كايت بلانشيت: على المرأة أن تتقبّل عمرها وتعشق التغييرات التي تحصل معها

خاص – "لها" 19 أبريل 2021

كايت بلانشيت، جميلة الشاشة الذهبية، ممثلة أسترالية ومخرجة مسرح. من الممثلات الأكثر نجاحاً في أستراليا، حصدت العديد من الجوائز، بينها جائزتا أوسكار وثلاث جوائز "غولدن غلوب" وثلاث جوائز من الأكاديمية البريطانية للأفلام. صنّفتها مجلة "تايم" واحدة من مئة شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، كذلك صُنّفت بين الممثلات الأعلى أجراً في العالم. في هذا الحوار الخاص، تتحدّث كايت التي بلغت من العمر ٥١ عاماً عن مفهومها الشخصي للجمال والأزياء والعمر وتعاونها الجمالي الطويل مع دار جورجيو أرماني، إضافة إلى نظرتها إلى حقوق المرأة.   


- هل تعتقدين أنّ مفهوم الجمال تطوّر على مرّ السنين؟

عادةً ما يتحدّث الناس عن انبهارهم بالجمال، لكن غالباً ما أجد أنّ المرء يكشف عن الجمال الحقيقي من طريق الصدفة، وخصوصاً خلال الأشهر الـ12 الأخيرة، حيث شعرت أنّ الجمال الصامت انكشف لي لأنّني كنت جاهزة أكثر لتقبّله. الجمال في التفاصيل، وغالباً ما يكون في أدقّها، لا بل في تلك المخبّأة التي نغفل عنها في البداية.

- ما الذي يجعل أحدهم جميلاً في نظرك؟

إنّ نظرة الشخص إلى الحياة، قوّة الحياة لديه، طاقته، وحسّ الفكاهة الذي يتمتع به هي ما تجعله متفرّداً ومميّزاً، وهذا التفرّد هو ما يجعله جميلاً بالفعل.

- خلال نشأتك، هل كنتِ معجبة بأحدهم أو إحداهنّ؟

لطالما كان ديفيد بوي في نظري فائق الجمال. وبعد القراءة عن إيليونورا دوس، أعتقد أنّها كانت ساحرة للغاية، كما أنّ صوت نينا سيمون هو من أروع ما سمعته أذناي.


- يتمحور الجمال بالنسبة إلى علامة Armani على الثقة في النفس، متى تشعرين بثقة عالية في النفس؟

أشعر بثقة قوية في النفس عندما أطفو: على خشبة المسرح، في حركة، في الماء، أو في حديث غير متكلّف. عندما أكون ملهَمة، أعتقد أنّني أتجرّد من نفسي الخارجية، ولعلّها اللحظة التي أشعر فيها بأعلى درجات الثقة في النفس.

- ما هي ذكرياتك الأولى عن المكياج التي لن تنسيها؟

أولى ذكرياتي عن المكياج كانت اكتشاف قوّة أحمر الشفاه. وأعني بذلك كيف باستطاعته تغيير مظهر الوجه، وكيف وجدته كطفلة صغيرة منمّقاً وآسراً.

- إذا كان عليك الخروج، كيف تبسّطين نظامك الجمالي؟

أفتقر إلى الوقت باستمرار، لذا فإنّ نظامي بسيط على الدوام ويتألّف من: مرطّب جيّد، Crema Nera، مستحضر الحماية من أشعّة الشمس، ماسكارا Armani، وعطر... فالعطر دائماً يحسّن من مزاجي ويبقيني حالمة طوال اليوم.

- ما هي مستحضرات المكياج والعناية بالبشرة المفضّلة لديك، ولماذا؟

كونسيلر Luminous Silk مثالي لعلامات الإجهاد أو الافتقار إلى النوم، وLip Maestro عندما يصبح من الآمن إزالة كمّاماتنا. أذكر هنا اللون المفضّل لدي حالياً وهو (Tadzio 103). وعلى غرار معظم الأشخاص خلال السنة الماضية، كنت أركّز على العينين عندما أضع المكياج، واللون الذي يعجبني خاصّة هو (Rose Ashes 11) من ظلال العيون Eye Tint. كما يناسبني كثيراً فاونديشن Luminous Silk، والدرجة التي أعتمدها هي 3.75. وكالعادة، الترطيب أساسي، لذا فأنا أستعمل كريم Crema Nera Supreme Reviving يومياً. وبالطبع مستحضر الحماية من أشعّة الشمس!

- ما النصيحة الجمالية التي تلقّيتها عندما كنت أصغر سنّاً، وتسدينها اليوم؟

تقبّلي عيوبك. ستتغيّر ملامح وجهك وجسمك باستمرار خلال حياتك، لذا يجب تقبّل هذا التغيير! أمّا أفضل نصيحة جمالية أسديها اليوم فتتمثّل بالعناية بالبشرة التي هي الأهمّ.

- هل من قاعدة للعناية بالجمال والبشرة تتجاهلينها باستمرار؟

النوم مهمّ جدّاً للتفكير بوضوح والاهتمام بالجسم، إلاّ أنّني دائماً ما أخلد إلى النوم في ساعة متأخّرة من الليل.


- تشتهرين ببشرتك المشرقة. ما هو سرّك الأساسي للحصول عليها؟

أتمنّى لو كان الأمر أكثر غموضاً. لكن بصراحة، إلى جانب تناول مكمّلات الفيتامينات (الفيتامين "سي" والزنك أساسيان)، السر يكمن ببساطة في عدم التعرّض للشمس، شرب كمية كبيرة من الماء، تناول خلّ التفاح في الصباح، والنوم الكافي.

- إلى أي مدى تعملين عن كثب مع خبيرة المكياج التي ترافقك منذ زمن طويل، ماري غرينويل، لتحقيق الإطلالة الجمالية الملائمة لكلّ مناسبة؟

أنا أعشق ماري، كخبيرة مكياج وصديقة عزيزة في آن معاً. فنحن نمضي سوياً أوقاتاً ممتعة للغاية. لديها عين ثاقبة، وهي منغمسة في الحياة والعالم الجمالي بكلّ أشكاله، ما يجعلنا في نهاية المطاف عفويّتين جدّاً معاً.

- برأيك، أي تأثير يتركه استعمال الكمّامات في المكياج، وكيف تتعاملين مع هذا الوضع؟

ممّا لا شكّ فيه أن وضع الكمّامات يؤذي بشرتنا، لكنّه أساسي لحمايتنا. من المهمّ دوماً تنظيف البشرة بعمق، وبالأخصّ في الوقت الراهن. أستمتع حتماً بتطبيق أحمر الشفاه في الأوقات النادرة التي كان من الآمن فيها إزالة الكمّامة.


عن النساء وحقوقهنّ

- ما هو تصوّرك لمكانة المرأة اليوم؟

لم يسبق لي أن شعرت بهذا المقدار من الحماسة حيال إمكانية التكاتف النسائي كاليوم، فهو يمتد عبر الثقافات، التخصّصات، والأجيال. ثمّة درجة من الانفتاح، الصدق، والتجارب المشتركة تحدث اليوم؛ رغبة في النظر إلى ماضينا الجماعي للمضي نحو المستقبل بشكل مثمر ومفعم بالإيجابية. لا شكّ في أنّه ما زال على الكثير من النساء السير في طرق محفوفة بالصعاب، لكنني أشعر بأنّ غالبية النساء أصبحن اليوم يقبلن التحدّث عن التجارب التي عرفن فيها الفشل، وعن مخاوفهنّ كما مشاركة نجاحاتهنّ ومصادر إلهامهنّ. الحياة معقّدة ولها جوانب متعدّدة.

- ما الذي يعنيه لك أن تكوني امرأة قويّة؟

غالباً ما ترتبط القوّة بالمال والنفوذ. لكن بعض أكثر الأشخاص الأقوياء فعلاً الذين التقيت بهم هم أشخاص يمسكون بزمام الأمور في حياتهم، يتحلّون برباطة الجأش، منخرطون في محيطهم، كرماء، وحكماء. أمّا أنا، فأشعر بأعلى درجات الثقة في النفس عندما أكون على طبيعتي، وأحاول ألاّ أبرهن شيئاً لأيّ أحد.

- كم هو مهمّ بالنسبة إليك أن تتحدّي نفسك؟

ليس من السهل أن نكون على "طبيعتنا"، لأنّ اكتشاف الذات رحلة تدوم طوال العمر. نحن على استعداد دائم لأن "نصبح" ما نسعى إليه. لكن يمكن التعبير الذاتي بكل أشكاله أن يصيبك بالتوتّر. لذا، يساعدك حتماً أن تتحلّى بالدعم والثقة الكبيرين من الأشخاص القريبين إليك، والشجاعة التي تستمدّها من قناعاتك الشخصية. 

- ما الرسالة التي تأملين إيصالها إلى النساء من خلال دورك في Armani Beauty؟

أعتقد أنّ نظرة السيّد أرماني للجمال تشتمل على التعقيد والأسلوب غير المتكلّف. وهي تنطوي أيضاً على البهجة والانخراط في العالم من حولنا، وعلى الحبّ دوماً. أعني بذلك الحبّ والاحترام للآخرين وللعالم الطبيعي طبعاً، لكن للذات أيضاً.


عن السينما

- في الحديث عن التمثيل، ما الذي يمنحك أكبر مقدار من الرضا؟

عندما أتواصل مع الجمهور. لقد كنت محظوظة جدّاً بالعمل مع أشخاص موهوبين للغاية، يلهمونني ويرتقون بما أعتقده ممكناً إبداعياً.

- ما أكثر ما يهمّك عندما يتعلّق الأمر بقبول دور أو مشروع ما؟

في النهاية، القرارات تُتّخذ بشكل عفوي ويحكمها التوقيت، تماماً مثل علاقة حبّ.

- من بين الأفلام التي لعبتِ فيها دور البطولة، أيّ إطلالة جمالية هي المفضّلة لديك؟

لا أفكّر في شخصية من قبيل أنّها "جميلة" أو لا، فالجمهور هم الذين يقرّرون لأنّهم الناظرون. إنّ ابتكار إطلالة لشخصية ما هو دائماً أمر ممتع بشكل لا يصدّق، ويعتمد كلّياً على المصوّر السينمائي، مصمّم الملابس، السيناريو، إلخ... لكنّ فيلم Manifesto بالتحديد من إخراج جوليان روزفيلد كان ممتعاً للغاية، لأنّه ضمّ شخصيات مختلفة عن بعضها بعضاً، من المشرّد إلى قارئ الأخبار... 

- كيف أثّر كلٌّ من المخرجين الذين عملت معهم في أسلوبك في التمثيل؟

العمل مع مخرج عظيم أشبه بإجراء محادثة رائعة. إنّه عملية دائمة التطوّر، مفاجئة، بعيدة المدى، ملهمة، ومؤثّرة تماماً في الخيارات والمجازفات التي يقوم بها المرء، كما في الأجواء أثناء التصوير، وبالتالي في النتيجة النهائية للفيلم.

- لقد كنتِ منتجة سينمائية أيضاً خلال مسيرتك في مجال السينما وصناعة الأفلام. كيف تختلف مشاعر الحماسة التي يبعثها في داخلك الإنتاج بالمقارنة مع التمثيل؟

دائماً ما أستمتع بالمشاركة في مشروع كامل. بالنسبة إليّ، إنّ دوري كممثلة هو غالباً آخر نقطة تركيز. لذا، أن أكون منتجة لمشروع ما، هو دور من الطبيعي أن أشغله ويمدّني بحماسة كبيرة. بعض المنتجين ينظرون إلى العمل السينمائي من الناحية المالية فقط، والبعض الآخر من الناحية الإبداعية، إلاّ أنّ ثمّة منتجين يجمعون بين الاثنتين، وأعتقد أنّني من ضمن هذه الفئة. 


أنا والسيد أرماني

- منذ العام 2013 وأنتِ وجه عطر Si وسفيرة الجمال العالمية لـGiorgio Armani. ما هو شعورك حيال العلاقة التي تجمعك بالعلامة العريقة منذ زمن طويل، وكيف تصفين الدور الذي تلعبينه؟

لقد تطوّرت العلاقة مع علامتَي Si وArmani Beauty بشكل طبيعي وبكلّ سلاسة انطلاقاً من علاقتي الإبداعية مع السيّد أرماني. لا يخفى على أحد أنّني أكنّ له تقديراً واحتراماً، ولطالما استلهمت من أسلوبه في الإشادة بالنساء في كلّ جوانبهنّ المدهشة والآسرة. في الحديث عن دوري، أعتقد أنّه يتمحور على تسليط الضوء على ما تمثّله علامة Armani: الكياسة، الأناقة غير المتكلّفة والبسيطة، حبّ الطبيعة، وحبّ الحياة. 

- ما الذي تحبّينه أكثر في علامة "جورجيو أرماني"؟ وما هي أولى ذكرياتك عن السيّد جورجيو أرماني نفسه؟

جمعتني بجورجيو أرماني علاقة إبداعية قبل أن ألتقي به حتّى. فمن الأجر الأوّل الذي تقاضيته، اشتريت بدلة من العلامة، ما زلت أحتفظ بها وأرتديها أيضاً. وقد التقيتُ به للمرّة الأولى في عرض أزياء Giorgio Armani Privé. آنذاك، كنّا نأخذ القياس المناسب لفستان، ولم يكن هناك أحد سوانا. فقدت مهارتي في اللغة الفرنسية، لذا تخلّلت لقاءنا الأوّل لحظاتٌ طويلة من الصمت. عندها، جثا على ركبتيه وبدأ يضع الدبابيس على حاشية الفستان. هذا الموقف أثّر فيّ كثيراً، إذ تبيّن لي أنّه منخرط للغاية في عمله، وواثق من نفسه إلى أبعد الحدود، لكن متواضع جدّاً في الوقت عينه.

- ما الذي تمثّله لك نظرة جورجيو أرماني للأنوثة؟

إنّ نظرة السيّد أرماني الى الجمال الأنثوي والأنوثة معقّدة جداً، لكنّها في الوقت نفسه غير متكلّفة ومفعمة بالثقة. لقد كان له تأثير جمالي وفكري مهمّ جدّاً في حياتي، فتعبيره الفنّي يتجلّى بأشكال عدّة من الهندسة المعمارية إلى الأزياء، الأثاث، وكلّ ما له علاقة بالتصميم والجماليات. إنّه رجل متفائل وفضولي، وهو من بين الروّاد الذين اعتمدوا كل أوجه الجماليات للنساء، والتي لطالما انجذبتُ إليها. لم يتغلّب الطابع الأنثوي على إطلالتي يوماً بالمعنى المتعارف عليه للكلمة، فأنا أعشق الأنوثة، إلاّ أنّني أميل إلى الأزياء رجّالية الطابع. أحبّ هذا الخطّ الجمالي الذي يدركه تماماً السيّد أرماني. ليس على المرء أن يختار أحدهما أو الآخر إذ يمكنه الجمع بين الاثنين معاً. ولطالما كان الذوق الرفيع للسيّد أرماني، وأناقته غير المتكلّفة، ومزجه بين خطوط الأزياء الرجّالية والنسائية تقليدياً، معياراً أساسياً لي. كما أعتقد أنّني كنت دائماً توّاقة إلى الكياسة، البساطة، واللمسة الكلاسيكية التي يجسّدها السيّد أرماني في تصاميمه المميّزة.

- كيف تنظرين إلى رؤية السيّد أرماني للجمال؟ وهل تتماشى مع رؤيتك؟

يتغيّر مفهوم الجمال ويتبدّل باستمرار. أوّلاً، أجد العالم الطبيعي مُلهماً وغاية في الجمال. فهو غالباً ما يكون غير متوقّع ومفاجئاً في ازدواجيّته. والمفهوم الذي يعتبر الجمال حالة من الكمال، لا يمتّ إليّ بصلة، لأنّ في العيوب والشوائب نكشف عن التفرّد، الكياسة والقوّة. باختصار، أعتقد أنّ الجمال الحقيقي في تطوّر دائم، ويكاد يكون صعب المنال ويتعذّر بلوغه.

{ما اللحظة التي لا تنسينها مع Armani Beauty على مدى السنين؟

ثمّة العديد من اللحظات التي لا تُنسى، لكن وجودي على جزيرة بانتليريا الإيطالية غيّر حياتي. إنّه مكان مميز جدّاً حيث يمكن المرء أن يسافر بعيداً في أحلامه، يفكّر مليّاً، ويحبّ بعمق. إنّه آسر وبدائي، وهذا ليس غريباً عن السيّد أرماني نفسه!

- ما الذي تعنيه لكِ إيطاليا؟

الصمود، الذوق الرفيع، الحياة، الحبّ، والعائلة. لقد كانت لي مغامرات عدة هناك، وأتوق للعودة إليها مجدّداً... لطالما شكّل التصميم الإيطالي في الماضي والحاضر، مصدر وحي لي. 


أنا وعطر Si 

- أيّ مشاعر يحرّكها العطر بعامّة في داخلك؟ برأيك، ما هي قوّة العطور؟

لا شكّ في أنّ العطر مفتاح للمشاعر والذكريات. إنّه تعبير شخصي جدّاً عن باطن الشخص وما يرغب فيه. هو بالطبع أساسي، لكنّه يمدّ المرء أيضاً بالطاقة.

- ما الذي تحبّينه أكثر في الرسالة التي يعبّر عنها عطر Si؟

أن يُطلَق على عطر أصلي اسم Si هو بحدّ ذاته رسالة قويّة وإيجابية، تدعو النساء إلى التواصل الإيجابي مع الذات ومع الآخرين، في أيّ وقت من اليوم. فقول "نعم" للحياة، الإمكانيات والتجارب، هو ما ارتكز عليه السيّد أرماني في ممارساته طوال حياته. فهو يقبل الحياة بأوجهها المتعدّدة وكلّ تعقيداتها: الجيّدة منها والسيئة، الجميلة والمثيرة للحماسة، المحفوفة بالمصاعب، وتلك الخاصّة والعلنية... كلّها جزء لا يتجزأ من عيش الحياة إلى أقصى حدّ.

- هل تقبلين الأمور دوماً وتقولين لها Si، أي "نعم" بالإيطالية؟ وهل لا يزال هناك مجال لقول Si في حياتك؟ 

ثمّة الكثير من الأمور التي لم يتسنَّ لي حتى الآن أن أقول لها Si، والعديد من الأعمال التي يجب أن أقوم بها، وأماكن لم أزُرها بعد، لكنْ هناك تجارب، أفكار، ومفاجآت عدّة لا تزال تلوح في الأفق. أحبّ أن تفاجئني الحياة، ولا أمانع أبداً أن تأخذني في اتجاهات لم أتصوّرها قط. حياتي تنبض بالحيوية، إلاّ أنّ الأشهر الـ12 الأخيرة كانت أكثر هدوءاً من السنوات الماضية، وقد اتّسمت أيضاً بمخاطبة الذات، لكن هذا بحدّ ذاته كان مفاجأة توجّب عليّ أن أقول "نعم" لها. غالباً ما يطرح قول Si، أي "نعم" المجازفات، لكن المجازفة تقود في معظم الأحيان إلى خوض المغامرات، وقد أدركت أنّها تكشف دوماً عن شيء كان مجهولاً في الماضي.

- سيتمّ إطلاق عطر Si أو "دو برفان أنتانس"، وهو عبارة عن صياغة جديدة من العطر الأصلي، حيث تمتزج نفحات رائعة تضمّ الفانيلا المستوردة من مدغشقر من خلال برنامج التوريد التكافلي الذي يساهم في الدعم الاقتصادي للمجتمعات الزراعية. ما رأيك بمبادرة العلامة هذه؟

أدعم حتماً التوريد الأخلاقي للمكوّنات وأُشيد به، وهو الطريقة الوحيدة التي ستُعتمد من الآن فصاعداً.

- من "Si أو دو برفان" إلى "Si أو دو برفان أنتانس" وSi Passione، أيّ عطر من مجموعة Sì تفضّلين؟

إنّه لسؤال صعب جدّاً! غالباً ما أمزج بين عطرَيْن. لقد اكتشفت للتو عطر "Si أنتانس"، ولعلّه سيكون العطر الذي أميل للتدثّر به في معظم الأحيان، لكن غالباً ما سأمزج بين عطرَيْن، بخاصّة إذا كنت أبحث عن عطر ينقلني من النهار إلى الليل. إنّها عطور تكمّل بعضها بعضاً بشكل مثالي.

- تمّ تصوير آخر حملة لعطر Si بعدسة توم مونرو وإخراج فلور فورتونيه. ما علاقتكِ الإبداعية مع كلّ منهما؟

أحبّ توم كثيراً، كإنسان وكمصّور. هو بارع جدّاً ويتكيّف بكلّ سهولة، كما أنّه ودود وذكي. أستمتع بالوقت الذي أمضيه معه حيث نتكلّم ونستنشق الهواء نفسه حتّى ولو كنّا نضع الكمّامات. فنحن نتشارك حبّ الطبيعة، والنزهات الطويلة سيراً على الأقدام، وذلك أيضاً ينطبق على التقاط صورة رائعة. كما أنّه ظريف إلى أبعد الحدود. أمّا فلور فتفيض حيويةً بكلّ روعة، وشخصيتها المرحة وإبداعها مُلهمان، ويمكن القول إنّ المرّتين اللتين عملنا فيهما معاً كانتا ممتعتين للغاية.