أسدل الستار على الدورة الرابعة والعشرين من "مهرجان ربيع الفنون الدولي" في القيروان بعرض مسرحية "نموت عليك" للفنان الكوميدي القدير لمين النهدي والذي كان من بين المكرّمين في السهرة الختامية للمهرجان.

و"نموت عليك" هي أحدث أعمال لمين النهدي المسرحية في نمط الـ"وان مان شو" ويعتلي بهذا العمل مسرح القيروان بعد غياب عن جمهور عاصمة الأغالبة.

وشهد حفل اختتام "مهرجان ربيع الفنون الدولي"، الذي قدّمته الإعلامية كريمة الوسلاتي، تكريم عدد من الوجوه الثقافية من أبناء القيروان، وهم: الشاعر الدكتور المنصف الوهايبي، الشاعر والأكاديمي محمد الغزي، الفنان التشكيلي حسين مقدادي، الفنان المسرحي والشاعر البشير القهواجي والفنان القدير لمين النهدي.

وسجلت الدورة الحالية عودة المهرجان الى نشاطه بعد انقطاع سنتين بسبب جائحة كورونا، واختار رفع شعار "كيف نصنع المستقبل" وهو المحور الرئيس لندوته الفكرية وجلساته الثقافية.

وتمكن "مهرجان ربيع الفنون الدولي" رغم ضيق الوقت من استضافة أسماء فنية وأدبية لها مكانتها في المشهد الإبداعي العربي، وقد كُرّم خلال حفل افتتاحه كلٌ من: النوري بوزيد، جمال سليمان، درة زروق، ريم الرياحي، أسامة رزق، يوسف وغليسي، سهام شعشاع وراشد عيسى... كما اقترح على جمهوره برمجة ثرية ومتنوعة راوحت بين العروض النخبوية والتجارية.

ومن بين العروض البارزة لـ"مهرجان ربيع الفنون الدولي" سهرة النجمة التونسية أمينة فاخت في ملعب "حمدة العواني"، وهي السهرة الفنية الأولى المنظّمة في هذا الملعب، وقد شهد الحفل حضور عدد كبير من محبي الموسيقى.

وحظي المجلس الثقافي، الذي كان من تقديم الإعلامية إنصاف اليحياوي باهتمام أهل الأدب والفكر في القيروان، ودار النقاش خلاله وبحضور رئيسة "جمعية ربيع الفنون" الشاعرة جميلة الماجري حول "صناعة المستقبل" وشهد مداخلات لضيوف المهرجان من بينهم:: جمال سليمان، النوري بوزيد، درة زروق، ريم الرياحي، سهام الشعشاع، يوسف وغليسي، أسامة رزق وراشد عيسى.

وعن "صناعة المستقبل" كانت الندوة الفكرية للمهرجان، والتي شارك في مداخلاتها كلٌ من: أم الزين بن الشيخة، عبد العزيز صميدة، معز الوهايبي وحياة عمامو، وبحضور مدير مهرجان ربيع الفنون الدولي المسرحي حمادي الوهايبي.

وخصّصت الندوة الفكرية لمناقشة دور الفنون والثقافة في صناعة المستقبل، وتحدث الحاضرون عن ضرورة مراجعة المنظومة التربوية، الفنية والثقافية والعمل على توظيف الماضي بصفة إيجابية رمزية تساهم في دفع الحراك الثقافي العربي.

أمّا الأمسية الشعرية العربية لـ"بيت الشعر" في القيروان، والذي تديره الشاعرة ورئيسة جمعية ربيع الفنون الدولي جميلة الماجري فعكست مدى اهتمام جمهور عاصمة الأغالبة بفن الكلمة، وتمتع الحاضرون بسماع أبيات الشعر لكل من يوسف وغليسي من الجزائر، سهام الشعشاع من سوريا، راشد عيسى من الأردن، ومحمد الغزي ومنصف الوهايبي من تونس.

وضمن برمجة الدورة الرابعة والعشرين، تفاعل الجمهور مع عدد من العروض على غرار حفل للفنان أحمد الماجري، فليم "الكاهن" في حفل الافتتاح وبحضور كل من درة زروق وجمال سيلمان، فيلم "عرايس الخوف" للنوري بوزيد، مسرحية "حديقة الوئام" للمخرج محمد نبيل الزايدي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية في القيروان، مسرحية "ربع وقت" لمسرح الحمراء وإخراج سيرين قنون وعرض مجموعة من الأفلام القصيرة للمدرسة الوطنية للسمعي البصري في قمرت، كما تم تدشين ثلاثة معارض فنية وهي: "صورة وكلمة" للفنان البشير القهواجي في مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان، معرض الفن التشكيلي للفنانة ربيعة الرينشي في قاعة محمد الحليوي، ومعرض الكتاب بالتعاون مع "دار ميارة للنشر" في المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالقيروان.

وخُصص "فضاء عين" في القيروان ضمن برمجة المهرجان للورشات التكوينية في مجال السمعي البصري، منها دروس مخصصة في تقنيات الصورة، الصوت وكتابة السيناريو.

وعاشت القيروان على وقع "مهرجان ربيع الفنون الدولي" أجواء مميزة عبر مختلف الفعاليات الفنية والفكرية، إضافة الى تفاعل الجمهور مع ضيوف المهرجان الذين كانوا حاضرين في أسواق المدينة العتيقة وشاهدوا أهم المواقع الأُثرية والسياحية للقيروان ضمن برنامج سياحي خُصّص للتعريف بالتراث اللامادي للجهة، وساهمت وزارة السياحة والصناعات التقليدية في تنظيمه، ومن بين فعالياته: ورشة خاصة بمراحل صنع الزربية، عروض فلكلورية للفروسية والحجفة والشعر الشعبي، معرضان للصناعات التقليدية وخيمة لتذوق المأكولات القيروانية.