المذيعة فرح عبد الحميد: أعوامي الـ 19 تثير الجدل!

منتدى الإعلام العربي, مذيعة, برنامج حواري تلفزيوني, اللهجة الخليجية, لاري كينغ , برنامج منوعات تلفزيوني, فرح عبد الحميد

24 يناير 2011

نصحها كثيرون قبل أن تبدأ خطواتها الإعلامية بأن تكون مذيعة لبرامج المنوعات أو الأطفال، مما زاد حماستها للتحدي. نشأت في الإمارات وتتمتع بكثير من المواهب كالتمثيل والعزف والإلقاء والخطابة، ولهذا كانت دائماً المفضلة في الإذاعة المدرسية والطابور الصباحي... حققت حلمها وأصبحت الاعلامية الفلسطينية فرح عبد الحميد مذيعة قناة «صانعو القرار» أصغر وجه على الشاشات العربية، ولكنها ما زالت تثير الجدل بسبب صغر...

- نشأتك في الإمارات وتفوقك في دراستك، هل ساعداك في إتقان اللهجة الخليجية؟
بالتأكيد فأنا ولدت ونشأت في الإمارات الحبيبة التي اعتبرها موطني الثاني، و بحكم نشأتي و دراستي كونت الكثير من الصداقات المحلية.

- مازلت تدرسين الإعلام، هل ساهم ذلك في دخولك مجال تقديم البرامج أم كان الأمر مجرد صدفة؟
لم تكن هناك صدفة، فمنذ صغر سني وفي المراحل الدراسية الأولى كنت أقدم الإذاعة الصباحية في المدرسة، إلى جانب العديد من الأنشطة و الفقرات والمسابقات المختلفة. وقدمت عدداً من برامج المسابقات في مراكز تسوق مختلفة في دبي خلال مفاجآت الصيف لعامي 2004 و2005، وحالياً أعتز بدراستي في كلية محمد بن راشد للإعلام التي توفّر لنا الكثير من الفرص والدعم لتطوير مهاراتنا ومواهبنا. وأنا عضو في الكثير من الأنشطة والأندية الطلابية في الجامعة مما أكسبني ثقة كبيرة بالنفس وتطوراً في سرعة ردود الفعل والتفاعل مع الجمهور. ومن خلال ذلك ازدادت عزيمتي لتحقيق أهدافي وطموحاتي، كما أني أحاول تطبيق الكثير من الجانب العملي على دراستي النظرية في الجامعة، وفي المقابل أحاول تطبيق كل المبادئ والأسس وآليات العمل التي أدرسها في الجامعة في  مجال العمل، ودائماً أسعى للأفضل.

- وكيف كانت البداية مع قناة «صانعو القرار»؟
من خلال  عضويتي في العديد من الأندية الطلابية في الجامعة وبحكم عملي كمنسقة للنادي الإعلامي في الجامعة عقدنا فقرة في الليلة العالمية الكبيرة التي أقيمت في الجامعة، وهي إحدى المناسبات السنوية وتعرض فيها العديد من الأنشطة والرقصات والأكلات من جانب طلاب من أنحاء العالم يدرسون في الجامعة، فقدمنا فقرة صغيرة حوارية بالتعاون مع عدد من الطلاب، وحاورنا فيها بعض الضيوف. وكانت كاميرات «صانعو القرار» تنقل فقرتنا إعلامياً، ثم أتت فكرة الانضمام إليهم بعد الانتهاء من السنة الدراسية لتكون المحطة الأولى لتحقيق أحلامي، وبدايتي مع «صانعو القرار» كانت لاكتساب الخبرة في العمل الميداني.

- ولماذا «صانعو القرار» تحديداً؟
أؤمن بأن طريق الميل يبدأ دائماً بخطوة، و«صانعو القرار» من القنوات المتميزة التي تسعى دائماً للتطوير والتطلّع إلى الأفضل. بدايتي معهم كانت لخوض تجربة جديدة من باب الخبرة ولاكتشاف قدرتي على تطبيق بعض المهارات التي أمتلكها من كتابة وإلقاء، بالإضافة إلى صقل شخصيتي فكرياً وثقافياً وإجتماعياً. بدأت بالإعداد وتغطية التقارير الخارجية التي أخرجت شيئاً من الإبداع الخفي الذي كان في داخلي، وحاولت أن أتعايش دائماً مع الحدث الذي سأغطيه، كما أحاول قدر الإمكان أن أنقل التقرير بصورة جميلة وجذابة إلى المشاهد لتبقى راسخة في ذهنه. تبع ذلك تقديمي لبعض البرامج مثل «صحافة بلا حدود» و«فلاش باك» و«أسرار الجمال». ولا أستطيع أن أنكر فضل المدير التنفيذي للقناة سمر الصايغ التي أعتبرها أختاً لي وأكن لها كل الإحترام والتقدير على منحي الفرصة لإثبات ذاتي والعمل في القناة، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية.

- خلال دراستك كنت تقدمين الإذاعة الصباحية وتمتلكين مواهب عدة مثل التمثيل والعزف والإلقاء. هل ساعدك ذلك في إظهار قدراتك في وقت مبكر؟
بالطبع فالموهبة نعمة من الخالق وهي كالغريزة إن لم نحافظ عليها ونسقيها بالمثابرة والتطوير سرعان ما ستذبل وتموت، ومن هنا يبرز دور الأسرة في رعاية كل صاحب موهبة، لأنها المصدر الأساسي لدعم الأبناء وقوة عزيمتهم. كل إنسان لديه موهبة خاصة تميزه عن غيره ودائماً تنمو معه، وبالفعل فقد ساهم تقديمي للإذاعة الصباحية بالإضافة إلى تجربة التمثيل المسرحي في زيادة شغفي بالإعلام والميكرفون الذي أنقل بواسطته رسالة هادفة ومؤثرة إلى الجمهور. أما الموسيقى ذلك العالم الفني الساحر المليء بالحسّ والإبداع، فإني أعشقها لأنها فن راقٍ مرتبط بكل معاني الجمال، إذ يترجم العازف بواسطة أنامله الذهبية مشاعر مرهفة في صورة تعكس الذات والأعماق، وقد تعلمت بعض دروس البيانو مؤخراً، لكن بحكم العمل والدراسة وضيق الوقت توقفت عنها مضطرة. وسأعاود التدرب قريباً لأني مازلت أجد في الموسيقى والعزف والكتابة جانباً أعبر فيه عن حالة نفسية معينة.

- أنت من أصغر المذيعات قدمت برنامجاً سياسياً «صحافة بلا حدود». هل لديك الثقافة الكافية لتقديم هذا النوع من البرامج رغم صغر سنك؟
أحب القراءة كما إني متابعة جيدة نوعاً ما للأخبار لأني أحب الاطلاع على ما يحدث حول العالم، ويومياً أتصفح عدة صحف محلية بالعربية والانكليزية، وأقرأ منها كل ما يقدم لي جديداً وأتبادل بعض الأخبار الواردة في الصحف مع الوالد فيدهشني بشيء لم اسمع عنه ، واسرد له  قصة أو خبراً جديداً فنخلق جواً حوارياً متبادلاً. وكان برنامج «صحافة بلا حدود» تجربة تحدٍ مع نفسي ومع كل من شكك في قدراتي والحمد لله كانت النتائج إيجابية، لأني استفدت كثيراً من تلك التجربة.

- ولماذا كان قرار التوقف عن تقديم هذا البرنامج؟
بدأت في «صحافة بلا حدود» قبل أربعة أشهر، وقدمته أيضاً طوال فترة شهر رمضان المبارك، واستمر الحال إلى أوائل شهر أيلول/سبتمبر ثم توقفت عن تقديم البرنامج لأنه يحتاج إلى وقت طويل من الإعداد، ويتطلب قراءة لمعظم الصحف العالمية لاختيار الأفضل منها، ولا أخفيكم سراً بأن انتقاء الأخبار الصحفية المكتوبة وتحويلها إلى أخبار تلفزيونية ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب جهداً ووقتاً لتغيير صياغة الخبر المكتوب إلى مرئي، وهذا كله يتعارض مع وقت دراستي الجامعية، وبالطبع الأولوية حالياَ للدراسة.

- تقدمين برنامجاً مسجلاً بعنوان «فلاش باك» وآخر مباشراً هو «أسرار الجمال». ألا يحتاجان أيضاً إلى الجهد والوقت؟
«فلاش باك» برنامج يلخص ما قدمته القناة من برامج على مدى أسبوع، ونعرضه للمشاهد في إطار سريع، وأعتقد أن «صانعو القرار» تفردت في ذلك وهو شيء جيد. أما «أسرار الجمال» فهو برنامج مباشر على الهواء، وهو من المواضيع المثيرة والأكثر مشاهدة في الوطن العربي، وخلال البرنامج نتلقى كماً هائلاً من المكالمات للإستفسار عن بعض الأمور التي لها علاقة بالجمال من مشاكل شعر ومستحضرات تجميل وسوى ذلك. وخلال الحلقة أستضيف خبير تجميل وأحاوره حول مواضيع متعددة لها علاقة بالجمال وتتناسب مع موضوع كل حلقة. وبالنسبة إليّ أفضل دائماً برامج الهواء لأنها تبقي المذيع على اتصال مباشر مع المشاهدين أولاً، ولكنها وللحق تحتاج إلى فطنة ويقظة. ومن جانب آخر أستمتع بتقديم البرامج المسجلة التي يأخذ المونتاج فيها حقه في الوقت لإجراء التعديلات اللازمة في كل حلقة، ولتعرض على أفضل حال. وفي كل الأحوال ليس الأمر بصعوبة برنامج سياسي يحتاج إلى وقت طويل من الإعداد الجيد.

- ما نوع التحديات والمغامرات التي مرت بحياتك؟
الحياة مدرسة وما أنا إلا أحد تلاميذها، وأعتبر كل يوم من حياتي درساً جديداً يعطيني من الإرادة والأمل ما يكفي لأضع هدفاً جديداً نصب عيني أحاول جاهدة تحقيقه. كل حدث واجهته بكل ما فيه من صعوبة وتحدٍ أعتبره مغامرة، ومسابقة «كن صحافياً» مثلاً كانت تجربة مميزة لا تخلو من التحدي بينما كان برنامج «صحافة بلا حدود» مغامرة عنوانها التحدي والثبات للبقاء. لا أستطيع أن أختصر ما واجهته طيلة أعوامي الـ 19 ببضع كلمات، لكن كل ما مررت به عبارة عن حقول من التجارب لا تخلو من التحديات والصعاب. ونجاحي في أي حقل أعتبره مغامرة تكللت بالنجاح لأني أحاول جاهدة أن يكون النجاح عنوان أي تجربة أو حدث جديد أخوضه، لتبقى مغامرة محفورة في الذاكرة.

- ما هي الانتقادات و التعليقات التي واجهتك؟
أكثر التعليقات كانت على سني الصغيرة التي تحدث جدلاً أينما كنت، سواء في مسابقة أو برنامج، إذ يفاجأ كثيرون بعمري قياساً بطريقة تفكيري ورؤيتي التي أخذتها عن والدي. أنا لا أجد أي صعوبة في التعامل مع أشخاص من مختلف الأعمار، أما الانتقادات فكانت قبل ظهوري في «صحافة بلا حدود»، إذ سمعت بعض الأقاويل التي شككت في قدرتي على تقديم ذلك البرنامج، وقد راهن الكثيرون على فشلي، وقال بعضهم: «الأفضل لها أن تذهب إلى برامج الأطفال والبرامج الشبابية». لكن ذلك زادني إصراراً ورغبة على قبول التحدي مع النفس أولاً ثم مع هؤلاء، وبفضل الله ودعم والديّ ومدير البرامج ومديرة القناة تمكنت من تقديم البرامج، وجاءت النتائج إيجابية.

- وكيف تقدمين نفسك للمشاهدين والقراء؟
أعتبر نفسي فتاة طموحة جداً، متفائلة، عفوية، ومحبة للحياة، تحاول شق طريقها وسط هذا الزحام الكبير من الفضائيات والمنافسات، وكل أملي أن أحقّق ما أصبو إليه في أقرب وقت. على الجانب الآخر أعشق القراءة والكتابة المنوعة والموسيقى والسياحة والسفر.

- ماذا عن فارس الأحلام؟
الإستقرار شيء جميل لكنه ليس بالوقت المناسب الآن بالنسبة إليّ. بشكل عام أحب الرجل المثقف، القوي الشخصية، الناجح مهنياً وإجتماعياً، والذي يقدّر مهنتي ويضيف إلى شخصيتي دون أن يلغيها، والذي يمنحني من الحب والاحترام والتقدير ما يكفي لاستمرار حياتنا معاً.

- وماذا عن المذيعات مثلك الأعلى؟
أعتبر لاري كينغ في CNN والذي تقاعد مؤخراً، الأفضل لأسلوبه المميز وتمضيته وقتاً طويلاً في البحث عن كل ما يتعلق بالضيف، لذلك فهو المحاور البارع والمميز. وأحب أسلوب جورج قرداحي، وكاريزما نيشان، وأداء خديجة بن قنة.

- ما هي البرامج التي تحلمين بتقديمها؟
أحب البرامج المباشرة التي يتخللها تفاعل مع الجمهور والتي لا تخلو من الاتصالات الجماهيرية. ولديّ رغبة في تقديم برنامج سياحي من نوع خاص وسيتحقق قريباً فالفكرة والنص جاهزان وأنتظر تطبيقهما. وأحلم بتقديم برنامج حواري وجماهيري خاص ذي فكرة جديدة في وطننا العربي.