قيل وقال

سائق "توك توك" يجمع بليوني جنيه بالنصب والاحتيال

12 مايو 2022

كشف موقع "العربية.نت" تفاصيل عملية احتيال قام بها سائق "توك توك" مصري، استطاع من خلالها نصب بليوني جنيه ومن ثمّ الفرار.

وذاع قبل أشهر قليلة في محافظة أسوان جنوب البلاد، صيت سائق "توك توك" يدعى مصطفى البنك، والذي جمع بليوني جنيه من مواطنين في قرية البصيلية، واعداً إياهم بتوظيفها مقابل أرباح مغرية. وانطلقت حملة جمع الأموال لحساب الشاب الثلاثيني، وهو من أصحاب السوابق، في آذار (مارس) الماضي، حيث كان يعمل لحسابه آخرون في تربية وتجارة المواشي.

وعرض المتّهم على الراغبين من سكان قريته بتوظيف أموالهم مقابل منحهم أرباحاً طائلة شرط أن ينتظروا 21 يوماً فقط، حيث كان يشتري من بعضهم المواشي، ويوظّف أموالهم مقابل بيعها.

في الأثناء، راجت الفكرة وتوسّعت ووصلت الى الآلاف من سكان قرى محافظة أسوان الأخرى ومدن في محافظات مجاورة، إذ خصّص سائق الـ"توك تك" هذا عدداً من المندوبين في كل قرية لجمع الأموال من الراغبين وتوزيع الأرباح عليهم. فتمكن من جمع ما لا يقل عن ملياري جنيه حسب إحصائية تقديرية بناءً على حصر المبالغ التي أعلن عنها الضحايا لاحقاً.


وفي السياق، أوضح شهود عيان وضحايا لـ"العربية.نت" أن المتهم انتظم في البداية في توزيع الأرباح وخصّص صفحة باسمه على "فيسبوك"، نشر فيها أسماء المندوبين التابعين له وأرقام هواتفهم وكيفية التواصل معهم، كما بدأ في شراء مساحات من الأراضي وتخصيصها لتربية الماشية وبيعها.

كما قال بعض الضحايا إنه بدأ في التعثر منتصف نيسان/أبريل الماضي، فأخذ القلق يساور المودعين الذين تجمّعوا أمام منزله ومزارعه لمطالبته بصرف أرباحهم الشهرية بعد أن تأخرت لأكثر من شهرين.

في حين أشاروا إلى أن المتهم، ولكي يطمئنهم، بثّ فيديو على صفحته ظهر فيه بجانب كميات كبيرة من النقود معلناً أنها في طريقها إليهم.

لكن قبل أيام حلّت الكارثة، وهي اختفاء المتهم وعدم العثور عليه، وتردّدت أنباء عن هروبه وقتل أحد معاونيه، لكنه عاد إلى الظهور مجدداً ليخبر المودعين المتجمعين أمام منزله بتعرّضه لعملية نصب واسعة من عدد من معاونيه الذين جمعوا الأموال وهربوا، وأكد لهم أنه سيردّ لهم مدخراتهم خلال يومين.

في موازاة ذلك، تجمهر المودعون مرة أخرى أمام منزل ومزارع المتهم، مساء أمس الأربعاء، ليتفاجأوا بهروبه، حيث لم تعثر عليه الشرطة التي دهمت كل مكان يُحتمل تواجده فيه.

وعلى الفور، قررت الأجهزة الأمنية البحث عنه ومطاردته في جبال إدفو التي يعتقد أنه هرب إليها.

فانطلقت قوة أمنية كبيرة لملاحقة المتهم والبحث عنه في الصحراء وجبال المدينة، وخلال عودة إحدى مركبات الأمن، انفجر إطارها الأمامي وانقلبت مرات عدة ولقي كل من فيها مصرعهم.

وتبين أن مستقلّي تلك السيارة هم اللواء منتصر عبد النعيم أبو دقة وكيل الإدارة العامة للأمن والتحريات في وزارة الداخلية، واللواء أحمد محيي مساعد منطقة جنوب الصعيد لقطاع الأمن، وجنديان.

وعلى الفور، نُقل المتوفّون إلى مشرحة إدفو، فيما لم ترد أنباء حتى الآن عن اعتقال المتهم الهارب.