كارمن سليمان: الأمومة غيّرت حياتي واكتشفتُ نفسي من جديد في تربية ابني

القاهرة - محمود الرفاعي 26 فبراير 2022

عبّرت النجمة كارمن سليمان عن سعادتها الغامرة بالنجاح الذي حققته أغنيتها الأخيرة مع الفنان المغربي زهير البهاوي بعنوان "بحبك أنت"، كما رأت في الوقوف أمام الفنان القدير يحيي الفخراني بمسرحية "ياما في الجراب" خطوة مهمة في مشوارها الفني. في حوارها مع "لها"، تكشف كارمن سليمان سبب اتباعها سياسة الأغنيات "السينغل"، وموقفها من تقديم ألبومات غنائية، كما تتحدث عن حياتها الشخصية مع زوجها الملحن مصطفى جاد ونجلهما زين، وسبب قلّة صداقاتها في الوسط الفني، ونصيحتها للراغبات في الحصول على وزن مثالي.


- هل كنتِ تتوقعين النجاح الكبير الذي حققته أغنيتك مع الفنان المغربي زهير البهاوي "بحبك أنت"؟

النجاح كان باهراً، فمنذ اليوم الأول لطرح الأغنية، وهي تحقق النجاح عبر المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وموقع الفيديوهات "يوتيوب". لقد أحببتُ تجربة الغناء مع زهير البهاوي، وأتمنى أن أقدّم أغنيات عدة من هذه النوعية، خاصة أنها نالت استحسان الجمهور العربي.

- هل ستستمرّين في اتباع سياسة الأغنيات "السينغل"؟

لا أعرف ما إذا كنتُ سأُعيد طرح الألبومات الغنائية مرة أخرى أم لا، فلديّ تجربة واحدة مع الألبومات خضتها عام 2014، وحتى الآن أنا مع سياسة الأغنيات "السينغل" لكونها الأكثر انتشاراً في مصر والعالم العربي، لكن لو خطرت لي فكرة جيدة خاصة بالألبومات فربما أقدّمها.

- في رأيك، ما الذي يميّز الأغنيات المنفردة عن الألبومات الكاملة؟

الأغنيات "السينغل" هي أسرع وسيلة لانتشار الفنان، واليوم نجد عشرات المطربين وقد أصبحوا نجوماً من خلال أغنية واحدة حالفها الحظ والنجاح. ربما نستغرق سنوات في تسجيل ألبوم مكوّن من 10 أغنيات ولا يترك بصمة لدى الجمهور، وإذا ترك بصمة فالسبب هو نجاح أغنية أو أغنيتين منه فقط، ولذلك أصبح الجميع يتزاحم على الأغنيات "السينغل"، إضافة إلى ذلك لا يوجد شركات إنتاج ضخمة قادرة على تحمّل تكاليف الألبومات الغنائية، ولو توافرت فالجمهور اعتاد في السنوات الأخيرة على سماع الأغاني "أونلاين" وعدم شراء الألبومات، ولهذا سيتعرض المنتج في النهاية للخسارة.

- قدّمتِ عدداً من الأغاني الخليجية وظهرتِ في ديوهات غنائية مع كبار مطربي الخليج... هل تفكرين في طرح ألبوم خليجي؟

تقديم الألبوم الخليجي هو دوماً في خطتي الفنية، ولكن الفكرة مؤجلة حالياً مثلها مثل فكرة طرح ألبوم غنائي جديد، وأركّز الآن على تقديم الأغنيات "السينغل"، ربما يأتيني عرض غنائي جديد يجعلني أقدّم ألبوماً خليجياً، خاصة أن الفكرة تشغلني كثيراً، ودائماً ما أوفّق في غناء اللهجة الخليجية، ولطالما غنّيتها في المملكة العربية السعودية.


- لماذا اتّجهت إلى تقديم الأغنيات ذات الإيقاع السريع مثل "لينا رقصة" و"بصاتك"؟

كوني مطربة يحتّم عليّ تقديم كل الألوان الغنائية وعدم الاقتصار على لون فني واحد، كما لا أحب تصنيفي بأنني مطربة اللون الواحد، فيجب أن أقدّم أي أغنية جيدة ما دامت تليق بصوتي، وبالنسبة الى أغنية "لينا رقصة" فهي جريئة، وتتميز بإيقاعها السريع الراقص، وقد أحببت كلماتها كثيراً، بما فيها من مصطلحات جديدة وغريبة... كل هذه العناصر جذبتني إليها ودفعتني لاختيارها وتقديمها للجمهور، وإذا وجدت أغنية مماثلة لها فسأُغنيها بلا تردّد.

- ألم تخشي من فكرة الوقوف أمام الفنان القدير يحيي الفخراني في عمل مسرحي ضخم مثل "ياما في الجراب"؟

كنت مرعوبة للغاية، فالمسرحية حين عُرضت عليّ للمرة الأولى رفضتها وقررت عدم المشاركة فيها، لأنني كنت خائفة من الوقوف أمام قامة فنية كبيرة مثل يحيي الفخراني، وكنت خائفة من الفشل، كما أن التوقيت الذي عُرضت عليّ المسرحية فيه لم يكن ملائماً لي لأنه تزامن مع انشغالي بأعمال فنية أخرى من تسجيل أغنيات وإحياء حفلات في عدد من الدول العربية. ولأن الوقوف على المسرح أمام فنان عظيم مثل يحيى الفخراني هو بحد ذاته مسؤولية، فقد خفتُ من التجربة، ولكن حين عُرضت عليّ المسرحية للمرة الثانية بعد فترة، قررت تحدّي نفسي والمشاركة فيها، خاصة أن العمل يناديني وسيُسجَّل في تاريخي الفني أنني وقفت أمام الدكتور الفنان يحيي الفخراني، ويكفي أن أول عمل مسرحي لي هو مسرحية "يا ما في الجراب" مع عملاق التمثيل المصري والعربي.

- كيف كان ردّ فعلك حين اختارتك "نتفليكس" للمشاركة في فيلم رسوم متحركة؟

كان شرفاً كبيراً لي أن أشارك في أحد أهم الأفلام الخاصة بالرسوم المتحركة في العالم، وأن أضع صوتي على النسخة العربية منه، فهي خطوة مهمة في مشواري الفني وأفتخر بها، وسعُدت كثيراً بأن أغنيتي في فيلم "طريقي إلى النجوم" تركت بصمة لدى الأطفال وتفاعلوا مع الفيلم بحماسة.

- هل لديك خطوط حمر في الفن؟

لا أضع خطوطاً حمراً في حياتي الفنية، خاصة أن الجمهور يعرف جيداً مَن هي كارمن سليمان. ذلك أنني بدأت معهم منذ أن كنت صغيرة في برنامج المواهب "آراب أيدول"، ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم وأنا أقدّم كل ما يحترم عقولهم ولا يخدش حياء أيٍّ منهم، ومتأكدة من أن الجمهور العربي يحبّني ويحترمني.

- ما رأيك في أداء زوجك مصطفى جاد التمثيلي في كليب "بصاتك"؟

زوجي موهوب فعلاً، وممثل شاطر أتمنى أن يخوض تجربة التمثيل، خاصة أنه وسيم وملامحه جذابة، وإيماءاته ونبرة صوته معبّرة، كما أنه حصل على عدد من ورش التمثيل.

- هل تغارين عليه من المعجبات؟

بكل تأكيد، فهو زوجي وكل شيء في حياتي، لكن لا أغار من محبيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأنني فنانة وأتفهّم ذلك جيداً، وهو أيضاً لا يغار من جمهوري، لأنها في النهاية طبيعة عملنا، كما أننا نتبادل الاحترام في ما بيننا، ولا نصل إلى النقطة التي تجعل أحدنا يتضايق من الآخر.

- وهل ساعدك في تربية نجلكما زين؟

بالطبع، فهو أب مثالي، كما أن عائلتي وعائلة مصطفى يساهمون بشكل كبير في تربية زين، سواء والداي أو والدا زوجي، وشقيقتي فرح تساهم أيضاً في رعايته، ولكن كل شخص يهتم به على طريقته.

- ماذا غيّرت الأمومة في حياتك؟

ابني زين هو أعظم إنجازاتي وأغلى ما عندي، وأشعر أن حياتي تغيّرت وأصبحت مختلفة بوجوده، وأنني اكتشفت نفسي من جديد في تربيته. زين له تأثير كبير في حياتي، وأتمنى أن أبقى معه معظم الوقت، واستفدت من فترة الحظر التي فرضها انتشار فيروس كورونا والجلوس في المنزل بالحصول على وقت طويل لإعادة اكتشاف علاقتي بطفلي والاستمتاع بها وتقويتها أكثر فأكثر. أشعر أنني أصبحت أكثر تفاؤلاً من الماضي، ولديّ أمل في أن أرى نجاحات جديدة، ليس على المستويين الشخصي والفني بالنسبة إليّ وإنما في ما يخص ابني زين، بحيث آراه فاعلاً ومؤثراً في المجتمع.


- لماذا أنتِ بعيدة عن تكوين صداقات فنية؟

لست بعيدة بشكل كبير، ولكن ظروف الحياة والأمومة وانشغالاتي في الفن جعلت وقتي بالكامل موزّعاً بين الاستوديوهات والتصوير وتربية ابني زين، كما من الصعب أن يكون هناك صديق مقرّب من الوسط الفني لأننا جميعاً مشغولون في حياتنا الفنية والشخصية، علماً أن لي صداقات قليلة مع زملائي الفنانين، وأساسها الاحترام المتبادل في ما بيننا.

- كيف تتعاملين مع الشائعات التي تطاولك؟

أتجاهلها بعدم الردّ عليها لا سلباً ولا إيجاباً، فالشائعة ستموت بمجرد تهميشها وعدم تسليط الضوء عليها، فأنا من خرّيجي كلية الإعلام وأعرف كيف أتعامل مع الشائعات والأخبار السلبية.

- منذ ظهورك على الساحة الفنية وأنتِ تحافظين على وزنك ورشاقتك، كيف؟

أحاول دائماً الحفاظ على وزني، فمثلاً كنت حزينة للغاية بعد الولادة لأن وزني زاد حوالى 15 كيلوغراماً، لكن مع التمارين الرياضية والنظام الغذائي الصحي نجحت في العودة الى وزني الطبيعي، وأنصح كل الراغبات في الحفاظ على وزن مثالي بممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي وعدم الإكثار من المشروبات الغازية.