برامج تلفزيونية

لها في كواليس 'عظمة على عظمة'... تحيّة شكر وتقدير لعمالقة الفنّ في العالم العربي

يوسف عرفات, دنيا بطمة, كارمن سليمان, ياسر سامي

26 أبريل 2013

«عظمة على عظمة»... أقلّ ما يُقال عن الجهد المبذول تحضيراً وتصويراً لهذه الأغنية التي أراد عبرها نجوم الموسم الأول من Arab Idol توجيه تحيّة عظمة إلى نجوم الفنّ ورموزه في العالم العربي. الأغنية من كلمات هاني الصغير، وألحان محمد رحيم وتوزيعه، وأداء كل من كارمن سليمان ودنيا بطمة ويوسف عرفات، ومن إنتاج شركة بلاتينوم ريكوردز. وهي، كما وصفها كاتبها عبارة عن ديباجة فنيّة تحمل في طياتها رسالة شكر وتقدير لنجوم أثروا الموسيقى العربيّة بفنّهم الخالد، وكرّسوا حياتهم في سبيل الأغنية العربية كلمة ولحناً وأداءً، معتبراً أنها تتحمّل أن يؤدّيها 3 مطربين لعمق فكرتها، ومتوقعاً أن تحقق هذه التجربة الجديدة نجاحاً بقدر الجهد المبذول.

ساعات طويلة من التحضير والبحث سبقت أيام التصوير الثلاثة المتواصلة التي أدارها المخرج المصري ياسر سامي الذي اعتبر الأمر تحدّياً، إذ لا بد من تقديم العمل ضمن رؤية إخراجيّة متميزة، تتماشى مع الموضوع الذي طرحته الأغنية، وتكون بمثابة رسالة شكر منه لعمالقة الفنّ الأصيل.


شارع جامعة الدول

كان لـ «لها» فرصة الوجود في كواليس تصوير الكليب منذ مراحله الأولى في القاهرة، من تحضير واختيار الأزياء الخاصة بالنجوم الثلاثة والراقصين والكومبارس، إلى بناء الديكورات الخاصة للفيديو كليب في شارع عماد الدين في مدينة الإنتاج في القاهرة. هذا الشارع الذي شهد لأيام ثلاثة متتاليّة حركة غير عادية وفريق عمل يتألّف من عشرات الأشخاص، والذي نال بجدارة لقب «شارع جامعة الدول». فقد كان عبارة عن 9 مواقع تصوير تمتد على طول الشارع، وكل موقع يمثّل لوحة تحملُ في طيّاتها روح إحدى الدول العربيّة بأسلوب غير تقليدي.


لوك عصريّ...

منذ مراحل تحضير الكليب الأولى، ظهر نجوم «آيدول» كارمن ودنيا ويوسف بـ «لوك» عصري مع لمسات كلاسيكيّة، بما يتماشى مع فكرة العمل. ولم يكنْ الأمر سهلاً، فما بين بروفات التصوير وبروفات الشعر والماكياج للفتيات واختيار الملابس الاكسسوارات المناسبة، لم يتبقّ من ليل نجوم التريو سوى بضع ساعات للنوم. وكانت النتيجة: يوسف عرفات في «سبور شيك»، بنطال من الجينز وقميص أبيض مع جاكيت رمادي وأسود وكمّين مثنيّي الأطراف، لوك عصري طبيعي. أما كارمن سليمان، فقد تألقت بستايل مارلين مونرو وسعاد حسني وبراءة المراهقة -الشابة، فستان أبيض فضفاض أسفل الخصر، وحزام وردي معقود على شكل «ريبون» على الظهر، ماكياج بسيط وشعر مموّج. أما دنيا بطمة، فتميّزت بفستانها الأزرق وأناقتها المعهودة، لتبدو أنيقة وعصرية.

 
الخامسة فجراً...

بدأ يوم التصوير الأوّل عند الخامسة فجراً، سيارات الإنتاج تخترق سكون الشارع المؤدي إلى موقع التصوير داخل مدينة الإنتاج، كارافانات تتمركز في الشارع الموازي لموقع التصوير بداخلها نجوم التريو وأحلامهم... فقد أتعبتهم التحضيرات، ولم يحظوا سوى ببضع ساعات من النوم، فاستغلّوا انشغال فريق الإنتاج بتحضير الموقع والإضاءة وغيرها واسترقوا بضع ساعات إضافية من النوم... ولكن يبدو أنها لم تكن كافية!!

فخلال النهار كان لهم محطات مع «الاستراحة»، فعند تغيير الديكور، ينامون... وفي استراحة الغداء، ينامون... ووقت تغييرماكياج كارمن ودنيا، ينام يوسف... وخلاصة الموضوع أن المخرج ياسر سامي هو الشخص الذي كان موجوداً – صاحياً – معظم الوقت فكان لنا معه لقاء أول...   


المخرج ياسر سامي

اعتبر المخرج ياسر سامي أن تجربة اخراج هذا التريو مسؤوليَّة كبيرة، فهو أمام نجوم سجّلوا نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وتقديمهم في عملٍ مشترك يحمّله مسؤوليّة تجاه الجمهور الذي يترقب ظهورهم. وأضاف سامي أن برنامج «أراب آيدول» يؤكّد تبني MBC الدائم للمواهب الجديدة، ومساهمتها في ضخِّ دماءٍ جديدة في الوسط الفنيّ، خاصة وأن هذه المواهب تجد الرعاية المناسبة، من شركة بلاتينوم ريكوردز، الأمر التي تفتقره معظم المؤسسات الإعلامية التي تقوم بإنتاج مثل هذه البرامج. وأشار سامي إلى أن اختيار 3 فنانين من جنسيات عربية مختلفة ساهم بشكل كبير في دعم فكرة الكليب التي تهدف إلى تأريخ رموز الأغنية في العالم العربي، والذين قدّموا ألواناً غنائية متميّزة مثل أم كلثوم، فيروز، وعبد الوهاب، والعندليب عبد الحليم حافظ، ووديع الصافي، ومحمد عبده، والشحرورة، ووردة وغيرهم من أساطير الفنّ. واعتبر ياسر سامي أن الفكرة مناسبة للظروف الحالية، لأسباب عديدة، خاصة أن كثير من شباب الجيل الجديد ليس لديهم المعرفة الجيدة بتاريخ أوطانهم والعمالقة الذين ساهموا في صناعة الأغنية في كلّ بلد عربي، وأضاف: «في الظروف الحالية التي تمرُّ بها بلادنا العربية، يلعب الفن دوراً مهماً في بثّ روح الوحدة بين الشباب، أغنية «عظمة على عظمة» تقدّم نموذجا لعالم عربي وحَّدته أغانٍ خالدة لعمالقة رددَّ أغانيهم كلّ عربي، من المحيط إلى الخليج. إذاً، الفن سيستمر في كل الاحوال، وسنغني للحياة دوماً ونبدعُ في ما نقدمه من فنّ لأن رسالتنا رسالة سلام وخير وجمال».


كارمن سليمان

أعربت «محبوبة العرب» الفنانة كارمن سليمان عن سعادتها بهذا التريو الذي يجمعها بدنيا ويوسف، ما يُذكّرها بأيام تحمل الكثير من الذكريات الجميلة والشيّقة التي لا تنسى أو تعوّض. وأشارت إلى أن الأغنية مهداة لمتسابقي الموسم الثاني من «أراب آيدول»، طالبة منهم المزيد من التركيز والتحلّي بالثقة بالنفس والاستفادة من كلِّ دقيقة لهم داخل البرنامج.  


دنيا بطمة

سعادة دنيا بطمة بالكليب مزدوجة. فهو يجمعها بزميلين وصديقين من «أراب آيدول» كارمن ويوسف، بالإضافة إلى ثقتها بنجاح هذا العمل جماهيرياً، كونه جديداً من حيث الفكرة والمضمون. واعتبرت بطمة أن الأغنية بحدّ ذاتها تحمل رسالة راقيّة أبدع الشاعر الغنائي هاني الصغير في حبكها بأسلوب فني رائع وجاءت لمسات محمد رحيم لحناً توزيعاً لتأخذها إلى مستوى جديد من الإبداع.


يوسف عرفات

أعرب الفنان يوسف عرفات عن إعجابه الشديد بفكرة الأغنية لما تحملهُ من قيَم فنية، «فعمالقة الفن في عالمنا العربي خلّدوا تراثنا الفني من خلال الأعمال العظيمة التي قدّموها بكلّ حب وتفانٍ جعلها خالدة في وجه الزمن. ورغم تطوّر الموسيقى عالمياً وتأثّر العالم العربي بها، بقيت هذه الأغنيات الخالدة تأخذنا إلى تلك الأزمنة الذهبية». وأضاف: «تلك الأعمال نجحت في اجتياز اختبار الزمن، وبالتالي خلّدت أسماء صنّاعها. وجدير بنا أن نقول لهم بأسلوبنا شكراً، فقد وصلنا إلى قلوب الجمهور العربي بإحساسنا المُحَمَّل فوق إرثهم الفني بكل ما فيه من روعة الإحساس». وأشاد بالعمل مع المخرج المبدع ياسر سامي الذي يعتبر أحد أسباب حماسته للكليب لقدرته على إيصال الفكرة بأجمل شكل ممكن.