محامي عائلة وائل الإبراشي: جريمة أودت بحياته

13 يناير 2022

كشف الدكتور سمير صبري، محامي سحر الإبراشي زوجة الإعلامي المصري الراحل وائل الإبراشي، تفاصيل جديدة في واقعة الإهمال الطبي والخطأ الذي أودى بحياته.

وقال صبري في تصريحات لـ"العربية.نت" إن أرملة الإعلامي الراحل كانت صادقة في ما قالته من أن هناك إهمالاً وخطأ طبياً ارتكبه طبيبه المعالج أدى الى تدهور صحة زوجها ووفاته متأثرا بمضاعفات كورونا، مؤكداً أنه وبناء على تكليف منها سيتقدّم ببلاغ الى النائب العام اليوم الخميس، وسيطالب بفتح تحقيق وإحالة الطبيب الى المحاكمة.

وتابع أن الثابت من الأدلة أن الطبيب المعالج للإعلامي الراحل، منحه أقراصاً من دواء مجهول بحجة أنه من اختراعه لعلاج كورونا، وطلب منه تناول قرصين في اليوم الواحد، وألاّ يخبر أحداً به، كما نصحه بعدم الذهاب الى المستشفى لأن لا طائل من ذلك، وأن الأقراص التي اخترعها ويعطيه إياها ستقضي على الفيروس وتعيد إليه عافيته.

وأضاف أن الطبيب المعالج كان يقيم طيلة فترة علاج الإبراشي الأولى معه في منزله لرعايته، ورغم علمه بصعوبة حالته الصحية وتأثير الفيروس في جهازه التنفسي، كان يدخّن بجواره وبشراهة، بل كان يتناول 3 علب سجائر يومياً وينفث دخانها بجوار الإعلامي الراحل، مشيراً إلى أن هذا يدل على إهماله وعدم اهتمامه بحالة مريضه.

وكشف المحامي أن فعله الطبيب يُعدّ جريمة قتل مكتملة الأركان، بحيث أدى ذلك الى تدهور صحة الإعلامي الراحل، وتليف نسبة كبيرة من رئتيه، وفقدانه القدرة على التنفس بشكل طبيعي، الى الحد الذي بات معه مضطراً لاستخدام جهاز التنفس الاصطناعي والذي ظل موضوعاً عليه حتى وفاته.

وكان الدكتور خالد منتصر، صديق الإعلامي الراحل، قد كشف أمس الأربعاء عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه انتظر حتى يخمد بركان الحزن على الراحل كي يشرح للجميع ما حدث مع الإبراشي منذ بداية علاجه من فيروس كورونا، مشيراً إلى أن هناك جريمة طبية مكتملة الأركان وليس مجرد خطأ طبي.

وأوضح أن وائل الإبراشي لجأ إلى دكتور يُدعى "ش" وهو طبيب كبد وجهاز هضمي بناءً على نصيحة صديق، وخفّف الطبيب الأمر عليه، وأخبره بأن لديه أقراصاً سحرية تشفي أخطر أنواع فيروس كورونا في أسبوع، كما أقنعه بأن يتعالج في المنزل حتى لا يتسرّب ذلك الاختراع العجيب.

وكشف أن الحالة الصحية للإبراشي بدأت بالتدهور، وباتت المؤشرات تدل على وجود التهاب يدمّر الرئتين، كما عانى من بداية عاصفة "السيتوكين"، بسبب التأخر بنقله إلى المستشفى.

وأضاف أن الطبيب المتهم أصر على عدم الاستعانة بطبيب متخصص في الأمراض الصدرية، واستمر في علاجه العبثي المزيّف، لافتاً إلى أن أرقام الوظائف الحيوية للإعلامي الراحل وصلت إلى معدلات مرعبة من الارتفاع، وهو ما دل على أن الفشل التنفسي الكامل من الالتهاب والتليف حاصل لا محالة، وقد حدث ذلك فعلاً، حيث دخل الإبراشي مستشفى الشيخ زايد مصاباً بنسبة فشل رئوي وتليف راوحت بين 60%؜ إلى 90%،؜ ما أدى الى وفاته.

وكانت نقابة الأطباء قد أعلنت في بيان أول أمس الثلاثاء، رفضها إهانة الأطباء، مطالبةً النائب العام بالتحقيق وبسرعة إصدار قانون المسؤولية الطبية رداً على تصريحات زوجة الإبراشي.

وأشارت إلى أنها تتفهم مشاعر الحزن التي انتابت أسرة الإعلامي الراحل ومحبيه، إلا أنها تستنكر وترفض أن تكون إحدى وسائل تفريغ شحنات الغضب والحزن هي التعدي والهجوم على أطباء مصر.

وأكدت رفضها تصريحات أرملة الراحل عبر وسائل الإعلام، خاصة تلك التي حملت اتهامات صريحة من دون أي أدلة لأحد الأطباء، والادّعاء بحدوث خطأ طبي كان السبب في وفاته.

وطالبت النقابة النائب العام بالتحقيق في كل ملابسات الواقعة، وإلزام زوجة الإعلامي بتقديم التقارير الطبية والمستندات الدالة على صحة ادعائها، مؤكدةً أنها ستتخذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

وجاء ذلك بعدما أكدت سحر الإبراشي، زوجة الإعلامي المصري الراحل، أن سبب تدهور الحالة الصحية لزوجها خلال الشهور الأخيرة، هو خطأ طبي تعرّض له في بداية فترة علاجه من الإصابة بفيروس كورونا، وتسبّب الخطأ في حدوث مشكلات صحية كبيرة في الرئة وعملها بنحو 60% فقط من كفاءتها.

وقالت في مقابلة سابقة مع "العربية.نت"، إنها ستقاضي الطبيب المسؤول عن هذا الخطأ بعدما تأكدت من مسؤوليته عن تدهور حالة زوجها وبقائه على جهاز التنفس الاصطناعي لفترة طويلة، قبل أن يتدخل الدكتور حسام حسني رئيس لجنة كورونا في وزارة الصحة، ويحاول علاج الحالة المتدهورة.

يُذكر أن الإعلامي المصري كان قد توفي مساء الأحد الماضي عن عمر ناهز 58 عاماً، وذلك بعد رحلة علاج طويلة وصعبة، عانى خلالها من تداعيات فيروس كورونا وتليف الرئتين.