دراسة تؤكد عدم جاهزية نظم الصحة العالمية لمواجهة وباء آخر بعد كورونا

15 سبتمبر 2022

كشف استطلاع عالمي لتقييم آثار جائحة كورونا على العاملين في مجال الصحة والرعاية أن الضغوط الحالية المتأتية من ضعف التمويل، ونقص الموظفين، والاستعدادات غير الملائمة تشير إلى عدم أهلية النظم الصحية في كل أنحاء العالم للتعامل مع جائحة أخرى.

واتفق 49 % من المتخصصين في الرعاية الصحية، الذين شملهم الاستطلاع في دولٍ مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ونيجيريا والهند والبرازيل، على أن غياب الاستعداد هو أحد أكبر التهديدات التي تواجه أنظمة بلدانهم الصحية في حال ظهرت جائحة أخرى بنفس خطورة وباء "كوفيد-19" خلال السنوات الخمس المقبلة.

أجرت يوغوف (YouGov) الاستطلاع بتكليفٍ من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، مبادرة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة قطر.

وبحثت الدراسة مدى تأثير جائحة "كوفيد-19" في حياة العاملين في مجال الصحة والرعاية. كما حاولت فهم مشاعر العاملين في مجال الرعاية الصحية تجاه حياتهم المهنية ومكان عملهم، وكذلك استكشاف ما يحمله مستقبل الرعاية الصحية من وجهة نظرهم.

ومن بين العوامل التي قد تجعل النظم الصحية العالمية عرضةًً للفشل في حال حدوث جائحة جديدة، أشار 60 % من المتخصصين في الرعاية الصحية إلى تدني الدعم المالي، فيما شدّد 55 % من المستطلعين على أن نقص المواهب هو أحد العوامل الرئيسية الخطِرة على كفاءة النظم الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر 44 % من المستطلعين أن عدم القدرة على دعم المرضى بشكل صحيح، يشكّل أيضاً تهديداً لأنظمة بلدانهم الصحية.

وعلّقت سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لـ"ويش"، قائلةً: "تسلّط نتائج الدراسة الضوء على بعض التحديات الحرجة التي فرضتها علينا جائحة كورونا على مدار العامين الماضيين، والتي لا يزال أولئك الذين يقدّمون الرعاية لنا يحاولون التخفيف منها حتى اليوم. بصفتنا مناصرين لعالم يتمتع بصحة أفضل من خلال التعاون العالمي، فإننا نحث الحكومات، وقادة القطاع، وواضعي السياسات على أخذ هذه الأفكار والعمل على بناء أنظمة صحية من الجيل التالي تكون جاهزة بشكل أفضل لمواجهة تحديات مماثلة في المستقبل، من أجل تحسين معايير الرعاية، والأهم من ذلك، تخفيف العبء الذي تشعر به القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية لدينا".

وأضافت سلطانة أفضل: "لقد أدى الوباء الحالي إلى إجهاد النظم الصحية في سعيها لإيجاد تدابير استجابة عاجلة مثل زيادة قدرة قطاع الصحة، وتعزيز مكافحة العدوى، والانتقال إلى نماذج الرعاية عن بعد، وتمكين توزيع اللقاحات على الجميع، وغيرها. هناك حاجة لتقييم التحديات، ولإقبال الجهات المعنية على تمكين الاستجابة على المستوى الوطني، وكذلك توفير فرص تسريع تبادل الاستراتيجيات على الصعيد الدولي".

"ويش" هي منصة عالمية تجمع خبراء الرعاية الصحية وواضعي السياسات والمبتكرين معاً لتوحيد جهودهم بهدف بناء عالم يتمتع بصحة أفضل. وتهدف "قمة ويش"، التي تُقام كل سنتين، إلى عرض أبحاث "ويش" القائمة على الأدلة، ومناقشة السبل الكفيلة بترجمة نتائجها إلى حلولٍ عمليّة قائمة على السياسات تساعد في تعزيز خدمات الرعاية الصحية في كل أنحاء العالم.

ومن المقرر أن تُعقد الدورة السادسة للقمة هذا العام بشكلٍ يجمع بين الحضور الفعلي والافتراضي في الفترة من 4 إلى 6 تشرين الأول/أكتوبر تحت شعار "نحو مستقبل مفعم بالحياة". ستستكشف القمة بعمق إرث "كوفيد-19" من وجهات نظر مختلفة، بما في ذلك كيفية بناء أنظمة رعاية صحية أكثر مرونةً واستدامة، وتحسين استجابتنا لأزمة الصحة النفسية التي يواجهها العاملون في مجال الصحة والرعاية، وتسخير التقدّم السريع في الابتكار الصيدلاني الذي حدث أثناء الجائحة.