مساحة مترامية تفيض نوراً مطلّة على الواجهة البحرية

بيروت- روزي الخوري 11 يونيو 2021

كأنه واحة غنّاء تظلّلها سماءان، الشمس وسقف البيت. كلّها في الهواء الطلق، وكلّها ضمن جدران في آن واحد. هذا الشعور يراود زوّار منزل صمّمته شركة lans design في واجهة بيروت البحرية. فسيح الأرجاء، مترامي المساحة، مطلّ على البحر، منير ومنيف. تدخله وكأنك لا تزال خارجاً، لكثرة النور الفائض في رحابه، وتتنقل بين ركن وآخر كمن يقلّب شريطَ أحلامٍ حافلاً بالدّهشة والروعة.


يترجّح تصميم هذا المنزل بين العصرية والنيوكلاسيكية، بمزيج وتناسق مفعم بالراحة والذوق والعملية معاً.

الهدف من تصميم هذا المسكن الفسيح الممتد على مساحة 420 متراً مربعاً، هو المحافظة على زُرقة البحر وانعكاسها على الداخل من خلال الواجهات الزجاج الكثيرة. فالمسكن في طبقة علوية مشرفة على شاطئ بيروت وامتداده الساحلي.

لم يزدحم المكان بالأثاث والأكسسوار الكثير إفساحاً في المجال لراحة نفسية أكبر. فاكتفى المكتب الهندسي المصمِّم بوضع الأثاث، سواء من ماركات عالمية أبرزها «فاندي»، أو ما تم تصميمه خصيصاً لهذا البيت، في المكان المناسب له. ولهذا الغرض تناسقت الألوان التي طغت عليها الدرجات الراكزة والهادئة بتمازجٍ تام.


صالونات ثلاثة لم تفصل بينها حواجز، ومع هذا حافظ كلّ منها على خصوصيته التي جعلته مستقلاً عن الآخر، وفي الوقت نفسه لوحة متكاملة العناصر والأجزاء. فالجفصين في السقف موحّد من حيث التصاميم البسيطة التي اختلفت اختلافاً بسيطاً بين صالون وآخر لتكسبه لمسة فريدة.

أما الألوان فترواحت بين البيج الزاهي والداكن والمائل إلى الرمادي ولمسة من البني. فأحد الصالونات مثلاً من القماش القطن البيج ركائزه من الكروم، طُعِّم بمقعدين من الجلد البني. وآخر مقاعده الكبيرة داكنة طُعِّمت بمقعدين من القماش البيج. وازدانت كلّ جلسة بطاولات مميّزة التصميم، منها المستدير ومنها المستطيل من الرخام والكروم والخشب. ويطالعنا ركن ثالث احتلّ الوسط، عبارة عن مقعد وثير شكله شبه دائري من القماش الرمادي، مع الأرائك السود، وأمامه ثلاث طاولات دائرية من الرخام ركائزها من الكروم، استلقت على سجادة مستديرة بيضاء. وتزيّا هذا الركن بمجموعة شتول خضر زيّنت أيضاً الجدار الرخام البيج الفاصل بين الصالون وغرفة الطعام. وتخلّلت هذا الجدار، فجوات مستطيلة توسطتها إنارة موجّهة، وقد أخذ الجدار في غرفة الطعام مكان الفيترين، حيث عُرضت مجموعة أوانٍ فاخرة داخل هذه الفجوات المضاءة.

أما الطاولة والمقاعد فهي من الخشب، اتّسمت باللون البني الداكن.

وبين الصالونات وغرفة الجلوس المعزولة نوعاً ما عن الصالونات، طاولة مستديرة حولها المقاعد الوثيرة باللون البيج، مخصّصة كغرفة طعام لأفراد المنزل لتناول الفطور والوجبات السريعة، قُبالة الجدار الزجاج المشرف على البحر. وقد صُمّم بهذه الطريقة ليتمتع سكّان المنزل بجلسة هادئة خارج المطبخ من دون الجلوس في غرفة الطعام الأساسية. وازدان وسط الطاولة المستديرة بمجموعة ورود زهر أضفت حياة على الجلسات التي غابت عن معظمها الأكسسوارات. وعلّقت على بعض الجدران لوحات زيتية لفنانين تشكيليين.


كلّ غرفة من غرف النوم صمّمت على أنها «ماستر»، تضمّ صالوناً وحمّاماً وجناحاً خاصاً بالملابس. وبما أنّ الراحة والعملية هما الأساس في تصميم هذه الغرف، فقد استخدمت في تصميمها كلّ مستلزمات الرفاهية. قماش من القطن، ألوان زاهية وتصاميم عصرية مبتكرة. هذه الراحة شكلت عنصراً يخدم المساحة الكبيرة المخصّصة لكلّ غرفة، وقد زادها اللون الأبيض اتساعاً. فإحدى الغرف مثلاً التصق سريرها العصري بالأرض، رافلاً بالأبيض، إلى جانب كلّ الأكسسوارات والخزائن والشيفونيير. وضمّت مقاعد بيضاً بشكلها المستدير وجداراً علّق عليه جهاز التلفزيون في جزئه الأعلى، ومدفأة في الجزء الأسفل، مع رفّين من الخشب الأبيض لوضع الأشياء الخاصة بالغرفة، إلى جانب غطاء السرير والسجادة باللون الأبيض أيضاً.

خشب الـ»ايبوني» اللمّاع الأبيض، شغل ممرّ غرف النوم الذي استُخدم للخزائن، فاستُغلّت المساحة بشكل عملي وأنيق معاً.

انطباع مؤكد يخرج به الزائر: النقاء والخطوط الواضحة العصرية في قالب نيو كلاسيكي قد انسحبت على كلّ الأجزاء لتخدم الجوّ المنشود، ألا وهو هناء الإقامة في ربوع شقّة مشرفة على منظر لازوردي شكّل جزءاً من الهندسة الداخلية لهذا المسكن الفسيح في قلب بيروت.