الشهر «الوردي»... قوة وإرادة نجمات العالم لمواجهة سرطان الثدي

فرح جهمي 05 نوفمبر 2020

تشرين الأول (أكتوبر)، هو اليوم العالمي الذي حدّدته منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان للتوعية بالمرض الخبيث، ولدعم الجهود والأبحاث الطبية لمكافحة سرطان الثدي وإيجاد العلاج المناسب للتخفيف من عبء انتشاره حول العالم. وقد أكدت الدراسات الحديثة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية أن واحدة من بين كل ثماني نساء معرّضة للإصابة بهذا النوع من السرطان في فترة ما من حياتها. وبات من المعروف أن السرطان يضمّ مجموعة من الأمراض التي قد تصيب كل أجزاء الجسم، ويُشار إليها بالأورام الخبيثة التي باتت تمثّل أهمّ أسباب الوفاة في العالم. ولكن مع التقدّم العلمي والطبي، أصبح الشفاء من هذا المرض، خاصة الثدي وارداً إذا تم اكتشافه في مراحله الأولى. وقد أُثبت هذا الأمر في تجارب حيّة لعدد من النجمات ممن حاربن سرطان الثدي وانتصرن عليه.


الكشف المبكر ينقذ النجمات من الموت بالسرطان

ضجّ العالم العربي قبل نحو عامين بإعلان النجمة اللبنانية إليسا عن إصابتها بمرض سرطان الثدي من خلال كليب أغنيتها "إلى كل اللي بيحبوني"، وكشفت للمرة الأولى عن خضوعها لجلسات العلاج الكيميائي وصراعها الصعب مع السرطان قبل تعافيها منه بمساندة أهلها وأصدقائها.


كذلك عانت الفنانة السورية نورا رحال لسنوات من المرض الخبيث، إلّا أنها لم تستسلم له، بل خضعت للكثير من جلسات العلاج الكيميائي وعمليات الترميم الصعبة بعد استئصال ثديها، وحاربت المرض بشراسة وتغلّبت عليه في النهاية.


بدورها، لم تخجل الممثلة الكويتية زهرة الخارجي من الظهور صلعاء في المقابلات التلفزيونية بعد فقدان شعرها بسبب العلاج الكيميائي، وتجربتها المريرة مع سرطان الثدي عام 2005، ما أجبرها على الابتعاد عن التمثيل، والسفر إلى لندن حيث مكثت في المستشفى لمدّة عامين وتماثلت للشفاء في أواخر العام 2007.

وأيضاً نجحت الفنانة الشابة ياسمين غيث في تحويل معاناتها ورحلتها الطويلة مع السرطان إلى قصة أمل وتفاؤل لكل الفتيات لمحاربة المرض والانتصار عليه، وقد شاركت في مسلسل "حلاوة الدنيا"، ونقلت الوجه الآخر لمرضى السرطان المليء بالقوة والإرادة والتصميم على هزمه.


وخضعت الفنانة الأردنية أمل الدبّاس بعد اكتشاف إصابتها بالسرطان عام 2011، لعملية استئصال كلّي للثدي. أما الإعلامية فاديا الطويل فكانت إحدى أبرز المكافحات للسرطان وحاربته أربع مرّات بعد انتشاره في أماكن مختلفة من جسمها، وكانت إحداها في الثدي.

نجمات العالم حاربن سرطان الثدي بعزم

أما عالمياً، فقد صدمت النجمة الأميركية أنجلينا جولي العالم بعد خضوعها الاختياري لعملية استئصال الثدي، لأنها تحمل خللاً جينياً ورثته عن والدتها التي توفيت بسرطان الثدي، وأقدمت على هذا الأمر الوقائي على حساب أنوثتها وشكلها حتى لا تُصاب بالمرض، لا سيما أن الأطباء رجّحوا احتمالية إصابتها بمرض والدتها بنسبة 87 في المئة.


ونجحت نجمة البوب الأسترالية كايلي مينوغ في إلهام العشرات من السيدات برحلة كفاحها ومحاربتها للسرطان لأكثر من عامين، وخضعت خلالها لجراحة استئصال جزئي لثديها الأيسر، وحرصت منذ العام 2007 على المشاركة في حملات التوعية وحضّ النساء على إجراء الكشف المبكر لبدء العلاج والانتصار عليه.


أما النجمة شيريل كرو فقد اكتشفت إصابتها بالمرض الخبيث عام 2000 في مراحله الأولى، وخضعت لعملية استئصال لثدييها تبعها علاج إشعاعي إلى أن قضت خلال فترة قصيرة على المرض تماماً. وتعمل الفنانة العالمية منذ ذلك الحين على توعية النساء بأهمية الكشف المبكر الروتيني.

كذلك تخطّت النجمة كريستينا آبلغايت سرطان الثدي بعد معاناة طويلة في المستشفيات وجلسات العلاج، واستغنت بقوة كبيرة عن ثدييها الاثنين. فرغم إصابتها بالمرض القاسي في ثدي واحد، قررت استئصال الثديين لتقليل فرص انتشار المرض أو عودته مرة أخرى، وأسّست بعد نجاتها من السرطان منظّمة غير هادفة للربح لتوفير المساعدات المالية للنساء المعّرضات لخطر الإصابة بالمرض.


واستطاعت الممثلة التركية دنيز أوغور تخطّي صراعها مع السرطان من أجل أطفالها الثلاثة، ومنحتها أمومتها القوة والشجاعة لإجراء عملية جراحية واستئصال الثدي والخضوع للعلاج الكيميائي والشفاء من المرض. وعانت النجمة جوليا لويس درايفوس من سرطان الثدي، إلا أنها هزمته وتخلّصت منه بعد سنوات من العلاج.

نجمات أنهى سرطان الثدي حياتهن

في المقلب الآخر، استسلمت بعض النجمات للمرض الخبيث بعد معركة شرسة معه، إلا أنه كان أقوى من أجسادهن الضعيفة ورحلن بعد معاناة امتدت لسنوات، وفي مقدّمهن النجمة المصرية الراحلة ناهد شريف التي اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي عام 1979، وخضعت لجلسات علاج، لكن المرض تغلّب عليها وتوفيت عام 1981.

وتوفيت الفنانة السورية رندة مرعشلي في أحد مستشفيات دمشق، بعد دخولها في غيبوبة إثر إصابتها بالمرض العضال. وكذلك عانت الفنانة المغربية رجاء بلمليح من سرطان الثدي، وانتصرت عليه لفترة من الوقت، إلا أن المرض عاد إليها مجدداً وتمكن من الانتصار عليها وتوفيت بسببه عام 2007.

تعدّ الفنانة الفلسطينية ريم البنا مثالاً للنساء اللواتي حاربن السرطان بقوة وعزم، حيث حاربته بشجاعة رغم تكرار ظهوره في جسمها مرات عدة، ولم تشعر بالقلق والخوف من الظهور أمام الجمهور وهي حليقة الرأس، واستمرت في مواجهة المرض ومقاومته إلى أن انتصر عليها في النهاية.

وأُصيبت الفنانة المصرية فايزة أحمد بسرطان الثدي، واستمرت معاناتها مع المرض لسنوات طويلة، الأمر الذي دفعها لاعتزال الفن وظلّت أسيرة الفراش حتى وفاتها.

في المحصّلة، سرطان الثدي أزمة صحية خطرة لا ترغب أي امرأة في مواجهتها أو المعاناة منها، إلا أن تجاهل احتمال الإصابة به قد يؤدي إلى تفاعل أعراضه، لذلك كوني واثقة بأن الكشف المبكر بحسب السنّ في إمكانه أن ينقذ حياتكِ قبل أن تتفشّى الخلايا السرطانية في جسمكِ بالكامل، لأن نسبة شفاءكِ من سرطان الثدي في مراحله الأولى تكون مرتفعة، لا سيما أنه النوع الأكثر شيوعاً بين السرطانات التي تصيب النساء.


سرطان قنوات الحليب

هناك أنواع عدة من سرطان الثدي، لكن أكثرها شيوعاً ما يُعرف بسرطان قنوات الحليب، ويشكّل هذا النوع 90 في المئة من الحالات حول العالم. ولم يتم التعرّف على السبب الحقيقي للإصابة به حتى الآن.

في المجمل، ليس هناك أعراض ثابتة للكشف عن المرض العضال، ولكن قد تظهر بعض العلامات التحذيرية التي لا بدّ من فحصها والتنبّه إليها، وفي مقدّمها ظهور تعرجات صغيرة في بشرة الصدر، وظهور كتلة أو عقدة صلبة غير مؤلمة في الثدي أو تحت الإبط، ويمكن أيضاً بروز إفرازات شفّافة أو ذات لون أخضر أو أصفر أو حتّى أحمر. ويمكن ملاحظة بعض التغيّرات في لون بشرة الثديين، وتغيّر في شكل أو حجم أو لون الحلمة. ويتم تشخيص المرض الخبيث من طريق الفحص الشخصي بواسطة اليد والفحص السريري والخضوع للتصوير الشعاعي "الماموغرام" لمعرفة مدى انتشار الخلايا السرطانية في الأنسجة.