عاصي الحلاني: نجاح ماريتا حمّسني للتمثيل لكن الغناء شغفي الوحيد

القاهرة – محمود الرفاعي 02 يناير 2022

يستعد الفنان اللبناني عاصي الحلاني لتكرار نجاحاته مع مواطنته الفنانة ديانا حداد، من خلال طرح دويتو غنائي جديد يجمعهما مع بداية العام الجديد 2022، بعد النجاح الكبير الذي كانا قد حققاه قبل سنوات من خلال أغنية "روميو وجولييت". في حواره مع "لها"، يكشف عاصي الحلاني تفاصيل أغنياته الجديدة، بعد مرور ما يقرب من عام على طرح ألبومه الأخير "كل الفصول"، ويتحدّث عن مشاركته في الدورة الـ 30 من "مهرجان الموسيقى العربية" التي أُقيمت أخيراً في القاهرة، وإمكانية تقديمه عملاً درامياً برفقة ابنته ماريتا بعد نجاحها الكبير في الفترة الأخيرة، وبالتحديد في مسلسل "2020".


- كيف تقيّم مشاركتك في الدورة الثلاثين من "مهرجان الموسيقى العربية"؟

أصبحت عنصراً رئيساً كل عام في "مهرجان الموسيقى العربية"، فأنا من محبّي الموسيقى العربية، والمهرجان المصري من أهم المهرجانات الفنية في الوطن العربي وليس في مصر فقط، والمشاركة فيه تُعدّ شرفاً كبيراً لأي فنان يحافظ على هويته العربية، كما أن مسرح دار الأوبرا المصرية لا يزال المسرح الكلاسيكي الذي يحلم أي مطرب بالوقوف على خشبته، ولذلك حين تأتيني دعوة للمشاركة فيه، ألبّيها على الفور وبدون أي اتفاقات، وهذا العام أحببت أيضاً المشاركة في "مهرجان الموسيقى العربية" والغناء لأول مرة في مكتبة الإسكندرية أمام جمهورها العظيم.

- لماذا لم يشارك نجلك الوليد معك في حفل الموسيقى العربية؟

كان من المفترض أن يكون الوليد معي في هذا الحفل، حيث إنه يشاركني دائماً الغناء على نغمات أغنية "مالي صبر"، لكن هذه المرة كان مرتبطاً بعقود فنية في الولايات المتحدة الأميركية، ولم يكن قادراً على المجيء معي الى القاهرة.

- لماذا تصر على أن تكون أغنيات عبدالحليم حافظ عنصراً رئيساً في حفلاتك المصرية؟

ما من شخص يحب الغناء العربي ولا يعشق أغنيات عبدالحليم حافظ أو يحفظها، فعبدالحليم رمز من رموز الفن، وحين أكون في مصر أو في أي حفل عربي مهتم بالموسيقى العربية، لا بد من أن أغنّي إحدى أغنيات عبدالحليم، فهو من أكثر المطربين الذين أحبّ الغناء لهم، لكن هذه المرة حين كنت في القاهرة أحببت أن أغنّي لمطربين آخرين أيضاً، من باب التنويع، فغنّيت "عندك بحرية يا ريس" للفنان اللبناني الراحل وديع الصافي، وقدّمت أيضاً من التراث المصري أغنية الريس متقال "بص على الحلاوة".


- فاجأت المصريين في حفل الموسيقى العربية بغناء إحدى أغنيات عبدالحليم حافظ الوطنية... فهل ستشدو لمصر بأغنية وطنية جديدة؟

قدّمت أغنيات عدة لمصر في مناسبات وطنية مختلفة، منها "كبيرة يا مصرية" و"مصر العظيمة"، وشاركت منذ عامين في احتفالات نصر أكتوبر، حيث أدّيت أغنيتين وطنيتين، وأحضّر حالياً لأغنية وطنية، ستسجل قريباً، وربما تُطرح في عام 2022 وهي من ألحاني وكلمات الشاعر غانم جاد شعلان.

- ما تقييمك لألبومك الأخير "كل الفصول" بعد مضي ما يقرب العام على طرحه؟

"كل الفصول" من أهم وأبرز ألبوماتي الغنائية في السنوات الأخيرة، حيث إنني وضعت فيه كل خبرتي مع "شركة روتانا للصوتيات والمرئيات"، واستغرق العمل عليه أكثر من ثلاث سنوات، وحاولت أن أقدّم فيه كل الألوان الغنائية، ومختلف اللهجات العربية، كالمصرية واللبنانية والخليجية. عموماً، أنا راضٍ تماماً عن الألبوم، وهذا العمل سيكون نواة نبني عليها لتقديم أعمال غنائية جديدة أكثر تنوعاً.

- لماذا تأخّرت الأغنية المصرية في ألبوماتك الغنائية؟

قدّمت الأغنية المصرية عشرات المرات من قبل، لكن حين أعمل على الألبوم لا أفكر بشكل عنصري، بل أضم الأغنيات الجيدة مهما كانت اللهجة التي تُقدّم بها، فمثلاً أغنية "قمر يا عيني عليها" لو لم تكن جيدة وشدّتني خلال التسجيل لما ضممتها الى الألبوم.


- ما جديد عاصي الحلاني بعد "كل الفصول"؟

أحضّر خلال الفترة المقبلة لدويتو غنائي جديد يجمعني بالمطربة الكبيرة ديانا حداد، التي أحب الغناء معها بسبب صوتها الرائع، والأغنية ستكون جديدة في فكرتها، ومختلفة تماماً عما قدّمته من أغانٍ، وباللهجة البيضاء ليتمكن الجمهور من فهمها بسهولة، لكن يصعب عليَّ حالياً التحدث عن تفاصيلها... بالإضافة الى أغنية ستُطرح مع بداية العام الجديد بعنوان "الدنيا لعبة أسامي" من ألحاني وكلمات على المولي.

- هل أصبح منزل عاصي الحلاني منبعاً للمواهب الفنية اللبنانية؟

الفن موهبة من عند الله سبحانه وتعالى، وأحمد الله على أن الفن نشأ وترعرع في منزلي، والمنافسة الفنية في المنزل جيدة وتحتدم يوماً بعد يوم، وليس هناك أفضل من المنافسة بين أفراد الأسرة، حيث إنها تُبنى على النجاح ومساعدة بعضنا للبعض الآخر، فأنا أساند الوليد وماريتا، وهما أيضاً يساعدانني ويدعمانني، علماً أن هذه الحماسة هي التي تدفعني للبحث الدائم عن الكلمة واللحن الجيدين، فمثلاً أغنيتي مع الوليد في ألبومي الأخير كان السبب فيها الوليد، حيث إنني كنت مرهقاً يوم تسجيل الأغنية ولم أكن قادراً على الغناء، فطلبت من الوليد تجربة الأغنية بصوته، فغنّاها ووجدتها لائقة بصوته، فطلبت منه أن نغنّيها معاً.


- هل يحتاج الوليد وماريتا الى رأيك في أعمالهما الفنية؟

أحبّذ أن يكون لكل منهما رؤيته الخاصة به، لكن بالتأكيد حين يتطلب الأمر تدخّلي أو مشورتي، لا أتأخر أبداً في تقديم النصيحة، وهذا أمر طبيعي لأنهما لا يزالان في بدايتهما الفنية.

- هل شاهدت مسلسل "2020" الذي شاركت فيه ابنتك ماريتا؟

بالتأكيد، وهل هناك شخص لم يتابع "2020"؟ كنت سعيداً للغاية بمشاركة ماريتا في هذا المسلسل، فهي كانت رائعة جداً.

- وهل حمّستك مشاركتها للعودة الى الدراما؟

نجاح ماريتا يحمّسني كثيراً للعودة الى الدراما، لكن لا بد من التأنّي في دراسة أي عمل فني جديد قبل الانضمام إليه، ففكرة خوضي تجربة التمثيل مرة أخرى واردة وقيد الدراسة وليست مرفوضة، فأنا دوماً أرى نفسي مطرباً، والغناء هو كل أكثر ما يهمّني في الحياة، وحين قدّمت أعمالاً درامية مسرحية كانت غنائية، وتجربتي الدرامية الوحيدة البحتة كانت من خلال مسلسل "العراب"، لكن عندما أفكر في التمثيل من جديد لا بد من الابتعاد عن الغناء والحفلات، لأنه يحتاج الى التركيز لفترة طويلة، ولذلك يجب أن يكون العمل المقدَّم رائعاً ومبهراً.


- كيف تقيّم مشاركتك في لجان تحكيم برامج المواهب الغنائية؟

تلك البرامج أضافت الى المواهب الغنائية الجديدة الشابة، كما أنها موجودة في كل دول العالم وليس في الوطن العربي فقط، وأنا ضد من يهاجمها، لأنها في النهاية قدّمت لنا أصواتاً شابة جيدة وواعدة، وقد رأينا عدداً من هؤلاء الشباب في الساحة الغنائية وكيف أصبح لهم قاعدة جماهيرية عريضة.

- ما هي رسالتك للبنان في ظل الظروف التي يمر بها؟

هناك مثل مصري رائع يقول عن العظماء "يمرضون ولا يموتون"، وهو ما ينطبق على وطني لبنان، فهو يمرض لكنه لن يموت. الشعب اللبناني يحب الحياة ويحب بلده أكثر من أي شيء آخر، وسنظل نساند لبنان ونحبّه حتى ينهض من أزمته، فطوال السنوات الماضية كان لبنان يمر بأزمات ومشاكل وحروب ولكنه لم يمت، بل كان ينهض وكان عروساً في الوطن العربي، ربما الآن نمر بأزمة اقتصادية خانقة، ومشاكل سياسية، لكن بفضل مساعدة أشقائنا العرب، من مصر ودول الخليج العربي، سننهض من جديد، ومن هنا أحب أن أوجه رسالة شكر لكل المصريين الذين يحبون لبنان مثلنا؛ وأشعر دوماً بخوفهم علينا، وأطمئنهم بأن لبنان قادر على استعادة مكانته من جديد.