نائب الرئيس لإدارة علاقات الملاّك في "روتانا" شيخة النويس: لا حدود لطموحي!

حوار: جولي صليبا 04 نوفمبر 2022

بذلت الإمارات جهوداً حثيثة لتمكين المرأة في القطاعات الحكومية والخاصة، بما في ذلك القطاع السياحي والفندقي. وقد نجحت المرأة الإماراتية خلال الأعوام الماضية في اختراق القطاع السياحي من خلال تولّي العديد من المناصب الريادية فيه. ومن بين هذه النجاحات، قصة شيخة النويس التي تشغل حالياً منصب نائب الرئيس لإدارة علاقات الملاّك في "روتانا"، وتسعى لتعزيز علاقات العمل بين "روتانا" وملاّك الفنادق، وإطلاعهم باستمرار على أحدث التطورات والمبادرات التي يتم تنفيذها في فنادقهم. انضمت شيخة إلى "روتانا" في أيار/مايو 2011 بمنصب مدير إدارة التدقيق الداخلي، ونجحت في اكتساب معرفة كبيرة وخبرة واسعة مكّنتها من الاستمرار في الحفاظ على معايير عالية وتوجيه الكفاءات في كل عمليات المجموعة. "لها" التقت شيخة النويس وكان هذا الحوار...


- بصفتك امرأة إماراتية دخلت القطاع السياحي الفندقي وتفوّقت فيه، كيف تصفين مسيرة نجاحك؟

المسيرة صعبة وإنما جيدة، ولعلّ أروع ما فيها مشاهدة النجاح ينجلي أمام عينيك ضمن هدف واحد، ألا وهو مواصلة الإرث الذي بدأناه. أشعر بالفخر لأنني بدأت مشواري المهني من العاصمة أبو ظبي، وأؤكد لك أن التطور والتوسع والمساهمة في رفع شأن الإمارات يدفعني إلى النجاح أكثر فأكثر.

ولا شك في أن تخصّصي في المجال الصحيح، بالترافق مع الشغف والحرص على مواصلة الإرث والعمل في المجال الذي أعشقه هي من أبرز العوامل التي أثّرت في مساري الوظيفي.

- من شجّعك على خوض هذا المجال؟ ومَن هو داعمك الأول في الوقت الحاضر؟

الوالد ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة "روتانا" لإدارة الفنادق، هو من دون شك المشجّع والداعم الأكبر لي في حياتي. لقد اكتسبت من والدي الخبرة السياحية في كل اجتماعاته المهنية، لا سيما أنه صاحب رؤية وطموح في هذا المجال وفي البلد الذي نعيش فيه. وأودّ الإشارة إلى أن والدي يحب دوماً التركيز على التفاصيل والجودة، ويحزن كثيراً عند حدوث أي تقصير أو مشكلة في العمل. لذا، نسعى دائماً لتقديم الأفضل لنزلائنا.


- ما أبرز النجاحات التي حقّقتها في منصبك؟

قد يكون "منتجع وفلل السعديات روتانا" من أبرز النجاحات التي حققتها مع فريق العمل. لطالما شعرت بالفخر لعملي على هذا المشروع منذ بدايته، وقد تعاونا فيه مع فنانات إماراتيات لإظهار الجانب الإماراتي ورؤية تراثنا من خلال الفن والرسومات. وأعتقد أن هذا الأمر يؤثر إيجاباً في زوّار المنتجع ويدفعهم للعودة إليه مجدداً.

يعبّر ضيوفنا عادةً عن رضاهم وسعادتهم بالخدمات التي نقدّمها، وهذا يحفّزنا لتقديم الأفضل لهم باستمرار. وكلما ازداد رضاهم عنا وتعزّزت ثقتهم فينا، حرصنا على تقديم الأفضل لهم. وأحاول دوماً من خلال موقعي أن أمثّل "روتانا" خير تمثيل وأهتمّ بأصول الشركة وإدارتها ونموها.

- ما هي العوائق والتحديات التي تواجهك بصفتك امرأة تعمل في قطاع الفنادق؟

لم يكن هناك أي عوائق، بل على العكس كان هناك الكثير من الدعم، سواء من جهة العائلة أو الشركة أو الحكومة التي تصغي إلينا على الدوام وتوفر لنا كل ما نحتاج إليه للنمو. بالإضافة إلى ذلك، لدينا في الشركة نظام دعم من القيادة ومن الشيخة فاطمة التي دعمت النساء بقوة في النمو الوظيفي.

- هل تلقى المرأة الإماراتية الدعم الكافي لخوض غمار العمل؟

بات معلوماً أن غالبية العاملين هم من النساء اللواتي أثبتن جدارتهنّ باستحقاق. ولو لم تلقَ هؤلاء النساء الدعم الكافي، لما نجحن ووصلن إلى ما هنّ عليه اليوم.

- ما هي الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية لغاية اليوم؟

نجحت المرأة الإماراتية في أن تصبح وزيرة، ودكتورة، ومهندسة، وكابتن طائرة... استطاعت المرأة الإماراتية إثبات حضورها في مختلف المجالات، علماً أن الكثير منهنّ أسّسن عائلات ونجحن بامتياز في التوفيق بين العمل والعائلة.

- كيف تقيّمين مبادرات دولة الإمارات لتمكين روّاد الأعمال وتشجيعهم؟

إذا استرجعنا جائحة كورونا وفكّرنا في السبل التي اعتمدتها دولة الإمارات لحماية أهلها وسكانها والشركات كافة، ندرك تماماً أن دولتنا تفوّقت على دول الغرب. من جهة أخرى، نجحت الإقامة الذهبية في دعم المستثمرين وروّاد الأعمال، وقد استفاد الكثير من الأشخاص من هذه الإقامة الذهبية لتأسيس أعمالهم الخاصة، وهذا ساعدنا في خفض تكلفة تأشيرات العمل، وبالتالي الصمود أكثر في أعمالنا.

- ماذا عن مبادرة "نافس" التي تسعى إلى رفع الكفاءة التنافسية لدى المواطنين وتمكينهم؟

أستطيع القول إن مبادرة "نافس" هي من أفضل الأمور التي قامت بها الحكومة لدعم القطاع الخاص وتشجيعه على دخول قطاع الضيافة وجذب الخرّيجين نحو هذا المجال.

- تعملين حالياً على تعزيز علاقات العمل بين "روتانا" وملاّك الفنادق. أخبرينا أكثر عن هذا الدور.

الثقة هي الركن الأساس في عملنا، وللاستجابة دور مهم أيضاً. فمن الضروري أن يشعر ملاّك الفنادق بوجودك الدائم معهم لمساندتهم وكسب ثقتهم.

- ما أهم عوامل نجاح روّاد الأعمال في القطاع الفندقي؟

التواصل بين الفرقاء مهم جداً للنجاح في القطاع الفندقي، إضافة طبعاً إلى التمويل والترويج والدعم من الحكومة. من شأن كل ذلك تعزيز ثقة المستثمرين في قطاع الضيافة ومساعدتهم.

- هل نجح "إكسبو دبي 2020" في تمكين روّاد الأعمال؟ وكيف عزّز الجناح الإماراتي مسيرة الكفاءات الإماراتية؟

لا شك في أن "إكسبو دبي 2020" ساعد كل القطاعات من دون استثناء. فقد زار المعرض أكثر من 20 مليون شخص، وتأثرت إيجاباً كل القطاعات، أبرزها قطاع السياحة وقطاع المأكولات والمشروبات. وتشير الإحصاءات إلى أن نتائج الأعمال بعد العام 2021 كانت أفضل بكثير من نتائج العام 2019، التي اعتُبرت آنذاك ممتازة. وأودّ الإشارة إلى أن الجناح الإماراتي نجح فعلاً في تقديم الصورة الحقيقية لروح الإمارات، منذ تأسيسها وحتى اليوم.


- من هم الأشخاص الذين تركوا أثراً في حياتك؟

أمي تركت أثراً كبيراً في حياتي، ولا يزال تأثيرها مستمراً لغاية اليوم.

- أهم الدروس التي تعلّمتها في الحياة؟

المثابرة والصبر من أهم الأمور الواجب اعتمادها في الحياة، إضافة طبعاً إلى الثقة والعرفان بالجميل. فعندما ينجز أي شخص عملاً جيداً، لا بدّ من شكره وتقديره. ولا ننسى طبعاً أهمية التواضع والتحلّي بالإيجابية.

- إلى أين يمتدّ طموحك؟

لا حدود لطموحي!

- فلسفتك في الحياة المهنية...

أحبّوا ما تفعلونه وافعلوا ما تحبّونه!

- نصيحتك لكل شابة عربية لا تزال متردّدة في خوض غمار ريادة الأعمال...

لا تدعي أي شيء يمنعك من التعلّم، ولا تتردّدي أبداً في طرح الأسئلة. واظبي باستمرار على التعلّم، وتحلّي دوماً بالفضول وحب الاستكشاف.