الدكتورة عائشة عبدالله الخوري: 80 في المئة من العلماء في الإمارات هم من النساء

الإمارات - "لها" 03 يناير 2023
عائشة عبدالله الخوري، عالمة إماراتية مجتهدة وطموح، فخورة بإنجازاتها، عملت فأبدعت وفازت بجائزة "لوريال باريس للعلوم". هي نموذج نسائي عن الرؤية الحكيمة للقيادة الإماراتية الاستشرافية بشأن محورية دور المرأة وتمكينها في شتى القطاعات.

- حدّثينا عن الاكتشاف الذي هو سبب اختيارك من "لوريال باريس" لجائزة أفضل عالِمة؟

ابتكرتُ مادة محفّزة تُستخدم لتحويل ثاني أوكسيد الكربون، أحد الغازات الدفيئة، بنسبة عالية وعلى درجات حرارة منخفضة، إلى غاز الميثان بهدف الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري وإيجاد حلّ لأزمة استنفاد مصادر الطاقة. المحفّزات هي عبارة عن مواد تسرّع التفاعل الكيميائي، وتخفّض درجة الحرارة أو الضغط المطلوب لبدء التفاعل الكيميائي، تُضاف إلى المفاعل لتسهيل العملية أو التفاعل الكيميائي، من دون أن يتم استهلاكها. المحفّزات التي أُعدّها في المختبر هي مواد صديقة للبيئة تتميز بنسبة أداء عالية وبتكلفة أقل، ويمكن استخدامها لإنتاج وقود نظيف بهدف تشغيل مولّدات الطاقة ومحرّكات السيارات. وهناك استخدامات عدة أخرى لغاز الميثان، بحيث يمكننا تحضير العديد من المركّبات العضوية مثل الكلوروفورم، والفورمالديهايد الذي يُستخدم في التحنيط وفي الغِراء،كما يمكن استخدامه في صناعة البلاستيك، والكحوليات، والأحماض، والقواعد. ويدخل غاز الميثان في عملية تصنيع العقاقير الطبّية، وأيضاً في غاز الطبخ بنسبة 90%. وبتواجده في الغاز الطبيعي بنسبة كبيرة، فإنه يستخدم كمصدر طاقة للطهي وتدفئة المنازل وتبريدها.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

لا شك في أن طريق الأحلام معبّد بالصعوبات، وطريق الوصول لأي حلم أو شغف مليءبالتحديات، ولكن لا يصل الى النهاية إلاّ ذوو العزيمة والإرادة. إحدى الصعوبات التي واجهتني هي فترة العمل خلال جائحة كورونا، التي تسبّبت في تأجيل عدد من مشاريعي، وإغلاق المختبرات، وذلك حفاظاً على سلامة جميع روّاد الجامعة. فكما هناك صعوبات، هناك رؤى لتمهيدها وتسهيلها. والجهود المبذولة اليوم، ساعدت في تخطّي الجائحة وتسريع خطط العودة الى الحياة الطبيعية.

- هل من تمييز في المجالات العلمية بين الرجل والمرأة؟

تحظى نساء الإمارات بدعم متجدّد وحرص مستمر من القيادة الرشيدةوسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" حفظها الله، على دعم المرأة الإماراتية وتمكينها في شتى القطاعات، وبالأخص في المجال العلمي، حيث وفّرت الدولة كل السبل والإمكانات لريادة المرأة الإماراتية وتميّزها وتأمين البيئة الحاضنة التي تولّد الإبداع. باتت المرأة اليوم شريكاً للرجل الإماراتي في تنمية وطنبدون تفرقة. نحن نشكّل 3.1 ملايين من عدد السكان في الإمارات، وعندما نذكرمصطلح تمكين المرأة فإننا بلا شك رائدات في المنطقة، حيث بلغ معدل تعليم النساء في الإمارات 95.8% وتصل نسبة الطالبات في جامعة خليفة إلى 57%، وتشكّل نسبة الطالبات في برامج الدراسات العليا 50%. ولعل أبلغ مثال علىحرص الدولة على إشراك المرأة في مسيرة التنمية الاقتصادية هو نسبة تشكيل النساء المشارِكات في فريق مشروع الإمارات للمريخ 34% ونسبة 80% من فريق العلماء. تشغل المرأة الإماراتية الآن مناصب قيادية في كل أنحاء الدولة، مدعومةً بالتشريعات والقوانين التي عزّزت حقوقها ومشاركتها.

- ما هو القانون المجحف بحق المرأة الذي تتمنين أن يتغير في عالمنا العربي؟

عالمنا العربي في تغيّر مستمر إلى الأفضل، حيث لحظنا في الآونة الأخيرة توجهاً جديداً في المنطقة بأكملها. تغيرت القوانين والسياسات، فأصبحت أكثر دعماً في تحقيق المزيد من التقدم فيما يخص حقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل بما يتناسب مع طبيعتها، حيث ينص الدستور الإماراتي على حق المرأة في التعليم، وشغل الوظائف الحكومية، والحصول على المساعدات والمزايا الاجتماعية والصحية. آمل أن تحذو بعض الدول العربية حذو دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تبوّأت المركز الـ 18 عالمياً والأول عربياً في مؤشر المساواة بين الجنسين وفق التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020بإلزام المؤسسات إشراك العنصر النسائي في مجالس إدارات الجهات الحكومية، الاتحادية والمحلية.

- أي عالم تريدين لأطفالك أن يرثوا من بعدك، خصوصاً البنات؟

أريد لهم عالماً مماثلاً لعالمي، ووطناً مثل وطني الإمارات، فإذاً هم في أمان وخير. وطني هو الذي جعلني أقترب من حد الابتكار وتحقيقه. فقد حرصت الدولة على توفير فرص التعليم للمواطن والمقيم وبالمجان، ووفّرت الدعم المادي وبرامج الابتعاث والرعاية السخية التي تميزت بها عن غيرها من الدول. وبالتالي فقد ساهم هذا السخاء في تحرير عقولنا من أعباءقد تقف عائقاًفي وجه الكثير من المواهب التي لم تحصل على هذا الدعم، والنهوض بالفرد وتشجيعه لبذل المزيد، وللحصول على المعرفة والوصول إلى الابتكار.