الفائزة بجائزة "لوريال-يونسكو للمرأة في العلوم" الباحثة أريج يحيى: أثبتت المرأة العربية تفوّقها على أرض الواقع في كل المهن العلمية وغير العلمية!

دبي- "لها" 09 أبريل 2022

أريج يحيى، باحثة، محاضرة، طالبة دكتوراه، زوجة وأم لابنتين. تكمن خبرتها الأساسية في مجال علم النفس. تخرّجت في الجامعة الأميركية في بيروت وحصلت على درجة الماجستير في علم النفس. تتركز أبحاث أريج على ارتباط الشخصية والثقافة، وتحديداً في ما يتعلق بالفروق بين الجنسين في سمات الشخصية داخل الثقافات، وذلك بالتعاون مع البروفيسور أنو ريالو، من جامعة ورِك، في المملكة المتحدة. كما أنها هي عضو في هيئة التدريس بجامعة قطر. في عام 2018، حصلت أريج، إلى جانب زملائها من قطر وهولندا والمملكة المتحدة على تمويل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي من أجل دراسة التجارب الذهانية لدى سكان قطر، وهي حاصلة على جائزة لوريال- اليونسكو   ‏L’Oreal-UNESCO For Women in Science. أريج يحيى في حوار.


- أخبرينا عن الاكتشاف الذي حققته وعلى أساسه استطعتِ أن تحصلي على الجائزة؟

لقد مُنحت الجائزة من أجل البحث الذي أعمل عليه الآن. يدرس البحث ظاهرة غير بديهية، فمن المعروف أن هناك فروقاً في السمات الشخصية بين الجنسين، وقد أثبتت الأبحاث ذلك من قبل. ومن البديهي توقع تضاؤل هذه الفروق بين الجنسين في الثقافات الأكثر تقدّماً وتطوراً على الصعيد الاقتصادي والمساواة بين الجنسين.  وعلى الرغم من ذلك، تُظهر الدراسات عكس ذلك التوقع تماماً؛ إذ تبرز الاختلافات بشكل أكبر بين الرجال والنساء في المناطق الأكثر تطوراً. ولذلك، أسعى في بحثي للعثور على جمعيات بإمكانها المساعدة في تفسير سبب حدوث ذلك.

- ماذا تعني لك هذه الجائزة، وكيف ستحفّزك للسير قُدماً؟

أعتبر هذه الجائزة محطّة أساسية في مسيرتي العلمية، وحصولي عليها هو بمثابة إقرار بأهمية العمل الذي أنجزته حتى الآن، واعتراف بصفتي امرأة باحثة في علم النفس في منطقة الخليج العربي. بالإضافة إلى ذلك، سوف تساعدني الجائزة في بناء علاقات مهنية محلية وإقليمية ودولية، وهو أمر شديد الأهمية، خاصة في مجالي العلمي المرتبط بالثقافات المختلفة. كما منحتني الجائزة القدرة على تمويل بحثي، والتخطيط والعمل في مشروع لم يكن ممكناً تنفيذه. تُعدّ الجائزة أيضاً بمثابة بوابة للتواصل مع المجتمع خارج نطاق البحث العلمي، وهو أمر مهم لأنه يتيح للمجتمعات المختلفة معرفة المزيد حول تأثير النمو الاقتصادي في الشخصية والثقافة.

- ما أبرز المصاعب التي تواجهها المرأة في عالم الاكتشافات العلمية؟

في أيامنا هذه، أعتقد أن التحدي الأساسي الذي تواجهه النساء عند سعيهن للمعرفة والاكتشافات العلمية، هو الجائحة العالمية التي فقدت خلالها الكثير من النساء عملهن أو اضطررن إلى التوقف عن التعلّم لرعاية أحبّائهن، مما وسّع الفجوة بين الجنسين، ليس فقط في العلوم وإنما في العديد من المجالات. وحتى لو عدنا عامين إلى الوراء، نجد أن التحدّي المتمثل في العمل لساعات طويلة وعدم التوازن بين العمل والجوانب الحياتية الأخرى هو أهم المصاعب التي تواجهها المرأة.

لقد أثبتت المرأة تفوّقها على أرض الواقع في كل المهن العلمية وغير العلمية. تتحمّل المرأة عبئاً مضاعفاً في الحياة المنزلية ومتطلبات العمل أكثر من الرجل، وذلك على المستوى العالمي وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. المجال العلمي يتطلب الإرشاد والدعم، وهو ما ليس متوافراً بشكل كافٍ في المنطقة العربية حالياً. إن الدعم المقدّم للمرأة قد يكون له تأثير إيجابي في المجتمع ككل.

- كيف استطاعت المرأة الخليجية أن تثبت نفسها في المجال العلمي، وما هي الأثمان التي دفعتها لتحقيق ذلك؟

لقد أنجزت غالبية النساء في الخليج العربي مسيرة مهنية مثمرة وناجحة، إذ اتّبعن شغفهن وتعلّمن المهارات التي ساعدتهن على الازدهار. لدينا أيضاً الكثير من المرشدين الذين كرّسوا عملهم لدعم المرأة ووضع سياسات إدارية وتواقيت مرنة تسمح لها بالإنجاز في مجال العلوم. وفي رأيي، لن يُضيف ذلك أي تكلفة على المجتمع، بل على العكس، فإن وجود النساء في المجال العلمي هو أحد أفضل الطرق لتطوير المجتمع، إذ إن التأثير الإيجابي لا يقتصر على المرأة فحسب بل يطاول المجتمع بأسره. وهذا هو في رأيي أحد أهم الأسباب التي دفعت المرأة لتحقيق حياة مهنية وعلمية مثمرة.

- ما هي نصيحتك للمرأة المتخرّجة حديثاً وتودّ أن تخوض هذا المجال اليوم؟

يُعدّ علم النفس أحد المجالات العلمية المهتمّة بدراسة سلوك الأفراد في المجتمع، وهو من العلوم سريعة التطوّر والنمو حالياً، ولا يزال هناك الكثير مما لم يتمّ اكتشافه بعد في هذا المجال. أوصي بهذا المجال خصوصاً لمن ترى لديها دافعاً حقيقياً لمساعدة الآخرين وإحداث التغيير. ونحن نحاول في علم النفس فهم الأذى وحماية أفراد مجتمعنا منه ودعمهم من الناحية النفسية والعقلية.