إليكم التغييرات المطلوبة للوقاية من أمراض القلب

23 سبتمبر 2022

لمناسبة اليوم العالمي للقلب، يقدّم الدكتور روني شنتوف، استشاري أمراض القلب في معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، بعض النصائح والتغييرات الممكن اعتمادها في أسلوب العيش للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، والحدّ من السُّمنة، والتوتر وعوامل الخطر الأخرى، مع التركيز على صحة القلب.

تبدأ الوقاية من المنزل. ولعل أهمها اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. إلا أن ذلك مجرد بداية. فتناول الطعام الصحي يشمل تجنّب الأطعمة المعالجة، لا سيما تلك المعالجة بإفراط، والتي تشمل مجموعة من الأطعمة المعلّبة. ويوصى بتناول الأطعمة الكاملة، مع التركيز على الخضار غير النشوية، والفواكه، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والسمك، وإذا كان الشخص يتناول اللحوم، يتعين عليه التركيز على تلك غير المعالجة منها. ويجب تحضير معظم الأطباق قدر الإمكان في المنزل، والحد من تناول الوجبات السريعة لضبط المكونات والكميات حسب الحاجة.

من جهة أخرى، يجب ألا يقلّ وقت ممارسة الرياضة للبالغين الأصحّاء عن 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط الرياضي معتدل الشدّة، إلا أن تحقيق 300 دقيقة أسبوعياً يعتبر أفضل طريقة للحفاظ على صحة القلب على مستوى الرياضة. وإذا كان الشخص في بداية طريقه للاعتياد على النشاط الرياضي، يجب التأكد من البدء بروية وتعزيز قدرة الجسم على التحمل تدريجاً. وفي حال ظهور أي أعراض شديدة أو الشعور بالإرهاق الحاد أو بعدم الراحة، لا بد من مراجعة الطبيب لإجراء الفحص والتقييم اللازمين. ويتعين أيضاً إدخال بعض تمارين المقاومة في نظامنا الرياضي لتعزيز صحة العضلات، في حين يساعد ذلك في استقرار مستويات السكر والكوليسترول في الدم.

كما أن تجنّب التدخين بكل أشكاله وأنواعه أمر حتمي للحد من المخاطر الصحية على القلب والأوعية الدموية، نظراً لما يتسبب به من تراكم ترسبات داخل الأوعية الدموية تعيق تدفق الدم بحرية، ما يهدد الشخص بالتعرض للجلطات. ونقصد هنا بكل أنواع التدخين، أولئك الذين يتعرضون للتدخين الثانوي، أو مدخّني السجائر الإلكترونية والغليون والشيشة والسجائر التقليدية.

ويعتبر الحد من التوتر عنصراً أساسياً لصحة القلب والحد من مخاطر أمراض الشريان التاجي، ويجب أن يكون التأمل أو اليوغا أو المشي أو ممارسة هواية مفضلة جزءاً من روتين حياتنا اليومية لما لهذه النشاطات من دور كبير في تقليل التوتر، كونها تناسب كل أنماط الحياة ويمكن القيام بها حين نشاء.

وفي حال وجود عوامل خطر مسبقة مثل ارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكولسترول المرتفعة أو غير الطبيعية، أو تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قبل التقدّم في السنّ، أو في حال كان الشخص مدخناً لأي نوع من أنواع التدخين أو يعاني من زيادة الوزن أو البدانة، أو مرض السكري أو ما قبل السكري، يجب استشارة الطبيب الذي سيضع خطة رعاية مُحكمة حسب الحالة.

ولا بد من التذكير بأن الحفاظ على جسم سليم ومعافى يبدأ من المنزل. شجّع والديك وإخوتك وأطفالك وأفراد أسرتك بدون استثناء على البدء بحياة صحية، لأن الهدف الجماعي يمكن تحقيقه بشكل أكثر سهولة من الهدف الفردي، حيث يساعد كل فرد من العائلة الآخر على الالتزام بالخطة الصحية المحدّدة. ويمكن أيضاً البحث عن شبكة وثيقة من الأصدقاء الذين يتقاسمون الأفكار نفسها في ضرورة اتباع أنماط حياة صحية، ويشجعون ويدعمون بعضهم البعض. فالصحة الجيدة هي أسلوب حياة وليست مسألة ترتبط بالروتين. فوجود مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يسعون وراء الهدف ذاته، سيجعل من الاعتياد على الحياة الصحية أمراً أكثر سهولة ومتعة.