ميلاد يوسف: طالبتُ بجزء ثالث من "خاتون"

أمين حمادة 08 نوفمبر 2020

يبدأ النجم السوري ميلاد يوسف الموسم الحالي باكراً من خلال عدد من الأعمال، أبرزها بطولة مسلسلَي "طبق الأصل" و"انتقام بارد"، حيث يسعى الى تغيير جلده، بتضمين أدواره الجديدة أبعاداً نفسية مركبة، والذهاب الى العرض خارج رمضان، بما يتلاءم مع شروط العرض الجديدة التي فرضتها المنصّات الإلكترونية في شكل ومضمون المسلسلات الدرامية. في هذه المقابلة، يجيب يوسف على أسئلة "لها" حول تفاصيل أدواره، ويكشف بعض ملامح خبرته الطويلة في مشواره الفني، سورياً وعربياً.


- أخبرنا عن بعض تفاصيل بطولتك في "طبق الأصل"؟

أجسّد شخصية "يامن" في عشارية "طبق الأصل" حيث تتكرر تجربتي المميزة مع المخرج علي محيي الدين علي، صاحب الطريقة الخاصة بمعالجة الشخصيات والخطوط الدرامية. يتمحور المسلسل على الطمع الذي يؤثر في العلاقات الإنسانية بشكل أساسي، لا سيما أن الجشع يعتمد غالباً على خطوات سريعة من أجل تحقيق الأحلام، فتخسر الكثير أخلاقياً في سبيل المال والسلطة أياً يكن شكلها، كما يبدو تأثير الأنثى واضحاً في هذه اللعبة الكبيرة التي تتعرّض أيضاً الى علاقة الأخوّة بين "يامن" و"وائل" من أداء الفنان عباس النوري الذي تجمعني به علاقة خاصة جداً. هناك أسئلة وعلامات استفهام كثيرة في العمل، بعضها نجيب عنه، والبعض الآخر نتركه للمشاهد.


- ماذا عن دورك في "انتقام بارد"؟

شخصياً، أُطلق على العشارية تسمية "انتقام الموت"، لا سيما أن الأحداث تربط بين عالمين متوازيين عبر صلة الأشخاص من الطرفين. ولا شك في أن العمل اجتماعي نفسي يبحث في المكنونات البشرية بشكل ذكي وعميق جداً، بحاجة الى تركيز. وأجسّد في العمل شخصية "طارق" الذي ينتابه شعور دائم بالقلق والألم والخوف، فبواعثه النفسية قائمة على خسارة فادحة في حياته، إضافة الى مشاعر أخرى تتجاذبه كالذنب ومحاولة تطهير ذاتٍ تحمل صراعات في كل أماكن وجودها، وتنعكس على كل من حوله، ابتداءً من زوجته وصولاً الى الناس الأكثر بُعداً.

وأود أن أشير الى أنني سعيد بالعودة الى العمل مع المخرج سيف سبيعي بعد تجارب مميزة معه في "فسحة سماوية" و"عن الخوف والعزلة"، فهو صاحب باع طويل في الأعمال الدرامية الاجتماعية، لا سيما عبر إظهار الشخصيات بكامل تفاصيلها. ومسرور أيضاً بالعمل مع شركة "غولدن لاين" في التجربة الثانية هذا الموسم بعد عشارية "طبق الأصل"، خصوصاً أن الشركة المنتجة سعت إلى تأمين كل الظروف الجيدة والمناسبة للخروج بمسلسل مختلف على الصعيدين الفني والإنتاجي، وحاولتْ رسم معالم موقع تصوير خاص، من بناء أول حجر فيه الى آخر أكسسوار.


- قلت إن شخصية "طارق" تحمل صراعات في كل أماكن وجودها، هل تنتقل صراعات الممثل إلى منزله؟

في حياتي الخاصة، أنا زوج وأب طبيعي، لا أحاول نقل حالتي كممثل الى المنزل، بل أتعامل ببساطة مع زوجتي وأولادي، وأترك تأثيرات العمل الإيجابية والسلبية خارجاً، أي أحرص على الخط الفاصل بين العمل والمنزل. وأشير هنا الى أن لدى أولادي ميولاً نقدية ثاقبة، لا سيما تجاه أعمالي، فهم نقّاد خطيرون جداً ويهتمون بأدق التفاصيل.

- ما هي الأسس التي تتبعها في موافقتك أو رفضك للنصوص المقدّمة لك؟

الانطباع الأول الذي يتركه النص في نفسي هو الذي يتحكم بموافقتي على عمل فني ما أو رفضي له. أسأل ذاتي: هل رأيت نفسي في الدور؟ هل تفاعلت مع الشخصية؟ هل بدأت أرسمها في مخيلتي؟ والعامل الثاني هو المخرج الذي أعتبره الشريك الأول والنحّات الذي ينحت الشخصيات، لا سيما أن هناك شخصيات جميلة على الورق، لكن لا تصل الى نتيجة بسبب انعدام الكيمياء مع المخرج، لذا فالتجانس مع المخرج أمر ضروري بالنسبة إليّ.

- يضم "انتقام بارد" و"طبق الأصل" عدداً كبيراً من الوجوه الشابة، ما هي نصائحك لهم كصاحب مسيرة حافلة بالأدوار المميزة والبصمات الكثيرة؟

أقول لكل ممثل شاب، إن الخطوات البطيئة والثابتة هي التي تصنع الممثل والنجم، على عكس الخطوات السريعة المحفوفة بالمخاطر. ولاحقاً يجب استيعاب لحظات الشعور بالنجومية جيداً، لأنها الأخطر عليه. منذ البداية، يجب رسم المشوار بخطوات بعيدة المدى لا تكون قائمةً فقط على محطات صغيرة، ويجب التعامل مع المسيرة المهنية على أساس أنها رحلة طويلة، يتخللها نجاح وفشل ونجومية وشهرة، أي اجعل حلمك الخاص ممتداً لزمن طويل.

- تستمر مطالبات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بجزء ثالث من مسلسل "خاتون"، فما رأيك؟

وأنا بدوري أنضم إليهم في هذا الجانب. فلا شك في أن "خاتون" من التجارب المميزة التي قدّمتها "غولدن لاين"، وأنا من الأشخاص الذين طالبوها بإنتاج جزء ثالث، لا سيما أنه يضم مجموعة كبيرة من النجوم، وأرى أنه تجاوز مرحلة "مجرد عمل شامي"، اذ إن "الحدوتة" والحكاية في هذا المسلسل اجتماعية بامتياز، لا سيما أنه ارتكز على العائلة التي أعتبرها الحجر الأساس في الدراما والعنصر الأهم الذي يفضله الجمهور في الدراما الشامية. كانت عائلة "أبو العز" محور العمل، ومن خلالها تم استعراض الصراعات بين أفرادها، وأصبح المنزل هو نقطة الانطلاق نحو الخطوط الأخرى، مع حفاظه على نقطة مركز الدائرة بين الصراعات المتعددة.