خالد النبوي يسعى إلى لمّ شمل عائلته في الدراما الاجتماعية "راجعين يا هوى"

16 مارس 2022

"لطالما انتظرتُ وترقّبت تقديم عمل من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإذا بهذه الفرصة تأتي بعد أكثر من عشر سنوات على رحيله". هكذا يستهل النجم خالد النبوي حواره عن تجربته في الدراما العربية "راجعين يا هوى"، من تأليف أسامة أنور عكاشة، سيناريو وحوار محمد سليمان عبد المالك وإخراج محمد سلامة، والذي يُعرض على "شاهد VIP" في رمضان.

يطرح العمل حكاية بليغ أبو الهنا العائد إلى مصر بعد سنوات من الغياب، ليبدأ بمواجهة كيفية سداد ديون طائلة عليه، نتيجة خسائر تجارته في أوروبا، فيحاول استعادة حقه في الميراث من ورثة أخيه المتوفى، الذين تشتعل بينهم الكراهية والضغائن، لكن دخوله في حياتهم يجعله يواجه مهمة أكثر صعوبةً تتمثل في كيفية لمّ شمل العائلة بالحب والتآخي مجدداً. في الوقت نفسه، تعود إلى الظهور قصة حبّه القديمة مع فريدة، ويدخل تجربة عاطفية جديدة مع الدكتورة ماغي. يضم العمل أيضاً: نور، القدير أحمد بدير، هنا شيحة، وفاء عامر، أنوشكا، طارق عبد العزيز، إسلام جمال، مصطفى درويش، إسلام ابراهيم، سلمى أبو ضيف، آية سماحة، نور خالد النبوي، وآخرين.

خالد النبوي

يقول النجم خالد النبوي: "هذا ثاني نص أقدّمه من تأليف الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، بعد أن كانت الأولى من خلال مسرحية "البحر بيضحك ليه" عام 1990، إثر تخرّجي في معهد الفنون المسرحية، وشكّلت مدرسة ثانية لي بعد التخرّج، لأننا كنا نقوم بتحضيرات كثيفة ونناقش السيناريو بشكل مطوّل، وقد تعلّمت الكثير من عكاشة والمخرج محمد فاضل، والممثلين الكبار يحيى الفخراني وصلاح السعدني وصفية العمري". ويستطرد بالقول: "حين شاهد عكاشة فيلم "المهاجر"، طلب مني تمثيل عمل من كتابته، وهذا يعرفه أيضاً صديقي هشام عكاشة ابن الراحل وبناته كذلك، ولم يخطر في بالي أن تأتي هذه التجربة بعد كل هذه السنين".

يشير النبوي إلى أن "هذا ثاني عمل يجمعني بالكاتب محمد سليمان عبد المالك، وهو صديق عزيز، ونفهم بعضنا جيداً في العمل، والأول مع المنتج تامر مرتضى الذي عرض عليّ الفكرة من خلال شركته، وأشكرهم على هذه الفرصة العظيمة". ويرى أن اختيار مخرج مثل محمد سلامة هو شيء جيد، وكذلك هذه الكوكبة من الممثلين، مؤكداً أن السيناريو والحوار فيه روح عكاشة، بأسلوب يتلاءم مع عصرنا الحالي، وهنا أتى دور عبد المالك وقلمه المميز". وعن الشخصية التي يقدّمها، يقول: "أجمل ما في بليغ أبو الهنا، زهده في كل شيء، ولعل الأمر الوحيد الذي ليس زاهداً فيه هو الناس الذين يحبّهم، وسيخوض صراعاً ضد رغبته".


نور

من جانبها، تعتبر نور نفسها محظوظة بتقديم عمل درامي يحمل بصمة "الكاتب العظيم أسامة أنور عكاشة، كونه يشكل تاريخاً وعلامة في الدراما، وفرصة لإعادة الاحتفاء بالأسرة المصرية التي اعتدناها من خلال أعماله". رغم أن الكاتب محمد سليمان عبد المالك هو من تولّى كتابة السيناريو والحوار، أرى من واجبي أن أشكره على طريقته في الكتابة، ليس في تقديم شخصية ماغي التي أجسدها في العمل فحسب، بل جميع الشخصيات، حيث وضع الكوميديا الخفيفة بين السطور لتجعل المشاهد يبتسم بدون افتعال، وبكتابة متأنية وجميلة". وتضيف: "هذه ثاني تجاربي مع المخرج محمد سلامة، وأرى أنه طوّر من أدواته بين أول أعمالنا قبل بضع سنوات، وعمله اليوم في "راجعين يا هوى"، فضلاً عن كوني مطمئنة للعمل مع مخرج أعرفه وأرتاح للتمثيل أمام كاميرته". وتصف نور خالد النبوي بالممثل الموهوب والقدير، موضحةً: "لقد فاجأني بكيفية تقديمه للشخصية، فعندما قرأت دور بليغ، بنيت تصوراً لكيفية تقديمها، لكنني وجدته يقدّمها من بُعد آخر، إذ استعدّ للدور بطريقة مميزة". وتتوقف نور عند شخصية الدكتورة ماغي التي تقدّمها في العمل، فتقول: "ماغي طبيبة نفسية تعاني شبه عقدة من الرجال، بحكم مرورها بتجربة سيئة مع رجل، لكن هذه الطبيبة في الواقع تحتاج إلى طبيب لمتابعة حالتها، والمواقف التي تحدث بينها وبين بليغ وعائلته. إنها شخصية عصبية تمر بمفارقات طريفة، وهي المرة الأولى التي أقدّم فيها دوراً ساخراً بهذا الشكل".


محمد سليمان عبد المالك

أما الكاتب محمد سليمان عبد المالك فيؤكد "أنها مسؤولية كبيرة أن يرتبط اسمي باسم عميد الدراما العربية أسامة أنور عكاشة، ونحن بذلك نتكلم عن واحد من القامات العالية جداً في الدراما العربية"، مشيراً إلى "أن تحويل أحد أعماله الإذاعية إلى دراما تلفزيونية، هو تحدٍ بحد ذاته، وينتج منه تساؤلات حول مدى نجاحنا في الحفاظ على تاريخ هذا الرجل العظيم، ونتمنى أن نقدم عملاً يليق باسمه". ويردف بالقول: "تعاملت مع المسلسل الإذاعي كمادة خام، كما أتعامل مع رواية أدبية أو قصة أحوّلها إلى مسلسل تلفزيوني، مع الحفاظ على روح وإيقاع ولغة أسامة أنور عكاشة". ويرى أن "النص يتميز بأن القصص تسير بالتوازي بطريقة مدروسة وجاذبة، وستحمل كل الشخصيات وعلى رأسهم بليغ بطل الحكاية، شذرات من شخصيات عكاشة الدرامية".

ويختتم عبد المالك بالقول: "نحن أمام دراما اجتماعية فيها تشويق وإثارة وصراعات عائلية متشابكة، وكوميديا خفيفة من روح الشخصيات التي استوحيناها من عالم عكاشة الواسع". ويضيف: "بقدر ما أنا خائف منها، أشعر أنها ستحقق نجاحاً كبيراً، خصوصاً أن خالد النبوي يقدّم شخصية جديدة عليه، ويسعدني التعاون معه مرة أخرى، وكذلك مع المخرج محمد سلامة لأنه أضاف أبعاداً جديدة الى العمل".


المخرج محمد سلامة

من جهته، يؤكد محمد سلامة أن "الحكاية هنا تختلف عن كل ما قدّمته سابقاً، وأهمها أنها مأخوذة عن مسلسل إذاعي للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ومنذ اللحظة الأولى التي عرض عليّ فيها المشروع تحمّست له كثيراً، وأفضل ما في المشروع هو إعادة إحياء عمل لعميد الدراما العربية، ضمن دراما اجتماعية خفيفة، وكنت أشعر أننا بحاجة لتقديم دراما من هذا النوع، فيها لحم ودم وأناس يشبهوننا في زمننا الحالي". ويضيف: "هناك صراع بين الأجيال، بين الفكر والحب والإحساس ورؤيتهم للعالم الذي يعيشون فيه، وهو خلطة بين نجوم كثر، نقدّم فيه ممثلين لأول مرة". ويعتبر سلامة أن "هذا هو العمود الفقري للمسلسل، كونه يجمع ممثلين كباراً ومخضرمين ومواهب شابة، منهم خالد النبوي ونور وهنا شيحة ووفاء عامر وأنوشكا وأحمد بدير وآخرين". ويرى سلامة أن التحدي بالنسبة إليه، يتمثل في "أنني رغم كوني مخرجاً شاباً، أقوم بإخراج عمل مأخوذ من مسلسل إذاعي لكاتب كبير بحجم عكاشة".

وعن اختيار أماكن التصوير، يقول: "أردت أن تكون هذه الأماكن شبيهة بتلك التي في مصر، فاخترنا أماكن شعبية تشبه الأبطال، مثل الجمالية ومصر القديمة، وهي مناطق لم نرَها في الدراما منذ فترة طويلة، وقد عاينت مواقع تصوير مناسبة للعمل على امتداد أكثر من ثلاثة أشهر".


محمد مختار

أما مدير التصوير محمد مختار، الذي عمل سابقاً على مشاريع ضخمة من بينها "غرابيب سود"، و"موسى"، و"ستات بيت المعادي" وغيرها، فيقول: "يعتمد عملي في الإضاءة على نوعية الدراما، وما إذا كان مناسباً للخط الدرامي والمشهد الذي يحدث أم لا، وأنه لا بد من أن يكون منسجماً مع السياق الدرامي". ويضيف: "ما يميز العمل الذي فيه روح عكاشة، أننا نتابع فيه أجيالاً مختلفة، وهذا يجعلني أعطي لكل جيل شكلاً وصورة ولوناً مختلفاً، وآمل أن نكون عند حُسن ظنّ المشاهدين".