دراسة تكشف معلومات خطِرة عن كورونا وتأثيره في الجسم

27 ديسمبر 2021


كشفت دراسة أميركية حديثة أن فيروس كورونا قد يسبّب عدوى تنتشر في كامل الجسم وتستمر أشهراً عدة، وهو يصيب بشكل خاص الدماغ في مرحلة مبكرة.

ونشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية الدراسة الجديدة التي استندت في نتائجها إلى تشريح جثث مرضى توفوا نتيجة إصابتهم بالفيروس، وتعقّب الباحثون مسار الفيروس في أنسجة الجسم وخلاياه.

ووفق الصحيفة فإنّ هذه الدراسة هي دراسة تشريح الجثة الأكثر اكتمالاً حتى الآن، لأنها توفر بيانات عن فئات مختلفة من الخلايا المصابة بكورونا اعتماداً على مدار الخلية للفيروس وكميته وقدرته على العيش داخل الجسم، وخاصة في الدماغ.

وأجرى الطبيب دانيال تشيرتو وزملاؤه في معاهد الصحة الأميركية عمليات تشريح جثث 44 شخصاً ماتوا بسبب الفيروس، في غضون 230 يوماً (أكثر من سبعة أشهر) من ظهور الأعراض، أي مات هؤلاء المرضى خلال السنة الأولى للوباء، وأُجريت عمليات التشريح بين أواخر نيسان (أبريل) 2020 وأوائل آذار (مارس) 2021، وكان متوسط عمر المرضى المتوفين 59 عاماً.

واستنتج الباحثون أن أكثر من 95% من هؤلاء يعانون أمراضاً مزمنة، هي غالباً ارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض الجهاز التنفسي، وكان متوسط المدة الفاصلة بين ظهور الأعراض والوفاة 35 يوماً.

وقد تم استخدام العديد من التقنيات للكشف عن وجود فيروس كورونا في الجسم، منها التضخيم الجيني للفيروس بواسطة "بي سي آر" وتحديد موقع المادة الوراثية للفيروس داخل خلايا الأنسجة، والكيمياء الهيستولوجية المناعية التي تكتشف بروتينات الفيروس في خلايا الأنسجة، كما استخدموا تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل للكشف عن الحمض النووي الريبي تحت الجينوم، ويُظهر ذلك كيفية تكاثر الفيروس في الخلايا.

ووفق الدراسة، فقد تم اكتشاف الكورونا في كل حالة من حالات التشريح الـ 44 التي تم تحليلها، وفي 75 موقعاً تشريحياً من أصل 85 تمت دراستها، اكتُشف أعلى حمولة فيروسية في الجهاز التنفسي في الحالات المبكرة، بينما كانت مرتفعة في كلٍ من الأنسجة التي تم تحليلها في العديد من المرضى الذين ماتوا مبكراً.

وأشار الباحثون إلى أن الفيروس تم اكتشافه في أدمغة ستة أفراد متوفين متأخراً، في خمسة منهم كان الفيروس موجوداً في معظم مناطق الدماغ التي تم تحليلها خاصة في مريض تَوفى بعد 230 يوماً من ظهور الأعراض، وفي 43 حالة من 44 حالة تشريح، تم اكتشاف الحمض النووي الريبي الفيروسي في أنسجة الجهاز التنفسي، ووُجد في أنسجة القلب والأوعية الدموية في 35 من 44 حالة، وفي الأنسجة اللمفاوية في 38 حالة، وفي أنسجة الجهاز التناسلي في 17 حالة، وفي العضلات والجلد والأنسجة العصبية الطرفية في 30 حالة، وفي أنسجة العين في 22 حالة، وفي أنسجة المخ في 10 من الحالات الـ 11 التي تم تحليلها، بحسب الدراسة.