مدوّنة الموضة الإماراتية فاطمة حسام: هكذا واجهتُ التحدّيات وأقنعت عائلتي بعملي "غير المألوف"

حوار: فاديا فهد 06 مايو 2021

لم يكن اختيار الإماراتية فاطمة حسام الظهور على صفحات التواصل الاجتماعي، قبل نحو تسع سنوات، بالأمر السهل. فقد واجهت معارضة عائلتها التي وجدت في عملها كمدوّنة للموضة ومتخصّصة في ابتكار المحتوى "مهنة غير مألوفة". لكنها بالإصرار والعمل الدؤوب واجهت المصاعب والتحدّيات، وتمكّنت من إقناع المقربّين بموهبتها ومهنتها حتى باتوا من أشدّ الداعمين لها. وها هي اليوم تتعاون مع "ماركس وسبنسر" لإطلاق مجموعة رمضانية أنيقة، عصرية ومحتشمة في الوقت نفسه. في هذا الحوار نتعرّف أكثر إلى امرأة عربية استطاعت أن تشقّ طريقها بنفسها وتصنع لها اسماً في عالم الموضة.


- من هي فاطمة حسام؟

لي من العمر 27 عاماً، وأعمل كمتخصّصة في ابتكار المحتوى ومدوّنة موضة على "إنستغرام". دخلتُ عالم ريادة الأعمال بعد إطلاق عددٍ من المشاريع إلى جانب علامة مجوهرات شهيرة. 


- ما الذي دفعكِ لدخول عالم الموضة؟ وكيف عملتِ على تطوير هذا التوجه؟

كنت شغوفةً باختيار الأزياء اليومية المفضّلة لدي حين كنت طالبةً في الجامعة، فقد شعرت بحرّيةٍ كبيرةٍ بعد تخرّجي في مدرسة خاصة تفرض على الطلاب ارتداء زيّ موحّد. في ذلك الوقت، لم يكن هناك صيحات مخصّصة لموضة الأزياء المحتشمة، لذلك كنت أحرص على إيجاد أنماط جديدة وإدخال تعديلات عليها حتى تناسب أسلوبي المُحافِظ. 

- تخرّجتِ في جامعة الإمارات للطيران في دبي، وكنتِ بين قلّة من الفتيات اللواتي اخترن هذا الاختصاص. هل واجهتِ صعوبات خلال المرحلة الجامعية؟

بالطبع، هناك تحديات وصعوبات ترافق دراسة هذا المجال، لكنه كان ممتعاً وخارجاً عن المألوف بالنسبة إليّ. تمحورت خطة حياتي المهنية حول دراسة إدارة الطيران، ثم التخصّص بإدارة مراقبة الحركة الجويّة حتى أكون مؤهّلة للعمل في برج المراقبة الجوية مع قلةٍ من السيدات. إلا أن الحياة رسمت لي مساراً مختلفاً، ومع ذلك ما زلت أتمنى استكمال دراسة الماجستير وتحقيق حلمي. 

- هل بدأتِ العمل في مجال اختصاصك؟ 

لم أعمل في مجال إدارة الطيران على الإطلاق، لكن حبّي للموضة وابتكار المحتوى فتح الكثير من الأبواب أمامي، وأتاح لي فرصة التواصل مع ثقافات وجنسيات مختلفة. لذلك، يسعدني التعاون مع "ماركس وسبنسر" لإطلاق إصدار رمضاني يضم مجموعة متكاملة من التصاميم العصرية والمميزة التي تمنح عاشقات الموضة إطلالات راقية تليق بموسم الصيف والمناسبات الرمضانية وغيرها.

- هل تواجه السيدات العربيات صعوبات عند اختيارهن العمل كمدوّنات موضة؟ وهل تحدّ التقاليد من تنوّع خياراتك؟

بالتأكيد، في البداية لم يكن ظهوري على صفحات التواصل الاجتماعي بالأمر السهل، ولم يلقَ توجّهي الجديد قبولاً لدى أفراد عائلتي والأشخاص المحيطين بي الذين وصفوه بأنه أسلوب عمل غير مألوف. في ذلك الوقت كان موقع "إنستغرام" لا يزال حديث العهد، ولم يكن الكثيرون على علمٍ بمهنة إنشاء المحتوى. واجهتُ الكثير من الصعوبات والتحديات، وخاصةً مع عائلتي. إلا أنهم، ولحُسن الحظ، تمكّنوا مع مرور السنين من فهم طبيعة عملي وتأثيره الإيجابي ليصبحوا من أشد الداعمين لي. 


- هل تلقيتِ تشجيعاً من والديك؟ 

في البداية، لم أتلقَّ أيّ دعم منهما. كما سبق وذكرت، عندما دخلت هذا المجال قبل 9 أعوام، لم تكن طبيعته مفهومة تماماً، ولم يكن العمل كمدوّنة موضة بالنسبة الى فتاة عربية بالأمر الشائع. لكن ملامح العمل تبلورت مع مرور الزمن، وهما الآن يدعمانني بقوة.

- من عارض عملك وانتقده؟ وهل أثّر فيك النقد السلبي؟

لم يكن الكثيرون من أفراد عائلتي والمحيطين بي مؤيدين لخياري. لكن النقد لا يؤثر فيّ، وأعتقد أن هذا ما دفعني للاستمرار والمضي قُدماً. لطالما كنت متأكدة من أنني أفعل ما هو صحيح. كان لديّ هدف أسعى لتحقيقه ولم أسمح لأحد بأن يقف في طريقي.

- أيّ شريحة تمثّلين من أبناء جيلك؟

أمثّل جميع المهتّمات بالموضة المحتشمة.

- تسعين الى التميّز في كل تصاميمك. حدّثينا أكثر عن أسلوبك الخاص الذي نال إعجاب المئات من المتابعين في الوطن العربي؟

أعتقد أن أسلوبي يحظى بإعجاب الكثير من النساء، لأنه يحمل لمسات من الاحتشام والأناقة والبساطة الراقية. أحبّ اعتماد لون واحد في إطلالتي، وأظنّ أن معظم الإطلالات التي ظهرتُ بها سابقاً تميّزت بأناقة تصلح لمختلف المناسبات، وهذا ما تعكسه التصاميم الرمضانية الجديدة مع "ماركس وسبنسر". اخترتُ مجموعةً من القطع الأساسية لخزانة الملابس، والتي تضمن للسيدات إطلالات عفوية في كل المناسبات بفضل قصّاتها المتنوّعة وألوانها الجريئة ولمساتها البرّاقة. 

- "يجب أن تتمتّع الفساتين بالتوازن الكافي لتُبرز أنوثة المرأة وتحافظ على احتشامها في الوقت ذاته". كيف استطاعت تصاميمك مع "ماركس وسبنسر" أن تعكس هذه المقولة؟

تمتاز تصاميم هذه المجموعة بقصّاتها الجذابة الفضفاضة والمناسِبة لجسم المرأة. كما تتميّز الفساتين الأنيقة بتصاميم عصرية ومريحة، وتبرز التفاصيل المميزة في التنانير على شكل ثنيات وتطريزات لؤلؤية. وفضّلتُ تنسيق هذه التنانير مع بلوزات من الكتّان واستكمال جمال الإطلالة ببعض الأكسسوارات المميزة، لإضفاء لمسة عصرية خلال الشهر المبارك والعيد. تُظهر هذه التصاميم والإطلالات أنوثة المرأة بأسلوبٍ محتشم وجذّاب.

- ما الألوان التي تم اختيارها للمجموعة، وهل هي من ألوانك المفضّلة؟

تستمدّ التشكيلة جمالها من مجموعة من الألوان الغنية والطبعات الأنيقة والقطع المفردة والمتناغمة. وتمزج بين الألوان الحيادية والتدرّجات الوردية الواضحة واللمسات المعدنية اللامعة، لتشكّل إطلالات عفوية مثالية للشهر الفضيل والعيد. أما لوني المفضل فهو الأسود ملك الألوان. 


- ما هو التصميم المفضل لديك؟

أحب الفستان الذهبي الذي اخترته للعيد. وأعتقد أنها قطعة مثالية لكل الأزمنة، فهي تمنح المرأة إطلالة أنيقة ومظهراً أكثر رشاقة.

- هل تفّكرين باحتراف تصميم الأزياء؟

بالتأكيد أرغب بخوض هذه التجربة. هناك الكثير من أفكار التصاميم التي تدور في رأسي، وأحب رؤيتها تنبض بالحياة.

- مَن تفضلين مِن مصمّمي الأزياء العرب؟

منال الحمادي، ريم بوقيس، أناتومي، آكس ذا ليبل، أزاليا، حصة فلاسي والمريكن.

- ما هي أحلامك؟

تمكين المرأة في المنطقة. 

- ونصيحتك لقارئات "لها"؟

أقول لهنّ: تعاملن بتواضع وشفافية وصدق مع النفس. حدّدن أهدافكن واعملن على تحقيقها. ولا تنسين الظهور بإطلالة أنيقة ومحتشمة على الدوام.