ليلى علوي: قبلت 'الشوارع الخلفية'...

السينما السورية, أطفال النجوم, ليلى علوي , جمال العدل , مهرجان سينما الذاكرة المشتركة المغربي, فنانة / فنانات, شخصية , مدحت العدل, الأعمال الرومانسية, سيناريو, الأعمال الفنية, موقع / مواقع التصوير, مسلسل, الثورة المصرية

10 أغسطس 2011

عاشت النجمة ليلى علوي حالة من الطوارئ أخيراً، لانشغالها التام بتصوير مسلسلها 'الشوارع الخلفية' والذي امتدّ إلى الأيام الأولى من شهر رمضان.
ورغم هذا الانشغال، ورغم ضيق الوقت وسباقها معه للانتهاء من مشاهدها، استقبلتنا في البلاتوه، وتحدثت عن أسباب حماستها لشخصية سعاد في هذا العمل، وعلاقتها بالنجم جمال سليمان في الكواليس، وسبب تراجعها عن تقديم جزء جديد من مسلسلها 'حكايات وبنعيشها'.
كما تحدثت عن قبولها العمل بنصف أجرها، ورفضها تصنيف النجوم في قوائم بيضاء وسوداء، وتحضيرها لمفاجأة سينمائية قريبة، ومشاعرها عن تكريمها أخيراً في المغرب.


- ما سبب انجذابك نحو شخصية 'سعاد' في مسلسل 'الشوارع الخلفية'؟
أكثر ما جذبني إلى أداء تلك الشخصية بساطتها، فهي تحمل بداخلها كثيراً من المشاعر الرقيقة رغم مسؤولياتها ومعاناتها في الحياة. فهي تعمل خيَّاطة، وتتعامل مع كثير من سيدات الطبقة المتوسطة وبعض سيدات الطبقة الراقية، وتسمع كثيراً من مشكلاتهن ومعاناتهن في الحياة، والتي تصبح جزءاً منها رغم ما لديها من مشاكل في حياتها الخاصة، ولكنها لا تبخل بالمساعدة في حالات عديدة.
و'الشوارع الخلفية' رواية معروفة للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، رؤية وسيناريو وحوار الدكتور مدحت العدل، وهي عبارة عن نسيج متناغم يبحث داخل الذات الإنسانية من خلال شخصيات تعرف معنى كلمة مسؤولية، وتعرف قيمة المبادئ وتتمسك بها، حتى لو كانت النتيجة تعرضها للأذى.
كما تشرح أهمية الجانب الإنساني الذي يتراجع بإهمال الشخص له. والقصص تحمل من الرومانسية ما يوازي الرؤية العامة للمجتمع المصري حينذاك.

- هل هناك ما يربط بين أحداث المسلسل التي تدور في فترة الأربعينات والأحداث التي تمر بها مصر؟
بالتأكيد هناك أكثر من رابط بين الأحداث الحالية وأحداث المسلسل، ولكن نترك للمشاهد اكتشاف هذه الروابط بشكل يناسب رؤيته وثقافته، لأن الأنسب، في رأيي، أن نترك مساحة للمشاهد للربط بين الأحداث التي يشاهدها في أي عمل فني، والواقع الذي نعيشه ليخرج برؤية ما ربما كانت سبباً في إفادة له في حياته تظهر عند اللزوم، وحتى لا تكون مباشرة الأحداث سبباً في إصابة المشاهد بالملل.

- إذاً الغرض من المسلسل أن تصل رسالة ما إلى المشاهد.
أي عمل فني لا بد أن يكون بين سطوره رسالة تصل إلى المشاهد يستطيع الاستفادة منها في حياته أو تضيف معلومة إليه، وإلا ما استطعنا أن نطلق عليه اسم عمل فني.
وأهمية الرسالة تنبع من أهمية العمل والتوافق بين عناصره ككل، ثم تظهر خبرة القائمين عليه في ربط كل الأجزاء بعضها ببعض وتقديمها في شكل جذاب.

- هل تقع 'سعاد' في الحب خلال الأحداث؟
بالتأكيد لأنها سيدة شديدة الرقة، والرومانسية تحتل جزءاً لا بأس به في حياتها، رغم الصعاب التي تمر بها. الحب يطرق باب قلبها بعذوبة، ولكن الأحداث إيقاعها سريع يكشف صفات عديدة في شخصيتها بقدر أهمية الرومانسية التي تتمتع بها أيضاً.

- هل هناك تشابه بين شخصية 'سعاد' وشخصيتك؟
حين قرأت الشخصية على الورق وجدتها تتجسد أمامي، ورأيت نفسي فيها، وتفاعلت معها بقدر كبير، وبالتالي لابد أن يكون بيننا شيء ما، وليس بالضرورة أن يكون تشابهاً، وليس من المنطقي أن أقدم شخصيات تشبهني في كل أعمالي.

- نعلم أنك كنت بصدد الإعداد لجزء جديد من مسلسلك 'حكايات وبنعيشها' لتقديمه هذا العام، فلماذا غيرت رأيك ووقع اختيارك على 'الشوارع الخلفية'؟
كنت بالفعل في مرحلة الإعداد لجزء جديد من الحكايات، لكن الظروف أخّرت العمل، ومن هنا كان لابد من التأجيل.
وفي الوقت نفسه كان المنتج جمال العدل يُحضِّر لهذا المسلسل منذ فترة امتدت لعامين، وحين عرض عليً المسلسل وجدت عناصره مكتملة تقريباً، إلى جانب الاختيار الجيد لفريق المسلسل بداية بالمخرج جمال عبد الحميد، ومروراً بالرؤية الجيدة والسيناريو الذي كتبه الدكتور مدحت العدل، ونهاية بالممثلين وعلى رأسهم الفنان جمال سليمان والفنان محمود الجندي، ومجموعة من الشباب الواعدين فوافقت.

- هل تعمدت العودة بمسلسل طويل هذه المرة؟
لا أختار المسلسل بسبب عدد حلقاته، بل أختار الجيد سواء كان خمس عشرة حلقة أو أكثر، وطول الأحداث يتوقف على طريقة الكتابة والرؤية العامة للرواية التي وضعها المؤلف.

- هل كان قرارك الموافقة على دور 'سعاد' الأسرع في مشوارك الفني؟
نعم، أعترف بهذا، لقد وافقت في وقت أقل من المعتاد، وساعدني في ذلك الإعداد الجيد للمسلسل من جانب الإنتاج وجودة النص وطبعاً ضيق الوقت أيضاً.

- هل صحيح أنك قبلت العمل بنصف الأجر؟
نعم قبلت العمل بنصف الأجر، ولكني لست الوحيدة في ذلك فكل فريق العمل  يعمل بنصف الأجر، وذلك بسبب الظروف الحالية التي أثرت على الجوانب الإنتاجية في كل الاتجاهات، وليس المسلسلات فقط، والدليل قلة الأعمال الموجودة هذا العام في شهر رمضان مقارنة بالسنوات الماضية.

- هل ترين استغلالاً غير مشروع للظروف الحالية من جانب المنتجين بخفض أجور الفنانين وبالتالي خفض نفقات العمل ككل؟
ربما فعل البعض ذلك، ولكن قلة الأعمال الموجودة هي أكبر دليل على أن المنتجين لم يستغلوا الظروف لصالحهم، لأن هناك من لم ينتج أو يكمل العمل الذي كان بصدد تقديمه هذا العام للسبب نفسه.
من الواضح أن هناك أزمة لا يرى كل الناس أبعادها، بل يراها المنتج بشكل أكثر قرباً، ربما لأنه يتحمل الكلفة الأكبر في العمل الفني كله.

- هل خفض الأجور إلى النصف يؤثر في اهتمام الفنان بالعمل؟
أجيب عن نفسي بالنفي التام، لأن الأجر ليس السبب في أن يكون الفنان فناناً حقيقياً صادقاً ومخلصاً في عمله، بدليل أني من الممكن أن أشارك في عمل كضيف شرف لجودته بلا أجر، والفنان الحقيقي يبقى على المقدار نفسه من الاهتمام والوفاء للعمل، بصرف النظر عن الأجر. فكم من فنان عظيم شارك في أعمال إيماناً بها دون أجر.

- ما شكل التعاون بينك وبين المنتج جمال العدل؟
سبق أن تعاونت معه في مسلسل 'حديث الصباح والمساء'، وأرى فيه الفنان قبل المنتج، فهو ينظر بعين الفنان ثم المنتج، والتعامل معه سلس وبسيط، فهو يملك من الخبرة ما يتيح له فهم الممثل.


جمال سليمان متمكن ومتعاون

- كيف كان التعاون داخل البلاتوه مع الفنان جمال سليمان؟
جمال سليمان فنان جميل ومتمكن، يملك أدوات الشخصية جيداً ويصنع منها روحاً تسير داخل أحداث المسلسل. وهو متعاون للغاية، وقد تحلّى بالصبر والتميز خاصة في هذا الدور.

- هل تدخلت في اختيار الوجوه الجديدة؟
إختيارهم قرار يعود إلى المنتج والمخرج، ولا يكون لنجوم العمل رأي فيه، لأن النجوم أنفسهم من اختيار المنتج والمخرج أيضاً، ولا يصح أن يتدخل النجم في شيء إلا عمله.

- المخرج جمال عبد الحميد يستغرق وقتاً طويلاً في التصوير والانتهاء من العمل الفني، ألم يقلقك هذا؟
أي فنان يحب عمله ويؤمن به يعلم أن أسلوب المخرج جمال عبد الحميد لصالح العمل، وهو ينجز العمل حسب خطة محددة يتم الالتزام بها طوال أشهر التصوير والمونتاج، وحتى ظهور العمل الفني، وكل هذه العوامل في صالح المسلسل وصالح الفنان وصالح الجمهور أيضاً.

- كيف تصفين الثورة المصرية؟
أعظم ثورة حدثت في العصر الحديث، الأهم أن تكتمل جوانبها حتى لا نجد سلبياتها أعلى من الإيجابيات التي كنا نرغب فيها، وحينها لن تكون السيطرة إلا للعناصر السلبية أيضاً.

- ما رأيك في ما يسمى القائمة السوداء للفنانين والشخصيات العامة؟
أنا ضد هذا التصنيف الغريب! من حق كل شخص أن يكون له رأي وليس بالضرورة أن يكون في صف الثورة، سواء كانت جيدة او سيئة، ولأنها ثورة تنادي بالحرية والديمقراطية ورفع الظلم لا بد أن نعطي الجميع الفرصة ليأخذوا المواقف التي يرونها سليمة، ولا نفرض عليهم أن يكونوا مع جانب دون الآخر، وإلا انتفى عنها ما تنادي به من ديمقراطية وحرية في الرأي.
وتعجبت كثيراً من وضع هذه القوائم التي تتعارض مع مبادئ الثورة.

- متى يكون تصنيف النجوم مقبولاً؟
التصنيف مقبول في حالة واحدة فقط، أن يكون الحكم على الفنان المخلص في عمله والأمين على شرف مهنته، أو يكون عكس ذلك، وهو التصنيف الوحيد المقبول في رأيي، والذي أراه الأقرب إلى روح الفن، ولا يمكن تصنيف الفنانين وفق اتجاهات سياسية أو ميول شخصية أو حتى هوايات خاصة.

- هل ما زالت ليلى علوي عضواً في غرفة صناعة السينما؟
بالتأكيد، لكن لانشغالي بالتصوير منذ أكثر من شهرين لم أحضر الاجتماعات الأخيرة، وبالتالي ليس لديَّ معلومات عن أي نشاطات أو مقترحات جديدة.

- كيف ترين مستقبل السينما المصرية؟
بالتأكيد سيأتي اليوم الذي تنتفض فيه السينما المصرية وتحدث الثورة التي تحتاجها، لتكون في مصاف الإنتاج السينمائي العالمي كما عهدناها، لكن السينما الآن تعتبر متوقفة وفي انتظار روح جديدة، ربما تحمل التغيير وربما تحمل الثورة التي تحتاجها السينما، ولكن لا نعلم متى يحدث ذلك.

- هل هناك مشاريع سينمائية تعدين لها؟
نعم هناك مشروع سينمائي أعمل عليه منذ فترة، لكني توقفت عن التحضير له أخيراً بسبب انشغالي بالمسلسل، وسوف أعود إليه خلال أيام لأنه سيكون مفاجأة سينمائية بالفعل.
فأنا أعشق السينما حتى النخاع، والسينما لي هي الهواء، وربما أكثر من ذلك، ولا أخفي حبي الشديد لها، لذلك أنتقي أعمالي فيها بحرص يليق بعشقي لها.

- ما رأيك في ظهور مجموعة من الأعمال الفنية التي تركز على الأوضاع السياسية الحالية؟
تشابه الأفكار واستهلاكها يؤديان إلى الفشل، ليس مهماً تقديم فكرة جيدة، بل الأهم طريقة تنفيذها وشكل خروجها إلى النور. وأتمنى ألا يتاجر البعض بالظروف والأحداث الحالية بشكل يسيء إلى السينما.

- هل تتابعين كل الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون وقت عرضها؟
هذا يتحدد بقدر انشغالي وقت العرض، ولكني متابعة جيدة لمعظم الأعمال، حتى إن فاتني موعد العرض، سواء سينما أو تلفزيون وسواء أعمال على المستوى المحلي أو العربي بل والعالمي أيضاً.


تكريمي في المغرب كان رسالة مهمة لي

- كيف كانت مشاعرك عند تكريمك أخيراً في المغرب؟
 كنت في غاية السعادة لتكريمي في مهرجان الرباط السينمائي، واضطررت لأن أحصل على إجازة من التصوير لمدة ثلاثة أيام للسفر، فتكريم الفنان يظل دائماً رسالة تؤكد له أنه يسير على الطريق الصحيح.

- ما هو آخر فيلم شاهدته في السينما؟
'هاري بوتر' الجزء الأخير.

- وما هو آخر ألبوم سمعته؟
أستمع إلى أم كلثوم وفيروز ولا أتابع الأغنيات الحديثة كثيراً.

- متى كانت آخر مرة تسوقت فيها؟
أثناء وجودي في الرباط للتكريم.

- ما هو أول شيء تنوين فعله فور الانتهاء من التصوير؟
أحصل على إجازة طويلة للراحة والاستجمام.