عمّار وريم يقدّمان محتوى كوميدياً جريئاً ومختلفاً يثير فضول الملايين على السوشيال ميديا

فرح جهمي - فرنسا 30 أكتوبر 2021

في عالم السوشيال ميديا وسرعة انتشار "التراندز"، بات الاختلاف أساسياً لتحقيق النجاح والشهرة بين مجموعة كبيرة من "اليوتيوبرز" الذين يتنافسون على إيجاد أفضل محتوى لجذب المزيد من المشاهدين وكسب الأرباح المادية. وقد يصح القول في تجربة قناة "عمّار وريم" المميّزة معرفتهما بقاعدة من أين تؤكل الكتف لتحقيق حلمهما والوصول إلى أكبر قاعدة من المتابعين من خلال محتوى مختلف وجريء.


اجتمع الثنائي الذي جمع بينهما الحب رغم اختلاف طائفتيهما وجنسيتيهما، فريم لبنانية وعمّار عراقي يقيم في السويد، ومعاً انطلقا من نقطة الصفر في تجربة ناجحة على "التيك توك" مليئة بالعقبات والصعوبات، ولكنهما نجحا بجرأتهما واختلافهما في الوصول إلى هدفهما، فطوّرا من محتواهما وانتقلا إلى عالم "اليوتيوب" لطرح تفاصيل حياتهما الشخصية بطريقة مختلفة عن باقي العائلات في قالب يشبه الجميع. وبهدف تطوير حياتهما في عالم السوشيال ميديا، انتقلا للعمل والإقامة في دبي لبناء مستقبلهما بنجاح، متخطّيَين كل الخطوط الحُمر التي تمنع تقدّمهما وتحقيق حلمهما بالنجاح. وبالفعل، بدأ عمّار وريم رحلتهما الصعبة من خلال نشر مقاطع فيديو طريفة على "التيك توك"، ونجحا في جذب أكثر من 3 ملايين متابع بعفويتهما والكوميديا الطريفة التي يتعاملان بها من دون تصنّع أو تمثيل، لينتقلا بعدها الى إنشاء قناة على "اليوتيوب" بناءً على طلب الناس الذين أرادوا معرفة المزيد عن حياتهما الشخصية ليصبحوا أقرب إليهما وليتعرفوا عليهما بشكل أفضل، وتم ذلك بالفعل من خلال صفحة كوميدية مختلفة حققت انتشاراً واسعاً في فترة قصيرة.

انتقاد محتوى باقي القنوات بجرأة وصراحة

يتفاعل المشاهدون بشكل كبير مع محتوى القناة المتنوّع، وترى ريم أن "الناس يتفاعلون معنا في مختلف المقاطع، سواء التي ننقل فيها تفاصيل من حياتنا الشخصية، أو تلك الكوميدية التي تهدف الى الانتقاد أو تسليط الضوء على بعض الهفوات التي تحصل على "التيك توك" و"اليوتيوب" بسبب آرائنا الجريئة في بعض المواضيع، إضافة إلى أن محتوانا يخلو من الإزعاج والتنمّر. نحن نقدّم مقاطع فيديو طريفة وعفوية وننتقد محتوى باقي القنوات بجرأة ومن دون كذب، وأعتقد أن الناس يتفاعلون معنا لأنهم كانوا يبحثون عن شخص صريح ويشبههم".

ويشارك الثنائي في أغلب "التراندز" المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، من تحديات ومقالب وأفكار أخرى منتشرة على أغلب الصفحات ولكن بقالب مختلف يتقبّله المشاهد بسلاسة... وعن هذه المسألة يقول عمّار وريم إن "المشاهد يتقبّل ما نقدّمه، وتُعجبه طريقتنا في تغيير "التراند" المنتشر على "التيك توك" أو "اليوتيوب" بأسلوبنا، لأننا نحرص دائماً على أن نضيف إليه لمستنا الخاصة، ونضع فيه عفويتنا وصراحتنا والكثير من الكوميديا، لأن محتوى صفحتنا في الأساس كوميدي"... وبالتالي يؤكدان أن "تعابير الوجه الصادقة تلعب دوراً كبيراً في الوصول إلى المشاهد ليتفاعل معنا، لأنه يجب أن يقتنع بما يُقدَّم له ويصدّق تلك التعابير ليتأكد من أنكِ لا تمثّلين عليه، بل يشعر وكأنه يجلس فعلاً بقربك ويشاركك في "التراند" أو الـVlog، وأعتقد أن هذه النقطة أساسية لنجاح الفيديوهات في قناتنا".


السوشيال ميديا مسؤولية... والضحكة أقرب طريق الى قلوب الناس

يدرك الزوجان مسؤولية أنهما باتا يؤثران في عدد كبير من المراهقين والمتابعين، ولذلك يعملان دائماً على تطوير محتواهما العائلي البسيط ليتناسب مع كل الأعمار. كذلك يركّز عمار بشكل دائم على تطوير قدراته في المونتاج والإخراج لأنهما بحسب رأيه "الأساس وكل شيء في عالم "اليوتيوب"، ويمكن بواسطتهما تغيير كل المضمون، والهدف دائماً تقديم أفضل صورة لجذب المشاهدين".

وفي هذا السياق، تقول ريم: "لن أتخلّى عن فكرة الكوميديا، لأن الضحكة أقرب طريق الى قلوب الناس، ونحن حصلنا على شهرتنا من خلال مقاطعنا الكوميدية، لا سيما أن حياتنا في الأساس قائمة على الكوميديا. ومن أجل أن يصبح محتوانا جيداً ومناسباً للمراهقين، افتتحنا قناة ثانية خاصة تحمل اسمي وتجذب الصبايا من كل الأعمار، لأنني أطرح عبرها الكثير من المواضيع التي تهمّهن كالحياة الزوجية، المشاكل العائلية، تغيير الطباع، الخيانة وغيرها من المسائل التي نحتاج الى من يتحدث فيها مع الناس بتلقائية، وهذا ما يحصل في قناتي إذ تتفاعل معي متابِعات كثيرات... وأحرص دائماً على سؤالهن عن الموضوع الذي يبحثن عن أجوبة له وأطرحه بقالب سلس وأستمع الى وجهات نظرهن المختلفة وأعطي رأيي بكل المواضيع بمنتهى الصراحة والصدق".

محتوى مختلف قائم على الكوميديا العفوية

يختلف محتوى الثنائي عن باقي القنوات العائلية التي تنشر يومياتها وتقدّم للمشاهدين أفضل ما في حياتها. وعن هذا الاختلاف توضح ريم: "نحن نختلف عن باقي صفحات "اليوتيوبرز" العائلية بكوننا نطرح حياتنا كما هي ونسجّل مقاطع الفيديو بكل عفوية، فنحن نتشاجر ونتجادل في الكثير من المواضيع ونعرض مشاكلنا ونحلّها ونفضفض في شأن ما نعاني منه بكل صراحة أمام الكاميرا ولا نخفي الوجه السلبي والصعب في حياتنا، كما نحرص على أن ننقل بصدق مشاكلنا ونعرضها بقالب يجعل الناس يرون حياتهم من خلال حياتنا وكأن لا فارق بيننا، وهو ما يميّزنا عن الكثير من القنوات".

وتضيف: "نحن كمؤثّرَين في شريحة واسعة من المجتمع، تقع علينا مسؤولية نقل الحقيقة كما هي الى المشاهد، وأننا نعيش مثلهم ونواجه الكثير من المشاكل والمواقف الصعبة التي يتوجّب علينا حلّها كما يحصل في كل البيوت. وهذا الأمر لا نراه في الكثير من القنوات العائلية التي تحرص دائماً على إظهار الجانب الإيجابي من حياة أفرادها، فهم دائماً يضحكون ويظهرون كأن حياتهم مثالية ويخفون الجانب السيئ منها، فيعتقد المشاهدون أنهم لا يواجهون أي مشكلة في حياتهم، ولكن هذا التصرف لم يعد ينطلي على الجميع، لأن المشاهد لم يعد يصدق كل ما يقدَّم له، بل بات انتقائياً ويشعر بأن هذه العائلات بعيدة عن واقعه وتبالغ في تصوير المثالية في حياتها".


ثلاث نصائح للنجاح على "تيك توك"

رحلة التقدّم في "اليوتيوب" لا تخلو من المشاكل، وعن ذلك تقول ريم: "واجهنا الكثير من الصعوبات، في البداية كانت عبارة عن انتقادات كثيرة، خاصة حين لم يكن لدينا عدد كبير من المتابعين فيصبح التعليق أسهل والمعلّق يأخذ راحته في الانتقاد، ولكننا الآن اعتدنا على تقبّل الأمر وأصبحنا نتجاهل التعليقات القاسية والتنمّر الصعب، لأن لدينا هدف نسعى لتحقيقه، وعمل يجب أن ننجزه على أكمل وجه، لذلك نأخذ الانتقادات في الاعتبار ونعمل على ضوئها لتحسين محتوانا قدر المستطاع".

وقدّم الثنائي مجموعة من النصائح لكل الموهوبين الذين يحرصون على التواجد عبر تطبيق "التيك توك"، في مقدّمها نشر المقاطع المتنوعة بشكل يومي، وثانياً متابعة "التراند" وتنفيذه وعرضه بسرعة ليظهر على صفحة الـexplore page. ومن أساسيات النجاح والانتشار أيضاً، التفاعل مع المتابعين والردّ على أكبر عدد منهم كي لا نبدو مغرورين وبعيدين عنهم.

أما السلبيات التي تواجه الموهوبين على "التيك توك"، فهي على عكس ما يظنّ الكثيرون ممن يقتحمون هذا التطبيق بدون أن يتمتعوا بأي موهبة، وعن هذا الجانب يؤكد عمّار: "لا يقدم أي مقابل مادي مهما كان المحتوى جيداً. فالدفع يتم في بلدان معينة ولم يصل بعد إلى البلدان العربية، وهذا غير عادل مقارنةً بالمجهود الذي تبذله المواهب لإظهار نفسها للمتابعين".

التنمّر أخطر ما يواجهه العاملون في مجال السوشيال ميديا

ويلفت عمّر وريم إلى أن "أخطر الأمور التي تحصل على السوشيال ميديا، هو التعليقات الجارحة والتنمّر على الشكل الخارجي، حيث لا ينتقد البعض المحتوى والمضمون، بل يسخرون من الشكل والمظهر، وهذه ظاهرة خطرة تسبّب الكثير من المشاكل وتدفع بعض الأشخاص الى الانتحار، خاصة في أوروبا لأن التنمّر يُضعف شخصية المراهق. والأخطر يكمن حين يُجبر التنمّر على الشكل الذي رسمه ربّ العالمين لنا الكثير من الأشخاص على إيقاف حلمهم والابتعاد عن تقديم المحتوى، خاصة أن مقاطع الفضائح والسخرية والانتقادات تلقى رواجاً كبيراً وتحقق نِسب مشاهدة عالية وتنتشر بسرعة. والحلّ موجود فقط عند المسؤولين عن "التيك توك" أو "الفيسبوك" وغيرهما من المواقع بحيث يجب أن يتفاعلوا بسرعة مع أي تبليغ بالإساءة لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تمنع انتشار المقطع للحدّ من المشاكل المترتبة عن ذلك.{