يضيء كتاب "صفحات من تاريخ حصرون" للكاتب جاك السيد على صفحات تاريخية مشرقة من بلدة حصرون، البلدة التي تّغنّى بها الشاعر الفرنسي لا مارتين ولقّبها بـ "وردة الجبل"، والمشرفة على الوادي المقدس. وتعمّد فيه الباحث، عبر كل فصوله الوثيقة بشتى أنواعها وأشكالها، من مخطوطة إلى صورة فوتوغرافية إلى أية معلومة من هنا وهناك... توخّي الدقة القصوى في إضاءاته على التاريخ الاقتصادي، والاجتماعي، والزراعي، والإنمائي، والسياسي، منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا.

الباحث جاك السيد، عمل خلال سبع سنوات بدقة العامل الموضوعي ليقدّم الى قرائه باكورة أعماله البحثية. فانطلق واقعياً وفعلياً رغم ندرة المعلومات، من بيئة حصرون االمنفتحة، منذ وجودها، على العالمَين الداخلي والخارجي. فالتاريخ ليس جزءاً من الزمن الذي انقضى، إنما يصنع الحاضر الذي لا يكتمل استمراراً إلا في المستقبل. كما أن معرفة الماضي والتراث في عمقه التاريخي وبمظاهره المتعددة، هي الشرط الأساسي لإدراك الهوية الحضارية ولتنمية الشعور بالانتماء. وبمقدار ما نحب نؤمن ونتحرر...