رائدة الأعمال ومدربة الرياضة مايا أحمد: التمارين الرياضية جعلتني أكثر إنتاجيةً وهذا ما تعلّمته من جائحة كورونا

حوار: جولي صليبا 31 يناير 2022

جائحة كورونا أحدثت تغييرات كثيرة في شتى مجالات الحياة، وتبدّلت أساليب عيشنا لا سيما مع تسارع التحوّل الرقمي وسيطرته على مختلف القطاعات. إلا أن تلك الجائحة أثرت إيجاباً في حياة مايا أحمد، الخبيرة في شؤون الجمال والمؤثّرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي قررت خلال الجائحة تبديل نمط عيشها والتركيز أكثر على التمارين الرياضية، وتحديداً ركوب الدرّاجة الهوائية في الأماكن المغلقة. اشترت مايا درّاجة وبدأت تتدرّب عليها يومياً في المنزل، مما عزّز قوّتها البدنية والعقلية على حد سواء. وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر 2020، أصبحت مايا رسمياً مدرّبة معتمدة لرياضة ركوب الدرّاجات الداخلية في نادي MOTION، أحد أشهر نوادي ركوب الدرّاجات في دبي وأبو ظبي. في هذا الحوار، نتعرف إلى مايا الإنسانة، والمدرّبة الرياضية، والخبيرة في شؤون الجمال والسوشيال ميديا، ونطّلع على التبدل الإيجابي الذي اعتمدته في حياتها خلال جائحة كورونا بحيث جعل منها مدرّبة رياضية محترفة.


- جائحة كورونا أثرت فيك إيجاباً، بحيث دفعتك إلى التركيز على الرياضة، وتحديداً رياضة ركوب الدرّاجات الهوائية. أخبرينا أكثر عن ذلك.

اعتدتُ على ممارسة رياضة ركوب الدرّاجة الهوائية في الأماكن المغلقة، ولكن خلال فترة الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا، اضطررتُ الى البحث عن تحدٍّ جديد للمحافظة على حماستي، ولذلك اشتريت درّاجةً هوائية وبدأتُ أتمرّن عليها لمدة 3 الى 4 ساعات يومياً.

صحيح أنني كنت أمارس هذه الرياضة قبلاً، لكن جدول أعمالي المزدحم وسفري الدائم لم يسمحا لي بالمواظبة على التمارين. وخلال فترة الإغلاق، باتت تماريني يومية ومنتظمة ومترافقة مع إيقاعات موسيقية لبثّ المزيد من الحماسة فيّ. هكذا، نجحتُ شيئاً فشيئاً في تعزيز قوّتي الجسدية والفكرية بفضل هذه التمارين اليومية، وأصبحت مدرّبة محترفة تعطي الصفوف على وقع الأنغام الموسيقية التي أختارها بعناية لتتلاءم مع وتيرة التمارين.

- ما هي التأثيرات الإيجابية الأخرى التي لمستها خلال جائحة كورونا؟

أستطيع القول إن جائحة كورونا كانت لها تأثيرات إيجابية عدة في حياتي. فقد سمحت لي بالتركيز على اهتمامات لم أكن قادرةً على التركيز عليها قبلاً وأدركتُ أن لها أهمية أكبر من غيرها. عندما تكون الحياة حافلة، ينهمك المرء في انشغالات كثيرة يظنّ أنها مهمة أو تستحق هذا الكمّ من وقته. إلا أن جائحة كورونا أتاحت لي ترتيب أولويّاتي وتنظيم وقتي بطريقة تفيدني قبل أي شيء آخر.

على الصعيد الشخصي، حاولتُ اعتماد العادات الصحيّة بشكل أكبر مثل تنظيم وجبات الطعام، وقضاء بعض الوقت من دون انترنت، والنوم لساعات أطول... كما تعلّمتُ أن أكون أكثر حضوراً ويقظة عموماً. وعلى الصعيد المهني، اعتمدتُ نمطي الخاص في العمل، بحيث صنعتُ محتوى بنّاءً لجمهوري وركزتُ أكثر على علامتي التجارية myne وبدأتُ العمل على مشروع كبير سوف يتمّ إطلاقه هذا العام.


- كيف أثّرت الرياضة في حياتك، وما هي العادات السيئة التي تخلّيت عنها إلى الأبد؟

نعلم جميعاً أنّ التمارين الرياضية تؤثر إيجاباً في الجسم بما يتخطّى النتائج الجسدية التي يمكن الحصول عليها من خلال ممارسة التمارين بطريقة منتظمة. ظننتُ لفترةٍ طويلة أنّني منشغلة كثيراً لإدخال التمارين الرياضية في روتين حياتي، لكنني قرّرتُ خلال جائحة كورونا أن أجعل من هذه التمارين أولوية، وتنسيق ما تبقّى بما يتناسب مع هذه الأولوية. ولعلّ معالجة الإجهاد والضغط النفسي هي من أبرز الفوائد التي لاحظتها بعد ممارسة التمارين الرياضية، بحيث ساعدتني لأصبح أكثر إنتاجيةً، إضافة إلى تحسين مزاجي، والاسترخاء، وتخفيف الشعور بالقلق.

- تقولين إن الجمال ينبع من الداخل، وإن الشعور بالرضا أهم من المكياج للكشف عن إطلالة مميزة. هلاّ شرحت لنا ذلك؟

برأيي، كلاهما يشغل أهمية كبرى ويعملان يداً بيد. فالشعور بالرضا هو من أهم الوسائل لينعكس الجمال إلى الخارج. أما الجمال النابع من الداخل فهو ناجم عن اتّباع حمية غذائية صحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والاعتناء الدائم بأنفسنا... سيفضي كل ذلك إلى الشعور بالرضا وبالتالي سينعكس الجمال. يكمنُ الجمال في حبّ الذات ولكن لا يمكنني أن أقول إنها عملية سهلة.


- أنتِ دائماً متصالحة مع نفسك. ما السرّ؟

لا يمكنني القول إنني وجدتُ صفاء الذهن التام ولكنني أعمل للوصول إليه وأظنّ أنّ كلّ الأمور نسبية. فالبعض يرى أنّ صفاء الذهن يكمن في الشعور بالأمان والاستقرار، فيما يراه البعض الآخر يرتكز على القناعة والنسيان. بالنسبة إليّ، يكمن صفاء الذهن في ما نفعله لإيجاد السكون والهدوء في الحياة. تكون الحياة صعبةً أحياناً، لأن الأمور تتغير دائماً وقد يخيب أملنا ببعض الأشخاص ولكن علينا خلق حالتنا الذهنية الخاصة. وطالما أنني أتصرّف بنزاهة كل يوم، يمكنني أن أكون متصالحة مع ذاتي.

- كونك مؤثّرة على وسائل التواصل الاجتماعي، هل تشاركين متابعيك كل أخبارك أم أنك تخفين عنهم أشياء معينة؟

أحاول دائماً الموازنة بين ما أختار نشره على مواقع التواصل الاجتماعي وما لا أريد نشره. لم أعتد قبلاً مشاركة الأمور المتعلّقة بحياتي الشخصية إلى أن أدركتُ أنّ هذا الموضوع يهمّ المتابعين. ولكنني ما زلتُ أتفادى نشر ما أعتبره شخصياً للغاية وأحافظ على حياتي الشخصية. قيمتي المضافة تقوم على مشاركة الخبرات والنصائح والأخبار المفيدة مع متابعيّ. ولذلك لا أتردّد في مشاركة أي موضوع من حياتي الشخصية إذا وجدته يتطابق مع هذا الهدف.

- عقدتِ شراكات مهنية كثيرة. ما هي الشراكة التي ندمت عليها؟

عملتُ مع الكثير من العلامات التجارية، ويمكنني القول إنني استمتعت بالعمل مع معظمها لأنني لا أقبل بأي تعاون إذا لم تعجبني العلامة التجارية أو منتجاتها وإذا كنتُ لا أصدّق مفعولها أو لا أتشارك القيم التي تعتمدها. ومع ذلك، هناك طبعاً اتفاقيات تهمّني أكثر من غيرها إذ تكمن في العلاقة التي تربطني بالعلامة التجارية ومستوى الثقة بيننا. وأنجح عمليات التعاون هي تلك التي تمنحني حرية الإبداع وتكون عادةً الأكثر فعاليّةً ومنفعةً.

- تعشقين السفر وزرت بلداناً عدة، ما هي البلدان التي أسرت قلبك وتتمنين العودة إليها؟

يشغل كل مكان ذهبتُ إليه وكل رحلة خضتُها مكانةً خاصةً في قلبي، لأن كل تجربة مختلفة تماماً عن الأخرى. ولكن إذا توجّب عليّ الاختيار حقاً، أقول إن جزر المالديف هي المكان المفضل للاسترخاء والراحة، لقد زرتُها مراتٍ عدّة وما زلتُ أرغب في زيارتها مجدّداً. ذهبتُ أخيراً إلى رواندا وكانت تلك الرحلة من أكثر الاكتشافات إثارةً للدهشة. ولن أنسى رحلتي إلى فنلندا حين ذهبتُ بحثاً عن الأضواء الشمالية. وتبقى لمدينة لوس أنجلوس مكانة خاصة في قلبي بسبب فيض المشاعر الإيجابية والأماكن المدهشة التي أكتشفها كلما أزورها.

- للشهرة إيجابيات وسلبيات. ما رأيك؟

في الواقع، لا يتعلق الأمر بالشهرة نفسها، بل بالفرص المهنية التي نحصل عليها، والأشخاص المثيرين للاهتمام الذين تسنح لنا فرصة اللقاء بهم. أما الجزء الأقل متعةً فهو برأيي الأحكام التي يصدرها بعض الأشخاص والتعليقات التي يسمحون لأنفسهم بنشرها وهم لا يعرفونك حتى. يحصل الكثير من التنمّر الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المهم التحدّث عنه حتى لا يتم تطبيع هذا النوع من العنف اللفظي.

- ما هي صفات فارس الأحلام الذي توافقين على الارتباط به؟

أصنع أحلامي بنفسي وينصبّ تركيزي الأساس حالياً على تحقيق أهدافي وترجمتها الى واقع. وأنا متأكدة من أن الحب سيأتي عندما يحين الوقت المناسب.


- نصحيتك لكل امرأة عاملة ترغب في الحفاظ على رشاقتها.

نصيحتي باختصار تقوم على الأمور الأساسية وهي: ممارسة الرياضة يومياً، وتناول الأطعمة المناسبة بالكميات الصحيحة، وشرب المياه باستمرار، والتأكد من النوم لساعات كافية.

- ما هو سرّ رشاقتك؟

أتبع غالباً حمية الصيام المتقطّع، أي طريقة 16/8 التي تقوم على الصيام كل يوم لمدة 16 ساعة تقريباً وإمكانية تناول الأكل خلال 8 ساعات فقط، شرط أن يتوزع الطعام على 3 وجبات. لا أتّبع هذه الطريقة من أجل إنقاص الوزن، بل لأنّها تجعلني أكثر نشاطاً.

- وسرّ نضارة بشرتك؟

فضلاً عن اتّباع نظام غذائي صحي جيد، والنوم لساعات كافية وشرب الكثير من الماء، فإن روتين بشرتي خلال اليوم يتكوّن من منتجات تحتوي على الفيتامين C.

- حيلة في المكياج تعتمدينها على الدوام؟

ليست حيلة بما للكلمة من معنى، لكنّني أعتقد أنّنا نقلل من أهمية أدوات عقف الرموش، فبمجرد عقف الرموش قبل استخدام الماسكارا، يمكن رفع العينين بطريقة تجعلكِ لا تحتاجين إلى رموش اصطناعية. وقد أعطاني هذه النصيحة بيتر فيليبس، المدير الفني للإبداع والصورة لدى شركة "ديور" عندما طرحتُ عليه السؤال نفسه.

- حكمتك في الحياة.

لا تضيّعوا الوقت. تحلّوا بالشجاعة للعمل بجهد لإيجاد الفرص التي تبحثون عنها في الحياة.