الغذاء من الطفولة إلى الشيخوخة

نصائح, غذاء الطفل / الأطفال, مراهقة / مراهقات, نمو وتطور الطفل / الأطفال, مأكولات / أطعمة مفيدة, سلامة الصحة, مراهق / مراهقون, طفل / أطفال, التقدم في السن, المرأة الحامل, الأم المرضعة, حب الشباب, إنقطاع الطمث أو الدورة الشهرية

13 مايو 2009

تتبدل حاجات الجسم الغذائية في كل من مراحل الحياة، إذ أن حاجات الطفل تختلف عن حاجات البالغ التي بدورها تختلف عن تلك التي للحامل أو للمرضعة أو للمتقدمين في السن. لكل سن حاجاتها الغذائية من الطفولة حتى سنوات متقدمة في العمر، والمهم هو معرفتها بالشكل المطلوب وتلبيتها حفاظاً على الصحة والنشاط. ورغم من اختلف الجسم بين مرحلة وأخرى، يبقى التنويع في الأطعمة الغنية بالمغذيات من المرتكزات الأساسية في غذاء الكل في كل المراحل وفي كل سن.

الأطفال من الولادة إلى الستة أشهر
يزيد طول الطفل بنسبة ٥٠ في المئة فيما يزيد الوزن بنسبة لا تقل عن ٣٠٠ في المئة خلال السنة الأولى. خلال الأشهر الستة الأولى يؤمن حليب الأم المكونات الغذائية اللازمة للطفل ولنموه، إضافةً إلى السوائل والطاقة. لذلك من الطبيعي أن تعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل من الحليب المصنّع للطفل في الفترة الأولى لما تؤمن من حماية ومناعة لما يسمح بنموه بالشكل الصحيح. وسواء أعطيت طفلك الحليب المصنّع أم اخترت له الرضاعة الطبيعية، في الحالتين يحصل على كمية الماء اللازمة له للتعويض عمّا يخسره من ماء. لكن في كل الحالات من المهم أن تعطي طفلك المزيد من الماء عندما يبدأ بتناول الأطعمة الصلبة.

الأطفال من الستة أشهر إلى السنة
يجب أن يبدأ الطفل بتناول الأطعمة الصلبة في سن ستة أشهر . لكن في المرحلة التي تخف فيها كمية حليب الأم التي تعطى له أو يحرم منها تماماً مقابل حصوله على الأطعمة الصلبة، قد يخف مخزون الحديد لديه. لذلك من الضروري أن تسعي إلى الحفاظ على مخزون الجسم من المكونات الغذائية:

 ركزي على الأطعمة الغنية بالحديد في غذاء طفلك كالحبوب الغذائية المقوّاة بالحديد الخاصة بالأطفال. كما ينصح بالأرز المقوّى بالحديد كأوّل طعام يعطى للطفل، خصوصاً أنه يتميّز بأنه يحمل خطراً أقل لتعريض الطفل للحساسية. أما الحبوب الغذائية بالقمح فلا ينصح أبداً أن تعطى في الفترة الأولى للطفل لأنها المسبب الأول للحساسية لدى الأطفال.

ينصح بالبدء بإعطاء الفاكهة والخضر للطفل بعد الحبوب الغذائية. علماً أنها مهماً جداً في غذاء الطفل لغناها بالفيتامينات والمعادن. كما أنها تشكل وسيلة لإدخال مذاقات مختلفة في غذائه وللتنويع في الأطعمة والألوان والتركيبة.

  •  يتم إدخال اللحم والدجاج والسمك في المرحلة الأخيرة.
  •  يجب عدم إضافة الملح والسكر إلى غذاء الطفل.
  •  ينصح بتجنب حليب البقر في السنة الأولى.
  • ولتجنب خطر إصابة الطفل بالحساسية بأنواعها، توجد إجراءات معينة يمكن اتخاذها وأهمها:
  •  يجب إطعام الطفل في فترة مرضه وبعدها. كما انه من الضروري الإكثار من كمية السوائل التي تعطى له، خصوصاً إذا كان يعاني إسهالاً.
  •  ينصح بإطعام الطفل في وجبات متعددة في اليوم، بما لا يقل عن أربع مرات إلى ست.
  •  يساعد تعرّض الطفل من وقت إلى آخر إلى أشعة الشمس على حصوله على حاجاته من الفيتامين د.


الأطفال الأكبر سناً

عندما يبدأ الطفل بتناول الأطعمة الصلبة، يجب التنويع في غذائه قدر الإمكان وتقديم أصناف متنوعة للتأكد من حصوله على كل حاجاته من المكونات الغذائية. لكن من الضروري أن تعرفي أنه في مرحلة الطفولة، تتفاوت كمية الأطعمة التي يحصلون عليها بشكل عشوائي بحسب درجة نموّهم بين مرحلة وأخرى. كما تختلف حاجات الأطفال كثيراً بحسب درجة نموّهم ونشاطهم الجسدي، لذلك تصعب المقارنة بين طفل وآخر. وتماماً كما بالنسبة إلى حاجة الطفل إلى الطاقة، تزيد حاجاته إلى البروتينات والفيتامينات والمعادن مع تقدمه في السن. والأفضل هو أن يخزن الطفل المغذيات تحسباً لفترة النمو السريع في المراهقة. لكن هذا لا يعني المبالغة في تغذية الطفل، فمن الضروري معرفة حاجاته وتأمينها كما هي دون الوصول إلى حد الإفراط لأن النتائج المترتبة عن ذلك تكون خطيرة، إذ يمكن أن يتعرّض الطفل إلى مشكلات كثيرة مرتبطة بالإفراط بالأكل كالسمنة وتسوّس الأسنان والحساسية.

في كل الحالات ينصح بالتقيّد بالتعليمات الآتية:

  • في حال ملاحظة تكدّس الدهون بنسبة زائدة لدى الطفل، ينصح بتقليل كمية الأطعمة «الفقيرة غذائياً» أي تلك التي تحتوي على نسبة قليلة من المكونات الغذائية. كما ينصح بتشجيعه على زيادة نشاطه الجسدي. أيضاً من المفيد الحد من فترات مشاهدته التلفزيون.
  • يمكن الوقاية من التسوس بتنظيف الأسنان جيداً وزيارة الطبيب بانتظام. كما ينصح بتجنب الأطعمة الغنية بالسكر، خصوصاً إذا كانت قابلة للالتصاق بالأسنان أو حمضية.
  • احرصي على حصول طفلك على كمية كافية من السوائل، خصوصاً الحليب والماء.
  • تجنبي الأطعمة التي قد تسبب له ردات فعل حساسية كالفستق وثمار البحر وحليب البقر. كما أن الحرص ضروري أكثر في حال وجود حالات حساسية في العائلة.

 

الأطفال الذي شارفوا مرحلة المراهقة
يرتفع نمو الأطفال بشكل واضح فيما يقتربون من مرحلة المراهقة، لذلك يحتاجون عندها إلى الكثير من الطاقة والوحدات الحرارية والمكونات الغذائية. وفيما يطرأ هذا التغيير لدى الفتاة في سن ١١ أو ١٢ سنة أي في سن البلوغ، يحين الوقت لدى الصبي في سن ١٢ أو ١٣ سنة. إليك بعض الاقتراحات والنصائح ليكون التغيير ملائماً لحاجات طفلك ونموه السريع في هذه المرحلة.

  • يجب أن تؤمني الطاقة الإضافية التي يحتاجها الطفل لنموه ولنشاطه الجسدي من الأطعمة الغنية بالمكونات الغذائية لا تلك التي تحتوي على الوحدات الحرارية«الفارغة».
  • يجب تحقيق التوازن بين الأطعمة السريعة التحضير وتلك الغنية بالمغذيات كالخبز الكامل الغذاء والحبوب الغذائية والفاكهة والخضر والمكسرات والبقول والسمك واللحم الهبر.
  • من الضروري التركيز على الحليب ومشتقاته لتأمين حاجات الجسم من الكالسيوم. ويعتبر هذا ضرورياً بشكل خاص لنمو العظام.


المراهقون والشباب في بداية العشرينات

تحصل في المراهقة تغيرات كثيرة قد لا تكون ذا أثر إيجابي في حياة المراهق، خصوصاً أن ذلك قد يؤدي إلى تغيير شامل في نظامه الغذائي. وقد ينتج عن ذلك آثار سلبية على صحته.

إليك بعض النصائح التي تساعدك في التعامل مع هذا التغيير بشكل إيجابي:

  • شجعي ابنك أو ابنتك على ممارسة الرياضة والقيام بنشاطات متنوعة.
  • قللي كمية الدهون والملح في الأطعمة التي تحضرينها.
  • احرصي على إدخال الأطعمة الغنية بالحديد والكالسيوم في غذائه
  • اعتمدي عادات غذائية سليمة وصحية ليعتمدها كنمط حياة في السنوات المقبلة.


الحامل

يجب أن تحرص الحامل على زيادة كمية المغذيات في غذائها بدلاً من زيادة عدد الوحدات الحرارية فيه، خصوصاً في الأشهر الستة الأولى من الحمل.

أهم النصائح التي يمكن إعطاؤها إلى الحامل هي:

  • عدم الخضوع إلى حمية قاسية لأنه قد يكون لذلك أثر سلبي على الجنين.
  • عدم تناول كمية مضاعفة من الأكل لأنه لا يطلب من الحامل أن تأكل عن اثنين كون ذلك قد يؤدي إلى زيادة وزن غير مرغوب فيها.  علماً أنه يطلب من الحامل زيادة كمية من الوحدات الحرارية تساوي ما لا يتعدى كمية الوحدات الحرارية في كوب من الحليب.
  • التركيز على النوعية لا على الكمية في الغذاء.
  • لبّي رغباتك بالأكل دون أن تدعي «اللقمشة» تحل محل الأطعمة المغذية التي تتناولينها.
  • تزيد حاجات الحامل إلى مغذيات معينة أهمها الحديد وحمض الفوليك واليود. وغالباً ما توصف مكملات الحديد إلى الحامل، لكن من الأفضل أن يصفها الطبيب. أما مكملات حمض الفوليك فينصح بها قبل الحمل وفي الأسابيع الأولى منه لتجنب تشوهات في القصبة العصبية Neural Tube Defects
  • ليس ضرورياً أن تزيد الحامل كمية الكالسيوم في غذائها، لكن من الضروري أن تحرص على تأمين حاجاتها كاملة منه.
  • يعود النشاط الجسدي على الحامل بفوائد عدة.  فإذا كانت نشيطة ورياضية في أيامها العادية، يمكن أن تتابع نشاطها إذا لم تكن هناك مشكلات في حملها. وإلا فمن الأفضل أن تستشير الطبيب.
  • ينصح بالإكثار من شرب السوائل.
  • يجب عدم التدخين لأن التدخين المباشر والتدخين السلبي يؤثران سلباً على نمو الجنين ويزيدان خطر الإجهاض والنقص في وزن الطفل عند الولادة وخطر حصول مضاعفات في الرحم.


الأمهات المرضعات

تحتاج المرضعات إلى الكثير من الطاقة لتلبية حاجات الإرضاع. علماً أنه من الضروري الحصول على الطاقة من الأطعمة الغنية بالمغذيات لتلبية حاجات الجسم الزائدة على المغذيات في فترة الرضاعة.

إليك بعض النصائح:

  • يجب الأكل بكميات كافية: لأنك تحرقين في الإرضاع المزيد من الوحدات الحرارية.
  • تناولي الأطعمة الغنية بالمغذيات، خصوصاً تلك الغنية بالكالسيوم وحمض الفوليك واليود والكالسيوم.
  • كلي واشربي بانتظام لأن الإرضاع قد يزيد خطر جفاف الماء في الجسم والإمساك.


النساء في مرحلة انقطاع الطمث

في مرحلة انقطاع الطمث تضعف عظام المرأة وتخف كثافتها وصلابتها بسبب التغييرات الهرمونية.

لذلك ينصح بالتركيز في هذه المرحلة على الأمور الآتية:

  • تناولي الأطعمة الغنية بالكالسيوم كالحليب أو تناولي مكملات الكالسيوم عند الحاجة.
  • مارسي الرياضة كالمشي والتمارين الرياضية فهي تساعد على الحفاظ على وزن صحي وعلى تقوية العظام.
  • اتبعي نظاماً غذائياً غنياً بالألياف وقليل الدهون والملح: أظهرت الدراسات أن النظام الغذائي الغني بالأستروجين النباتي المصدر يخفف أعراض انقطاع الطمث ك«العبقات» التي يمكن أن تتعرض لها المرأة. أما أهم مصادره فهي العدس والحمص ومشتقات الصويا كحليب الصويا والتوفو والشوفان
  • نوّعي في الأطعمة الغنية بالحبوب الغذائية وغيرها من الأطعمة المغذية كالحبوب الكاملة والأطعمة بالصويا كالتوفو، والبقول والخضر والفاكهة ومشتقات الحليب القليلة الدسم.


الأشخاص المتقدمون في السن

يخف أكل كثيرون مع التقدم في السن، مما يجعل عملية تأمين كل المغذيات التي يحتاجها الجسم أكثر صعوبةً. كما يصبح التنويع في الأكل أكثر صعوبةً.

إليك بعض النصائح التي تساعدك في تخطي هذه المشكلة:

  •  ينصح بالحفاظ على النشاط الجسدي لتحسين الشهية وتقوية العضلات.
  •  يجب الحفاظ على صحة الجسم باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
  •  ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالمغذيات كالبيض واللحوم الهبرة والسمك والكبد ومشتقات الحليب القليلة الدسم والمكسرات والخضر والفاكهة والبقول والحبوب الغذائية والخبز الكامل الغذاء.
  •  إذا كان ذلك ممكناً، ينصح بتمضية بعض الوقت خارج المنزل لتأمين حاجة الجسم من الفيتامين د الضروري لصحة العظام من خلال التعرض لأشعة الشمس.
  •  ينصح بالحد من تناول الأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية والطاقة كالكيك والبسكويت والمشروبات الغازية.
  •  يجب التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف لتنشيط الجهاز الهضمي.
  •  يجب التقليل من استعمال الملح، خصوصاً في الطهو
  •  يجب التنويع قدر الإمكان في الأطعمة واختيار السوائل المناسبة والمغذية.
  •  ينصح بتناول الطعام مع العائلة والأصدقاء لجعل لحظات الأكل أكثر متعة.