متحور أوميكرون من كورونا أقل خطراً وأسرع انتشاراً

جولي صليبا 05 فبراير 2022

عندما رصد العلماء متحور "كوفيد-19" الجديد "أوميكرون"، الذي تم اكتشافه في جنوب أفريقيا، برز خصوصاً العدد الهائل من الطفرات التي ظهرت في هذه السلالة من الفيروس، وهي مزيج من الطفرات التي لم ترصدها المراقبة الجينية قبلاً. وقد أدهش "أوميكرون" الجميع من خلال تطوره في شخص واحد يعاني ضعفاً في جهاز المناعة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، قبل أن ينتقل إلى مختلف دول العالم. وقد أثبتت الدراسات أن متحور "أوميكرون" أقل خطورةً من متحوّر "دلتا"، لكن عدد الوفيات ودخول المرضى إلى المستشفيات ازداد بنسبة كبيرة في بعض دول العالم نظراً لسرعة انتشار "أوميكرون".


هل السلالة المتحوّرة "أوميكرون" هي فيروس مختلف عن "كورونا" الأصلي؟ وما العلامة الجديدة التي قد تدل على الإصابة بـ"أوميكرون"؟ يقول العلماء في جامعة أوكسفورد إن سلالة "أوميكرون" الجديدة تبدو أقل حدةً، وحتى المرضى الذين ينتهي بهم الأمر في المستشفى يقضون وقتاً أقل هناك. والمشاهد المروّعة التي رأيناها قبل أكثر من عام، مثل وحدات العناية المركزة الممتلئة، والكثير من الناس يموتون قبل الأوان، أصبحت الآن من التاريخ.

إلا أن متحور "أوميكرون" يثير المخاوف في مختلف أنحاء العالم، وقد أظهرت البيانات أنه أسرع انتشاراً من السلالات السابقة، وهو ما يحاول الخبراء تحديد أسبابه.

فالنسخ الأولى من فيروس "كورونا" كانت بطيئة الانتشار نسبياً، حيث يبقى الفيروس داخل الجسم 5 أو 6 أيام قبل ظهور الأعراض، لكن فترة حضانة السلالات المتحوّرة أقصر من ذلك. فقد بلغت فترة حضانة متحور "ألفا" نحو 5 أيام، ومتحور "دلتا" 4 أيام، لكن فترة حضانة "أوميكرون" قد لا تتجاوز 3 أيام.

ويرى الخبراء أن فترة الحضانة تلعب دوراً حاسماً في مدى انتشار سلالات فيروس "كورونا" المتحوّرة. فكلما كانت فترة الحضانة أقصر، أصبح الشخص مُعدياً أكثر، وتفشى المرض بشكل أسرع. وتؤكد عالِمة الأوبئة في مركز "جونز هوبكنز" للأمن الصحي، جينيفر نوزو، أن فترة الحضانة القصيرة تجعل السيطرة على الفيروس أكثر صعوبةً.

هذا ما تثبته الأرقام على أرض الواقع. ففي أقل من شهر، انتشر "أوميكرون" في عشرات الدول، وبلغت معدلات الإصابة بالعدوى مستويات قياسية. ولأن المعركة ضد "أوميكرون" ما زالت في بدايتها، لا يبدو من السهل جمع البيانات عن فترة الحضانة، أو معرفة طرق تأثير الفيروس في خلايا الجسم، لكن هناك الكثير من المؤشرات التي تنذر بالخطر.

ويقول أوماي غارنر، عالِم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "إذا كانت فترة حضانة "أوميكرون" أقصر من غيرها، سيؤدي ذلك إلى فوضى في رصدنا له وطريقة التعامل معه".

ومنذ أن صنّفت منظمة الصحة العالمية "أوميكرون" متحوّراً مثيراً للقلق في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عمل الباحثون على تتبّع حالات الإصابة به في المدارس ومراكز رعاية الأطفال والفنادق والجامعات وحفلات الزفاف والمقاهي. وتبيّن أن الأعراض تظهر بسرعة في غضون 3 أيام تقريباً، والأمر الأكثر إثارةً للقلق هو أن أغلب المصابين أكدوا تلقيهم كامل جرعات اللقاح، وأنهم حصلوا على نتيجة اختبار سلبية خلال اليومين السابقين.

السبب في ذلك أن بروتين سبايك الخاص بمتحوّر "أوميكرون" يملك أكثر من 30 طفرة، وهو ما يساعده في التشبث بالخلايا بقوة والاختباء داخلها بكفاءة أكبر.


الأعراض

يعاني المصابون بفيروس "كورونا" طيفاً واسعاً من الأعراض، التي تمتد من الأعراض الخفيفة إلى تلك الأكثر شدةً. وقد لا يعاني بعض المصابين أي أعراض على الإطلاق، ولكنهم مع ذلك ينقلون المرض إلى الآخرين. وتتشابه أعراض "أوميكرون" بالأعراض المألوفة لـ"كوفيد 19"، إضافة إلى أعراض جديدة غير معروفة سابقاً.

● طفح جلدي يشبه الخلية، يبدو وكأنه نتوءات بارزة ويمكن أن تصاحبه حكّة شديدة. والطفح يبدأ بالظهور على راحتَي اليدين أو باطن القدمين.

● طفح "شوكي" يظهر في كل أنحاء الجسم، ولكنه أكثر شيوعاً على المرفقين والركبتين وظاهر اليدين والقدمين.

● ضباب في الدماغ، أي تفكير بطيء ومشوّش عند المرضى.

● التهاب في الرئتين.

● ارتفاع حرارة الجسم (أكثر من 38 درجة مئوية).

● شعور بالإرهاق.

● سعال قوي يستمر لأكثر من ساعة، أو المعاناة من ثلاث نوبات أو أكثر من السعال خلال 24 ساعة.

● ألم في الحنجرة.

● ألم في العضلات.

● تغيّر في حاسة الشم أو التذوّق.

● صداع مستمر.

● تعرّق ليلي.

خطر أقل

يبدو أن الأشخاص غير المحصّنين هم الأكثر عرضةً لخطر المتحور الجديد، لكن هذا المتحور قد يؤثر أيضاً في من تلقوا التطعيم أو الذين أصيبوا سابقاً بـ"كورونا". وتشير الدراسات الأولية إلى أن الجهاز المناعي للشخص الحاصل على اللقاح أو الذي أُصيب سابقاً بالفيروس، قادر على مقاومة المتحور الجديد من خلال إنتاج المزيد من الأجسام المضادة وإطلاق جيش من الخلايا التائية القادرة على قمع الفيروس قبل الوصول إلى مرحلة الخطر. إلا أن هذه الدفاعات المناعية تستغرق بضعة أيام للظهور، وقد تتأخر في التعرف على الفيروس والتعامل معه خلال المراحل المبكرة، أي أنه كلما كان "أوميكرون" أسرع، تقلّصت قدرة جهاز المناعة على مقاومته.

كما تشير الدراسات إلى أن نِسب البقاء في المستشفيات جراء الإصابة بمتحور "أوميكرون" أقل احتمالاً مقارنةً بالمتحور "دلتا" شديد العدوى. فقد سجلت بعض الدراسات انخفاضاً في الاستشفاء جراء "أوميكرون" بنسبة الثلثين مقارنةً بـ"دلتا". كما تبين أن الجرعة المعزّزة توفّر حماية إضافية كبيرة ضد العدوى المصحوبة بأعراض، لكن معدل انتقال الفيروس المرتفع قد يؤدي إلى المزيد من الأعراض الشديدة.

تدابير وقائية

تبقى التدابير الوقائية هي نفسها التي تم اعتمادها مع تفشي فيروس "كورونا" لأول مرة، وهي:

● غسل الأيدي باستمرار.

● استخدام غطاء الوجه عندما يصعب الالتزام بشروط التباعد.

● تجنّب لمس العينين والأنف والفم.

● الابتعاد قدر الإمكان عن مخالطة الأشخاص الذين ليسوا من أفراد أسرتك المباشرة.

● تجنّب الأماكن المزدحمة والمفتقرة الى التهوئة الجيدة.

● فتح النوافذ أو الأبواب للحفاظ على تهوئة جيدة في الغرف.

● تغطية الفم والأنف بثنية المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ورمي المنديل في سلّة مهملات مغلقة.

علاجات منزلية

كشفت مجلة "فود ندتيف" المتخصّصة في الطب والأعشاب الطبية والتغذية عن طريقة تحضير عصير بمكونات بسيطة تتوافر في كل منزل، يقي الأفراد من نزلات البرد الشديدة، ويقوّي مناعة الجسم لإبعاد خطر فيروس "كورونا" خلال فصل الشتاء. فهذا العصير يزوّد الجسم بكميات كبيرة من الفيتامين (سي) الضروري خلال فترة الشتاء والبرد القارس، ويساعد على كبح نشاط الجذور الحرّة الذي يؤدي الى الإجهاد والتعب، مما يتسبّب في شيخوخة الخلايا المبكرة، وضعف المناعة.

وبات هذا العصير اليوم من العناصر الضرورية لقدرته الكبيرة على تقوية الجهاز المناعي، لا سيما أن معظم الأشخاص أهملوا صحتهم لفترة طويلة جداً، ولا مجال الآن لارتكاب خطأ جديد، خصوصاً في ما يتعلق بالنظام الغذائي، علماً أن المناعة لا تُبنى في يوم واحد، بل تحتاج إلى جهود متراكمة.

يتكوّن "عصير المناعة" من برتقالتين وغصنَي كزبرة خضراء مغسولين، وحبّة جزر مبشورة بشكل خشن، وملعقة صغيرة من عصير الليمون. تُخلط هذه المكونات مع بعضها، مع القليل من الماء عند اللزوم، ويُقدّم المزيج من دون سكر.

تجدر الإشارة أخيراً إلى أن الشخص يمكن أن يُصاب بـ"كورونا" و"الإنفلونزا" في الوقت نفسه، وتبقى الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من دخول المستشفى والتعرّض لإصابة وخيمة هي التطعيم باللقاحات المضادة لهما. كما يوصى بالمواظبة على اتباع تدابير الوقاية، مثل الحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل من الآخرين، ووضع الكمّامة المناسبة على الدوام، وتجنّب الأماكن المزدحمة والمفتقرة إلى التهوئة، وفتح النوافذ والأبواب للحفاظ على التهوئة الجيدة في الغرف، وغسل اليدين مراراً...{


أوجه الاختلاف بين فيروس "كوفيد-19" وفيروس "الإنفلونزا"

● لقاحات "كورونا" مختلفة عن لقاحات "الإنفلونزا". فاللقاحات التي تم تطويرها لـ"كوفيد-19" لا تحمي من "الإنفلونزا"، وبالمثل فإن لقاح "الإنفلونزا" لا يحمي من "كوفيد-19".

● علاجات "كورونا" و"الإنفلونزا" غير متشابهة. تشمل الخيارات المستخدمة حالياً في المرافق الطبية لعلاج "كوفيد-19" الأوكسجين، والكورتيكوستيرويدات، وحاصرات مستقبلات إنترلوكين "آي إل6 6" للمصابين بأمراض وخيمة.