خاص "لها" - Danatella Versace تفتح قلبها للمرّة الأولى: حلمي الأكبر أعيشه اليوم!

حوار: حياة عموري 16 مايو 2022

مَن يتابع عروض "فرساتشي"، لا بدّ من أن يكون قد لاحظ التغييرات في المجموعة والتصاميم عبر مرّ السنين... المجموعة رائعة، جريئة وشابّة، لافتة للنظر، والجميل أنّ روح جاني ما زالت فيها ولكن بطريقة متجدّدة. أشعر أنّ دوناتيللا وجدت طريقها وصوتها وتحرّرت من القيود ليس في العمل فقط، وإنما في حياتها أيضاً، إذ أصبحتُ أراها أكثر سعادةً وحيويّة، مازحة، مشرقة ومفعمة بما نسمّيه Joie de vivre، أو حبّ الحياة.  عروض "فرساتشي" تحمل معها دائماً ذكريات جميلة ومفاجآت: الكواليس في ميلانو، مشاركة مجموعة من عارضات التسعينيات في العرض، جنيفر لوبيز بفستانها الأخضر الطويل مع دوناتيللا في نهاية عرض آخر... دوناتيللا، منذ أن تسلّمت مسؤوليّاتها في الدار، لم تحافظ فقط على مكانة "فرساتشي" في عالم الموضة وفي المجتمع، بل تألّقت وحملت العلامة أخيراً إلى آفاق جديدة من النجاح والإبداع، وأصبحت هي نفسها أيقونة موضة ومثالاً للمرأة القويّة الناجحة والحسّاسة في الوقت نفسه. في هذه المقابلة نتعرّف إلى دوناتيللا عن كثب، بكلماتها، والمشاريع الجديدة التي تعمل عليها دار "فرساتشي".



طفولة، ذكريات والحاضر…

- كيف كبرتِ وكيف كانت طفولتك؟ وهل من ذكرى تحملينها في قلبك؟

كبُرت في ريجو كالابريا. منزلنا كان أمام الشاطئ. أذكر كيف كنت أذهب مع شقيقي جاني لاستكشاف الآثار القديمة في المدينة. كانت هذه بداية قصّة حبّ جمعتني مع الفنون وأشعلت انبهاري بالتاريخ، إلى اليوم. 

- مَن هم أكثر الأشخاص الذين تركوا أثراً في حياتك؟

جاني، طبعاً.

- مَن أو ما الذي ساعدك على بناء ثقتك بنفسك؟

بصراحة، ثقتي بنفسي لم تأتِ إلّا أخيراً. عشت سنوات طويلة تحت ضغط التوقّعات وكيف يحكم عليّ المجتمع والنصائح الخاطئة. اليوم، وبعد زمن طويل، أشعر أنّني وجدت صوتي وأنّ علامة Versace في المكانة التي أريدها. كل غلطة وكلّ "وقعة" جعلتني أقوى وأوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم. 

- هل دوناتيللا في العمل مختلفة عنها في الحياة الشخصيّة؟ وكيف؟

أنا هي أنا… ما ترينه هي أنا؛ ولأكن صريحة، ما فائدة التخفّي وراء قناع؟ لقد فعلت ذلك في الماضي ولسنوات عدة. أردت أن أبدو منفصلة عن العالم. كنت أحمي نفسي وأحاول الشفاء من الأسى. لم أعُد بحاجة إلى ذلك وأشعر اليوم بسعادة غامرة بعدما تخلّيت عن هذا القناع.

- ما هي السعادة بالنسبة إليك؟

أجد السعادة في أبسط الأشياء. تمضية الوقت مع عائلتي وكلبتي Audrey، مشاهدة Netflix والسفر.

- ما الصفات التي تبحثين عنها في الحبّ والصداقة؟

الصراحة، التفهّم وحسّ الدعابة.

Versace The Brand 

- في العرض الأخير لمجموعة "فرساتشي" في ميلانو، شعرت بطاقة كثيفة محمّلة بالشغف. من أين تستمدّين طاقتك؟ وكيف استطعت أن توصليها إلينا؟

مَن يعرفني يعلم أنّ أهمّ ما في العرض بالنسبة إليّ هو الطاقة، التوقّعات، والأشخاص الذين يحضرون العرض، بالإضافة إلى المجموعة. فأنا إيطاليّة، أحبّ الشغف. أبحث في الموسيقى عن الحيويّة والإلهام وأن أتواصل مع ما يدور في العالم. فاختيار الموسيقى المناسِبة للعرض هو طريقتي في التعبير عن هذه المشاعر.


- هل تغيّرت امرأة "فرساتشي" على مرّ السنين؟

طبعاً تغيّرت مع تطوّر المجتمع. لطالما تميّزت امرأة "فرساتشي" بأنوثة طاغيّة تنبعث ليس فقط من أزيائها وإنّما أيضاً من كلماتها وتصرّفاتها. امرأة لا تُبعد أحداً عنها ولكنّها أيضاً "ساخرة" بعض الشيء، صادقة بإمكانها ألّا تأخذ نفسها على محمل الجدّ. امرأة "فرساتشي" قويّة، واثقة من نفسها ولا تخاف من أن تكشف عمّا في داخلها عبر اختيارها لأزيائها. وهي تعكس شخصيّتها هذه، ليس فقط عبر مظهرها ولكن أيضاً من خلال تصرّفاتها وفكرها وصوتها. فهي بالنسبة إليّ تعبّر عن عدم الخوف، السلطة، القوّة ولا تخشى شيئاً. الثقة بالنفس هي الأساس! 

- كيف تصفين أسلوبك في الموضة؟

أحب الأسلوب المتكلّف... Go big or go home! وهناك شي لا أتخلّى عنه أبداً، الكعب العالي! فقد بقيت الأحذية بالكعب العالي مستمرّة معي.

- كيف يمكن المرأة أن تجد أسلوبها في الموضة؟

أعتقد أنّ ما نرتديه هو انعكاس لما نحن وما نكون، ولذلك ليس هناك أيّة قواعد في الموضة. كوني على طبيعتك وستجدين وحدك أسلوباً خاصّاً بك.

- كم هي مهمّة الأكسسوارات لإطلالتنا، لكن ما هي أهميّتها في دار "فرساتشي"؟ 

الأكسسوارات في غاية الأهميّة، فهي تحدّد الأسلوب الشخصيّ في الموضة. عندما اختار حقيبة ما، لا أركّز على شكلها وجودتها فقط، بل أفكّر أيضاً متى سأحملها وخاصّة إذا كانت تليق بي. لنأخذ حقيبة Medusa مثلاً… من البداية، أردت مجموعة متعدّدة الاستعمالات: تجدينها بمسكة قصيرة، أو يمكن أن تحمليها حول الكتف cross body، وأخرى صغيرة "ميني" أو مدوّرة bucket bag. هناك حقيبة تناسب ذوق كل امرأة.

- كيف يمكن المرأة أن تتقرّب من ألوان وقصّات المجموعة الجريئة لخريف وشتاء 22-23؟

لمجموعة المرأة لخريف وشتاء 2022-2023 أردت مجموعة مثيرة ومتنوّعة من العارضات تضمّ مختلف الأحجام وتمثّل "فرساتشي" بسلوك وتصرّفات الجيل الجديد. فالمرأة في الخريف المقبل تتميّز بغموض قويّ وجذّاب، تُطلّ وتغيب... تدرك مدى جاذبيّتها وتمتلكها غير آسفة، وهي تعرف تماماً متى تُطلق العنان لقوّتها. 

- من أين تستمدّين إلهامك؟

الحياة هي ملهمتي! أستلهم من كل شيء حولي، خاصّة من التوجّهات المدنيّة المعاصرة، قد تكون خاصّة بالفنون أو الأفلام، ممثّلاً أو ممثّلة، الموسيقى طبعاً أو أيّ شخص يمرّ أمامي على الطريق. أحبّ أن أتابع ماذا يرتدي الرجال في الشارع وماذا ينشرون على مواقع التواصل الاجتماعيّ. أحمل هذه الفكرة وأتوجّه بها إلى فريق التصميم ونعمل عليها ونطوّرها، وقد ننتهي بتصميم مختلف تماماً ولكن دائماً يمثّل "فرساتشي". عادةً نحبّ أن "نفكّك" الأشياء ومن ثمّ نضعها مع بعضها البعض بطريقة جديدة وغير متوقّعة ونرى ماذا يحدث. 

- "فرساتشي" متربّعة على القمّة! ما أكثر شيء تفخرين به اليوم؟

أنا فخورة لأنّني تمكّنت مع فريق العمل من أن نجعل "فرساتشي" جزءاً من الحديث الثقافي اليوم بطريقة تتخطّى الموضة. أعتقد أنّ هذا يعني أنّ عملنا ألهم الناس وساند مجتمعات. تجرّأنا وكسرنا القواعد وبقينا على القمّة. 

- ماذا يمكننا أن ننتظر بعد؟ كيف تعتقدين أنّ العلامة ستتطوّر؟

هدفي هو أن أطوّر رموز "فرساتشي" بعيون الحاضر، وأن أجعلها مناسبة وذات صلة بالمجتمع الذي نعيش فيه اليوم. 

- هل تخطّط "فرساتشي" للانضمام إلى عالم الميتافيرس أو العالم الافتراضيّ، أو لتقديم عقود تملّك لأصول رقميّة (NFT)؟

 أعتقد أنّه مشروع يستحقّ البحث فيه. أنا وفريقي ما زلنا نتعلّم عن هذا العالم الافتراضي، وشخصيّاً أحبّذ الأفكار الجديدة إذا كانت ملائمة لعالم "فرساتشي". التكنولوجيا تبهرني، وأحبّ أن أطّلع دائماً على كل التجارب الجديدة والمرِحة. 


Donatella, The icon

- ما هو حلمك الأكبر في الحياة؟

أعيشه الآن!

- كيف تختارين النساء اللواتي تعملين معهنّ ويمثّلن دار "فرساتشي"؟ ما هي الصفات المشتركة بينهنّ؟ وما الذي يجعلهنّ ملائمات لصورة "فرساتشي"؟ 

إنهنّ نساء ملهمات، يؤثّرن في الناس للتغيير بطريقة إيجابيّة ويناضلن من أجل معتقداتهنّ. تلهمني النساء اللواتي يتّحدن مع النساء الأخريات ويقاتلن للدفاع عن حقوقهنّ؛ نساء قويّات واثقات من أنفسهنّ، يدعمن بعضهنّ البعض ولا يخفن من التعبير عن أفكارهنّ. 

- ما رأيك بالمرأة العربيّة؟ هل تلفتك أناقتها؟

أجد المرأة العربيّة أنيقة بطلّتها ومِشيتها وتصرّفاتها. لباقتها غير صارخة ولكنّها قويّة في الوقت نفسه. أكثر ما يلفتني بالنساء في الشرق الأوسط، تصرّفاتهنّ التي تشعّ بالثقة بالنفس والتواضع في الوقت نفسه.

- ما هي القوّة بالنسبة إليك؟

الحريّة بأن نكون على طبيعتنا.

- برأيك، مَن هي المرأة القويّة؟

هناك الكثير من النساء القويّات، وكلّ منهنّ مختلفة عن الأخرى. Dua Lipa وYara Shahidi أو Meena Harris و Greta Thunberg. جميعهنّ يتميّزن بالثقة في النفس، ويدركن تماماً مَن هنّ، ويساندن النساء من حولهنّ، ولكنهنّ أيضاً يتمتّعن بروح السخرية بعض الشيء وصادقات يتصرّفنّ على طبيعتهنّ. 

- نصيحة تسدينها الى المرأة أو الفتاة الشابّة التي تعاني الكثير من الضغوط في عصرنا هذا؟

أنصحها بألّا تستسلم أبداً. 

- ما هي القضايا الاجتماعيّة التي تجدينها قريبة إلى قلبك؟

هناك العديد من القضايا التي تُثار اليوم: الجائحة التي مررنا بها طبعاً، وحقوق الإنسان أيضاً، السلام، البيئة، التكنولوجيا، التمييز والشموليّة. الرسالة وحدها لا تكفي اليوم، بل نحن بحاجة إلى اتّخاذ الإجراءات والتحرّك. أن نحوّل الكلمة إلى عمل ملموس وصادق يمكن أن يراه الناس. الموضة، وهي مرآة المجتمع، مطّلعة على كل هذه الشؤون، وأنا أسعى للعمل على التغيير في كل هذه المجالات بالطريقة التي أدير بها الشركة.

- مقولتك في الحياة: لا تستسلمي أبداً!

لذّة تستمتعين بها يوميّاً: الاستماع إلى الموسيقى بصوت عالٍ.

دائماً في حقيبة "فرساتشي": مرطّب جيّد، الهاتف، ونظّاراتي الشمسيّة. 

لون السعادة: الأشقر!

لا أخرج من دون: الكعب العالي طبعاً.

الكلمة التي تردّدينها باستمرار: I love it!

Italia

- أجمل شيء تقومين به: نهاية الأسبوع على البحيرة.

- مكانك المفضّل للزيارة: مسرح La Scala في ميلانو، مكان لا يُنسى. تشاهدين فيه أجمل الأعمال مع خلفيّات رائعة. زيارته ضروريّة إذا كنت في ميلانو.

- عمل فنّي مفضّل: "الحساء الأخير"- The Last Supper

- مكانك المفضّل للإجازات: روما، البندقيّة وفلورنسا.  

- طبقك الإيطاليّ المفضّل: كيف يمكنك اختيار واحد فقط؟