التعرّض لهذه المادة أثناء الحمل يؤثر سلباً في صحة الأطفال العقلية والعصبية!

18 يوليو 2022

أكدت دراسة حديثة أن الأطفال الذين تعرّضت أمهاتهم إلى نسبة عالية من ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) أثناء الحمل، خاصة في الثلثين الأول والثاني، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل سلوكية.

وأشار الباحثون إلى أن التعرض لتلوث الهواء بالجسيمات الصغيرة (PM2.5) عندما كانت أعمار الأطفال تتراوح بين 2 و 4 سنوات مرتبط بالإصابة بضعف الأداءين السلوكي والمعرفي.

وتضمنت الدراسة بيانات تم جمعها من 1967 أماً تمت متابعتهن أثناء الحمل، وذلك على مستوى ست مدن، هي: ممفيس، تينيسي، مينيابوليس، روتشستر، نيويورك، سان فرانسيسكو، سياتل وياكيما، واثنتان في واشنطن.

واستخدمت الدراسة نموذجاً متطوراً لمستويات تلوث الهواء في الولايات المتحدة الأميركية على أساس العاملين الزمني والمكاني، وقد تم تطويره في جامعة واشنطن، وتمكن الباحثون من تقدير معدل تعرض كل أم وطفل خلال فترة الحمل والطفولة المبكرة لتلوث الهواء.

وأكد الفريق البحثي أن التعرض لنِسب زائدة من ثاني أكسيد النيتروجين وتلوث الهواء بالجسيمات الصغيرة يعتبر أمراً حيوياً للدراسة، لأن آليات بيولوجية معروفة داخل جسم الأم تتأثر باستنشاق الأخيرة لهذه الملوثات، وتربط ذلك بتأثيرات طرأت على المشيمة ونمو دماغ الجنين.

علاوةً على ذلك، بمجرد ولادة الطفل، فإن السنوات القليلة الأولى في حياته تُعدّ مرحلة رئيسة لتطور الدماغ، حيث تتزايد الروابط العصبية بشكل كبير في تلك الفترة، ويصل الدماغ خلالها إلى نسبة 90٪ من حجمه المستقبلي الذي سيكون عليه خلال فترة البلوغ.

كذلك أشار الباحثون، بالنسبة الى الأطفال الصغار، إلى أن ملوثات الهواء التي تغزو أعماق الرئة وتدخل الجهاز العصبي، تسبب أضراراً في المناطق ذات الصلة بالمهام السلوكية والمعرفية.

وركزت الدكتورة كاثرين كار، من أهم الباحثين الرئيسيين في الدراسة والأستاذة في كلية الصحة العامة وكلية الطب بجامعة واشنطن، على أن الدراسة الجديدة تعزز التأثير البالغ لتلوث الهواء في سلامة وصحة الأطفال العقلية والعصبية، سواء في أشهر الحمل التسعة أو في مرحلة الطفولة.

وبشكل أكثر تحديداً، وجد الباحثون أن التعرّض لتلوث PM2.5 كان مرتبطاً بشكل عام بمشاكل سلوكية لدى الفتيات أكثر من الفتيان، وأن التأثير السلبي للتعرض لـ PM2.5 في الثلث الثاني من الحمل في معدل الذكاء كان أقوى لدى الذكور.