رنا الحافي: الطاقة الإبداعية والإقناع والصدق... ثلاثية النجاح في هذه المهنة!

حوار: فاديا فهد 19 مارس 2022

رنا الحافي شخصية ودود وقويّة في الوقت نفسه تعشق التواصل مع الآخرين وتعرف عن ظهر قلب قواعد لعبة العلاقات العامّة. وهي تحلم بمسؤوليات أكبر، وعائلة أكبر مع الأطفال، وأن تتمكن من ردّ الجميل لوالديها وأن تدلّلهما على كل ما فعلاه من أجلها!


- من هي رنا الحافي؟

بالنسبة الى عائلتي، أنا الابنة الكبرى البارعة التي تحبّ الضحك والرقص والسفر. بالنسبة الى وسائل الإعلام، أنا فتاة العلاقات العامة الإقليمية لـ"توري بورش" و"فيرساتشي" في "ريد هافاس". في السنوات السبع الماضية، عملت أيضاً في العلاقات العامة في "ساكس فيفث أفينيو" ومجوهرات "معوّض" و"لاكوست" و DKNY وماركات أخرى.

- ماذا درست؟ وكيف بدأت في مجال العلاقات العامّة؟

بعد تخرجي من المدرسة الثانوية في الرياض، تخرجت من الجامعة الأميركية في دبي بدرجة بكالوريوس في إدارة الأعمال. أتذكر على وجه التحديد أنني حصلت على "A" في دورة العلاقات العامة لأنني أحببتها ووجدتها ممتعة. وحينها، لم يكن لديّ أي فكرة أنني أستطيع تحويل اختصاصي إلى مهنة، حيث بدأت مسيرتي المهنية في العلاقات العامة في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني في الرياض وكان والدي أيضا طبيبا. ثم عدت إلى دبي من أجل وظيفتي الحالية، في مجال الموضة.

- ما هي أسرار نجاحك في هذه المهنة؟

يعتمد النجاح في هذه المهنة بشكل كبير على شخصيتك الودود والقويّة في الوقت نفسه، كما على أخلاقيات العمل، وليس فقط على السيرة الذاتية. أودّ أن أقول إن هذه المهنة تتطلّب التالي: أن يكون لدى المرء طاقة إبداعية، وأن يكون مُقنعاً وحقيقياً، وبالتالي قادراً على القيام بمهمات متعددة في بيئة شديدة الضغط، من دون أن ننسى الكاريزما!

- أين تكمن صعوبة هذه المهنة؟ 

أعتقد أن الصعوبات ستختلف باختلاف المنصب الذي تشغلينه. على مستوى المبتدئين، قد تشعرين بالإحباط إذا لم تُعتَمد الأفكار التي تقترحينها بشغف. وعلى مستوى أكثر تقدّماً، هناك الكثير من الضغط من حيث النتائج التي حقّقتها والمساءلة. في الحالتين، قد يكون من الصعب الحفاظ على توازن صحّي بين العمل والحياة الخاصّة.

- وأين تكمن لذّتها؟

يُسعدني العمل على العلامات التجارية العالمية المذهلة ورؤية الأفكار التي خطّطتُ لها وحلمتُ بها تُنفَّذ في كل أنحاء الشرق الأوسط. هذه المهنة تصنع لنا الكثير من الأصدقاء الجدد، وتأخذنا في رحلات صحافية مثيرة، وتجعلنا نواكب أحداثاً رائعة ونُشرف على تصويرات فوتوغرافية فنّية، أما اللذّة الحقيقية فتكمن في حصاد النتائج المؤثّرة بعد كل العمل الشاق الذي نقوم به.

- يتحدّث الكثيرون عن أن هذه المهنة لم تأخذ حقّها، لماذا برأيك؟

أتفهّم هذا الشعور خصوصاً لجهة الوكالة التي تتعب في تحقيق النتائج وتلامس التوقّعات. كونك الطرف الوسيط فهذا يعني أن عليك مضاعفة الجهد وأنك الوحيدة التي يمكنها أن تُحاسَب. في النهاية، إذا كنت تحبّين ما تفعلينه، فسيكون لديك شعور شخصي بالرضا بمجرد تحقيق هدفك.

- ما هي نصيحتك للمبتدئات في مهنة العلاقات العامّة؟

عندما تنضمّين كمبتدئة الى مهنة العلاقات العامّة، يمكن أن تبدو الأمور قاسية وصعبة. ستحاولين التكيّف مع المهمات المتعددة وتثبتين أنك قادرة على نسج العلاقات وخوض التحدّيات. أودّ أن أقول للمبتدئات: اعتمدن على ثقتكن بأنفسكن وابذلن أقصى جهودكن كي تحققن النجاح. سوف تتفاجأن بما أنتن قادرات عليه. ربّتن على أكتافكنّ عندما تنجحن. لا تهربن من الأيام السيئة، بل واجهنها، فنحن جميعاً نعيشها. نصيحتي للأيام السيئة: إنها علاقات عامة وليست غرفة الطوارئ!

- هل تسرقنا هذه المهنة من علاقاتنا الاجتماعية والعائلية؟ وكيف توفّقين بين العائلة والعمل؟

لن أغطّي جوابي بالسكر، نعم يمكن أن يسلبنا ذلك من حياتنا الاجتماعية خلال موسم الذروة. هناك أشهر محدّدة ترغب فيها معظم العلامات التجارية في إقامة الأحداث والتقاط الصور وتنظيم الحملات للمؤثرين. قد تجدين صعوبة في الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الخاصّة في تلك الأوقات، ولكن الأمور تهدأ في فصل الصيف.

- ماذا أعطتك دبي، بلد العلاقات العامّة؟

منحتني دبي فرصة رائعة لتمثيل العلامات التجارية العالمية في مساحة مركزية إقليمية. لقد قابلتُ عدداً لا يحصى من الأشخاص الرائعين على طول الطريق، وأنشأتُ صداقات أعتزّ بها. هذه الوظيفة تفتح لك الأبواب بالتأكيد، خاصة عندما تتعلّم من أفضل ما فعلت.

- ما هي أحلامك؟

لديّ ثلاثة أحلام: أن أصبح نائبة رئيسة العلاقات العامّة، وأؤسّس شركة عائلية مع أخواتي، وأُنجب الأطفال. وبالطبع، أحلم بأن أتمكّن من ردّ الجميل لأمي وأبي وأدلّلهما على كل ما فعلاه من أجلي.