سعد رمضان: رفضتُ الهجرة حبّاً بوطني لبنان

القاهرة – محمود الرفاعي 28 فبراير 2022

أطلق الفنان اللبناني سعد رمضان أغنيته المغربية الجديدة "فيك الخير"، لكي تكون باكورة أعماله الغنائية لعام 2022، والتي تُعدّ تتر المسلسل المغربي "الحياة"، بعد أسابيع قليلة من نجاح أغنيته التي قدّمها باللهجة البيضاء بعنوان "حبيت". "لها" التقت سعد رمضان خلال وجوده أخيراً في القاهرة، فتحدّث عن إمكانية دخوله عالم التمثيل، ورؤيته للحالة التي يعيشها الفن في الوطن العربي، وكشف سبب رفضه الهجرة من لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، وغيرها من الاعترافات الجريئة في هذا الحوار الصريح.


- لماذا أحببت أن تكون باكورة أعمالك لعام 2022 أغنية مغربية؟

حصل ذلك بمحض الصدفة، حيث إنني سجلت أغنية "فيك الخير" في نهاية عام 2021، لكي تكون تتر المسلسل المغربي "الحياة"، والذي قررتْ جهة الإنتاج عرضه مطلع العام الجديد، والأغنية رائعة وحققت انتشاراً واسعاً على امتداد الوطن العربي.

- بعد نجاح "فيك الخير"، هل تنوي طرح المزيد من الأغنيات المغربية؟

لا شك في أن الأغنية المغربية جيدة ولها جمهورها، ولكن لا بد من الاعتراف بأن الأغنيتين اللبنانية والمصرية هما الأساسيتان في منطقتنا العربية، تليهما الأغنية الخليجية ثم المغربية، وفي الفترة الأخيرة ازدادت الأغنية العراقية قوةً، وأنا أحب الغناء بكل اللهجات، لأن لي جمهوراً في كل الدول العربية.


- أغنية "حبيت" التي طرحتها منذ أسابيع حققت نجاحاً باهراً، ما السبب؟

"حبيت" من أهم الأغنيات التي قدّمتها في مشواري الفني، وحين وافقت عليها وضعت نفسي أمام تحدٍ كبير، وعاندتُ كل مَن حولي بأن تلك الأغنية ستكون أغنية العام، ولذلك عند التسجيل قرّرت تقديمها بشكل جديد ومختلف عن كل أغانيّ السابقة. وبالفعل حين جلستُ مع صنّاعها، وهم الشاعر مازن ضاهر والملحن فضل سليمان والموزع ماجد ضاهر، قررنا أن نقدّمها بأسلوب موسيقي جديد، ويكفي أنها المرة الأولى التي أشدو فيها بأغنية باللهجة البيضاء.

- هل حان موعد طرح ألبوم غنائي جديد يضيف الى رصيد سعد رمضان الغنائي؟

مع بداية عام 2021، تعاونت مع شركة "روتانا" في ميني ألبوم تضمّن أغنيات عدة وطُرح عبر المنصات الرقمية والسمعية، لكن في الوقت الحاضر لا أفكر في تكرار تلك التجربة، فأنا أعلم جيداً أن الألبومات الغنائية تبني تاريخ أي فنان، لكن في عصرنا الحالي أصبح الألبوم يتطلب عشرات العناصر لكي ينجح ويحقق ربحاً مادياً وشهرة للمطرب أو المنتج، ولم يعُد محبّذاً طرح الألبومات مقارنةً بالأغنيات "السينغل"، ففي هذا العصر تغيّر مفهوم صناعة الفن والموسيقى، بحيث أصبح في إمكان الأغنية المنفردة أن تحقق نجاحاً أكثر من مليون ألبوم غنائي، فبدلاً من أن تجتهد وتتعب طوال أشهر في العمل على ألبوم كامل يتضمن ثماني أو عشر أغنيات ولا ينجح منه في النهاية سوى أغنيتين أو ثلاث، وفّر جهدك ووقتك الآن واصنع أغنية واحدة مميزة وتحصد النجاح.

- كيف ترى حال الفن في الوقت الراهن؟

منذ أن وُلدت وأنا أتعلم الفن الهادف والجميل من والدتي، ومنذ ذلك الوقت وشعاري هو تقديم فن محترم يرضي كل الأذواق وتطرب له الآذان العربية، لكن لا بد من الاعتراف بأن لكل عصر لونه وموسيقاه، اللذين لا يمكنك انتقادهما لأن هناك المئات الذين يفضّلونهما، لكن الفن أذواق، وهناك ما تحب سماعه وما ترفضه، وعلى الفنان أن يحترم كل الآراء.

- ما سر لقائك الأخير مع الفنان مروان خوري؟

مروان خوري من أقرب الناس إلى قلبي على المستويين الفني والإنساني، ودائماً ما نلتقي في مصر أو لبنان، وربما كان لقاؤنا الأخير في "مهرجان الموسيقى العربية"، علماً أنني دوماً أطلب منه عملاً فنياً مميزاً من ألحانه، لكن ذلك لم يتحقق بعد، وأتمنى أن نتعاون معاً، فأنا لن أتركه حتى آخر يوم في عمري.

- هل سيخوض سعد رمضان أولى بطولاته الدرامية في التمثيل؟

التمثيل ليس سهلاً، وأنا لا أحب الخوض في مجال لستُ جيداً فيه، كما أنني لا أعرف ما إذا كنت موهوباً بالتمثيل أم لا، فالتمثيل يحتاج إلى موهبة فذّة ومذاكرة جيدة، وحتى الآن أفضّل الاكتفاء بالمشاهدة والتأثّر بما أشاهده، ربما يتغير الوضع في المستقبل، خاصة أنه يُعرض عليَّ الكثير من الأعمال وأرفضها.

- ما هي التجربة التمثيلية التي أحببتها لمطرب لبناني؟

أحببتُ تجربتَي عاصي الحلاني ورامي عياش في التمثيل، لكن التجربة التي شعرت فيها بالاحترافية كانت تجربة الفنان زياد برجي.

- ما سبب اتّجاهك الى عالم الأعمال وإطلاقك مشروعاً تجارياً؟

بعد جائحة كورونا تغيّرت نظرة الجميع للفن، لكن بالنسبة إليّ مشروعي التجاري هو حلم راودني منذ الصغر، والمشروع هو عبارة عن شركة خاصة بالعقارات، فما حدث في فترة كورونا كان رسالة مهمة لأي فنان بأن يكون له عمل خاص لا علاقة له بالفن، وأتمنى أن يكبُر المشروع ويكون له فروع في كل أنحاء العالم، فأنا أجتهد في العمل الخاص والغناء وأتمنى النجاح في المجالين.

- كنتَ من أوائل الذين أحيوا حفلات في السعودية، ما رأيك بالانفتاح الذي تشهده المملكة اليوم؟

الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان و"هيئة الترفيه" برئاسة المستشار تركي آل الشيخ؛ جعلونا نعيش في حلم استمر لخمس سنوات، فالانفتاح الحاصل في المملكة اليوم هو حلم يتمنى أي بلد تحقيقه.

- كيف ترى الأوضاع في لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت الكارثي؟

تلك الفترة هي الأصعب في حياة أي مواطن لبناني بعد الحرب الأهلية، فنحن نعيش في كابوس. يكفي أن هذا الشعب الذي يعاني من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة للغاية، أصبح الآن يواجه مشاكل أخرى، مثل تداعيات انفجار المرفأ... فالشعب اللبناني الذي بطبعه يحب الحياة بات اليوم يعاني الأمرّين، ولا يسعنا إلاّ أن ندعو الله أن يخفّف المآسي عنا، ويعود لبنان كما كان، بلد الخير والسلام.


- هل فكّرت جدياً في الهجرة من لبنان؟

بالتأكيد، وأقمتُ لأشهر عدة في مصر خلال الفترة الماضية، حيث إنني فضّلت وقت حضور "مهرجان الموسيقى العربية" الاستقرار في مصر والإعداد لألبومي الغنائي السابق، لكن لا أنكر أنني حنّيت لبلدي بعد تفشّي وباء كورونا، وقررت العودة إليه، علماً أنني زرت عدداً من الدول العربية.

- ما هي رسالتك لأي لبناني يفكّر في هجرة وطنه؟

أطلب منه البقاء في وطنه، فلبنان كان ذات يوم منارة الشرق ورمزاً للعيش المشترك، وكلّي أمل بأنه سيعود الى سابق عهده بفضل أبنائه، شرط أن يرحل عنه السياسيون الفاشلون الذين كانوا سبباً في دماره.

- هل فكّرت في الغناء لبيروت في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها؟

بالتأكيد، ومن الأغنيات التي قدّمتها أغنية "آخ يا بيروت"، فهي قريبة إلى قلبي وتعكس الحزن الذي شعرت به تجاه بيروت الحبيبة بعد انفجار المرفأ، وهي من كلمات مازن ضاهر وألحان صلاح الكردي.

- كيف وجدت التعاون العربي مع بيروت في الفترة الأخيرة؟

لا بد من توجيه الشكر الى كل الدول العربية على مساندتها للبنان في الفترة الأخيرة، سواء مصر أو السعودية أو الإمارات أو قطر... فالعرب كلهم تعاطفوا مع الشعب اللبناني، وقدّموا ما في وسعهم لإحياء البلد من جديد، في حين أن زعماءنا السياسيين لم يلتفتوا لمطالب الشعب.