عاد من رحلة 55 يوم مرض...

السينما السورية, فيلم قصير, مرض السرطان, علاج, سعاد حسني, كريم عبد العزيز, عادل إمام, لندن, سفرجل, مستشفى, إسعاد يونس, مواجهة المرض, الجلطة, محمد عبد العزيز, الشفاء من المرض, مسلسل, سمير سيف, إصابة, الثورة المصرية

21 يونيو 2011

عندما سافر إلى لندن كان يصطحب والدته لتتابع علاجها هناك، ولم يتوقع أبداً أن يتعرض لجلطات في الرئة ويمر بأزمة صحية تجعله مجبراً على البقاء هناك 55 يوماً... لكن هذا ما حدث للنجم كريم عبد العزيز الذي التقيناه بعد عودته إلى مصر، فكشف لنا تفاصيل ما حدث، واللحظات التي بكى فيها، واللحظات الأخرى التي شعر خلالها بأنه يعود إلى الحياة. كما تكلم عن موقف والديه وزوجته، وسؤال ابنته ملك الذي أبكاه من جديد، والنجوم الذين سألوا عنه، وحالته الصحية الآن. كما تحدث عن قدرته على تقديم الأكشن، وأحب أدواره إليه، وحقيقة خلافه مع إسعاد يونس.


فكرت في الهروب من المستشفى في لندن

- حمداً لله على السلامة. ماذا جرى معك في رحلة المرض والعلاج؟
بدايةً وحشتوني، وبفضل دعوات الجمهور ربنا أكرمني بالشفاء. البداية حصلت عندما سافرت مع والدتي إلى لندن، حيث نتابع علاجها من مشاكل في الشرايين. وفي اليوم التالي مباشرة لوصولنا لندن شعرت بآلام رهيبة بالصدر الى الجهة اليمنى، فتحاملت على نفسي، واعتقدت أن الأمر لا يتعدى إصابة بالبرد، ورفضت الذهاب إلى طبيب، فأنا لا أحب الأطباء مثل عامة العرب.
لكن الآلام كانت تشتدّ فذهبت إلى المستشفى، وبعد إجراء الأشعة والتحاليل كانت الصدمة، عندما سمعت بأذني من الطبيبة التي تشرف على علاجي بأني مصاب بثماني جلطات في الرئة، فسألت كيف أكون مصاباً بهذا العدد الكبير من الجلطات وقد وصلت إلى المستشفى سيراً على قدميّ! وفكرت في الهروب من المستشفى، وقلت لهم: أذهب لأرى أولادي، فقالوا لي: لا بد أن تخضع للعلاج فوراً.
وبالفعل احتُجزت في المستشفى لمدة أسبوع أذيبت خلاله الجلطات. وخلال وجودي في المستشفى جاء لزيارتي الملحق الطبي في السفارة المصرية، والملحق العسكري، والملحق الطبي العسكري، وأوجه لهم جميعاً الشكر، وسألوني: ماذا تريد؟ فطلبت استشارة طبيب آخر، وبالفعل جاء طبيب ثانٍ أكثر خبرة من طبيبة المستشفى التي شخصت إصابتي في البداية، فقال لي: فعلاً هناك ثماني جلطات في الرئة، ولكن الأمر لا يستدعي كل هذا الخوف والقلق، لأن الجلطات صغيرة جداً، وشبه ملتصقة بجدار الرئة، ولا تسد أي شريان رئيسي من الشرايين الموصلة إلى القلب أو الدماغ. وقتها شعرت بأنني ولدت من جديد، وأن الحياة بدأت تعود إليَّ.
وبعد أن تلقيت العلاج المذيب للجلطات، وصف لي الطبيب أقراص علاج تحافظ على سيولة الدم أتناولها لمدة ثلاثة شهور، تنتهي بعدها رحلتي مع المرض والعلاج.


كنت ممنوعاً من السفر بالطائرة

- لماذا بقيت في لندن 55 يوماً وأنت لم تمكث في المستشفى سوى أسبوع؟ وما هي حقيقة اكتشافك لمرضك بعد أن سقطت مغشياً عليك؟
لم تحدث لي إغماءة أو غياب عن الوعي كما كتب البعض، فقد اكتشفت مرضي بعدما شعرت بآلام رهيبة، وقد بقيت في لندن 55 يوماً لأني كنت ممنوعاً من السفر بالطائرة، فالسفر الجوي يساعد على تجلط الدم، ولأني كنت أتابع تحاليل سيولة الدم كل أسبوع خلال فترة العلاج.
وقبل عودتي تعافيت تماماً، وبدأت ممارسة الرياضة، وتوقفت عن التدخين. وحالياً أنا في حالة صحية أفضل من قبل إصابتي بالجلطات، لأني توقفت عن التدخين وفقدت الكثير من وزني الزائد.

- ما هو سبب إصابتك بالجلطات وهل التدخين أحد الأسباب؟
الأطباء قالوا لي إن الإصابة بالجلطات تحدث في ثلاث حالات، عامل وراثي أو نقص بروتين في الدم أو بدون أسباب.
والحمد لله أنا إصابتي بدون أسباب، والحمد لله على ذلك، لأن الإصابة لأسباب وراثية تستدعي علاجاً مستمراً طوال الحياة، وأنا علاجي مجرد أقراص لمدة ثلاثة أشهر فقط تساعد على تسييل الدم.

- هل يستطيع كريم عبد العزيز تقديم أفلام أكشن باللياقة التي قدم بها أفلام 'واحد من الناس' و'أبو علي' و'الباشا تلميذ' و'فاصل ونعود' و'أولاد العم' وغيرها؟
نعم، فأنا حالياً في حالة صحية أفضل من ذي قبل، وأستعد لتصوير فيلم أكشن وأيضاً مسلسل تلفزيوني لرمضان 2012، مع المنتج صفوت غطاس.

- 55 يوماً رحلة العلاج، ما هي أصعب اللحظات وما هي أجملها؟
أصعب اللحظات وقت سماع خبر الإصابة بالجلطات، خاصة أن الدكتورة كانت متشائمة، فقد فكرت لحظتها في ولديّ ملك وعلي وبكيت. وأسعد اللحظات عندما لمست حب الناس جميعاً لي ودعواتهم لي بالشفاء، فحب الناس شيء غالٍ جداً، وأعظم ما يملكه أي إنسان في حياته. ولو عشت مليون سنة لن أستطيع رد الجميل لكل من لمست حبهم ومشاعرهم تجاهي.

- هل زارتك ابنتك ملك في المستشفى بلندن؟
نعم وقد حرصت على مداعبتها، ولكن عند لحظة مغادرتها المستشفى أبكاني بكاؤها طويلاً، خاصة وهي تتساءل: لماذا لا يأتي معنا بابا ولماذا نتركه وحيداً في المستشفى؟

- لماذا أعلنت مرضك وكان من الممكن أن تخفيه خاصة أنه قد يؤثر على مستقبلك في العمل السينمائي؟
أنا بدأت العمل بالفن عام 1996، ومن وقتها لم أدَّعِ المرض، ولست من الأشخاص الذين يبحثون عن استعطاف الجمهور، وخبر إصابتي بجلطات انتشر في مصر دون أن أتعمد ذلك، والمرض حقيقة فلماذا أخفيها؟ أنا أؤمن بأن كل شيء قدر ونصيب، والعمل والرزق من عند الله، وقد حدثت لي معجزة من عند الله وشفيت بفضل دعوات الناس لي، والحمد لله عدت وسأقدم أفلام أكشن أفضل مما قدمت.

- من سأل عنك خلال مرضك من الوسط الفني خاصة أن هناك اتهاماً للفنانين بأن كل واحد منهم لا يفكر إلا في نفسه؟
كل الفنانين سألوا عني، وليس كل ما يكتب صحيحاً عن الوسط الفني، ونحن نسأل على بعضنا البعض، ولا يوجد فنان لم يسأل عني، كل النقابة تقريباً سألت عني، من ممثلين ومخرجين، من هم من جيلي والأكبر والأصغر مني. وإذا شئت اسماء، هاني رمزي، أحمد السقا، طلعت زكريا، أحمد حلمي، منى زكي، منة شلبي، عادل إمام، محمود عبدالعزيز، وصفحات المجلة لن تكفي لذكر الأسماء، وأشكر الجميع وأقول لهم: لا أعرف كيف أرد جميلكم، ويا رب في الأفراح وربنا يبعد المرض عن الجميع.

- كيف كانت حالة والدتك ووالدك المخرج الكبير محمد عبد العزيز أيام مرضك؟
من نعمة ربنا عليّ أن أمي كانت معي، وسمعت خبر مرضي وعرفت التطورات وهي معي، وأنا أب وأعرف إحساس الأب والأم عندما يمرض الابن.

- وماذا عن زوجتك هايدي؟
زوجة أصيلة، لم تتركني ثانية واحدة من أول يوم الى آخر يوم، وكل ما أقوله عنها أنه بفضل دعوات أمي لي ربنا أكرمني بهذه الزوجة الأصيلة، التي أدين لها بفضل كبير جداً.

- بعض الصحف كتبت أنك رفضت العلاج على نفقة الدولة فما هي حقيقة ذلك؟
لم يُعرض عليَّ العلاج على نفقة الدولة حتى أرفض، فعندما جاء الملحق العسكري لم أطلب سوى مراجعة طبيب آخر. ولكن أنا عولجت على نفقتي الخاصة، والحمد لله أن معي ما يكفي لعلاج نفسي.

- ماذا تريد أن تقول عن ثورة يناير المصرية خاصة وأنك غبت عن المشهد تماماً قبل الثورة وأثناءها وبعدها؟
هذه ثورة عظيمة مجيدة أؤيدها وأنا معها قلباً وقالباً، وكنت أريد الظهور في فترة من الفترات وأتكلم، لكن قيل إن هناك أشخاصاً يركبون الموجة، وأنا لا أحب أن أدعي أشياء لم أفعلها.
فالثورة لها أبطالها الذين قاموا بها ولها شهداؤها العظام، وأواسي كل أسرة فقدت شهيداً أعطى مصر الكثير. ولكن، أؤكد أنني مع الثورة، أقول نعم للثورة ولا للفوضى ولا للفتن، فقد أزعجتني كثيراً الفتن الطائفية، ففي مصر لا يسأل أحد الآخر أنت مسلم أم مسيحي؟ فكلنا مصريون والجامع قرب الكنيسة، وفي محنة مرضي المسلمون دعوا لي في الجوامع والمسيحيون أشعلوا لي شموعاً في الكنائس، وأنا متضايق جداً من هذا الموضوع وهذه مؤامرة، ونحن أذكى من مثل هذه المؤامرات، والشعب المصري سيعبر هذه الأزمة وسيجني ثمار الثورة والحرية بإذن الله.

- أحبك الجميع وأنت طفل في فيلم 'المشبوه' مع سعاد حسني وعادل إمام وإخراج سمير سيف كيف عبرت مقصلة نجومية الطفولة التي لا تستمر ومن أنقذك من أزمة أن النجم الطفل لا يستمر نجماً؟
عملي بفيلم 'المشبوه' جاء بالصدفة، فقد كان عادل إمام يصور فيلماً مع والدي، وفي الوقت نفسه كان يستعد لتصوير فيلم 'المشبوه' مع سمير سيف وسعاد حسني، وكانوا يبحثون عن طفل في الرابعة، فطلبوا من والدي أن أمثل معهم.
وفعلاً ذهبت وأنا لا أعرف شيئاً وصورت بعفوية شديدة، والعمل مع الأطفال صعب جداً وأنا جربت ذلك في 'حرامية في كي جي تو'، وفي 'واحد من الناس' وفي 'فاصل ونعود'، ولكن بعد 'المشبوه' تفرغت تماماً لدراستي، وكان والدي حريصاً على ذلك، وبعدها دخلت معهد السينما قسم إخراج، وتخرجت عام 1997. وفور التخرج عملت مع شريف عرفة ومع أستاذي أحمد زكي في فيلم 'اضحك الصورة تطلع حلوة' وبدأ المشوار.


زوجتي لم تتركني لحظة وسؤال ابنتي ملك أبكاني كثيراً

- في رصيدك 12 فيلماً من 'اضحك الصورة تطلع حلوة' حتى 'فاصل ونعود'. كريم عبد العزيز الإنسان يشبه أي الشخصيات التي جسدها؟
أنا إنسان لا أحب التكلف أو التحدث عن نفسي، وعندي اقتناع بأن الدنيا بسيطة، ولذلك أرى نفسي أشبه الشخصية التي قدمتها في فيلم 'أبو علي'، وأنا أيضاً في الحقيقة 'أبو علي'، بعد أن سميت ابني علي وهو حالياً عمره 6 شهور، ورغم صغره يشبهني في العصبية. وأنا وزوجتي اخترنا اسم علي، فأنا أحب اسميْ عمر وعلي، واثنان من أعمامي يحملان الاسمين واسم ابنتي ملك هو اسم عمتي.

- هل يسعدك أم يزعجك أن يقال إن 'واحد من الناس' هو أفضل أفلامك؟
أكيد لا يزعجني فهو فيلمي، ولأنه فيلم جيد فهو باق في ذاكرة المشاهدين، أو بلغة السينما 'معلم معاهم'.  لكن بعد فترة هذا النجاح يجعلك تأخذ موقفاً منه، لأنك تريد أن تحقق نجاحاً أعلى، ونجاح 'واحد من الناس' لا أقول إنه صنع لي عقدة، ولكن أصبح التفوق على نجاحه هدفاً. فليس من المعقول أنه بعد كل فيلم يقول لك الجمهور فيلمك الجديد جيد جداً وحلو لكن 'واحد من الناس' أفضل.
وهذا الأمر يحدث مع كل ممثلي العالم، فالفيلم الناجح المرتبط باسم النجم يمثل حالة خاصة، وأنا من وجهة نظري قدمت أفلاماً جيدة بعد 'واحد من الناس'، مثل 'أولاد العم' و'في محطة مصر' و'فاصل ونعود'.

- بصراحة شديدة ما هي أحب أفلامك إلى قلبك؟
'واحد من الناس'، 'أبو علي'، 'أولاد العم'.

- ماذا لم يعجبك في أفلامك التسعة الأخرى؟
أنا لا أشاهد نفسي ولا أحكم على أفلامي وأترك دائماً الرأي للجمهور والنقاد.

- تجمع ما بين الرومانسية والأكشن والكوميديا، ما هي مدرستك الخاصة في التمثيل؟
أنا مصري، وأقدم الشاب المصري في أفلامي، فنحن شعب يحب النكتة والقفشة والإفيه، وأصعب شيء أن تُضحك الشعب المصري، لأنه أصلاً دمه خفيف. وأنا إذا كنت قد حققت نجاحاً وقبولاً لدى الجمهور، فهذا لأنني أقدم نفسي وأقدم نموذجاً للشاب المصري
. وكما يقال هناك فرق بين أن أمثل عليك وأمثل لك، وبالنسبة إلي الجمهور صديقي ولذلك أنا أمثل له وأقدم في كل فيلم لي واحداً من الناس.

- ما هو سر نجاحك مع الكاتب بلال فضل في عدد من الأفلام ولماذا توقفت عن التعاون معه؟
قدمت مع بلال ستة أفلام 'حرامية في كي جي تو'، 'أبو علي'، 'الباشا تلميذ'، 'واحد من الناس'، 'في محطة مصر'، 'خارج على القانون'. وقد نجحنا معاً لأننا صديقان، واتفقنا أنا وهو على تقديم الطبقة الشعبية التي ننتمي إليها. ولكن اتفقنا على أن التغيير أفضل لنا نحن الاثنين، وسنعود إلى العمل معاً إذا كانت هناك فكرة مناسبة.


لا خلاف بيني وبين إسعاد يونس

- ولماذا تركت إسعاد يونس، وهل كان هناك خلاف مالي وراء تركك الشركة العربية، أم ان عدم نجاح آخر فيلمين 'في محطة مصر' و'خارج على القانون' هو السبب؟
لم يحدث أن حدثت مشكلة بيني وبين إسعاد يونس، لا بسبب أجر أو شغل، ومع الشركة العربية قدمت أفلام 'واحد من الناس' و'في محطة مصر' و'خارج على القانون' و'أبو علي'، وهذه الأفلام أعتز بها جميعاً.
ولا أتفق مع من يرى أن فيلمي 'في محطة مصر' و'خارج على القانون' لم ينجحا، وعلى مدى خمس سنوات لم أختلف لا مع إسعاد يونس ولا مع الشركة، والرغبة في التغيير هي التي كانت وراء تعاوني مع المنتج هشام عبد الخالق، وقدمنا معاً فيلماً ضخماً جداً، وهو 'أولاد العم' مع المخرج شريف عرفة، واجتمعنا معاً في فيلم 'فاصل ونعود'، أحدث أفلامي الموجود في السوق حالياً.

- ماذا عن أعمالك المقبلة؟
فيلم سينمائي جارٍ التحضير له، ومسلسل لرمضان 2012 مع المنتج صفوت غطاس، وفي العملين هناك أفكار ومعالجات جديدة تناسب التغيير الذي شهدته مصر سياسياً.