عالم هيرمس للرجال...

خطوط الموضة, تصميم أزياء, أزياء رجالية, ملابس / ثياب الرجال, عالم الأزياء, رجل / رجال أعمال, هيرمس

04 ديسمبر 2012

ليس غريباً أن تكون دار Hermès إحدى أكثر الدور شهرة في العالم في ما يتعلق بالحقائب اليدوية، لكن ربطات عنقها تلاقي أيضاً نجاحاً كبيراً.
فحين أطلق روبير دوماس- هيرمس ربطات العنق الحريرية عام 1949، نجحت في جذب نخبة الزبائن والأشخاص الذين يهتمون للنوعية أكثر من الموضة.
التقيت السيد كريستوف غوازنو، المدير الإبداعي لقسم الحرير الخاص بالرجال، الذي كان لطيفاً ورقيقاً بقدر الحرير الذي يصممه ويبتكره.

للاحتفال بتوسع قطاع الرجال في الدار، أقامت دار Hermès حفلة افتتاح «عالم Hermès للرجال» (Hermes Men's Universe) في باريس في المقر السابق للبورصة، قصر برونجنيار.
تولى تحضير ذلك الحدث المديرة الفنية الإبداعية فيرونيك نيشانيان وبيار أليكسي دوما. وحظي الحاضرون باحتفال بصري من التركيبات، والاستعراضات، ووليمة فخمة، وحفلة فنية إضافة إلى عارضين قدموا مجموعة الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2012.
لكن بالإضافة إلى الفخامة والتسلية، كان الهدف الرئيسي من الحدث إلقاء الضوء على التنوع في أساليب عيش وأذواق زبائن Hermès في فرنسا.
واللافت أن أوروبا لن تكون الوحيدة الشاهدة على عالم هيرمس (Men's Universe)، إذ سينتقل الحدث أيضاً إلى الولايات المتحدة، وتحديداً نيويورك وسياتل وسان فرانسيسكو، على أن يتكيف مع حياة زبائن Hermès في تلك المناطق.
بالنسبة إلى كريستوف غوازنو، المدير الإبداعي لمجموعات الحرير الخاصة بالرجال في الدار، قد يكون هذا التسليط على المجموعات الرجالية، من الملابس الجاهزة والأحذية والساعات والعطور، بمثابة ذروة وجوده في دار Hermès.
فقد انضم غوازنو إلى الماركة حين كان في الحادية والعشرين عام 1987 وترقى إلى منصب مدير مجموعات الحرير الخاصة بالرجال، وهو مدرك تماماً لتطور الماركة خلال فترة وجوده في الدار.
«منذ عشرين عاماً وحتى الآن، كانت هناك محاور ومواضيع أساسية»، يقول غوازنو مع التشديد على التناغم المرادف لاسم Hermès. «القيمة، النوعية، الأفكار والعلاقة مع الزبون كانت وستبقى دوماً هي نفسها».

لكن ماذا عن مجموعة الرجال؟ «مجموعة أكسسوارات الرجال في ذلك الوقت لم تكن مهمة. التويل المطبع كان في قطعتين والموديلات الكلاسيكية ارتبطت بالأحصنة والمراكب التي هي مواضيع تقليدية جداً في دار Hermès ».
ثمة مجموعة يذكرها جيداً وهي مجموعة Fantasy عام 1988/1989 التي لاقت رواجاً سريعاً وشعبية كبيرة بين زبائن Hermès.
«إذا عدنا إلى تلك المجموعة، نجدها فريدة جداً في تلك الحقبة، وغير عادية. نحن مدركون تماماً لذلك، ونرغب في إجراء تحول. نحب المرح»، يقول غوازنو. التجارب والابتعاد عن التقاليد كانت بمثابة عملية بطيئة في الدار، ويقول غوازنو إنه برزت الحاجة إلى خمس أو سبع سنوات حتى تتطور المجموعة، وقد تزامن ذلك مع طريقة وضع الرجال لربطات العنق.
«أرادوا شراء شيء قريب من قلوبهم ومزاجهم. هذا شخصي. لذا، في تلك الفترة، أمكننا توسيع المجموعة باستعمال مواد وأنماط وأشكال مختلفة.
كانت فرصة كبيرة للتعبير عن المزيد من الإبداع. لم تكن هناك قواعد»، يضيف بحماسة.

هذه الحرية الإبداعية دفعت غوازنو إلى تصميم ربطة عنق حريرية أضيق من مقياس Hermès القائم على 3.58 إنش وقلّصها إلى 2.75 إنش من حيث العرض مع ألوان كلاسيكية أنيقة، وحبكات ونقوش مربعة، مما أضفى لمسة ناعمة ومعتقة تقريباً على ربطات العنق التي لقيت رواجاً كبيراً لدى الزبائن الباحثين عن ربطات عنق بعيدة عن الطابع الرزين والمائلة بدل ذلك إلى التصميم المتكلف مع طابع شاب تزامن ربما مع الشعبية المتزايدة لبرامج تلفزيونية مثل Mad Men والبذلة النحيلة القصة التي تذكرنا بحقبة 1960.
وعن هذا القياس تحديداً يشرح غوازنو قائلاً: «الفكرة من هذا أن قياس 8 سم سيبقى معك لبعض الوقت. إنه أنيق.
إنه شيء يمكنك وضعه اليوم وبعد سنتين أيضاً. يستطيع المنتج أن يبقى معك وقتاً طويلاً، وقد كانت الاستجابات معنا جيدة.
حتى الزبون الكلاسيكي رضي عن هذا القياس». يتضح جلياً أن غوازنو يحترم رغبات زبائن Hermès التقليديين، مع الإيمان في الوقت نفسه بأن التطور في المجموعات الفخمة الخاصة بالرجال أمر ضروري».
يقول غوازنو: «أظن أن الأشخاص يبحثون عن أشياء جديدة وحيوية لتجربتها». ورغم أن الرجال أصبحوا أكثر مغامرة في اختيارهم لربطات العنق، فإن فكرة حمل واستعمال أكسسوارات عدة لا تزال جديدة على العديد من الرجال.

كيف يواجه غوازنو التحدي في ابتكار أوشحة وأكسسوارات تلقى قبولاً لدى الرجال؟ «أظن أنها مسألة عقلية، لكننا لغاية الآن نبتكر تصاميم هندسية ورجالية بالترافق مع الألوان. في بعض الأحيان، يخاف الرجال من شراء الأوشحة.
فكرة أوشحة النساء قوية جداً بحيث يحتاج الأمر إلى بعض الوقت، لكننا أصبحنا الآن في اتجاه جيد ونملك الكثير من الأفكار والملابس الجاهزة والأكسسوارات الخاصة بالرجال».
في النهاية، إن التزام غوازنو بالتصميم الذكي والجميل هو الذي يضفي الطابع الجمالي على أكسسوارات الحرير الخاصة بالرجال في دار Hermès ، وتعتبر أفكاره مزيجاً نخبوياً من التأثيرات».
يقول: «يمكن أن أستوحي الأفكار من أشياء عدة. أبحث في أرشيفنا، وأنظر أيضاً إلى المصممين والرسامين الجدد. بعد ذلك، تأتي الفكرة من موضوع عام، وبالتالي فإن الأمر مختلف تماماً عن منافسينا».
يكمن الفرق ربما في النسب والتاريخ الذي تملكه الدار الفخمة، ويعني ذلك أن دار Hermès تملك ثروة غنية من الأفكار الخاصة بها والتي يمكن الاستفادة منها بالترافق مع مفهوم التيارات المتبدلة». لا شك في أن المرء يتأثر دوماً بالخارج، لكني أحاول ألا أنظر إلى الأكسسوارات.
نملك مادة قوية ومصمماً إبداعياً ورساماً، ونملك طريقة خاصة في ابتكار المنتج. في النهاية، أظن أن الأمر فردي جداً. نحن نصنع الأشياء في Hermès في مصنعنا، وهذا مهم لأننا نؤمن بأفضل نوعية».

والواقع أن هذه الجودة في النوعية هي التي تجذب زبائن Hermès المتزايدين باستمرار، لكن غوازنو يمتلك أفكاره الخاصة لناحية السبب الذي يدفع الناس إلى اختيار الماركة.
«إنها ربما مجموعة البحر»، يقول مشيراً إلى المجموعة المرحة والأنيقة التي صممتها الفنانة فاليري داولات دومولين. «تشعر بالمتعة عند ارتداء الأكسسوارات، ولمس دفتر اليوميات وحمل الحقيبة.
من المهم الآن اقتناء شيء يدوم وقتاً طويلاً». لكن غوازنو يرى أن شهرة الماركة تتعدى أي مجموعة فردية. «إذا أتى الزبون إلى Hermès ، فلأنه يريد شيئاً مختلفاً يجعله فريداً فعلاً. إنها تجربة شخصية».

تلك اللمسة الشخصية، التنبّه للتفاصيل والتنوع هي التي تجذب الرجال من خارج فرنسا إلى هذه الماركة، وهذا ما يبرر توسع Hermès Men's Universe إلى مناطق وبلاد أخرى.
وعلى رغم التنوع في الزبائن، يصرّ غوازنو على أن هذا لا يؤثر كثيراً في عملية التصميم. «الهدف الأساسي لدى Hermès هو ابتكار مجموعة تتيح لأي مدير في أي فرع أن ينتقي ما يراه الأفضل لمتجره في بلده.
نحن ننجز الأمور التي نعرفها». والواقع أن هذه المعرفة لمنتجات Hermès وزبائنها هي التي تضمن النجاح الطويل الأمد للدار. «نحن ماركة فرنسية ونؤمن بأن المنتج الجيد هنا في فرنسا سيكون منتجاً جيداً في بقية أرجاء العالم».
ويعتبر مشروع Hermès Men's Universe المشروع الذي يرغب الرجال في أن يكونوا جزءاً منه.