغنية راب لبنانية تقول: «لقد شبعنا من مواضيع الخيانة والحب والصدمات.
نحن مجتمع يعرف الحروب باستمرار وإقتصاده على شفير الهاوية وغارق بالديون ويعاني المعيشة صعبة». وعن تجربة الغناء في فريق مجدداًً تقول: «هذا أمر لن أقدم عليه أبداً بل أفضل الدخول في تجربة ديو، وقريباً سأنجز عملاً مع Nate Dogg، كما أن الفنان الأميركي سنوب دوغ طلب مني شخصياً أن يؤدي إلى جانبي أغنية. إستمرار نجاح الفرق الغنائية صعب للغاية لأن الغيرة ستحلّ لا محال بين الأعضاء، فحتى فريق البيتلز أصيب بالازمات خصوصاً بين عضويه بول ماكارتني وجون لينون». وعن إتجاه المراهقين إلى الموسيقى الصاخبة تقول: «للأسف هناك مواجهة قوية تخبرها هذه الموسيقى التي قد تفهم على أنها موسيقى عنف أو مخدرات خصوصاً موسيقى ال trance وال House، فهناك سوء فهم لموسيقى الروك. المراهق مستاء من الموسيقى العربية ويميل إلى إصدارات الغرب عشوائياً. أشجع على غناء الهيب هوب فهي ظاهرة صحية للإبتكار والتعبير وتغيير صورة الفن العربي التي دفعتني للغناء سراًً بعد أن عارضت عائلتي دخولي الفن في البداية».
« ٤ كاتس»..تجربة الفنان غسان الرحباني
قطط متخاصمة تحب الإنفراد كما بيونسيه وفيكتوريا بيكهام
حصد فريق «فور كاتس» اللبناني نجاحاً ساحقاً حين عاد إلى أمجاد الماضي وغنى للفنان ملحم بركات والسيّدة فيروز، وأثار ضجة واسعة لم تعهدها الساحة الفنية العربية باستعراضه المسرحي في المهرجانات الصيفية حيث كان الجمهور يذهل للأداء المسرحي الرشيق والغناء الذي طبع في ذاكرة الجمهور العربي نسخة جديدة من فريقي Spice Girls أو Destiney's child. لكن اعضاء الفريق كانوا بإستمرار يتعرضون للتبديل من بيرلا شلال إلى شانتال قيصر وزينة ليون إلى نيكول سابا ونسرين زريق. السبب الزواج وعرض عمل أكثر إنتاجاً و«قيود» تضعها الفرقة. والحقيقة أن من غنى لا يمتلك الموهبة أو هاجس الموسيقى لأن بعض أعضاء الفريق لم يتابع دربه حين إتجه البعض إلى التمثيل أو أي مجال لا تغيّبه الشاشة. رغم ترداد القطط على الدوام مقولة: «لا أحد منا يمكنه الغناء بمفرده»!
فريق «كتيبة ٥ »
«أسلوب» و«مولوتوف» و«شاهد عيان» و«جزّار» ...
عمرو، شاب إسمه الفني «أسلوب»، من يافا، حائز شهادة في الفندقية لكنه لا يعمل في مجالها، ف«القانون اللبناني لا يمنح العامل الأجنبي إمتياز الترقية». دخل عالم الموسيقى متأثراً بفريق الراب الأميركي wu-tang clan (الذي يطرح واقع الشاب الأسود في الشارع الأميركي إلى جانب الفساد والبطالة والمخدرات) ومحاكياً واقع المخيم الفلسطيني المتردي. أما يسري أو بالأحرى «مولوتوف»، فلم يتابع تحصيله العلمي بسلام بفعل الأوضاع الإجتماعية والتعليمية اللا إنسانية، لكنه قارىء شره لكتّاب الأدب الياباني، يوكويو ميشيما وكنزبورو أوي ويسوناري كواباتا (الجميلات النائمات)، وهو يعد دراسة عن كتابات الروائي غسان كنفاني (تجمعهما عكا مسقط رأسهما) والشاعر محمود درويش وتأثير الثقافة الفلسطينية في الغرب، إلى جانب عمله في مجال الترجمة الفورية في ورشات عمل مسرحية وأدبية وترجمة المقالات الصحافية. «لها» إلتقتهما بين أزقة مخيّم برج البراجنة.
يقول مولوتوف: «لقد إختاروا لي هذا الإسم لأن طباعي مشاغبة. لقد تعارفت وباقي أعضاء الفريق في المدرسة، حاولنا الغناء وسجلنا أسطوانتنا الأولى بجودة ضعيفة». أما «أسلوب»، فيعبر عن دافع الغناء: «راقتنا فكرة فرصة التعبير عن حالة بائسة في المخيم وواقعنا في حياة مليئة بالعوائق، معاناة الطالب الفلسطيني في مدارس الأونروا ومن ثم تنقّله بين أزقة المخيم مع النرجيلة مع ضيق الأفق المستقبلي».
تفاصيل أنضجت الدافع لدى الفرقة وفاقمت كمية البوح في داخلهم. يضيف «أسلوب» أن كل عضو في الفريق يكتب كلمات الذي يؤديها «هذه قاعدة ثابتة في فن الراب».
من يسمعكم؟ يجيب عمرو أو «أسلوب» الذي يرفض أن أناديه بإسمه الحقيقي قائلاً هل تعلمين إسم عاصي الحلاني الحقيقي؟: «جمهورنا هو كل فلسطيني في فلسطين وفي كل أنحاء الوطن العربي وكل مناصر للقضية رغم أننا لم نعبر الحدود اللبنانية يوماًً لملاقاتهم بفعل الصعوبات في الحصول على تأشيرة سفر رغم الدعوات الأردنية والمصرية لنا».
وعن التمويل الذي يدعم إستمرار النشاط الفني للفرقة يضيف: «لا دعم خارجياً، كل عضو في الفرقة لديه عمله الخاص، رغم عدم دراستي للموسيقي إلاّ أنني أكتبها على المسمع. أنجزت موسيقى الفيلم التوثيقي «بردو بحبك يا وحش» الذي عرض على شاشة «العربية» كما تحمل إعلانات عديدة أنغام أعمالي». أما «مولوتوف»، فهو يعمل في مجال الترجمة الفورية رغم دراسته المهنية في مجال الميكانيك، يقول: «لغتي الإنكليزية ممتازة بفعل القراءة ومشاهدة كم هائل من الافلام. أترجم بيانات ثقافية ومقالات صحافية إلى جانب الترجمة الفورية».
وعندما نسأل: كيف تلامسون تفاعلاً مع جمهور دون إحتكاك؟ بثقة كبيرة يجيب «مولوتوف»: «الرسائل الإلكترونية التي نتلقاها من كامل الوطن العربي تهمّش عامل المكان وأهميته وتلغي الحدود، أعمالنا يسمعها الشباب العربي حتى أن البعض ظنّ أننا فرقة تغني من الداخل الفلسطيني المحتل». تغنون منذ عام ٢٠٠٠، ما الذي حقّقتموه؟ يقول «أسلوب» إن «جمهور القضية الفلسطينية بات أكبر في الوطن العربي كما أن بعض الجهات تقدّر معالجتنا لبعض الجوانب في حياة اللاجىء الفلسطيني. لقد هاجمنا أداء الجمعيات العاملة في وسط المخيمات الفلسطينية.
سُئلنا في ما بعد لمَ أسقطنا نقد جمعية معينة؟ لقد قدمنا حفلة لدعم أهالي غزة على مسرح بابل الذي إمتلىء بالمشاهد الذي لا يجهلنا رغم إطلالاتنا الخجولة، إضافة إلى حفلات مجانية التي نحييها في كامل المخيمات الفلسطينية في لبنان». أما عن الألبوم الجديد فيقول «مولوتوف»: «يثبّت الإصدار الجديد وجهة نظرنا وأننا لسنا شباناً يفرغون غضبهم في الموسيقى، ولذلك عنوانه «طريق واحد مرسوم»، أي العودة إلى فلسطين، إضافة إلى الفساد والفوضى خصوصاً في الشق التعليمي، هل يعقل أن تفتتح مدرسة في مبنى سكني مزدحم؟!».
فريق أو ثنائي Lumi
مارك قدسي وميالين الحاج
«لومي» إختصار لكلمة «لوميار» أي ضوء بالعربية. هي فرقة لبنانية غير ناطقة بالعربية بسبب نشأة عضويها في أوروبا، المغنية ميالين الحاج وعازف الغيتار الإلكتروني مارك قدسي.
بدأ مارك العزف في سن ال ١٦ متأثراً بفريق الروك الأميركي «نيرفانا» الذي إنفصل أعضاؤه منتصف التسعينات، وحين دخل الجامعة قام بعدد من التسجيلات إلى جانب أعضاء فريق Scrambled Eggs الذين عرفوا برواد الروك العربي البديل عبر الموسيقى الإلكترونية عبر ألبوم «سعداء معاً، أشقياء الى الأبد» و Nevermind where, just drive. لكن مارك سرعان ما إنفصل عنهم «حين تعرفت إلى ميالين. كنت متحمساً لتكرار تجربة «سوب كيلز» وأسمع أسطواناتهم باستمرار، وقد أصبح العضو السابق فيها زيد مدير أعمالنا».
أما ميالين، الفتاة العشرينية التي عاشت طفولتها ومراهقتها في فرنسا، فتقول إن عامل اللغة لم يمنعها من التوجّه فنياً بهوية عربية: «أكتب كلاماً مليئاًً بالصور الجمالية المجسدة للمرأة العربية المعاصرة عبر مكنوني ونظرتي الخاصة، كوني أشكّل جزءاً من المشهد اللبناني والعربي». يلفت مارك إلى «ضرورة تقديم الفنان العربي بصورة جديدة صوتاً ولحناً وصورة خصوصاً في الكليبات المصورة.
لقد شكلت وميالين عالمنا الخاص لتمثيل المراهق الذي يبحث عن العمل الفريد والمميّز حتى يكشفه، ونعلم مقدار التحدي الذي نواجه وسط مشهد موحّد يسيطر على الوجهة والهوية الفنية. الموسيقى العربية باتت اليوم ترفيهاً موقتاً ينقصه العمق وإنفصل عن إنجازات موسيقى الستينات والسبعينات. تبادر ميالين بلهجة لبنانية ضعيفة إلى القول: «أشعر بأن أم كلثوم تتوجّه إليّ وتحادثني أثناء غنائها..». يضيف مارك: «كما أن فيروز تُحدث شيئاً في المستمع... هناك إحساس جميل بالكلمات البسيطة والعميقة لا يمكن تفسيره وأنا اليوم لا أشعر به إطلاقاً. أستخدم في الموسيقى التي أؤلفها صوت الكمنجات القديمة لأستعيد الزمن الجميل».
أما بالنسبة إلى إستمرار تجربتهما الفنية فتقول ميالين بصراحة وشفافية: «الفريق هو عبارة عن علاقة إنسانية منطقية لا تشبه الزواج، الإنسان يتطوّر فكرياً، وكل تعاون معرض للإنتهاء جراء النجاح غير المتوازن على صعيد الأعضاء أو عوائق أخرى أبرزها مادي. فتصوير كليب غنائي لنا لم نحظَ به إلاّ بعد إنتهاء حرب تموز/يوليو ٢٠٠٦ حين كانت التكلفة مقبولة بعض الشيء. نحن في صدد إنجاز ألبوم وقد وقعنا عقداً مع شركة E.M.I للإنتاج، ونحن نجول العالم ونحيي حفلات بوتيرة أعلى مما نقدّمه على المسرح اللبناني وجمهورنا يضم أكثر من فئة عمرية وبمستوى ثقافي متباين». يختم مارك أخيراً: «نمط ال Electro Pop الذي نقدّمه نابع من بيئة عربية لا لندنية، وهو مجسد للتعمق والتأمل والصور الحياتية اللبنانية».
يواصل الشباب اللبناني البحث عن هوية بعد أن تلّون الفن بالمشهد السطحي وتلوّث الوطن بالملفات الشائكة. موسيقى جديدة لا تزال تحت سطح الأرض رغم المحاولات التي باءت بالفشل محلياً وتم الترحيب بها في أوروبا وسائر أنحاء الوطن العربي. Soap Kills فرقة إنطلقت منتصف التسعينات وتبدّدت، وها هي فرقة Lumi الثنائية تكمل مشوارها. وتتسرّب إلى الذاكرة الإنسانية أصوات شباب فرقة «كتيبة ٥ » الفلسطينية التي إخترقت حدود المخيم وأسواره المظلمة والظالمة. فيما تدعم لين فتوح المعروفة ب«ملكة»، مقدمة برنامج «شبابي» على شاشة «روتانا»، الفرق الغنائية الجديدة محلياً وعربياً لتحقق حلم التجديد وإحياء قضايا الشباب المهاجر واللاجىء والمرأة العربية والوطن غير الآمن.. عناوين طرحتها في ألبومها الأول شكّلت إستفهاماً حول ماهية الرسالة الفنية التي لا تنطق إلاّ بالرومانسية. جيل عاش لبنان في الخارج والداخل الخامل وعاد بشيفرة فنية تروي الكثير ولا تروي الموهبة.
زيد حمدان مؤلف ومنتج موسيقي عضو سابق في فريق Soap Kills
ياسمين حمدان، مغنية فريق «سوب كيلز» السابقة بات إسمها اليوم Y.A.S، وهي تغني التكنو- بوب العربي بعد أن وجدت جمهورها في الخارج. هي مشروع فني هجين للفنان الأفغاني-الإيطالي Mirwais Ahmadzaï في باريس، وقد أصدرا أسطوانة Arabology (منتج مادونا أخيراً كتب وأنتج أعمالها الأخيرة).
أما زيد حمدان، فعضو سابق في هذا الفريق الثنائي، مغنٍ ومؤلف موسيقي ومنتج يدعم الفرق الغنائية التي قد تحقق حلماًً راوده منتصف التسعينات وإستفاق منه عام ٢٠٠٦.
يروي زيد حمدان بداية حكايته مع الموسيقى "دخلت عالم الفن في سن الثانية عشرة. كنت إخترع النغمات على الغيتار وأكتب بعض التجارب. وقد بدأت التفكير بمشروع فريق Soap Kills الغنائي بعد قدومي من فرنسا. عدت إلى لبنان متأثراً بالموسيقى الأوروبية. تعرّفت الى ياسمين حمدان التي تملك صوتاً رائعاً وشكّلنا فرقة ثنائية أصدرت 6 إسطوانات وشريطين مصورين يقدمان موسيقى جديدة مختلفة».
قدم حمدان وحمدان خلطة عربية وغربية تبنّتها شاشة «إم تي في» بإعتماد الموسيقى الخافتة أو «الفارغة» التي تقدّم الصوت وتبرزه، لكن هذا الأمر « لم تتقبّله الإذاعات والشاشات اللبنانية مما قوض إنتشارنا المحلي، لكن في المقابل نجحنا في إحداث ضجة في الخارج. وقّعنا عقد إنتاج في فرنسا وقدّمنا الكثير من الحفلات خارج لبنان، في سورية والأردن وتونس ومصر. في هذه المرحلة يقول زيد إن الطبقة المثقفة كانت داعمة لهما «لقد إستعان الإعلام والمخرجون بأعمالنا التي حضرت في أفلام Aux Frontières للمخرجة اللبنانية دانيال عربيد، Terra Incognita لغسان سلهب وLa maison rose لخليل وجوانا جريج».
لكن الإستمرار كان مستحيلاً، يقول زيد، رغم عطاء فني طوال ثماني سنوات: «كان من الصعب على ياسمين، كفتاة، الإستمرار في متابعة حلم لم يبادل بالإحترام والتقدير، ولذلك فضلت الإقامة في فرنسا حيث حظيت بتوقيع عقد مع شركة ضخمة هي Universal».
يقول هذه العبارة بشكل مؤسف لأن الثورة التي كانت تريد أن تبصر النور في وطنها كان مصيرها الهجرة. أما زيد ففضّل البقاء في لبنان ومواصلة مشواره الفني وفي دعم تجارب فرق غنائية مماثلة ك«عكس السير» و«قطاع بيروت» وفرقة Lumi .
ويلفت إلى أن هذه الفرق تحتاج إلى فرصة الظهور لأنها «تحمل الجديد المخالف للنمط السائد. فأغنية إليسا تشبه أغنية نانسي عجرم ونوال الزغبي... ينقص الفن لفتة غريبة ونصّ يشبه كتابات ربيع مروة لريما خشيش، شعر الحب المعزّز بقوة التعبير والتاثير الجميل». وساخراً من واقع الأغنية العربية يقول:« ما تقدّمه ياسمين على صعيد البوب العربي لن يعرفه لبنان قبل العام ٢٠٥٠، أعمالها مشبعة بالحرفية والثقافة المدمجة والحفاظ على الهوية. يجب ألاّ نتساءل لماذا يسمع المراهق بيونسيه ومادونا اللتين تقدمان الجديد باستمرار! لقد أدينا أغنية Lost التي تجسد يوميات إنسان تائه في صحراء من ذهب ولا يدرك مكان الكنز، وهي إستعارة تجسّد المواطن المقيم في بلد غني لا يعرف كيف يستثمر ثرواته كما طرحنا عناوين العنف المعنوي والحب والمرأة وسخرنا من الأعمال العربية المصورة في أغنية Comme la Rose «...قلبي بيدوب وحبك دوّبني دوب..».
ما يفعله الشباب هو محاولة. لا أرى أعمالاً تشبه عمل «أنا بعشق البحر» لنجاة الصغيرة حيث الإحساس دون زخرفة الموسيقى والفوتو- شوب الساري على الصوت والصورة. وحيث المكان للفردية على حساب الفن الحقيقي. أتعاون مع فنانين يملكون شغف الموسيقى أتمنى ألاّ يكون مصيرهم مثل «سوب كيلز» أو التفكير بالأنا. لقد خضت مجال الغناء مع فريق بشكل موقت مع فرقة فرنسية هيThe new Government . كذلك شكلت ثنائياً مع فنان كيني إسمه كونجا كوياتي يغني الريغي».
أنس أبو قوس: نعتمد على المزج بين الموسيقى الغربية والشرقية
فرقة «إنسانيتي» مشروع يعتمد على المزج بين الموسيقى الشرقية كغناء والموسيقى الغربية بنمط الروك كخلفية موسيقية. وأعضاء هذه الفرقة السورية هم. ميشال أسمر صاحب فكرة الفرقة وهو عازف غيتار، وسيمون مريش، إبراهيم سليماني، وحازم العاني.
يقول أبو قوس: «واجهتنا الكثير من التحديات، أهمها أن نمط هذه الموسيقى أو هذه الفرق غير معروف ونحتاج إلى ثبات وعمل وجهد كي نثبت وجودنا ونصل الى الشهرة والانتشار.
ونحن نحاول من خلال فرقتنا السير على دروب بعض الفرق الأوروبية، لكن بنَفَس مختلف، فنحن نريد الانتشار والنجاح لكن بروح عربية شرقية تراثية ومصبوغة ببعض الألحان الغربية.أما بالنسبة الى الجولات التي قمنا بها، فقد شاركنا في مهرجان سورية والشباب عام ٢٠٠٧ وكان لنا ظهور مميز جداً. وحالياً نقوم بالإعداد للألبوم الأول وسنطلقه قريباً. وكان لنا بعض الحفلات في المحافظات السورية تميزت بالنجاح وإقبال جماهير الشباب عليها».