ساندرا صوايا: العلاقات العامة مهنة الصبر والمهارات

حوار: فاديا فهد 17 مارس 2022

ساندرا صوايا امرأة قويّة، قديرة، لطيفة ومرِحة في الوقت عينه. وهي شخصية استثنائية في عالم العلاقات العامّة في دبي، نتعرّف إليها في هذه المقابلة.


- من هي ساندرا صوايا؟ 

هي الأم، الزوجة، الابنة، الحالِمة، المُنجزة، الباحثة دائماً عن الضحك.

- كيف بدأتِ في مجال العلاقات العامّة؟

درستُ التسويق في الجامعة الأميركية في دبي، وعملت في مجال العلاقات العامّة في شركة مستحضرات تجميل كبيرة حين كنت بعد طالبة في الجامعة. وقد وجدتني مهتمّة جداً بالعلاقات العامة منذ البداية.

- ماذا الذي جذبك إلى هذا المجال؟

العلاقات العامّة ليست زيّاً بمقاس واحد يناسب الجميع؛ يتعلّق الأمر بالفهم الحقيقي لكل عميل أو علامة تجارية وصولاً إلى جوهرها الأساسي. يجمع مجال العلاقات العامة بين العديد من الأشياء التي أستمتع بها، من التفاعل مع الناس، وبناء علاقات طويلة الأمد تتحوّل في كثير من الأحيان إلى صداقات دائمة، إلى طرح الأفكار وبثّ الحياة فيها. وعبر هذا كله، يمكنك منح العلامة التجارية الأصداء التي تستحقها في كل سوق من خلال جهودك وأفكارك وعملك.

- ما هي أسرار النجاح في هذه المهنة؟

المثابرة، والإبداع، وحُسن القيادة، والعلاقات القويّة، والبقاء في صدارة اللعبة طوال الوقت. إنها صناعة تنافسية للغاية وأنتِ تمثلين العلامة التجارية التي تعملين فيها. أن تكوني قادرة على التوفيق بين ما سبق، مع تقديم النتائج المرجوّة، والتخطيط للمستقبل، والحفاظ على الحاضر، والتواجد في ثلاثة أماكن في وقت واحد، هي مهنة تملأ حقاً يومك.

- أين تكمن صعوبة هذه المهنة؟

في الوقت الحالي، يتعلق الأمر بإعادة التواصل وجهاً لوجه مع الأشخاص حيث يدخل العالم ببطء في شكل من أشكال الحياة الطبيعية مرة أخرى، ويعود الى احتفالاته وعروضه وأحداثه واجتماعاته التي كانت له قبل كورونا. لقد دخلنا بعمق في عصر التكنولوجيا الرقمية، مما جعلنا في وضع يسمح لنا بالحكم على نجاح عمل علامتنا التجارية بناءً على ما هو مرئي ومثير للإعجاب على الفور… كذلك فإن الصعوبة تكمن في البحث المستمر عن الأسماء الصحيحة التي تناسب علامتنا التجارية في كل سوق.

- أين تكمن لذّة هذه المهنة؟

الحماسة التي ترافق كل عرض أزياء، تلك اللحظات القليلة من الظلام عندما تبدأ أول تلميحات للموسيقى بالعزف، تشعل الأضواء وتنتشر ضجة الإثارة في الهواء… في كلّ عرض لا أزال أشعر بالحماسة نفسها كما لو كنتُ في العرض الحيّ الأول الذي شهدته عام ٢٠٠٩. تكمن المتعة أيضاً في تحقيق النجاحات ومشاركتها مع الآخرين، بعد أيام من الاجتماعات الطويلة والتخطيط اللامتناهي والمعايرة والتنفيذ لإضفاء الحيوية على المشاريع والخطط. كل مجموعة أزياء تحكي قصة، وكل قصة تمشي وفق طريقتها الجميلة مع تكريم الإرث الخالد للعلامة التجارية التي نعمل عليها، وتقديم كل مجموعة فريدة لجمهورك يجلب معها شعوراً بالفخر والوفاء.

- يتحدّث الكثيرون عن أن هذه المهنة لم تأخذ حقّها، لماذا برأيك؟

يبدو أن هناك اعتقاداً خاطئاً حول مجال العلاقات العامة. لا يقتصر هذا المجال على تنظيم حفلات العشاء والمؤتمرات والعروض، هذا سطحي جداً لما نقوم به حقاً. يأخذ بناء العلامة التجارية وسمعتها والحفاظ على صيتها الجزء الأكبر من دور أي متخصّص في العلاقات العامة. هو ليس مجهوداً فردياً بل عملٌ بالتعاون والتنسيق مع إدارات أخرى، لكن صناعة العلاقات العامة نفسها تضعك في واجهة التواصل مع جمهورك ومنافسيك من الماركات الأخرى، والأهم من ذلك مع وسائل الإعلام.

- ما هي نصيحتك للمبتدئات في مهنة العلاقات العامّة؟

ابحثي عن معلّمة متمرسة جيداً في هذه الصناعة وتعلّمي منها، فهذه معلومات لا تُقدّر بثمن. إنه عمل على مدار الساعة، لكنه مُرضٍ بالقدر نفسه. هذه مهنة تتطلب الصبر والكثير من المهارات البشرية. فأنتِ تبنين أسماء علامتك التجارية ولكنك تبنين أيضاً اسمك لأنك تمثّلين علامتك التجارية، لذلك يجب التفكير في اسمك وعملك بشكل إيجابي أيضاً!

- هل تسرقنا هذه المهنة من علاقاتنا الاجتماعية والعائلية؟ وكيف توفّقين بين العائلة والعمل خصوصاً أنك أمّ لطفلين؟

كل المهن تأخذنا بعيداً من أحبّائنا، والأمر متروك لنا لإيجاد توازن مناسب بين العمل والحياة العائلية فلا تهملين أياً من واجباتك كأم وكامرأة عاملة. وأحرص على ألاّ أفوّت العشاء مع العائلة وأوقات النوم. عطلات نهاية الأسبوع مكرّسة بالكامل لعائلتي، على الرغم من أنني أجيب على بعض الاتصالات التي قد تتطلب اهتمامي العاجل.

- ماذا أعطتك دبي، عاصمة العلاقات العامّة؟

بادئ ذي بدء، أحترم الرؤى المثمرة للقادة الإماراتيين الذين يفكرون في الناس أولاً، عندما يتعلق الأمر بالتخطيط للمستقبل ومنحنا مساحة آمنة للعيش. لقد ولدتُ في الإمارات العربية المتحدة، وواكبت التغييرات الهائلة التي مرّت بها البلاد وفي ذلك نعمة لأشهدها لأنها منحتني الآمال والاستقرار وفرصة للنمو والتوسع وتعلّم شيء جديد يومياً. ناهيك عن استضافة الإمارات للعلامات التجارية حيث توجد هنا مكاتبها الرئيسية.

- ما هي أحلامك؟

لا يقتصر الأمر على الأحلام، ولكنه يتعلق بالمزيد من التوق إلى صحة جيدة لعائلتي وأيام أفضل قادمة بإذن الله.